أبريل 23, 2024

اتفاق وقف إطلاق النار جنوبي سوريا … ما دوافع أطرافه؟ ومن الرابح والخاسر؟

 لتحميل المادة بصيغة ملف PDF: اتفاق وقف إطلاق النار جنوبي سوريا … ما دوافع أطرافه؟ ومن الرابح والخاسر؟

المقدمة

بعد ست سنوات من الثورة السورية بات أمراً طبيعياً جداً أن تحدث مخرجات غير متوقعة على الأرض، تكون على صلة بمقدمات معلنة أو مستورة في كواليس مراكز القرار الإقليمي والدولي، لكننا اليوم أمام حالة فريدة لجهة الإعلان عن مقدمات ضخمة جداً، دون الوصول أو حتى معرفة كيفية الوصول إلى أهدافها.

الحديث هنا عن اتفاق وقف إطلاق النار في مناطق جنوب غرب سوريا الذي أعلن عنه صانعوه، وتركوا لكل ذي قلم أن يدلي بدلوه فيه، وليس واضحاً إن كان الأمر مقصوداً أم أن الحدث السوري لشدة تعقيده يدفع إلى الارتجال أحياناً. لكننا سنحاول في هذا التحليل الإخباري قدر المستطاع ترتيب المربعات للوصول إلى لوحة متوقعة للجنوب السوري في قادم الأيام، استناداً على النزر اليسير المتوفر من تصريحات الأطراف المعنية بالاتفاق تخطيطاً وتنفيذاً. 

المواقف الرسمية من الاتفاق  

روسيا وأمريكا

بدأ رأس الجليد بالظهور في مدينة هامبورغ الألمانية يومي السابع والثامن من تموز/يوليو الجاري حيث اجتمع قادة مجموعة العشرين، ليكون الحدث الأبرز في القمة هو اللقاء الأول المنتظر الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ربما من المهم الالتفات إلى وصف الرئيس الأمريكي الاجتماع بأنه رائع، وقول بوتين إن ترمب “مختلف جداً” عمَّا نراه عبر التلفاز. وفي ظل هذه الأجواء الدافئة تم الإعلان عن توصل بوتين وترامب، على هامش القمة، إلى اتفاق مساندة لوقف لإطلاق النار في جنوبي غربي سوريا، يشمل مناطق القتال في محافظتَيْ درعا والقنيطرة، ويبدأ تنفيذه يوم التاسع من تموز/يوليو 2017.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال “في عَمَّان اتفق خبراء روس وأمريكيون وأردنيون على مذكرة تفاهم لإقامة منطقة خفض تصعيد في درعا والقنيطرة والسويداء، على طول خطوط تماس يتم الاتفاق عليها بين النظام السوري والقوات المرتبطة به من جانب، وقوات المعارضة المسلحة من جانب آخر، ما ينهي الأعمال العدائية ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة. وقوات الشرطة العسكرية الروسية ستشرف على وقف إطلاق النار المقرر أن يبدأ بالتنسيق مع الأردنيين والأمريكيين”.

كذلك أعلن الوزير لافروف أن “روسيا والولايات المتحدة والأردن اتفقوا على استخدام مركز مراقبة يجري إنشاؤه في عمّان لرصد الالتزام بوقف إطلاق النار جنوب غربي سوريا، وهذا المركز سيكون على اتصال مباشر مع قوات المعارضة والقوات الحكومية “.[1]
 الرئيس الروسي أضاف إضافة بالغة الدلالة، لجهة تقوية الشراكة بين موسكو وواشنطن حيث قال: “إنّ الاتفاق جاء نتيجة تغير في موقف أمريكا تجاه الوضع في سوريا بعد أن أصبح أكثر واقعية”.[2]
ليس محل النقاش موقف أمريكا من النظام أو الثورة، إنما في قبول روسيا كشريك قبيل المرحلة النهائية، وهي تعتبر أحد أجمل الأماني وأهمها في الوقت الحالي لبوتين.
ولمزيد من النشوة الروسية قال مستشار الأمن القومي الأمريكي هربرت ماكماستر: “إن هذه الهدنة أولوية للولايات المتحدة، وخطوة مهمة من أجل سلام دائم”.[3] وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عقب كذلك وقال: “إن الولايات المتحدة لا ترى أي دور في المدى البعيد لعائلة الرئيس السوري بشار الأسد”.[4]

الأردن

في سياق البازار الإعلاني نقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني قوله: “إن روسيا والولايات المتحدة والأردن اتفقت على مساندة وقف لإطلاق النار في جنوب غربي سوريا. والأطراف الثلاثة اتفقت على أن يكون وقف النار هذا خطوة باتجاه الوصول إلى خفض دائم للتصعيد في جنوب سوريا، ينهي الأعمال العدائية ويعيد الاستقرار، ويسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة المحورية في سوريا”.[5]

إسرائيل

تل أبيب استبشرت بالاتفاق، حيث قال رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إن بلاده “ترحب بوقف حقيقي لوقف إطلاق النار. لكن وقف إطلاق النار لا يجب أن يفتح الباب لإيران لترسيخ أقدامها في سوريا”. وأضاف أنه تحدث بشكل مفصل مع وزير الخارجية الأمريكي والرئيس الروسي، وأكد أن “الاثنين يتفهمان موقف إسرائيل وسيأخذان مطالبنا في الاعتبار”.[6]

إيران

المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي صرح بأنه أنه “يجب توسعة الاتفاق ليشمل جميع أنحاء البلاد؛ لذا فلا يمكن أن ينحصر وقف إطلاق النار في موقع محدد، ولن ينجح أي اتفاق دون أخذ الحقائق على الأرض في الاعتبار”.[7]

يطالب الإسرائيليون بأخذ مطالبهم بعين الاعتبار، كما يطالب الإيرانيون بأخذ الحقائق على الأرض بعين الاعتبار، ويبدو أن مطالب هذين الطرفين الغائبين الحاضرين هي من سيكون لها الكلمة الفصل في قادم أيام الاتفاق.

النظام السوري

النظام لم يصدر عنه أي تعليق أو موقف رسمي إزاء الهدنة، لكن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب بطرس مرجانة قال “الكلمة الفصل في إضافة جنوب سوريا لمناطق تخفيف التصعيد للدولة السورية، وهناك تنسيق في ذلك مع روسيا”.[8]

لعل من الجائز تفسير صمت النظام بأنه السكوت الذي يعني علامة الرضا، مع العلم أن كلام مرجانة عن التنسيق مع روسيا يفهم منه القبول. وهنا لا بد من الإشارة إلى إعلان قوات النظام هدنة من جانب واحد في درعا، وذلك في الأسبوع السابق لأسبوع بدء اتفاق الهدنة الدولي، بعد تلقيها ضربات مؤلمة جداً في معركة حي المنشية.

الهيئات الممثلة للثورة

حدث توافق طريف غريب عبر عنه المتحدث باسم وفد الهيئة العليا للمفاوضات يحيى العريضي حين طالب بعد الترحيب بالاتفاق ” بأن يتمدد لكامل الجغرافية السورية”[9] وهو ذاته ما طلبه بهرام قاسمي.

على النقيض من وفد الهيئة العليا فإن وفد الثورة السورية العسكري إلى جولة مباحثات أستانة الخامسة قال “اتفاق منفرد في الجنوب السوري بمعزل عن الشمال هو سابقة تحدث للمرة الأولى، وهذه الاتفاقات تقسم المعارضة السورية إلى قسمين، وتكرس القبول بالوجود الإيراني فيما بعد المناطق العازلة المحددة بأربعين كيلومتراً المتاخمة للحدود السورية مع فلسطين المحتلة والأردن”.[10]

وفي سياق متصل بالأستانة فقد توصلت روسيا وإيران وتركيا، وهي الدول الراعية لها في نسختها الرابعة، يوم الرابع من أيار/مايو إلى اتفاق خفض التصعيد القاضي بإقامة أربع مناطق آمنة في سوريا، تشمل فيما تشمل مناطق معيّنة من جنوبي سوريا.

أي إن موسكو وضعت قدماً في أستانة وقدماً في عمان، وهذا يمنحها قوة إضافية للتحكم بخيوط المشهد السوري، كما يعني هذا أن المنطقة الجنوبية بات لها ترتيب خاص بمعزل عن بقية المناطق السورية

الجبهة الجنوبية، وهي الفصيل العسكري الخارج للتو من معركة تمكن فيها من كسر عظم النظام والمليشيات الموالية له في حي المنشية بمدينة درعا، ما زال موقفها مبهماً وإن كان مصدر عسكري بارز فيها وصف الاتفاق بأنه “غامض، لكنه أصبح حقيقة بعد الإعلان عنه من قبل الدول الراعية، ولكننا ننتظر التنفيذ لأننا مررنا بعدة حالات مشابهة، ونشكك بقدرة النظام على الالتزام مع وجود المليشيات متعددة الجنسيات”.[11]

يفهم من هذا الكلام أن الجبهة موافقة تكتيكياً، خاصة في ظل عدم وجود موقف رسمي لها حتى اللحظة، ويفهم من هذا أن التفاصيل لم يتم الاتفاق عليها إلى الآن.

دوافع أطراف الاتفاق

إسرائيل

في وقت سابق من سنة 2015 جزم لواء الأبحاث التابع لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) أن إحكام الجهاديين سيطرتهم على سوريا، وتحديداً في منطقة الجنوب، سيغير البيئة الاستراتيجية لإسرائيل بشكل جذري، على اعتبار أنه يفتح المجال أمام تحول هذه المنطقة إلى قواعد انطلاق لاستهداف المستوطنات في الجولان والجليل.[12]

في المقابل تعتقد إسرائيل أن استتباب الأمور للنظام في جنوبي سوريا يمثل تحدياً، على اعتبار أن هذا الواقع سيمكن الإيرانيين وحزب الله من بناء قواعد عسكرية للعمل ضد العمق الإسرائيلي، إذا تطلبت مصالح طهران ذلك، وفي هذا إعفاء إيراني للبنان من أداء دور كهذا؛ لذا قام سلاح الجو الإسرائيلي بشن غارات كثيرة على مواقع في القنيطرة صفّى فيها عدداً من قيادات حزب الله والحرس الثوري الإيراني.

كما أنه ليس مناسباً، وفق العقيدة الإسرائيلية، تكرار تجربة الحزام الأمني في جنوبي لبنان بعد الفشل الذي منيت به، فما الحل الذي يرضي تل أبيب؟

المخرج الإسرائيلي لهذه العقدة تمثل في منع حسم الصراع لمصلحة أحد الطرفين، مع فرض حزام أمني بحكم الأمر الواقع يعفي إسرائيل من التدخل المباشر.

السبيل لهذا الحزام يستدعي من إسرائيل التنسيق الكامل مع النظام الأردني، وذلك بحكم الجغرافية التي فرضت على فصائل الجبهة الجنوبية إذعاناً أو تعاوناً مع عمان.

في هذا السياق كشف رئيس تحرير صحيفة هارتس آلوف بن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قام، خلال شهر كانون الأول/ديسمبر 2012 وكانون الثاني/يناير 2013، بأربع زيارات سرية لعمان، التقى خلالها بالملك عبد الله الثاني للتفاهم على تدشين “حزام أمني واقعي” يضمن الهدوء على الحدود.[13]

لدى إسرائيل دافع آخر لتثبيت الواقع العسكري في الجنوب ومن ثم استمرار النظام، يتمثل في خوفها من المساس بالدروز في محافظة السويداء؛ ما سيفضي إلى ردة فعل للدروز الذين يعيشون ضمنها، ويخدمون في جيشها وأجهزتها الأمنية.

لذا عقد ممثلو الدروز في إسرائيل في أيار/مايو 2015 عدة لقاءات مع وزير الدفاع السابق موشيه يعلون، للتباحث حول مصير الدروز في جنوبي سوريا. وفي هذا السياق قال نائب وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي أيوب قرا، وهو درزي: “إن القيادة الإسرائيلية قامت بنقل الرسائل المطلوبة لضمان عدم المس بالدروز جنوبي سوريا”.[14]

 انطلاقاً من الأولويات الإسرائيلية السابقة يبدو الاتفاق الأخير طوق نجاة لا يقدر بثمن؛ أولاً لجهة إبعاد الإيرانيين ومليشياتهم عن حدودها عشرات الكيلومترات. وثانياً في تصدير الأردن كشريك دولي مهم، ودفعه إلى استخدام كل أوراقه في “ترويض” فصائل الجبهة الجنوبية، وهو ما سعت تل أبيب لإيصال الفصائل إليه بشكل غير مباشر عبر إطالة أمد الصراع لأكثر وقت ممكن، ومن ثم استنزافها عسكرياً، واللعب على ورقة الحاضنة الشعبية التي باتت بحاجة ماسة إلى فترة من الزمن تلتقط فيها أنفاسها.

لذا يأتي طبيعياً ما قاله الملك عبد الله الثاني في اجتماع عقده مع 11 سيناتوراً أمريكياً، في11 كانون الثاني/يناير 2016 في واشنطن، حيث أقر الملك بأنه استجاب لطلب قيادة الجيش الإسرائيلي، وأمر جيشه بتدشين قناة اتصال بالجيش الروسي على غرار القناة التي دشنها الجيش الإسرائيلي، إلى جانب تأكيده أنه بادر بالاتصال برئيس الموساد والطلب منه الالتقاء به؛ لتحسين قدرة الطرفين على التنسيق المشترك في سوريا.[15]

موقع “وللا” الإسرائيلي نقل في وقت سابق من العام 2016 عن مصدر أمني إسرائيلي كبير قوله إن التعاون والتنسيق الأمني والاستخباري بين الأردن وإسرائيل بشأن سوريا فاق كل التوقعات، إلى درجة أن سلاح الجو الأردني والإسرائيلي أجريا عدة مناورات مشتركة؛ وذلك لمواجهات تبعات التحولات المحتملة في سوريا.[16]

إسرائيل أبرز حاصدي نتائج الاتفاق، لذلك حضرت في عمان المفاوضات التمهيدية برفقة الروس والأمريكيين بالمعية الأردنية.

الولايات المتحدة الأمريكية

أمريكا من خلال هذا الاتفاق بدأت عهداً جديداً من التعاون متوسط المدى وربما طويل المدى مع الروس، واعترافاً منها بأنه لا بد من موسكو لترتيب المشهد، وهي تنطلق في هذا بالدرجة الأولى من الحفاظ على أمن حدود حليفها الاستراتيجي إسرائيل.

في هذا السياق قالت مصادر دبلوماسية أمريكية، وفقاً لموقع مجلة فورين بوليسي: “إن الاتفاقية تهدف لتلبية متطلبات إسرائيلية وأردنية، وهي أنه لا يجب السماح للقوات الإيرانية ووكلائها بالاقتراب من مرتفعات الجولان، أو الوجود على طول الحدود الأردنية”.[17]

مندوبون عن البنتاغون سيقومون بمراقبة التنفيذ وفقط، أما التنفيذ فستتحمله الشرطة العسكرية الروسية. وهذا يلقي مخاوف داخل تل أبيب لكون واشنطن هي الحليف النموذجي لها، على الرغم من تطور العلاقة مع موسكو، وفتح خط اتصال مباشر مع القيادة العسكرية الروسية في قاعدة حميميم بسوريا. فضلاً عن ذلك هناك تشكيك في استطاعة موسكو السيطرة على الايرانيين ورجالهم، فالواقع الميداني يظهر حاجة موسكو الماسة لإيران ومليشياتها على الأرض، ومن هنا يفهم مثلاً خروج طهران عن النص الأمريكي الروسي، والاقتراب المتكرر من قاعدة التنف في مثلث الحدود العراقي السوري الأردني.

واشنطن حتى اللحظة لا تملك استراتيجية واضحة في سوريا باستثناء رغبتها الجامحة في هزيمة تنظيم الدولة، وما دون ذلك فيمكن القول إن هذا الاتفاق يساعد في تحقيق فكرة المناطق الآمنة التي يريدها ترامب، أي إن الاتفاق حتى اللحظة لا يمكن اعتباره جزءاً من استراتيجية أمريكية متكاملة للحل، وإن حدث عكس هذا فهو يأتي وفق منطق المسير خطوة خطوة دون خريطة طريق واضحة.

مبعوث الولايات المتحدة الخاص لسوريا مايكل راتني دخل على الخط، ووجه رسالة للمعارضة قال فيها: “إن الاتفاق لا يهدف إلى تقسيم سوريا، بل يهدف إلى إنهاء العنف وإنقاذ أرواح السوريين”.[18]

 هذه كلمات فضفاضة اعتاد السوريون على سماعها، وهي لا تعبر عن نية أمريكية مبيتة عكس ظاهر كلام المبعوث، بقدر ما تعبر عن محاولة أمريكية دائمة للهروب إلى الأمام، في ظل عدم رغبتها بإنهاء الأسد.

هذه السيولة في مواقف واشنطن وصلت لبنود الاتفاق لجهة اكتفائها بالمراقبة وتحميل الجزء الأكبر للروس، وهذا في ظل شح التفاصيل لا يعبر عن حرص أمريكي شديد على نجاحه، وربما يكون رغبة في إفشاله، أو محاولة زرع بذور فتنة حقيقية بين موسكو وطهران؛ نتيجة رغبة الروس بإنجاح أول اتفاق بين بوتين وترامب، ومن ثم تحقيق حلم بوتين بتسويق نفسه كصانع ملوك في سوريا.

روسيا

المطلوب من الروس “ضمان النظام السوري وإبعاد المليشيات الإيرانية واللبنانية والعراقية حتى عمق 70 كيلومتراً شمالي الجنوب السوري، وبعيداً عن الحدود الأردنية في منطقتي درعا والركبان “.[19]

هذه مهمة ثقيلة واحتمال قدرة الروس على النجاح غير واضحة. وهنا لا يجوز القياس على ما حدث في شرقي حلب؛ فطهران رضيت بخروج آمن لفصائل شرقي حلب ومدنييها، في مقابل مكاسب كبيرة أولها السيطرة على كامل حلب، وإقفال ملف المدينة تماماً، فضلاً عن أن الروس وقتها كان كعبهم هو الأعلى؛ فلولا حملتهم الجوية الساحقة لما تحقق ما تحقق، أما في درعا فلم تكن لهم إسهامات كبيرة، خاصة في ظل فشلهم الأخير بدعم الإيرانيين والنظام بحملتهم على حي المنشية.

إذن ما الذي يجعل إيران تقبل بخسارة مجانية كهذه؟ وما هو الثمن الذي ستقدمه موسكو؟

إيران

قد تكون فكرة التفرغ لملف الغوطة الشرقية، بعد توجيه كل الجهد العسكري لاكتساح مدن الغوطة، هي الثمن. وهذا وارد جداً، وقد يكون الثمن كذلك هو السيطرة على البادية السورية، ومن ثم تحقيق الاتصال البري الآمن بين الحدود العراقية ودمشق.

لكن هذا حلم إيراني دونه خطوط حمراء إسرائيلية وأمريكية، لكن يمكن في سياق الاسترضاء تقديم رأس فصيل “جيش أسود الشرقية” التابع للجبهة الجنوبية على مذبح الاتفاق، وهذا لايعني أن الهجوم الحالي من قبل الإيرانيين والنظام على مواقع الجيش في البادية هو التطبيق الحرفي لما سبق، لكن يأتي في إطار محاولة طهران القول نحن هنا ولا يمكن وضعنا في الجيب الروسي بسهولة.

كذلك يمكن تفسير فتح ملف النازحين السوريين في لبنان الآن وبشكل مفاجئ كرغبة إيرانية في خلط الأوراق لحجز مقعد كبير في التسوية.

ما يمكن أن يلين الموقف الإيراني حقيقة أن هذا الاتفاق هو اعتراف ضمني من واشنطن بالأسد لكونه يقدمه كشريك، ومن ثم مع حسم ملف الغوطة الشرقية يكون الأمر استتب للأسد في دمشق ومحيطها، وهو مكسب إيراني بالغ الأهمية، ويحول دون أي محاولة خداع قد تمارسها ضدها موسكو وواشنطن، هذا فضلاً عن رغبة إيرانية حالية في عدم الاصطدام مع إسرائيل، نتيجة إنهاكها بعد ست سنوات من الثورة، فيقدم الاتفاق لها فرصة لالتقاط الأنفاس وحصد الثمار في سوريا وفق الممكن والمتاح.

النظام السوري

يعتبر الاتفاق خدمة للنظام فهو يريحه من نزيف شديد في درعا، ويجعله يتفرغ للغوطة الشرقية، كما يريحه من شبح أي محاولة عسكرية للفصائل الثورية للاقتراب من دمشق وغوطتها الغربية.

كذلك يمكن أن يتحصل على رفع علمه في معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وهو كما تم تسريبه من مقتضيات الاتفاق. وهذا نصر رمزي للنظام يساهم في إعادة ترميم شرعيته دولياً.

النظام له مصلحة أخرى فهو وفق ما تم تسريبه باقٍ في مناطقه الموجود فيها، وحتى إن تم إخراجه منها وإرجاعه مع الإيرانيين فهو يراهن على فشل الفصائل في إدارة مناطقها، وسيمارس كل ما في جعبته من أساليب لتأليب الحاضنة الشعبية وصولاً لتعميم فكرة المصالحة، أي إن محافظتي درعا والقنيطرة عملياً ستعودان لسيطرته.

 ‌الأردن

دور عمان وفق الذي تسرب هو ضبط إيقاع فصائل الجبهة الجنوبية، أو بتعبير أدق إنهاء عمل فصائل الجبهة ضد النظام. ومصلحة الأردن في هذا كما يقول إبعاد خطر المليشيات الإيرانية عن حدوده.

هذه النقطة تطرح تساؤلاً مفاده ما هو الخطر الذي يشكله الإيرانيون على الأردن في ظل إعادة تشكيل المشهد الإقليمي وبناء تحالفات جديدة تصطف فيها إسرائيل مع السعودية والإمارات ومصر والأردن ضد قطر وتركيا!

قد يقال هنا إذن ما مصلحة اسرائيل؟ بالنسبة لتل أبيب يختلف الموقف لكونها قوة إقليمية تسعى طهران لمنافستها، هذا بالإضافة إلى الهاجس الأمني الدائم لديها والذي يحدد ويرسم مواقفها، وهي هنا لا توفر حتى الحليف. فمثلاً أحبطت إسرائيل تنفيذ صفقة التزمت الولايات المتحدة بموجبها بتزويد الأردن بطائرات دون طيار ذات قدرات هجومية، حيث بررت تل أبيب موقفها بأن هناك مخاطر على استقرار نظام الحكم، ولم تحرص إسرائيل على أدنى مراعاة لمصالح الأردن عندما قامت بتدشين مطار “تمناع” شمال إيلات، فقد تبين أن العمل في هذا المطار سيشوش بشكل خطير على حركة الملاحة الجوية في مطار العقبة.

ولذا فالقول إن إبعاد المليشيات الإيرانية هو مصلحة إسرائيلية أردنية قول غير دقيق؛ لأنه مصلحة إسرائيلية فقط تحاول عمان مساعدة تل أبيب في تحقيقها.

ثم إن الأردن والنظام ومن خلفه الإيرانيون ليسوا في حالة عداء، وهذا ما أكده رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأردني، الفريق الركن محمود فريحات، عندما قال: “إن الأردن منذ بداية الأزمة السورية لم يعمل ضد نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا نهائياً، وعلاقته مع النظام السوري لا تزال مفتوحة، والحدود لا تزال مفتوحة، والعلاقات الدبلوماسية إلى غاية الآن موجودة، وفتح المعابر الحدودية بين البلدين يتطلب أولاً سيطرة الجيش النظامي السوري على منطقة درعا، واستعادة المعابر في نصيب، وتأمين الطريق إلى دمشق من الجيوب الإرهابية”.[20]

ويعلم الفريق بالضرورة أن الجيش السوري النظامي تلاشى تقريباً، ومن ثم يعلم أن من سيكون على حدوده ليس الجيش إنما مجموعات من المليشيات.

 ولا يناقض ما سبق قيام الأردن عبر غرفة العمليات المشتركة “الموك” بتسليح فصائل قاتلت الأسد، فهذا مبحث آخر يندرج في ظروف إقليمية كان للأمير السعودي بندر بن سلطان دور كبير في تشكيلها. كما أن السماح بالتسليح ينسجم مع سياسة عمان، ومن خلفها الإمارات وأمريكا واسرائيل، القائمة على الامتصاص قدر الإمكان للثورة السورية في الجنوب، وصولاً لمرحلة التدجين ثم المراوحة في المكان قبيل إفشالها، ومن ثم عدم انتقال المد الثوري الشعبي للأردن.

إذن للأردن مصلحة عظمى في الاتفاق لكونه يساهم في إنهاء ملف الثورة السورية في الجنوب، أو تجميده على أقل تقدير. وهناك مكاسب أخرى لعمان منها مثلاً إنهاء ملف تنظيم الدولة في وادي اليرموك، وتنظيف حدودها، والتخلص من الصداع الذي سببه التنظيم عبر حوادث إرهابية في العمق الأردني.

هناك مكسب آخر للأردن وهو رجوع اللاجئين من مخيماته ومدنه باتجاه الجنوب السوري؛ ما يعني التخلص من كابوسهم الاقتصادي والأمني. كذلك فعين عمان على إعادة فتح المعابر، وما يجره هذا من عائدات على الاقتصاد تجلبها حركة البضائع والشاحنات.

تركيا

أين أنقرة ممَّا يجري؟ مبدئياً أعربت مصادر في المعارضة السورية لوكالة الأناضول للأنباء عن خيبة أملها من الاتفاق بمعزل عن اتفاق مناطق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في اجتماعات أستانة4، وقالت المصادر إن الاتفاق يساهم في انقسام المعارضة.[21]

هذه المصادر كانت في اجتماعات أستانة5 التي انتهت بالاتفاق على منطقتين لخفض التوتر، هما ريف حمص وسط سوريا، والغوطة الشرقية بريف دمشق، والمشرف على التطبيق فيهما روسيا وإيران؛ أي إنه إطلاق يد طهران بمباركة تركية دولية في الغوطة الشرقية. لكن ما هي مكاسب الأتراك في المقابل؟
هنا لا يمكن الفصل بين ما جرى في عمان وأستانة؛ فالاتفاق في الجنوب قد يشكل ضوء أخضر أمريكياً للأتراك للبدء بعمليتهم القادمة “سيف الفرات”، أي إن أمريكا قد تقبل بالتخلي عن حلفائها الأكراد غرب الفرات، في مقابل مساعدة موسكو وطهران لها بإنجاح اتفاق الجنوب، وهذا كله تحت ضغط إسرائيلي على واشنطن.

هذا التصور يفترض اصطفاف موسكو إلى جانب أنقرة في محاولة منها للضغط على واشنطن بخصوص تقاسم تركة تنظيم الدولة في الرقة ودير الزور، مروراً بالبادية السورية، وصولاً إلى ريف السويداء الشمالي والشرقي، مع ما تخزنه هذه المناطق من ثروات باطنية كبيرة.

حتى اللحظة يبدو أن موسكو داخلة في حلف قوي مع الأتراك، سيقنع واشنطن بالتخلي عن مليشيا صالح مسلم في عفرين، أو إقناع تلك المليشيات بالرحيل إلى شرق الفرات، ومن ثم استغناء أنقرة عن سيف الفرات.

تبدو الأطراف السابق ذكرها جميعاً قد بدأت السير في طريق الاتفاق، ولا يبدو أن هناك مفاجآت في الطريق إلا من قبل طرف واحد أخير هو الفصائل الثورية.

الجبهة الجنوبية

فصائل الجبهة، وهي المظلة الأوسع التي تقاتل النظام والإيرانيين، بدت في حالة ترقب وصمت لا يعكره بعض التصريحات هنا وهناك التي ترفض الاتفاق.

الفصائل محكومة بجغرافية صعبة جداً، وتجعل مساحة المناورة محدودة أمامها؛ لذا فهي لن تغامر بإطلاق موقف علني رافض للاتفاق، ولن تغامر كذلك بأن تبادر سريعاً لتنفيذ مقتضيات الاتفاق، فالراجح أنها ستدخل في طور انتظار ثقيل.

مثلاً إذا بدأت المليشيات بالرحيل فعلياً، وترافق هذا مع توقف القصف بالبراميل والصواريخ، وبدأ اللاجئون في الأردن بالعودة ما يسمح لعجلة الحياة بالدوران، عندها أو في أثناء هذا يمكن للفصائل أن تبدأ بالاستجابة في ظل أن الحاضنة الشعبية قد تشكل عاملاً ضاغطاً على الفصائل.

القول بأن الفصائل مرتبطة تماماً بالقرار الأردني ليس صحيحاً، وما حدث في معاركهم الأخيرة بحي المنشية ومخيم درعا دليل على إمكانية كسر الطوق، لذا يأتي في السياق البيان الرسمي الذي صدر عن غرفة عمليات البنيان المرصوص التي تشرف على معركة “الموت ولا المذلة” والمنشور على حساب الغرفة على موقع توتير بتاريخ 2017/7/12، والبيان طبعاً جاء تعليقاً على الاتفاق وفي أحد بنوده يقول: “نرحب بمحاولات الدول الشقيقة والصديقة للشعب السوري في السعي لإيقاف شلال الدم، وهذا أمر لا يتم إلا بإزالة نظام الأسد”.

هذا سقف مرتفع مبرر في ظل عدم معرفة قيادات الفصائل بالاتفاق وتفاصيله، وقد يكون في نفس السياق البيان الذي صدر عن مجلس محافظة درعا الحرة، وقال فيه المجلس: “إنه يرفض أي مشاركة للنظام وإعادة تأهيله من أجل قيادة سوريا كما يرفض تقسيم سوريا”.[22]

تطبيق الاتفاق

الآن ماذا يحدث على الأرض بعد أن دخل الاتفاق حيز التنفيذ اعتباراً من التاسع من تموز/يوليو الجاري؟

حتى اللحظة الأجواء شبه هادئة مع قصف متقطع يمارسه النظام على أحياء مدينة درعا المحررة، وبعض القرى في ريف درعا والقنيطرة، كذلك ترددت أنباء عن بدء إعادة انتشار للمليشيات الإيرانية واللبنانية خارج مدينة درعا، وتحديداً في بلدتي عتمان وخربة غزالة، وفق ما أفاد به ناشطون في ريف درعا المحرر.

هذه بداية مبشرة لصانعي الاتفاق لكن ماذا بعد؟

هل ستقبل واشنطن أن ينهار أول اتفاق دخلت فيه كطرف مباشر ضامن؟ وهل هذا يتناسب مع طموحات الرئيس الأمريكي الجديد الراغب في الهروب من مآزق داخلية تسببت له بها علاقته الغامضة مع الروس؟

وفيما يخص ترمب فما زال غير معروف من هي مؤسسات الدولة الأمريكية التي تقف معه أو ضده في هذا الاتفاق، وهل واشنطن مستعدة لمزيد من التورط العسكري المباشر في سوريا؟ ثم السؤال الأبرز إذا عزل ترمب عن كرسي البيت الأبيض ما مصير الاتفاق؟

هل ستستطيع موسكو لجم إيران ومليشياتها؟ وهذا يعني فيما يعنيه استقدام مزيد من القوة البرية الروسية لحرق هذه الورقة الإيرانية، لكن هذا سيؤدي إلى مزيد من التورط الروسي في سوريا، فهل هذا هو بالضبط الفخ الأمريكي المنصوب لموسكو؟

هل ستقبل اسرائيل أصلاً أن يكون لروسيا الدور الأكبر على الأرض بمعزل عن واشنطن، وهي تدرك المحاذير الداخلية والاقتصادية الروسية التي ستلجم بوتين، وتجعله دائم العودة للحضن الإيراني؟

هل ستقبل واشنطن وطهران وتل أبيب ومليشيات صالح مسلم بالمكاسب التركية المتوقعة في الشمال، لكون أنقرة ستقبل بمساومة تحفظ مصالحها في الشمال السوري وترسخ وجودها، وتنهي الحلم الكردي، في مقابل مساعدة روسيا على تطبيق مخرجات أستانة في الشمال والوسط؟

هل ستقبل طهران بانحسارها عن منطقة حساسة جداً كالجنوب السوري؟ وهل ستطمئن إلى عدم تعميم النموذج في كامل سوريا ما يجعلها أكبر الخاسرين في سوريا، حتى لو حصلت على ترضية إضافية في لبنان لجهة تثبيت نفوذ حزب الله؟

هل ستقبل فصائل الجبهة الجنوبية بوضع يمكن أن يكون مقدمة لتفكيكها؟ أو هل ستقبل بأن يقال إن الجنوب السوري اتفق منفرداً مع القوى الدولية وسعى خلف سلامته بمعزل عن سلامة فصائل الغوطة الشرقية مثلاً؟ أو هل ستقبل الفصائل بأن تتهم بأنها أول من وقع على اتفاقيات تقسيم أو تقاسم سوريا؟

الخلاصة

الثابت لدى الجميع أن المشهد السوري في مرحلة الترتيب النهائي بعد دخول روسيا وأمريكا مباشرة على الخط.

يبدو أن سوريا جديدة في مرحلة الولادة من خاصرة الجنوب الذي سيكون سطراً مهماً في اتفاقية سلام إسرائيلي سوري دائم، كما أن الجنوب سيقفز قفزة كبيرة في سبيل إخراج التوليفة السورية الجديدة لجهة اللامركزية في الحكم، أو لجهة الانفصال التام، وهو مستبعد على الأقل الآن.

لكن الجنوب بحكم المؤكد سيكون هدفاً دسماً لقوى الثورات المضادة في العالم العربي، برعاية أمريكية إسرائيلية لمحاولة خلق حفتر جديد أو سعد حداد جديد؛ ما يعني أن الحاضنة الشعبية في درعا ستعود للواجهة من جديد؛ نظراً لدورها المحوري في رسم مستقبل سوريا بعد أن أطلقت شرارة الثورة السورية.

‌ ‌____________________________________

المراجع

[1] اتفاق أمريكي روسي أردني على وقف إطلاق النار، فرانس 24، 2017/7/8، الرابط: https://goo.gl/FJCGpN

[2] بوتين: وقف إطلاق النار في جنوب سوريا جاء نتيجة تغير الموقف الأمريكي، وكالة رويترز، 8\7\2017، الرابط: https://goo.gl/ahDRmo

[3] بدء سريان وقف إطلاق النار جنوب غرب سوريا، BBCعربي، 9\7\2017، الرابط: https://goo.gl/DftrJp

[4] تيلرسون: لا نرى دوراً لعائلة الأسد في مستقبل سوريا، روسيا اليوم، 7\7\2017، الرابط: https://goo.gl/Zw9e3X

[5] بترا: روسيا وأمريكا والأردن اتفقت على مساندة وقف لإطلاق النار في جنوب غرب سوريا، رويترز، 7\7\2017، الرابط: https://goo.gl/3ATPoL

[6] بدء سريان وقف إطلاق النار جنوب غرب سوريا: مصدر سابق.

[7] إيران تطالب بتعميم اتفاق وقف إطلاق النار، رويترز، 10\7\2017، الرابط: https://goo.gl/gBNbfD

[8]مرجانة: اتفاق الجنوب سبقه تنسيق روسي مع الدولة السورية، صحيفة الوطن السورية، 9\7\2017، الرابط: https://goo.gl/hEvWUN

[9] الهيئة العليا تحدد موقفها من اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، أورينت نت، 10\7\2017، الرابط: https://goo.gl/AEVVFW

[10] اتفاق أميركي روسي أردني لوقف النار جنوبي سوريا، الجزيرة نت، 8\7\2017، الرابط: https://goo.gl/5oXbQu

[11]  الرابح والخاسر باتفاق وقف إطلاق النار جنوب غرب سوريا: محمد العرسان، عربي 21، 9\7\2017، الرابط: https://goo.gl/5s2MBj

[12] الهدوء جنوبي سوريا.. فتش عن إسرائيل: صالح النعامي، الجزيرة نت، 12\8\2016، الرابط: https://goo.gl/ShMg53

[13] المصدر السابق.

[14] المصدر السابق.

[15] المصدر السابق.

[16] المصدر السابق.

[17] مصادر أميركية: اتفاق التهدئة بسوريا يستهدف إيران، الجزيرة نت، 13\7\2017، الرابط: https://goo.gl/Wr7NCB

[18] راتني: اتفاق جنوب سوريا لا يهدف للتقسيم، الجزيرة نت، 11\7\2017، الرابط: https://goo.gl/BSQxnN

[19] المخفي في سيناريو درعا منخفضة التوتر: بسام بدارين، صحيفة القدس العربي، 10\7\2017، الرابط: https://goo.gl/T93c9R

[20] رئيس هيئة الأركان الأردنية يحذر من إقامة حزام بري يصل إيران بلبنان، قناة BBCعربي، 30\12\2016، الرابط: https://goo.gl/xTvTWb

[21] التفاهم الأمريكي الروسي لإنشاء منطقة آمنة في الجنوب مخيب للآمال، وكالة الأناضول، 5\7\2017، الرابط: https://goo.gl/NzF4FF

[22] مجلس محافظة درعا يرفض تقسيم سوريا، شبكة شام، 12\7\2017، الرابط: https://goo.gl/JDSQN5

ضع تعليقاَ