أبريل 20, 2024

لاكروا الفرنسية: ألم ويأس العرب السنة الذين طردهم الأكراد من أراضيهم في العراق

 يقطن في مخيمات شمال العراق آلاف من العرب السنة النازحين الذين عجزوا عن العودة لمناطقهم نظرا لاحتلالها من قبل الأكراد.

وفي هذا الإطار، أورد أحد المواطنين السنيين الذي يدعى محمد والذي يعيش في إحدى خيمات الإيواء “كيف سيكون مستقبلنا؟ لا نعلم شيئا”. ويعد محمد، صاحب 65 سنة، أحد ضحايا الحروب التي تسببت في تهجير العديد من المواطنين.

في أعقاب استيلاء تنظيم الدولة على شمال العراق، بمساعدة بعض قبائل العرب السنة، انظم محمد للتنظيم قبل أن يهرب بعد ذلك. وإبان تحرير جزء من مدينة الموصل خلال منتصف شهر آذار/مارس، نزح محمد مع النازحين ليستوطن في بلدة حمام العليل الواقعة على حافة نهر دجلة، التي تبعد بعض الكيلومترات عن الموصل. وفي ظل محدودية مخيمات الإيواء في هذه المنطقة، أسس محمد ملجأه الخاصة على أنقاض ما تبقى من إحدى الجامعات.

 

كان محمد يسكن في مدينة “زمار”، التي تبعد قرابة 60 كلم عن شمال غرب الموصل. وقد أورد محمد قائلا أن “هذه الأرض أرضنا منذ قرن كامل، وكان يعيش في هذه المنطقة عرب وأكراد جنبا إلى جنب، أما الآن، فقد أضحت منطقة متنازع عليها بين كل من حكومة بغداد وحكومة كردستان العراق”.

وتجدر الإشارة إلى أنه مع إقرار دستور جديد للعراق بعد الغزو الأمريكي سنة 2005، طالب الإقليم الكردي المستقل ذاتيا باسترجاع مناطق كانت لا تزال تحت إشراف حكومة بغداد وولاتها.

 

انتقام الأكراد

إلى حدود سنة 2014، كانت مدينة زمار تتبع محافظة نينوى. وتتميز هذه المنطقة بجبالها المشرفة على سد الموصل التي تمتد إلى حدود سوريا الشمالية، لذلك اعتبرها الأكراد بمثابة منطقة إستراتيجية هامة.

في سنة 1970، دمر نظام صدام حسين البلدات الكردية وهجر بين ثلاثة إلى خمسة آلاف عائلة، وبالتالي قرر الأكراد الانتقام والسيطرة كليا على هذه المناطق.

خلال الشتاء الماضي، استعادت قوات البيشمركة الكردية مدينة زمار. إثر ذلك حاول أحمد، وهو مواطن سني، أن يلجأ إلى إقليم كردستان العراق، إلا أنه فشل في القيام بذلك. وفي هذا الصدد، أكد أحمد أن “الأكراد لم يسمحوا لنا بالمرور، لذلك، نزحنا نحو الجنوب تحديدا بلدتي ريحانة وبادوش”.

من جهتهم، اتهم الأكراد السكان السنة بالتعاطف مع تنظيم الدولة. وفي هذا السياق، ادعى الأكراد أن البيشمركة  قد تعرضت لهجوم في بلدة المحمودية من قبل قرويين عرب بعد تحرير المنطقة. أما بالنسبة لعرب المناطق الأخرى القريبة من زمار، من المرجح أنهم التجأوا إلى تنظيم الدولة خوفا من أعمال انتقامية كردية في حقهم. من جانب آخر، قد أقر أحمد “منزلي دمر  بالكامل في زمار”.

بين سنتي 2015 و2016، استنكرت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان عمليات تهجير وتدمير منازل العرب، حيث دمر الأكراد خمسة بلدات عربية في شمال مدينة سنجار الجبلية، التي تتمركز فيها الأقلية الإيزيدية الكردية.

 

طرد 250 عائلة عربية

أكد التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية أن أكثر من 250 عائلة عربية قد تم تهجيرهم وهدم أحيائهم انتقاما لهجمات من قبل تنظيم الدولة في 21 تشرين الأول/ أكتوبر من سنة 2016. وكانت أغلب هذه العائلات تعيش على بعد 100 كلم  من جنوب أربيل، عاصمة إقليم كردستان، وحول إقليم كركوك.

في المقابل، هجر الأكراد جميع العرب في المناطق المذكورة سابقا، ما عدا العرب في بلدة ربيعة، الحدودية مع سوريا، التي تقطنها قبيلة “شمّر” المتحالفة مع الأكراد. وفي هذا السياق، ذكر محمد، أن “قبيلة شمّر، قبيلة قوية ولديها ممثلين في البرلمان العراقي، كما أنها تراقب طرق التجارة السرية في الحدود مع سوريا”. وأضاف محمد مؤكدا “أما نحن فننتمي لقبيلة “الطائي”…وقد دمر منزل شيخنا الذي هرب إلى فرنسا قبل أن يعود ويستقر في إربيل”.

 

المجموعات العرقية

في الوقت الراهن، تسيطر ميليشيا الحشد الشعبي الشيعية على مدينة زمار، حيث يمكن للمارين من هناك رؤية راياتهم ترفرف من أعلى البنايات في هذه المدينة التي حررتها بنفسها.

خلافا لذلك، يأمل السنّة في أن تدعم ميليشيا الحشد الشعبي محاولاتهم للعودة عودتهم إلى بلداتهم. وفي هذا الصدد، وعلى الرغم من أنه سني، أفاد أحمد “لقد تفاجئنا من سلوك ميليشيات الحشد، فلم نعهدها تتعامل مع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم، فقد عرف عنه أنه طائفي. أنا مستعد لأقاتل معهم من أجل وطني”.

 

المجموعات العرقية

يبلغ عدد سكان العراق 37 مليون نسمة، ويتكون المجتمع العراقي من ثلاث مجموعات عرقية رئيسية:

العرب الشيعة (حوالي 60٪)

المسلمون العرب السنة (أقل قليلا من 20٪).

الأكراد: أغلبهم سنة، لكن يوجد بينهم أكراد شيعة، وطائفة كردية تعتنق اليزيدية. ويمثل الأكراد ثالث أبرز طائفة في العراق.

من جانب آخر، يعيش الأكراد الآشوريون، والكلدان، واليزيديون، والتركمان، في الشمال والشمال الشرقي للعراق أين تتعالى الأصوات مطالبة بضم هذه الأقاليم نهائيا للأكراد.

 

هذه المادة مترجمة بتصرف من صحيفة لاكروا الفرنسية للاطلاع على المادة الأصلية اضغط هنا  

 

ضع تعليقاَ