أبريل 25, 2024

عرض كتاب: أعلام سوداء.. صعود داعش

 

الكتاب: أعلام سوداء.. صعود داعش

المؤلف: جوبي واريك

الناشر: دار آنكور

تاريخ الإصدار: 29 سبتمبر 2015

يتتبّع المراسل الحائز على جائزة بوليتزر “جوبي واريك” في هذا الكتاب جذور داعش بدءًا من أحد سجون الأردن مرورًا بانتشار التنظيم بمساعدةٍ غير مقصودة من الولايات المتحدة الأمريكية.

يستند الكتاب إلى مصادر رفيعة المستوى في وكالة المخابرات المركزية والحكومة الأردنية، ويستعرض وجهات نظر دبلوماسيين وجواسيس وجنرالات ورؤساء دول، توقع كثيرٌ منهم صعود تهديدٍ أسوأ من القاعدة.

فهرس الكتاب

يستهل الكتاب بقائمة الشخصيات البارزة، وخريطة بالأماكن الرئيسية، ويرصد في الجزء الأول صعود “أبو مصعب الزرقاوي” تحت العناوين التالية: ما هو نوع الشخص الذي يقود فقط بعينيه؟ – كان هنا قائدٌ حقيقي- مشكلةٌ كهذه دائمًا ما تعود مرةً أخرى- انتهى وقت التدريب- فعلت ذلك من أجل القاعدة ومن أجل الزرقاوي- هذه الحرب ستحدث- الآن سيذيع صيته في أنحاء العالم العربي.

يتضمن الجزء الثاني، الذي يحمل عنوان “العراق“، العناوين التالية: لم يعد نصرًا- أنتم تعتقدون إذاً أن هذا تمرد- ما نريده بالضبط هو الثورة- سيتجاوز كل ما فعله تنظيم القاعدة- شيخ السفاحين- لا جدوى هناك- هل ستحصل عليه- هذه هجمات 11 سبتمبر الخاصة بنا- نهايتك قريبة.

الجزء الثالث الذي يحمل عنوان “داعش”، يتضمن العناوين التالية: الشعب يريد إسقاط النظام- أين دولة العراق الإسلامية التي تتحدث عنها؟ – هذه هي الدولة التي مهّد الزرقاوي لها الطريق- لم يعد هناك أملٌ بعد ذلك- إنها ثورةٌ قبلية.

صعود الزرقاوي

عندما خلف الملك عبد الله والده في حكم الأردن عام 1999، أطلق مجموعةً من السجناء السياسيين على أمل تمهيد انتقالٍ سلس في السلطة.

لم يكن يعرف أن من أطلق سراحه هو “أبو مصعب الزرقاوي”، الرجل الذي سيصبح فيما بعد عقلاً إرهابيًا خطيرًا جداً، حتى بالنسبة للقاعدة، وأباً روحيًا لحركةٍ إسلامية تهدف إلى الهيمنة على الشرق الأوسط.

بدأ الزرقاوي نشاطه بتوجيه تفجيرات الفنادق والاغتيالات في الأردن انطلاقًا من قاعدةٍ في شمال العراق، لكن الغزو الأمريكي لهذا البلد في عام 2003 هو الذي صعد به إلى رأس التمرد واسع النطاق. ومن خلال اعتباره همزة الوصل بين صدام وبن لادن، خلقت منه وكالة المخابرات المركزية -عن غير قصد- وحشًا، حيث رأى المتطرفون المتشابهون أنه بطلٌ يقاوم المحتلين الكافرين واحتشدوا وراء قضيته.

حلم الخلافة

استمرت موجةٌ وحشية من عمليات قطع الرؤس والتفجيرات الانتحارية لسنواتٍ حتى قدمت المخابرات الأردنية للأمريكيين المعلومات الاستخباراتية الضرورية اللازمة للقضاء على الزرقاوي في غارةٍ جوية عام 2006.

لكن حركته ظلّت على قيد الحياة، وبعدما كانت تسمى في البدء تنظيم القاعدة في العراق، أصبحت تطلق على نفسها الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، أو “داعش” بحثاً عن ملجأ في جيوبٍ غير مستقرة وغير خاضعةٍ للحكم على الحدود العراقية السورية.

ومع اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011، استغل تنظيم “داعش” الفرصة لتحقيق حلم الزرقاوي المتمثل في إقامة خلافةٍ إسلامية كاسحة.

مصادر رفيعة المستوى

على الرغم من أن هذا الكتاب مدينٌ ببعض الفضل لكتاب “جان-شارلز بريزارد” الصادر في 2005 بعنوان “الزرقاوي: الوجه الجديد لتنظيم القاعدة”- على حدّ قول “ميشيكو كاكوتاني” في صحيفة نيويورك تايمز- يضع السيد “واريك” هذه المادة في سياق التطورات الأخيرة، ويستخدم مصادره الغزيرة داخل الاستخبارات الأمريكية والأردنية لتجسيد قصة الزرقاوي وتصوير التداعيات الحاسمة التي يمكن أن تتمخض عنها الأخطاء وسوء التقديرات الأمريكية في تعزيز صعوده الزرقاوي، وتقدُّم تنظيم الدولة.

يركز “واريك” في أجزاء من هذا الكتاب على حياة العديد من الأفراد كلٌّ على حده، بما يسلط المزيد من الضوء على القصة الشاملة. تشمل قائمة هؤلاء الأشخاص: الطبيب باسل الذي عالج السيد الزرقاوي في السجن، وأبو هيثم الذي أدار وحدة مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات الأردني وقاتل تنظيم الدولة بمختلف أشكاله طيلة سنوات، وضابط شاب من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أصبح أكبر خبيرٍ فيما يتعلق بالسيد الزرقاوي في الوكالة.

الاستفادة من أخطاء الأمريكيين

الزرقاوي، الذي اتهمته إدارة بوش بالتعاون مع “صدام حسين” سيستغل إطاحة الأمريكيين بالدكتاتور العراقي لتمكين نفسه. ولأنه كان “استراتيجياً شيطانياً” -على حد وصف كاكوتاني- سرعان ما استفاد من قرارين كارثيين اتخذهما الأمريكيون: حلّ الجيش العراقي وحظر أعضاء حزب البعث؛ مما أدى إلى تفاقم المعاناة الأمنية في البلاد، وترك عشرات الآلاف من العراقيين في الشوارع بلا عمل. وسرعان ما كان الأفراد السابقون في جيش صدام حسين مجندون في جيش الزرقاوي، فيما قدّم له آخرون منازل آمنة، ومعلوماتٍ استخباراتية، وأموالاً نقدية وأسلحة.

وبينما كان بوش مشغولاً داخل البيت الأبيض بمناقشة ما إذا كان هناك تمردٌ فى العراق، كان الزرقاوى يساعد فى توجيه أعمال العنف المتفاقمة هناك، وينظّم السيارات المفخخة والتفجيرات الانتحارية وقطع الرؤوس. كما استخدم الإرهاب لتغيير ساحة المعركة، وإثارة الكراهية الطائفية تجاه الشيعة ومشاعر الحرمان لدى السنة وزرع بذور المرارة على نحوٍ متزايد، وضمان المزيد من الفوضى.

تحت الرماد

بعدما نجح في الهروب بالكاد أكثر من مرة، قُتل الزرقاوي أخيراً إثر غارةٍ جوية شنتها الولايات المتحدة في يونيو 2006. وعلى مدى السنوات القليلة المقبلة، تمكنت الولايات المتحدة من إخماد جزءٍ كبير من منظمته.

بيدَ أن بؤراً خطيرة ظلت مستعرة تحت الرماد، وسرعان ما توهجت نيرانها بظهور الزعيم الجديد “أبو بكر البغدادي” الذي شارك الزرقاوي أعمال العنف وبنى شبكةً من المؤيدين أثناء قضاء بعض الوقت في معسكر بوكا الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة.

أسفرت طائفية رئيس الوزراء العراقي “نوري المالكي” إلى تهميش السنة بشكلٍ متزايد، وهو ما دفع البعض إلى اعتناق أفكار تنظيم الدولة، وهي الديناميكية التي تسارعت بانسحاب القوات الأمريكية في عام 2011. في الوقت ذاته، أدت فوضى الحرب السورية إلى خلق ظروفٍ مثالية للنمو الهائل الذي شهده التنظيم ووفرت قاعدة للخلافة التي أعلنها لاحقًا.

كتابان إضافيان

ولأن إيقاع الفصول الأخيرة من هذا الكتاب كانت سريعة إلى حدٍّ ما، ينصح التقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الراغبين في الاطلاع على المزيد من التفاصيل حول صعود “البغدادي”، واستخدام التنظيم وسائل الإعلام الاجتماعي بصورةٍ معقدة، ومحاولات إزاحة القاعدة عن عرش زعيم الجهاد العالمي، بكتابين آخرين هما: “داعش.. داخل جيش الإرهاب” لمؤلفَيْه “مايكل ويس” و”حسن حسن”، و”داعش.. دولة الإرهاب” لمؤلفَيْه “جيسيكا ستيرن” و “إم جيه بيرجر”.

ضع تعليقاَ