أبريل 20, 2024

ستراتفور: تحدي إسرائيل الجيوبوليتيكي

تقع “إسرائيل” التي تأسست في العام 1948 على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، يحدها مجموعة من الدول العربية ( سوريا ، لبنان، مصر و الأردن) بالإضافة إلى مناطق الحكم الذاتي الفلسطينية ( الضفة الغربية و قطاع غزة). على مر التاريخ كانت الأراضي التي تحتلها “إسرائيل ” الآن نقطة جذب للقوى العظمى العالمية، منذ زمن الرومان و حتى البريطانيين. حيث يمكن للدولة المتواجدة هناك ” على أراضي فلسطين التاريخية ” أن تتحكم بشكل كبير في البحر الأبيض المتوسط و تكون بمثابة الجسر البري الاستراتيجي والقوة الشرقية في هذا البحر، و هو ما يعني أن أمن الدولة المتشكلة في تلك المنطقة يعتمد بشكل كبير على على تأمين حدودها.

تتميز جغرافية المنطقة باحتوائها على أربعة مناطق “طبوغرافية” متمايزة. حيث تشكل صحراء النقب – و هو امتداد لصحراء سيناء – أكثر من نصف مساحة “إسرائيل” ، أما السهل الساحلي فيبدأ جنوباً في قطاع غزة و يمتد شمالاً حتى يصل إلى الحدود مع لبنان. و تمتاز المناطق الجبلية بامتدادها من سفوح جبل الشيخ شمالاً حتى جبال القدس و الخليل جنوباً. و تبقى بذلك منطقة الأغوار التي تمتد على طول نهر الأردن حتى البحر الميت و صولاً إلى البحر الأحمر. و في نفس الوقت، فإن “إسرائيل” تسيطر على هضبة الجولان الاستراتيجية التي تعد مفتاحاً أمنياً و استراتيجياً لحماية حدودها الشرقية.

بالنسبة للسكان، فإن نسبتهم العظمي تتركز في السهل الساحلي و منطقة التل الشمالية و الوسطى، حيث يقطن أكثر من 3 مليون إسرائيلي ( العدد الإجمالي 8 مليون) في منطقة “غوش أدان” أو ما يعرف بتل أبيب الكبرى.

يمثل افتقار “إسرائيل” للموارد و العمق الاستراتيجي التحديات الجغرافية الأكبر لها. حيث تصل أضيق نقطة بها إلى 9.3 ميل ( 14.97 كم ). ما يعني أنها ضيقة جداً. صحيح أن “إسرائيل” تمتلك قدرة دفاعية عالية الآن، لكن هذه الحقيقة تحتم عليها الحفاظ الدائم على وضعية الاستعداد العسكري الدائم لمجابهة أي تحد محتمل.

من جهة أخرى، تحاول “إسرائيل” حل مشكلتها مع الموارد عن طريق تحلية المياه لحل مشكلة ندرة المياه لديها، إلا أن اكتشاف حقول الغاز الطبيعية  مؤخراً ( تمار و ليفثان) يحسن فرصة وصول ” إسرائيل” لموارد طبيعية أفضل و مع ذلك فلا يمكن اعتبارها دولة غنية بالموارد رغم هذه الاكتشافات الأخيرة.

و نتيجة لذلك، فإن الدولة الناشئة في منطقة “فلسطين التاريخية” تعتمد دوماً على قوة عظمى خارجية ترعاها، بالإضافة إلى الوصول إلى توازن في العلاقات التي تجمعها مع القوى الإقليمية المحيطة بها أيضا. و برز تاريخياً استخدام الغزاة للشقوق الداخلية الخطيرة بين مكونات المجتمع من أجل استغلالها و النفاذ إلى داخل المجتمع و هو ما دفع الدول الناشئة في المنطقة إما إلى التبعية الكاملة للقوى العظمى أو الدمار التام على يديها.

ضع تعليقاَ