مارس 19, 2024

تقرير خاص: كيف تناولت الصحافة الغربية والعبرية المظاهرات في إيران

إعداد: آمال وشنان

في الوقت الذي يتزايد فيه النفوذ الإيراني إقليميا، تتصاعد المشاكل ذات الطابع السوسيواقتصادي داخليا، حيث عرفت عدة مدن إيرانية مظاهرات تطالب بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في مدن كبرى كطهران ومشهد، واهتمت الصحف الغربية والإسرائيلية بالاحتجاجات الداخلية في إيران، وتناولت الموضوع من زوايا مختلفة بالرصد والتحليل. كتبت صحيفة وول ستريت جورنال خبرا بعنوان “الإيرانيون يحتجون بسبب الظروف الاقتصادية“، حيث قالت إن الاحتجاجات تتواصل لليوم الثاني في جميع أنحاء إيران ضد ارتفاع الأسعار والبطالة، واعتبرت المظاهرات الأكثر أهمية من حيث السخط الشعبي على الإدارة الإقتصادية لحكومة الرئيس حسن روحاني. كما نقلت الصحيفة تصريحات مسؤول أمريكي اتهم فيها إيران بمنع الإيرانيين من جني الثمار الاقتصادية للاتفاق النووي منذ 2015.

أما إسرائيل ناشيونال نيوز فركزت على الاعتقالات التي صاحبت الاحتجاجات تحت عنوان” 52 شخص اعتقلوا في مظاهرة مناهضة للحكومة في إيران”.حيث قال مسؤول ايراني يوم الجمعة أن 52 شخصا اعتقلوا في احتجاجات اليوم السابق على ارتفاع الأسعار في مدينة مشهد، إذ خرج المئات إلى شوارع مشهد، مدينة للحج المقدس في شمال شرقي البلاد، بشعارات موجهة أساسا إلى حكومة الرئيس حسن روحاني لفشلها في معالجة مجموعة من المشاكل الاقتصادية. وجاءت الشعارات مثل “الموت لروحاني” و” الموت للديكتاتور”، “ليس غزة، وليس لبنان، حياتي لإيران”، إشارة إلى الغضب في بعض المدن من اهتمام الحكومة بالأمور الخارجية على حساب الظروف الداخلية للمواطنين.

بدورها غطت الأندبندنت الموضوع تحت عنوان “احتجاجات إيران: انتشار المظاهرات المناهضة للحكومة مع تزايد الغضب وارتفاع الأسعار والفساد”. وقالت إن الاحتجاجات ضد ارتفاع الأسعار تحولت إلى أكبر موجة من المظاهرات منذ الاضطرابات الموالية للإصلاح على الصعيد الوطني في عام 2009، وقالت وكالة الأنباء الايرانية إن المتظاهرين هتفوا بشعارات مناهضة للحكومة مثل “لا تتذكر فلسطين فقط، تذكرنا أيضا” و “الموت أو الحرية “و” الإفراج عن السجناء السياسيين”. وكان هناك نحو 300 متظاهر في كرمانشاه و50 في طهران، كما تم انتقاد رجال الدين أيضا أثناء المظاهرات.

وفي الموضوع نفسه كتبت الهافنغتون بوست خبراً بعنوان “مظاهرات مناهضة للحكومة الإيرانية لليوم الثاني”. وقالت الصحيفة أن الاحتجاجات جاءت بسبب الظروف الاقتصادية فضلا عن تورط الجمهورية الإسلامية في صراعات إقليمية أثقلت كاهل الاقتصاد في دول مثل العراق وسوريا، كما أظهرت أشرطة الفيديو هتافات الجماهير يرددون عبارات “الناس يتسلون” و “رجال الدين مثل الله” في انتقاد لهم، كما انتقلت الانتقادات من روحاني إلى آية الله خامنئي وكان ذلك في مدينة قم معقل الشيعة، كما قال أحد المتظاهرين “على آية الله خامنئي أن يخجل من نفسه وينسحب”.

أما فوكس نيوز فنقلت خبراً على المظاهرات المضادة، تحت عنوان” 4000 تجمع مؤيد للحكومة في إيران”. يشار الى أن نحو أربعة آلاف شخص يشاركون في مظاهرة مؤيدة للحكومة في طهران وسط سلسلة من الاحتجاجات الاقتصادية في إيران. وجاءت المظاهرة أمس السبت بعد يومين من المظاهرات غير المرخصة في جميع أنحاء البلاد، اتهمت الولايات المتحدة بالوقوف وراء المشاكل الاقتصادية الإيرانية.

كذلك خصصت نيويروك تايمز مساحة للخبر بعنوان ” مظاهرات في طهران بسبب الظروف الاقتصادية”وقالت نيويورك تايمز أن الشعب الإيراني يعيش ظروفا اقتصادية صعبة وأرقام بطالة مرتفعة وصلت إلى 40%. كما ركزت على انتشار المظاهرات بين المدن الإيرانية.

أما بي بي سي البريطانية فنقلت موقف الولايات المتحدة الأمريكية من المظاهرات في إيران والعنوان جاء كالتالي “الولايات المتحدة تحذر إيران: العالم يراقب”. حيث قالت الولايات المتحدة إن “العالم يراقب” كيف تستجيب السلطات الإيرانية للاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت في العديد من المدن. وانضم عدد من الناس إلى الاحتجاجات، واعتقل العشرات. وقال بيان للبيت الأبيض: “إن الإيرانيين سئموا فوضى النظام واستخدام ثروات البلاد لتمويل الإرهاب”. وفي الوقت نفسه، حثت السلطات مؤيديها على التظاهر في جميع أنحاء البلاد يوم السبت. وقالت الإذاعة البريطانية من المحتمل أن يُنقل الآلاف من الناس للتظاهر ودعم الحكومة في طهران”. وبدوره غرد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تويتر ودعم المتظاهرين ضد الحكومة الإيرانية.

وقد سلّطت الصحف الإسرائيلية الضوء أيضاً على المظاهرات الإيرانية فقد نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت تقريراً بعنوان: عشرات المتظاهرين في إيران، النظام: “الدعوات ضد غزة مروعة” قالت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلاً عمّا أفادته وسائل الإعلام الإيرانية ومتصفحي الشبكات الاجتماعية في الجمهورية الإسلامية أن مظاهراتٍ جرت أيضاً ضدّ الحكومة يوم الجمعة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب. وأفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن الشرطة في مدينة كرمنشاه في غرب إيران قامت بتفريق المتظاهرين بالقوة وهم يهتفون بشعاراتٍ ضد الحكومة. وأشارت المصادر إلى أن حوالي 300 شخص شاركوا في المظاهرة وهتفوا بشعارات ضد الحكومة بما في ذلك “تحرير السجناء السياسيين” و “الحرية أو الموت”. وذكرت وكالة الأنباء شبه الحكومية أن المتظاهرين دمروا الممتلكات العامة. جاء التقرير عن المظاهرة فى كرمانشاه بعد يوم واحد من مظاهرات مماثلة جرت فى شمال شرق إيران بما فى ذلك صرخات عنيفة ضد قادة البلاد من بينها “الموت لروحاني” و “الموت للديكتاتور”. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية اليوم أن السلطات اعتقلت عدة متظاهرين شاركوا فى مظاهرة فى طهران احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة والسياسات الاقتصادية للرئيس روحاني. وذكر التقرير أن أقل من 50 شخصا شاركوا في المظاهرة التي أقيمت في ساحة المدينة. وقال آية الله احمد، رجل دين بارز في المشهد: “هناك أشخاص يأتون للتعبير عن مطالبهم، ولكن فجأة، في حشد من مئات الأشخاص، قامت مجموعة صغيرة من أكثر من 50 شخصا بدعوات مرعبة ومروعة مثل “اتركوا فلسطين” و “لا غزة ولا لبنان أنتم تعيشون في إيران”. وقال نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، حليف الرئيس روحاني، أن المعارضين المتطرفين الرئيسيين بدأوا المظاهرات. وأضاف: “عندما تبدأ حركة سياسية واجتماعية في الشوارع، فإن أولئك الذين يبدأونها لن يكونوا قادرين على السيطرة عليها حتى النهاية”. وأضاف: “إن الذين يقفون وراء هذه الأحداث يعتقدون أنهم سيضرون بالحكومة من خلال القيام بذلك”. في السياق نفسه نشرت صحيفة  هآرتس خبراً بعنوان :“اليوم الثاني للمظاهرات في إيران: احتجاجات في ثماني مدن على الأقل في جميع أنحاء البلاد” قالت فيه أنه وبعد أن خرج الآلاف في مدن مختلفة، وخاصة في ثاني أكبر مدينة المشهد، خرج  كثيرون إلى الشوارع اليوم للاحتجاج على ارتفاع الأسعار والسياسة الاقتصادية للحكومة. وأضافت الصحيفة أنه ومن المتوقع أن تزيد المظاهرات، معظمها عفوية وغير منظمة من الضغط على الرئيس حسن روحاني وحكومته.

ضع تعليقاَ