أبريل 16, 2024

بيو للأبحاث: القلق المشترك على مصير مسيحي الشرق الأوسط يجمع طرفي الكنيسة العالمية

من المنتظر أن يشهد يوم الجمعة ( 12\2\2015) حدثاً تاريخياً كبيراً حين يلتقي البابا فرانسيس مع بطريرك الروم الأرثوذكس الأب كيريل في كوبا. ويعد هذا اللقاء هو الأول من نوعه الذي يجمع بين زعماء الجانبين منذ أن خالفت الكنيسة الأرثوذكسية تقاليد الكنيسة الكاثوليكية قبل نحو 1000 عام. وعلى الرغم من قيام البابا فرانسيس بالاجتماع مع عدد قادة الأرثوذكس الآخرين بما في ذلك البطريرك برتلماوس الأول، إلا أنه لم يتلق قط ببطريق الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قبل هذه المرة.

ومنعت التوترات التي حصلت بين الكنيستين منذ فترة طويلة في إنجاح محاولات عقد أي لقاء بين الطرفين. ولكن كما يبدو فإن الاهتمام المشترك بمصير مسيحيي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مثل أحد أهم الأسباب لاجتماع فرانسيس وكرايل والذي يتوقع أن يختتم بإعلان التوقيع على اتفاق مشترك.

وتضم مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أعدادًا متقاربة من المسيحيين الأرثوذكس والكاثوليك، وفقًا لبيانات مركز بيو للأبحاث المسيحية حول العالم عام 2010. وبعيداً عن تأثيرات التطورات الأخيرة في المنطقة وأثرها على أعداد المسيحيين فيها، إلا أن الإحصاء عام 2010 أثبت وجود 5.6 مليون كاثوليكي و5.5 مليون أرثوذكسي في مناطق الشرق الأوسط وشمالي افريقيا، وهو ما سمح لكل طائفة بأن تمثل ما نسبته 1% إلى 2% من أعداد سكان المنطقة  الكلية.

ويحتل لبنان صدارة الدول من حيث عدد السكان الكاثوليك فيه، إذ يوجد به أكثر من مليون كاثوليكي، يمثلون 29% من مجموع سكان لبنان. أما مصر فتحتوي على أكثر من 4 مليون أرثوذكسي يمثلون 5% من عدد السكان المصريين، وهم يمثلون أعضاء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.

وبشكل عام، يمثل الروم الكاثوليك أغلبية مسيحي العالم، فنصف مسيحي العالم – قرابة مليار مسيحي – يتبعون للكنيسة الكاثوليكية في روما. بينما يوجد يتبع 260 مليون مسيحي كنيسة الأرثوذكس الروسية وبهذا فهم يمثلون ما يصل إلى 12% من المسيحيين حول العالم والباقي هم من المسيحيين البروتستانت وتصل نسبتهم إلى 37%.

وعلى الرغم من عدم امتلاكنا لمعلومات كافية ودقيقة خاصة على صعيد منتسبي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، إلا أننا نستطيع القول أن هناك 100 مليون مسيحي أرثوذكسي يعيشون في روسيا، وهو ما يمثل أكبر تجمع لهم، مع التأكيد على أن أعدادهم آخذة بالتزايد فمنذ سقوط الاتحاد السوفيتي – الملحد – قبل 25 عاماً شهدت روسيا ارتفاعاً كبيراً في نسبة البالغين الروسيين  الذين يعرفون انفسهم على أنهم أرثوذكس إلى ما نسبته 72% في 2008 بعد أن كانت نسبتهم لا تتجاوز 31% عام 1991.

ضع تعليقاَ