مارس 19, 2024

عرض كتاب: ما وراء الخط الأخضر … متطوع بريطاني في جيش الدفاع الإسرائيلي أثناء انتفاضة الأقصى

ما وراء الخط الأخضر: متطوع بريطاني في جيش الدفاع الإسرائيلي أثناء انتفاضة الأقصى

Beyond the Green Line: A British volunteer in the IDF during the al Aqsa Intifada

المؤلف: مارك جولدبرج

الناشر: M Goldberg

تاريخ الإصدار: 8 سبتمبر 2017

عدد الصفحات: 177

ذهبتُ إلى إسرائيل باحثًا عن المجد، وعثرت بدلاً من ذلك على انتفاضة الأقصى. هاجرتُ إلى إسرائيل في الوقت الذي كان فيه الانتحاريون يفتلون أنفسهم والآخرين في شوارع إسرائيل. وبعد عام تقريباً من وصولي، كنت منخرطًا في قوات الدفاع الإسرائيلية.

أرسلوني إلى نابلس وجنين ومدن فلسطينية أخرى. أصبحتُ وجهاً لوجه مع الانتحاريين، والأطفال الذين يلقون بالحجارة، والمدنيين الذين يريدون فقط اجتياز اليوم، واثنين من الإرهابيين الكبار الذين أرسلوا الانتحاريين إلى إسرائيل.

ما رأيتُه وما فعلته وما رأيت الآخرين يفعلونه سيبقى في ذاكرتي إلى الأبد. لم يُكتَب ما يكفي عن انتفاضة الأقصى. تلك الفترة التي تركت جرحاً في ذاكرة المجتمع الإسرائيلي قد لا يشفى أبدا.

إذا تساءلت يوماً عن شكل الانتحاري، أو كيف يتصرف قادة الإرهاب عندما يُقبض عليهم، أو كيف هو شعور العيش في عالم حيث قد تنفجر الحافلة التي تسافر على متنها، فأنت مدعوٌّ إلى القدوم معي إلى ما وراء الخط الأخضر لأتيح لك فرصة النظر من خلال عيني.

هكذا يحكي مارك جولدبرج في كتابه “ما وراء الخط الأخضر” قصة خدمته في صفوف الجيش الإسرائيلي، خلال المرحلة الأخيرة من الانتفاضة الفسطينية الثانية، وكيف هاجر من لندن إلى إسرائيل، وخدم مع وحدة النخبة من لواء المظليين، وكيف كانت مهامه في الضفة الغربية.

وبالنظر إلى الانتفاضة الثانية (2000-2004) باعتبارها تمردًا مسلحًا، فإن كتاب “ما وراء الخط الأخضر” ينتمي إلى نوعية الكتب التي يمكن إدراجها تحت عنوان “مذكرات مكافحة التمرد”، إلى جانب العديد من الروايات التي كتبها المحاربون القدامى من بريطانيا وأمريكا عن حروب 11 سبتمبر في العراق وأفغانستان.

يصرح جولدبرج في كتابه بأنه “يكره بريطانيا”، حيث كان “مواطنًا يهودياً يعيش في المملكة المتحدة كأنه منبوذ”. وباعتباره عضوًا في حركة شبابية صهيونية لندنية، تعلم المؤلف عن “شعبي، والمحرقة، وإسرائيل، وانبعاث أمة”.

محمولاً على بساط الكراهية، سلك جولدبرج طريقه إلى جيش الدفاع الإسرائيلي. وهذا ما يفرق بينه وبين بقية مؤلفي المذكرات العسكرية “التقليدية”. وتمثل قصة المتطوعين من “الجنود الوحيدين” مثل جولدبر دليلًا آخر على حقيقة أن إسرائيل، على الرغم من مرور أكثر من نصف قرنٍ على تأسيسها، لم تتجاوز أبدا فكرة كونها قضية قومية لكثير من اليهود الشباب.

والسبب في ذلك مزدوج: أولاً؛ لأن إسرائيل لا تزال تواجه أعداء ملتزمين بتدميرها، وثانياً؛ لأن الأسئلة الوجودية المتعلقة بالحالة اليهودية لا تزال عالقة بعد نصف قرن من قيام إسرائيل، على حد قول جوناثان سباير مدير مركز روبن لأبحاث الشؤون الدولية.

غير أن صاحب القصة لم يجد حربه أبدا. بعقله المليء بأيديولوجية الحركة الشبابية والتعطش للعمل، وجد نفسه بدلاً من ذلك في خضم مهمة محيرة ومعقدة لمكافحة التمرد وسط أشخاص معادين يرزحون تحت الاحتلال.

كانت المهمة الرئيسية للوحدة التي خدم فيها جولدبيرج -كما يصفها في كتابه- هي البحث عن الأفراد المطلوبين من أعضاء الجماعات الفلسطينية المسلحة، من أجل القبض عليهم قبل أن يتمكنوا من الشروع في عمليات ضد التجمعات السكانية الإسرائيلية، وهي السمة التي كانت تميز تلك الفترة.

كان هذا العمل ينطوي على احتكاكات متوترة مع السكان المحليين (بما في ذلك مشهد لا يُنسى حيث طلب من المؤلف حراسة مجموعة من المتطوعين البريطانيين والأمريكيين المؤيدين للفلسطينيين)، والكثير من المطاردة للظلال.

لا يحتوي الكتاب على مشاهد قتالية مثيرة؛ لأن هذه لم تكن طبيعة تجربة المؤلف. وبدلاً من ذلك، يشعر القارئ بخيبة أمل جولدبيرج إزاء ضعف عدوه في بعض الأوقات، حيث يزعم أن عضوًا كبيرًا في منظمة فلسطينية لم يستخدم سلاحه عندما عثرت عليه وحدة الجيش الإسرائيلي المكلفة بتعقبه، بل بكي وسلم نفسه.

وبحلول نهاية الكتاب، اكتشف المؤلف الفجوة الكبيرة بين رؤيته البكر للجندي الذي يخدم قضية الدولة اليهودية ذات السيادة، والحقيقة الأكثر فوضوية إلى حد ما. وانتهى به المطاف عائدًا إلى لندن، حيث يعيش الآن، بعدما عاش لفترة كشخص مدني في إسرائيل.

وهو حاليًا يكتب في مدونة Harry’s Place البريطانية، وصحيفة تايمز أوف إسرائيل الإسرائيلية، كما ظهرت مقالاته في جيروزاليم بوست، وجويش كرونيكل، وإنترناشونال بزنس تايمز. وبعدما خدم في جيش الدفاع الإسرائيلي من 2002 – 2004، أصبح مدرجًا على قائمة جيش الاحتياط في إسرائيل منذ ذلك الحين.

ضع تعليقاَ

1 comment