مارس 29, 2024

الكونفدنسيال: مشاكل المحيط الخارجي، تدق ناقوس الخطر في موسكو

إن الإضطراب في “الخارج القريب” وحالة عدم الاستقرار من هجمات في كازاخستان، الثورة الأرمنية، محاولة الانقلاب التركي… يهز حدود روسيا لأسباب مشتركة بينها وبين العديد من جيرانها.

لقد أزعجت الاضطرابات المحيطة بالحدود الروسية، الصمت المحيط بمكتب فلاديمير بوتين، في الأيام القليلة الماضية. أولها الثورة الأرمنية التي أجبرت الحرس الخاص به على تشديد الحراسة ليلا ونهارا. كما أن ما عرفته تركيا مؤخرا، أثار مخاوف بوتين الذي لا يرى في زعزعة استقرار تركيا مؤشرات إيجابية.

كما تمثل محاولة الانقلاب التركية تحذيرا هاما لروسيا، فتاريخيا، انتقلت عديد الاضطرابات عبر الحدود اللامتناهية الروسية، إلى داخلها وزعزعت استقرارها.

وفي هذا الإطار، قالت المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: “إن إمكانية إسقاط الحكومة الشرعية، كانت ستسبب مأساة كبيرة في كل من تركيا والمنطقة كذلك؛ فهي تهديد لكلاهما على حد السواء”.

وأضاف الباحث في مركز كارنجي في موسكو، ألكسندر باونوف: “روسيا لا تريد أن ترى تركيا في حالة عدم استقرار ؛ هي كبيرة جدا، وقريبة جدا، وهناك عديد المؤشرات التي يمكن أن تزعزع استقرار البلاد”.

من الأحداث الأخرى، نذكر أنه في 17 تموز/ يوليو، عند الفجر، تهافتت الاتصالات الهاتفية على وزارة الخارجية الروسية مرة أخرى. مرة أخرى الاضطراب الخارجية تهدد الروس، وكما يطلقون عليها باللغة الروسية؛ خطر “الخارج القريب”، والذي دق جرسه حادثة “الانقلاب الصغير” في أرمينيا.

في هذا اليوم، اقتحم مسلحون مركزا للشرطة في ضواحي يريفان واحتجزوا رهائن مطالبين بالإفراج عن المعارض المتطرف، ييرار سيفيليان. ومن بين المطالب التي يدعو لها المعارض، هو تكوين أرمينيا الجديدة وبرلمان تأسيسي فيها، إضافة إلى الدعوة إلى استقالة الرئيس الأرميني سيرج سركسيان، وتشكيل حكومة مؤقتة. وقد تم اتهامه بالحياز غير المشروع على أسلحة ويشتبه فيه في الإعداد لمؤامرة ضد الحكومة.

وتعليقا على هذه الأحداث، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: “بطبيعة الأمر، تثير هذه الاضطرابات القريبة من حدودنا، قلقنا ومخاوف حول استقرار بلدنا. إنها تجبرنا على متابعة الوضع عن كثب وتحليل الأحداث التي تتعاقب في هذه الفترة. وفي الوقت الحالي، يتم تأمين البلاد ومحيط الحدود الوطنية، بشكل صحيح”.

ومن المخاطر الأخرى التي تحيط بالحدود الروسية، والتي تهدد استقرار الكرملين؛ نذكر الاضطرابات التي عرفتها كازاخستان. ففي الآونة الأخيرة، هاجمت مجموعة من الأشخاص المسلحين مبنى وزارة الداخلية في مدينة ألماتي، العاصمة الثانية للبلاد. وأسفر الهجوم عن مقتل ستة أشخاص وجرح سبعة آخرين.

مشاكل مختلفة، وأسباب مماثلة

ويقول أستاذ العلوم السياسية، على هاجيزاد: “ما يحدث في أرمينيا وكازاخستان له طبيعة مختلفة، ولكن تجمعها بروسيا أسباب متشابهة”. وبالإضافة إلى ذلك فإن “الغالبية العظمى من السكان في كازاخستان، هم من معتنقي الدين الإسلامي؛ وتمت في الفترة الأخيرة استقطاب الكثير في المنظمات المتطرفة بطريقة غير مباشرة. وهذا عموما ما تخشاه روسيا على رعاياها”.

أما في أرمينيا فالعنف له جذور سياسية، كما تزايد العنف بسبب “الأزمة وفرض قيود على حرية التعبير والحقوق المدنية الأخرى”. وعموما، تفرض روسيا نفس القيود.

وحسب مصدر مقرب من قوات الأمن في كازاخستان، فإن “العنف الراديكالي قد تزايد في البلاد منذ أشهر. ومن جملة ما خططت له هذه الجماعات المتطرفة، نذكر مهاجمة وحدة عسكرية روسية ثم الانتقال إلى سوريا”.

ومن ناحية أخرى، فقد كان لانخفاض أسعار النفط تأثيرات سلبية على كل من روسيا وكازاخستان. أيضا فإن أرمينيا على ارتباط وثيق بالاقتصاد الروسي.

ويوضح المحلل ألكسندر باونوف، أن “روسيا وكازاخستان يتشابهان في كونهما دولتان يحكمهما قادة بدون بديل واضح ولا خلافة سهلة”. وما يجمع بين بوتين و أردوغان هو كونهما “لا يثقان في القيم الأوروبية، لهما نهج محافظ، ويحملان اعتقاداً بأن الغرب يأخذ مساحة سياسية كبيرة جداً”.

كما قال المتحدث باسم الكرملين أن موسكو “تريد أن ترى الدول المجاورة مستقرة، مزدهرة ومستقرة”. ولكن مع أزمة النفط، ظاهرة التطرف وعدم نضج النظم السياسية المحيطة بها، ستضطر روسيا إلى مواصلة مراقبة ما يدور حول حدودها لمدة طويلة، واتخاذ الحذر من الأخطار المحدقة بها.

الكاتب: خافيير إسكاليرا

المصدر: صحيفة الكونفدنسيال الإسبانية

ضع تعليقاَ