مارس 29, 2024

الأربعاء 20 كانون الثاني – روسيا تستعرض قوتها العسكرية في سوريا

حظي الدور الروسي المتزايد بنصيب الأسد من اهتمام الإعلام الأجنبي بالشأن السوري؛ حيث تحدثت صحيفة واشنطن بوست عن المكاسب التي بدأ التدخل العسكري الروسي يحققها أخيرًا على الأرض لصالح قوات الحكومة السورية، لدرجة سعي إدارة أوباما إلى تسوية تفاوضية للحرب التي تضاءلت جدًا احتمالية إحراز نصر فيها.

ورغم تأكيد الصحيفة، في تقريرها الذي أعدته رئيسة مكتبها في بيروت ليز سلاي، على أن هذه المكاسب صغيرة وتم إحرازها بشق الأنفس، إلا أنها في الوقت ذاته ترسل ظلالاً من الشك على إمكانية عقد مفاوضات جادة لإنهاء الصراع الذي يبدو أن الأسد وحلفاءه باتوا الآن مقتنعين أنهم قادرون على كسبه.

هذا التأثير السلبي للمكاسب الروسية على مستقبل السلام في سوريا، أشارت إليه أيضًا إذاعة سي بي إس نيوز، متسائلة في صدر تقريرها الذي نقلته عن رويترز: “هل تجهض انتصارات الأسد الميدانية محادثات السلام السورية؟”.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الجيش الروسي قوله إن طائراته شنت ضربات جوية ضد مسلحي تنظيم الدولة في دير الزور، ما أسفر عن مقتل 60 على الأقل. في المقابل، تحدث أحد السكان عن رؤيته جثامين قوات تابعة للحكومة تم شنقها، وحمولة شاحنة من الجثث.    

وفي سياق الحرب الإعلامية، جلب الجيش الروسي عدداً من المراسلين من موسكو إلى القاعدة للاطلاع على سير العمليات، فيما أشارت وكالة سبوتنيك إلى أن وزارة الدفاع الروسية بدأت تنشر فيديوهات بشكل منتظم لعملياتها على قناتها الرسمية على يوتيوب، حرصاً على شفافية حملتها الجوية في سوريا ضد تنظيم الدولة قدر الإمكان، على حد وصف الوكالة.

فيما أشار موقع نيوز الأسترالي إلى أن الكاميرات الروسية المحمولة تلتقط صورا ملونة عالية الدقة، على النقيض تماما من الصور الضبابية التي يصدرها التحالف الأمريكي وتضخع لفحصٍ دقيق وغالبا ما تكون بالأبيض والأسود، قائلا إنها تأتي في سياق إثبات براعة الطيارين الروس بعد سقوط أحدهم مؤخراً في سوريا، وإن كانت لا تكشف الكثير عن التكتيكات الروسية.

ولأن أفضل استعدادٍ لجولاتٍ المفاوضات الدبلوماسية هو التصعيد العسكري، لامتلاك أكبر قدر ممكن من  أوراق الضغط على الأرض؛ رصدت وكالة أسوشيتد برس ما وصفته بـ “استعراض روسيا قوتها العسكرية في سوريا قبيل محادثات السلام”، وتحليق الطائرات العسكرية الروسية بكثافة، انطلاقًا من قاعدتها على الساحل السوري، التي تعج بنشاطٍ ملحوظٍ خلال الأيام الأخيرة. 

وأضافت الوكالة: “كانت طائرات الهليكوبتر تحلق على مستوى مخفض حول القاعدة في محافظة اللاذقية لمنع أي هجوم محتمل. ورغم أن خط الجبهة يبعد عشرات الكيلومترات، ويتمتع محيط القاعدة برقابة مشددة، إلا أن الجيش الروسي يقوم بدوريات منتظمة للتأكد من عدم وجود أي تهديد على الأرض. فيما وقفت طائرتين للنقل الثقيل بالقرب من المحطة الرئيسية، فيما كان الجنود المدججون ببنادق هجومية يقفون للحراسة”.

إلى جانب ذلك تناول عدد من الصحف خبر إطلاق تنظيم الدولة سراح 270 من أصل 400 شخص اختطفهم بعد اجتياح مدينة دير الزور في وقت سابق هذا الأسبوع، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. 

ولا يزال 130 رجلا، تتراوح أعمارهم بين 15 و55، محتجزين لدى مسلحي التنظيم، للتحقيق معهم بتهمة التعاون مع الحكومة السورية في مدينة البغيلية، حسبما نقلته مصادر متعددة منها: نيويورك تايمز نقلا عن أسوشيتد برس، ودويتشه فيله، ورويترز، وإيكونوميك تايمز بزنس ستاندرد نقلا عن أ ف ب.

وبينما ركَّز الإعلام الروسي الناطق بالإنجليزية على إبراز تصريحات وزارة الدفاع الروسية بشأن عمليات الإغاثة الإنسانية الذي تقوم به مجموعاتها الجوية في سوريا لتقديم الإمدادات الغذائية الطارئة للمناطق التي يحاصرها الإرهابيين، وآخرها شحنة تزيد عن 40 ألف طن متري من المساعدات الإنسانية، تشمل حصص غذائية جافة. في مقابل هذه الرواية، قال بورزو دراجاي، في تقريرٍ مدعومٍ بالصور نشره موقع باز فيد: بينما تدَّعي موسكو أن غاراتها الجوية تستهدف مسلحي تنظيم الدولة، فإن الواقع على الأرض يشهد بأنها قتلت مئات الأطفال والثوار وعمال الإغاثة والمدنيين.

وعلى ذكر المعاناة، أفادت وكالة أسوشيتد برس بأن الإمدادات الشحيحة في دير الزور دفعت السكان اليائسين إلى مقايضة الطعام، أو حتى إمكانية الفرار من الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية وتنظيم الدولة، بالذهب والممتلكات الثمينة وحتى المنازل.

ويبدو أن الضغوط المالية التي تعاني منها المنطقة لا تثقل فقط كاهل الحكومات والشعوب، بل أفادت صحيفة الجارديان البريطانية، نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية، أن تنظيم الدولة أعلن اعتزامه تخفيض الرواتب الشهرية لأعضائه في سوريا والعراق؛ استجابة للضغوط الاقتصادية التي يعاني منها جراء خوض الحرب على عدة جبهات.

وامتدادًا للشأن الاقتصادي، تحدثت صحفية نيويورك تايمز عن تأثُّر قطاع السياحة التركية سلبًا بالهجوم الذي شهدته اسطنبول الأسبوع الماضي.

فيما أفادت صحيفة ديلي صباح أن المسئولين الكويتيين والأتراك وقعوا الثلاثاء اتفاقا يقضي بتحويل الكويت 20 مليون دولار لتركيا كي تنفقها في الخدمات التعليمية والصحية لقرابة مليوني نازح سوري يعيشون في تركيا.

وأبرزت تودايز زمان رفض رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في المحادثات السورية. فيما نقلت وسائل إعلام بريطانية وصف “أوغلو”- أثناء زيارته إلى المملكة المتحدة- للحزب بأنه يمثل “تهديدا مباشرا لتركيا”.

فيما لا تزال الصحف الأجنبية مهتمة بمظاهر التوتر بين السعودية وإيران، لا سيما بعد توقيع الاتفاق النووي، وهو ما بلغ ذروته بقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عقب إعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر وإحراق مقر البعثة الدبلوماسية السعودية في طهران.

وتنوَّعت التغطيات بين إعراب وزير الخارجية السعودي عن شكوكه العميقة حيال تداعيات الاتفاق النووي، كما نقلت سي إن إن، ودلالات زيارة الرئيس الصيني إلى الرياض في هذا التوقيت، ما يضعه في مرمى نيرات الاشتباك بي المتنافسين الإقليميين فيما يتعلق بمبيعات النفط الخام، حسبما ذهبت وول ستريت جورنال.

أيضا نشرت مجلة فورين بوليسي تقدير موقف شمل عددًا من القضايا، أبرزها: توسيع الدور القتالي الأمريكي في أفغانستان والعراق، وحصيلة القتلى العراقيين، ومخاوف البنتاجون المتعلقة بالمناخ، وتخفيضات أجور مقاتلي تنظيم الدولة، وكشف بيانات عن قراصنة الجيش الصيني. مشيرة في الختام إلى إصدار سي تي سي سنتينيل العدد الأول لهذا العام ويشمل توقعاتها لتطور تهديد الإرهاب العالمي في 2016.

وتحت عنوان “أولويات أفريقيا في 2016” يستضيف مركز بروكينجز كبار الخبراء في الشأن الأفريقي لرصد الأولويات الأكثر إلحاحا التي تواجه القارة في العام الجديد، وتقديم التوصيات إلى الحكومات الوطنية والمنظمات الإقليمية والمؤسسات متعددة الأطراف والمجتمع المدني، مع توضيح كيفية التعامل مع هذه الأويويات على مدار الاثنى عشر شهرا المقبلة.

ضع تعليقاَ