مقدمة:
في الوقت الراهن، يبدو أن الحرب الأهلية السورية في طور إعادة بلورة (أو إعادة تشكيل) المشهد الدولي في منطقة الشرق الأوسط. كما يبدو أن الحدود التي رسمها اتفاق سايكس بيكو في المنطقة قد بدأت في التمايل والترنح. وفي خضم الصراع العراقي الذي لا نهاية له، عاد الأكراد للتموضع في قلب رقعة الشطرنج الإقليمية. أما في سوريا فقد أنشأ حزب الاتحاد الديمقراطي منطقة شبه مستقلة تعمل بمنزلة دولة بحكم الأمر الواقع.
وفي الجنوب تمكن أكراد العراق من انتزاع أراضٍ مهمة من قبضة تنظيم الدولة. في مرحلة موالية، وبعد التمتع بنظام حكم ذاتي واسع، قام أكراد العراق بتحدي حكومة بغداد عبر تنظيم استفتاء من أجل الحصول على الاستقلال. ويبقى السؤال المطروح: هل حان موعد إقامة دولة الأكراد؟ وفيمَ تتمثل تداعيات مطالب التمتع بالحكم الذاتي، واستقلال كردستان العراق، على التهدئة المحتملة للصراع السوري؟