أبريل 26, 2024

ما وراء النَزْعة العسكرية التدخليّة التركية في جوارها الإقليمي: جغرافيا مضطربة أم مشروع دولة؟

 يمكنكم الحصول على النسخة التركية من هذا التقرير من هنا
Buradan raporun Türkçesini indirebilirsiniz
 ‍
مُلخّصٌ تنفيذيٌ: 

تُناقشُ هذه الورقة البحثية ما يقف وراء الحالة المتكرِّرة من التدخّلات العسكرية التّي تُبديها تركيا في جوارها الإقليمي، أَهُوَ سلوكٌ تفرضِه الجغرافيا المُضطربة المحيطة بتركيا أم هو سلوكٌ نابعٌ من إرادةٍ واعيةٍ لدى صانع القرار التركي الذّي يُباشرُ مشروعًا قوميًا في تشكيل الجوار الإقليمي لبلده؟ إذَنْ، تَعملُ هذه الورقة على إجلاء الأبعاد، الظروف، الخلفيات والأسباب التّي تَدفعُ دولةً كتركيا بأن تُبدي نزعةً عسكريةً في سياستها الخارجية خِلافا لما هو متوقّع من دولةٍ خَطَتْ خطواتٍ متقدّمةٍ جدًّا نحو الديمقراطية والليبرالية الغربية. بعد أن تُلخِّص هذه الورقة أبرزَ التدخّلات العسكرية التّي عرفتها السياسة الخارجية التركية في تاريخها، تذهبُ إلى تسليط الضوءِ على ما يجري في “حديقة تركيا الخلفية” أيْ الشمالِ السوري، أين لجأت تركيا مجدّدًا إلى آليةِ التدخّلِ العسكري في التعامل مع مُشاكلها الجوارية. ما يميّزُ هذه الورقة هو محاولتها تقديمَ قراءةٍ نظريةٍ لمثل هذه التدخّلات العسكرية التّي تلجأُ إليها الدولة كآلية حاسمة في تنفيذ سياستها الخارجية، وما يمكنُ أن ينجم عن ذلك اليوم من تحدّياتٍ عسكريةٍ وذلك اعتمادًا على ما يُقدّمُه خُبراءُ الحرب والإستراتيجية العسكرية عمَّا يُسمّى بالتدخُلات الإنسانية، الحروب الوقائية/الاستباقية وحروبِ الجيلٍ الرابع.

مُقدمة:

بعدما تُرسي الدولة تصوّراتها النظرية الشاملة عن التوجّهات الكبرى لسياستها الخارجية تجاه محيطَيْها الإقليمي والدولي، تُحدّدُ أدواتٍ متعدّدةٍ كآلياتٍ عمليّةٍ لتجسيدِ وتنفيذ هذه التصوّرات النظرية على الميدان، وعادةً ما يجري عُرفٌ لدَى هذه الدولة مُستمرٌ عبرَ تاريخها فيما يَخصُّ المبادئ الأساسية التّي تَقوم عليها سياستها الخارجية أو فيما يتعلّق بأدوات تجسيد هذه السياسة، كأن تتبنّى الدولةُ ( أ ) مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها، فيَحكمُ هذا المبدأ سلوكاتها الميدانية تجاه الجيران أو مواقفها الدبلوماسية في المحافل الإقليمية والدولية، أو تَتبنَّى الدولةُ ( ب ) مبدأ ترويجِ الديمقراطية في العالم، فتسعى من خلاله عبر مواقفها وسلوكاتها الدولية إلى الضغط على الأنظمة السياسية الاستبدادية في العالم بل وتذهبُ إلى مواجهتها أيضا.

وحسب كلاسيكيات السياسة الخارجية، فإنّ للأخيرةِ وجهان متكاملان وهما: الدبلوماسية والحرب، فالسياسة الدولية عبارة عن: فترةِ سلمٍ وفترة حربٍ، لذا فهي منقادةٌ بشخصين: إمّا الدبلوماسي أو الجندي، اعتماداً على المقاربة الكلاسيكية التّي طرحها الباحث الفرنسي الواقعي ريمون أرون، فالحرب بالنسبة له، ما هي إلاّ أداةٌ ثانيةٌ في السياسة الخارجية للدول، تلجأ إليها حينما تفشل أداتها الأولى أي الدبلوماسية في تعاملها مع الدول الأخرى، وأحسنُ من عبّر عن هذه الثنائية الكلاسيكية في تاريخ السياسة الدولية هو الإستراتيجي الألماني كارل فون كلوزفيتز، حينما قال بأنّ: “الحرب هي امتدادٌ للسياسة بوسائل أخرى”، أيْ حينما تستنفذُ الدولة كافة الجهود السلميّة الدبلوماسية لحلّ مشكلة ما، تَبرزُ الحربُ كأداةٍ حتميةٍ لا مفّرَ منها، فالتحدّي هنا، مفروضٌ من البيئة التّي تُحيط بتلك الدولةِ أساسًا. لكن، قد تكونُ الحرب عبارةٌ عن إمتدادٍ مستمرٍ لمشروعٍ سياسيٍ ما للدولة الطموحة، أو لِنقُل الدولة الطامعة فيما وراء الحدود، دولةٌ تريد أن تُشكّل محيطها بالشكل الذّي يتوافقُ مع مصالحها ورؤاها الإستراتيجية الكبرى. على ضوء هذه الثنائية، يتسائل كثيرون عن الدوافع الكامنة التّي تقف وراء إلتجاء تركيا إلى الحرب كأداةٍ في تنفيذ سياستها الخارجية الهادفة قبل كلّ شيء إلى حماية بقاءها وأمنها القومي كأيِّ دولةٍ أخرى. لقد بَدت ملامحُ هذه “النزعة العسكرية” في السياسة الخارجية التركية في عدّة مناسبات تاريخية، كمسألة جزيرة قبرص، التدخّل في شمال العراق، التدخّل في سوريا مؤخرا وغيرها، حتّى بدا بأنّ “التدخّل العسكري” صار مبدءًا من المبادئ الأولية للسياسة الخارجية التركية.

تُناقش هذه الورقة البحثية، أسباب وأبعاد ما تُسمّيه “بالنزعة العسكرية” في السياسة الخارجية التركية، عبر طرح الإشكالية التالية:

هل تَرجعُ النزعة العسكرية التدخّلية التّي بدت ملامحها متكرّرةً في السياسة الخارجية التركية إلى مشروعِ إرادةٍ واعيةٍ من طرف صانع القرار، يهدفُ من خلالها إلى تشكيل البيئة الإقليمية لتركيا تبعًا للمصالح القومية التركية، أم أنَّ ذلك راجعٌ إلى التحدّيات الطارئة التّي أفزرتها جغرافيةُ البيئة الإقليمية والدولية الجديدة المُحيطة بتركيا والتّي تفرضُ عليها تبنّي مثل هذه المقاربة؟

لقراءة الورقة البحثية كاملةً وتحميلها كملف pdf:  ما وراء النَزْعة العسكرية التدخليّة التركية في جوارها الإقليمي
جغرافيا مضطربة أم مشروع دولة؟

_____________________________________________________________

[1]جلال خشيب: باحث في مركز إدراك للدراسات والاستشارات – إسطنبول-تركيا، شارك في عدد من المؤتمرات الأكاديمية الدولية، وله العديد من الكتب، الترجمات، المقالات والدراسات العلمية المنشورة، تهتم أعماله بمجال الجيوبوليتيك، السياسة الدولية ونظريات العلاقات الدولية وكذا الفكر السياسي الإسلامي المعاصر

ضع تعليقاَ