مارس 29, 2024

مركز صوفان: ما بعد الخلافة … المقاتلون الأجانب وتهديد العائدين

مقدمة:

توصل مسح قام به “مركز بيو”، نشر في 1 آب/أغسطس 2017، إلى أن الخوف من هجوم ما تسمى “بالدولة الإسلامية” داعش يحتل المرتبة الأولى في قائمة المخاوف العالمية، متجاوزاً في ذلك مخاوف التهديدات المناخية؛ أي إن التهديد من مجموعة هامشية ومتناقصة مكونة من بضعة آلاف من الأعضاء يمكن أن يقلق الناس أكثر ممَّا يقلقهم تهديد سيؤثر على حياة الجميع في العالم في المستقبل القريب. هذا دليل على قوة الإرهاب وعلى القدرة الخاصة لداعش على زرع الرعب. ولكن على الرغم من أن الخوف من الإرهاب لا يتناسب مع التهديد، فإن هناك شكوكاً لسوء الحظ بأن تنظيم داعش أو شيئاً مماثلاً سيستمر رغم الحملة العالمية ضده. ولا يمكن التنبؤ بشكل كبير بمسار الإرهاب في عالم متغير، إلا أنه سيستمر في تحدي الأمن الدولي لسنوات عديدة قادمة.

وحتى لو خسر التنظيم السيطرة على أراضيه فإن القلق مرتبط بقدرته على البقاء والاستمرار على المدى الطويل كمجموعة وكفكرة ملهمة، على حد سواء، ويرجع ذلك إلى نجاح التنظيم في استقطاب المجندين الأجانب. إذ لم يسارع الناس للانضمام إليه في العراق وسوريا فحسب، بل قاموا بذلك أيضاً في أجزاء أخرى من العالم، سواء أأنشأ تنظيم الدولة ولاية رسمية هناك أم لا. ويبدو أن العديد من المجندين الأجانب قد انضموا إلى التنظيم كرد فعل على الظروف المحلية المستمرة والوحشية نتيجة سوء الحكم والركود الاجتماعي، ولكن بالإضافة إلى إمكانية تحسين الذات والتحرر من التمييز والظلم، رأى كثيرون أيضاً في داعش فرصة للوصول إلى أهدافهم وانتمائهم.

داعش ليس المجموعة المتطرفة العنيفة الوحيدة التي قدمت حلولاً لمشاكل الهوية المعقدة في عالم معولم، فالقاعدة كذلك قامت بهذا. ولكن داعش استغل التداعيات العميقة لخيبة الأمل في ظل السياسات التقليدية وعدم الثقة في مؤسسات الدولة، من خلال تعزيز بديل قوي لشعور القومية، وفرصة للوفاء الفردي من حيث المعنى والقيمة. وقد سمح ذلك للنطاق الجغرافي بأن يتوسع من خلال مساحته وعناصره إلى ما هو أبعد من تلك التي حصل عليها من قبل، على سبيل المثال في سيناء وجنوب شرق آسيا، وعلى الأرجح داعش قادر على البقاء رغم انهيار جوهره المركزي. ولكن إلى أي مدى يرغب المحاربون القدامى المتشردون في العراق وسوريا في إعادة تجميع صفوفهم وإعادة تجنيدهم واستعادة ما فقدوه؟ الإجابة غير معروفة حتى الآن.

هناك عامل رئيسي يساهم في بقاء التنظيم وهو الأعضاء الباقون على قيد الحياة، أكثر من 40.000 أجنبي دخلوا إلى داعش من أكثر من 110 دول قبل إعلان الخلافة في حزيران/يونيو 2014 وبعده. وعلى الرغم من وجود خلاف بشأن التهديد الذي قد يمثله المقاتلون الأجانب العائدون إلى بلدان إقامتهم أو منشئهم، أو إلى بلدان أخرى يمرون بها، فإنه لا مفر من أن يظل البعض ملتزماً بشكل “الجهاد” العنيف الذي يقوم عليه تنظيم القاعدة وتنظيم داعش داخل العالم الإسلامي وخارجه، تماماً كما فعلوا بعد الجهاد في أفغانستان.

إذا تم الإعلان عن موت أبو بكر البغدادي المدعو بـ”الخليفة” فقد يغير البعض ولاءهم إلى زعيم محلي أو إقليمي لتنظيم القاعدة أو جماعة تابعة لها، خاصة إذا تم استبدال أيمن الظواهري، الزعيم الحالي للقاعدة الذي طرد البغدادي منها في عام 2014، بشخصية أكثر حيوية وديناميكية مثل حمزة ابن أسامة بن لادن. أو قد يتبعون قائداً جديداً داخل داعش؛ ولكن ليس هناك مرشح واضح لتولي المسؤولية، وخاصة بالنظر إلى معايير النسب والتأهيل التي وضعت لاختيار الخليفة. المحافظات الإقليمية لولاية داعش صغيرة جداً بحيث لا تتولى القيادة، ولكنها ستمثل مركزاً محلياً لبعض العائدين، والبعض الآخر قد يتصرف بحرية أكبر بربط علاقات أوسع مع الرفاق السابقين أو مع المجندين الجدد، ومن الواضح أن أي شخص يرغب في مواصلة القتال سيجد وسيلة للقيام بذلك.

تكمل هذه الورقة ورقتين سابقتين من قبل مجموعة صوفان: المقاتلون الأجانب في سوريا، حزيران/يونيو 2014، والمقاتلون الأجانب- تقييم حديث لتدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا والعراق، كانون الأول/ديسمبر 2015، ويهدف العمل إلى إضافة تفاصيل عن المقاتلين الأجانب العائدين، وعدد الذين عادوا إلى ديارهم، ومدة قتالهم. ويهدف أيضاً إلى توضيح الحاجة إلى إجراء مزيد من البحوث بشأن جميع جوانب ظاهرة المقاتلين الأجانب، التي لا تستطيع الحكومات من دونها تصميم وتنفيذ سياسة استجابات فعالة إزاء تلك الظاهرة.

لقراءة التقرير كاملاً وتحميله كملف pdf: ما بعد الخلافة
المقاتلون الأجانب وتهديد العائدين

رابط المصدر: http://thesoufancenter.org/wp-content/uploads/2017/11/Beyond-the-Caliphate-Foreign-Fighters-and-the-Threat-of-Returnees-TSC-Report-October-2017-v3.pdf

ضع تعليقاَ