أبريل 20, 2024

مروى مركوريو: هجوم نيس، ” إنهم يريدون تحويل أوروبا إلى إسرائيل كبيرة”

أفاد أستاذ العلاقات الدولية والإرهاب الدولي في مدرسة “سانت آن ” في مدينة بيزا الإيطالية، فرانشيسكو سترازري، في تحليله للعملية الإرهابية، التي شهدتها مدينة نيس الفرنسية يوم الأربعاء 14 يوليو، أن ” الجماعات الإرهابية تهدف إلى شن المزيد من الهجمات العنيفة في الدول الغربية لجعلها منطقة متعددة الصراعات، تفتقر إلى الاستقرار، وهذا الهدف تضمنه المخطط الذي يسعون من خلاله إلى شن الحرب الكارثية على الغرب وفرض الشريعة الإسلامية على الجميع ونشر الخلافة في العالم.”

وأضاف الأستاذ فرانشيسكو في تحليله أن “الجماعات الإسلامية تسعى إلى جعل الغرب “إسرائيل كبيرة” عبر تنفيذ العمليات العنيفة والمدروسة، كالتي شهدتها مدينة نيس يوم الأربعاء. وأشار أن الجماعات الإرهابية تهدف من خلال الهجمات الدامية والعنيفة التي تشنها منذ مدة في الدول الغربية بطريقة مستمرة ومخيفة إلى تصعيد الصراعات بين المسيحيين والمسلمين، التي ستؤدي إلى صدام الحضارات وقيام الحرب الكبرى التي ستنتهي بفوزهم، كما يزعمون”.

كان تنظيم الدولة يهدف من خلال الهجوم إلى دفع السلطات الفرنسية لتمديد حالة الطوارئ التي أوشكت على الانتهاء في فرنسا، وكما كان مخططاً، أعلن الرئيس فرانسوا هولند، يوم الأربعاء، أن حالة الطوارئ ستستمر لمدة ثلاثة أشهر أخرى. كما أراد التنظيم من هذا الهجوم الضغط على فرنسا لتقليص تدخلها في العراق وسوريا.

وأكد سترازري أن ليلة الهجوم، التي عاشها أغلب المواطنين في مدينة نيس، اتخذت طابعاً رمزياً، حيث أنها أعادت لمصطلح “الرجعية” قوته. أطلق هذا المصطلح قديماً على الفكر الذي تبنته مجموعة أشخاص أنكروا حقوق الإنسان التي أتت بها الثورة الفرنسية في 14 يوليو 1789، لذلك يعد هذا الهجوم ردة فعل واضحة وصريحة ضد الثورة الغربية، وخاصةً الفرنسية.

أفاد أستاذ العلاقات الدولية أن تنظيم الدولة، الذي تبنى الهجوم، استعمل نفس إستراتيجية التمرد المتطرفة والمرنة في الاستعمال التي بدأ في اعتمادها الفلسطينيون منذ مدة في ثورتهم لقتل المواطنين الإسرائيليين، ولكن بوسيلة مختلفة تماما، حيث نفذت هذه العملية باستعمال شاحنة كبيرة بدل السكاكين.

وأضاف فرانشيسكو أنها ليست المرة الأولى التي يعتمد فيه تنظيم الدولة هذه الإستراتيجية ولكنها الأولى من حيث عدد الضحايا.

كما كشف محللون وجود صلة بين عدد الأراضي التي يفقدها تنظيم الدولة وارتفاع عدد الهجمات الإرهابية، التي بلغت قرابة أربع هجمات في اليوم. وبين الأستاذ فرانشيسكو، في هذا الصدد، أن “هذه الفرضيات قد تقود إلى نتائج وهمية. صحيح أن تنظيم الدولة فقد العديد من الأراضي في كل من سوريا والعراق، ولكن لا يتوجب علينا تجاهل الأسباب التي أدت إلى ولادة التنظيم”.

ولا يزال السؤال مطروحاً، في العراق، حول مسألة توحيد السنة، على الرغم من وجود محاولات للاتفاق على القضية السورية، التي سيكون الرئيس الأسد المستفيد الأول منها.

ضع تعليقاَ