أبريل 19, 2024

انتقادات ضخمة لاستراتيجية أوباما في سوريا

تتعالى في الولايات المتحدة أصوات انتقادات حادة لاستراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما فيما يتعلق بمكافحة داعش والحد من انتشارها. إذ ضجت مختلف أروقة صناعة القرار الأمريكي بتصريحات مختلفة أجمعت معظمها على الفشل الأمريكي في الحد من انتشار داعش أو القضاء عليها.

وكان جون بريدان مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكي قد انتقد تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية عن التقدم المضطرد في محاربة داعش على الرغم من انفاق مبالغ ضخمة للغاية و تخصيص أسلحة ثقيلة جداً لإنجاح الهدف الأمريكي بالقضاء على داعش.

من جهته جون ماكين،رئيس لجنة الخدمات الملحة في الكونغرس قام بتوجيه نقد لاذع لأوباما وتراجع عنه لاحقا. وكان جون ماكين قد حمل أوباما “المسؤولية المباشرة” مباشرة عقب هجوم أورلاندو الأخير،ليتراجع لاحقاً ويصف أن تصريحه قد أسيء فهمه وموضحاً أنه لم يكن يقصد أوباما شخصياً بل كان يقصد “سياسة الرئاسة الأمريكية” وفي المحصلة فإن تصريح ماكين يمكن وضعه في السياق التالي :” أدى قرار أوباما بالانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من العراق في عام 2011 إلى صعود داعش” .

ليندسي جراهامن حليف ماكين في مجلس الشيوخ أشار إلى “داعش ما تزال قوية في أذهان أنصارها” مشيراً إلى أن أوباما سيغارد البيت الأبيض تاركاً وراءه داعش في العراق وليبيا، وذهب في حديثه ليركز على فرع داعش في ليبيا واصفاً إياه “بالأكثر تقدماً وخطورة في المنطقة”.

وتطورت جبهة المنتقدين أيضاً إثر توقيع أكثر من 50 دبلوماسي أمريكي لمذكرة داخلية تدعو إلى توجيه ضربات جوية أمريكية ضد نظام الأسد وفق ما اورد موقعي رويترز ووول ستريت جورنال الأمريكي مساء الجمعة ( 17 يونيو).

وتعتبر المذكرة الداخلية – في عرف وزارة الخارجية الأمريكية- وسيلة يستخدمها الموظفون للتعبير عن وجهات نظر بديلة لسياسة الولايات المتحدة القائمة، ولكن ووفق سفير الولايات المتحدة السابق في سوريا “روبرت فورد” فإن عدد الموقعين هذه المرة كان عالٍ للغاية وبشكل غير مسبوق.

تضمنت المذكرة تلميحاً لإنهيار وقف إطلاق النار في سوريا والخروقات المتكررة له من قبل النظام وبالتالي فقد دعا موقعوها إلى توجيه ضربات جوية ضد نظام الأسد.

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من جهته أشار إلى أنه لم يطلع على المذكرة بعد؛ لكنه أشار إلى أنه تحتوي على بيانات هامة للغاية.

من جهة أخرى، استبعد مسؤول أمريكي اطلع على المذكرة أن تشكل أي تأثير على السياسة المتبعة من قبل البيت الأبيض، خاصة وأن مسؤوليه يشعرون بالقلق من زيادة الإنخراط الأمريكي في النزاع السوري. ومن المحتمل أن تشكل أي ضربة جوية أمريكية احتمالاً شديداً للمواجهة مع روسيا التي تدعم بشار الأسد في سوريا.وهو ما يعزز الاختلاف بين إداراة أوباما والأطراف الأخرى في واشنطن.

أخيراً، أشار المرشح الأوفر حظاً في تولي منصب قائد سلاح الجو الأمريكي “ديفد غولدفين” في كلمة ألقاها أمام لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى أن محاربة “داعش” تتطلب من القوات الأمريكية فرض حظر للطيران في سوريا وهو ما يعني تدمير الطائرات الروسية والسورية هناك وفق ما أشارت له وكالة نوفوستي الروسية.

وأضاف غولدفين في كلمته إلى ضرورة ضمان وجود منطقة حظر جوي فوق سوريا، بالإضافة إلى أهمية فهم ما يحدث على أرض الواقع بشكل جيد عبر التواصل مع القوات المحلية وضمان السيطرة على الوضع الميداني.

وسبق للبيت الأبيض أن عارض إنشاء منطقة حظر جوي في سوريا لأن هذا يحتاج إلى قوات برية ضخمة وهو – وفقاً لأوباما – يتعارض مع مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة.

ضع تعليقاَ