أبريل 18, 2024

ستراتفور: الإستراتيجية النووية الإيرانية المزدوجة

ISFAHAN, IRAN - MARCH 30: A worker walks inside of an uranium conversion facility March 30, 2005 just outside the city of Isfahan, about 254 miles (410 kilometers), south of capital Tehran, Iran. The cities of Isfahan and Natanz in central Iran are home to the heart of Iran's nuclear program. The facility in Isfahan makes hexaflouride gas, which is then enriched by feeding it into centrifuges at a facility in Natanz, Iran. Iran's President Mohammad Khatami and the head of Iran's Atomic Energy Organisation Gholamreza Aghazadeh is scheduled to visit the facilities. (Photo by Getty Images)

دخل الاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى حيز التنفيذ، ولكن هذا لا يعني بأي شكل أن المخاوف الدولية حول برنامج إيران النووي قد تم حلها بالكامل. فالجيش الإيراني ما زال يتابع تطوير تكنولوجيات معينة بما في ذلك بعض الصواريخ البالستية، والتي ستكون قادرة في يوم من الأيام على دعم القدرات النووية الإيرانية. عدا عن إبقائها الكثير من الأنشطة العسكرية في مختلف أنحاء البلاد تحت سرية كاملة.

وتوفر الصور الجوية المعروضة هنا توضيحاً جيداً لطبيعة النهج المزدوج الذي تنتهجه إيران في برنامجها النووي طوال فترة المفاوضات مع الغرب. والتقطت هذه الصور للمجمع العسكري في منطقة “بارخين” في يوليو 2010 ويناير 2016 على التوالي. حيث يظهر فيها قيام إيران بإخفاء معالم أنشطة قد تكون مجرمة أو نووية في أثناء سير المباحثات. عدا عن قيامها بتشييد منشأة تحت الأرض داخل المجمع، حيث يمكن أن تستمر عمليات البحث والتطوير بشكل سري.

وكان المجمع العسكري الإيراني في منطقة “بارخين” قد أثار الجدل كثيراً في سياق المحادثات النووية، فالموقع إلى حد كبير لا يقتصر على منشآت نووية، بينما أصرت طهران على أن أي من التصنيع النووي لم يجري هناك.وبالمقارنة مع مرافق تخصيب اليورانيوم الإيرانية التي حظيت بتركيز كبير خلال المحادثات، شددت إيران على اقتصار الأنشطة في مجمع “بارشي” على تطوير الصواريخ واختبار المتفجرات.

ووفقًا لمزاعم العديد من المراقبين المستقلين، فإن إيران قامت باختبار العديد من الإنفجارات الكروية في القاعدة “بارشين” والتي تضم مبناً خاصاً باختبار الإنفجارات الكبيرة. وتستخدم عادة الإنفجارات الكروية لبدء التفاعل النووي داخل الأسلحة المشحونة بالذخيرة. وبالرجوع إلى النشاط المكثف الذي شهدته هذه القاعدة منذ عام 2012 فمن المرجح أن تكون هذه المزاعم صحيحة إلى حد كبير.

واستنادًا إلى الصور الجوية المتوافرة فمن الواضح أن إيران بذلت جهدًا كبيرًا لإخفاء آثار نشاطها في الموقع وتنظيفه في عام 2012، حينما بدأت تأخذ المحادثات مع الغرب طابعًا أكثر جدية. قامت إيران خلال عمليات “التنظيف” هذه بإزالة طبقات من التربة وأوراق الشجر التي من المحتمل أن تحمل أي أدلة على أنشطتها السابقة هناك، وعمدت إلى إنهاء عمليات التنظيف قبل شهر سبتمبر 2015، وقبل وصول المفتشين الدوليين إلى الموقع كانت قد غطت الكثير من المساحات بالخرسانة.

وأصرت إيران أيضاً خلال عملية التفتيش على قيام افراد إيرانيين بجمع العينات المطلوبة بدلاً من قيام خبراء الوكالة بذلك. ومع ذلك، تصر الوكالة الدولية أن عملية جمع العينات هذه كانت تخضع لمعايير رقابية صارمة. ولم تجد الوكالة وفق ما أعلنت أي دليل ضد إيران خلال زيارة الموقع المذكور، وربما يرجع ذلك إلى التجديدات التي أجرتها السلطات الإيرانية في الموقع ونقص المعدات المتبقية من الإنفجارات الشديدة هناك.

وفي الوقت نفسه، تواصل إيران عمليات التطوير في بناء المنشآت تحت الأرض في موقع “بارخين” والتي لم يستطع مراقبي الوكالة الدولية الوصول إليها خلال الزيارة المذكورة.وإن صح الشكل في مواصلة إيران نشاطاتها النووية في المواقع العسكرية المخفية تحت الأرض في “بارخين” وغيره، فإن هناك شك كبيراً في التزام إيران على المدى الطويل بالاتفاق النووي خاصة وأن هناك الكثير من المواقع العسكرية التي ما تزال مخفية في البلاد.

 

Parchin-Site-Explosives-satellite-imagery-020316_0 Parchin-Site-Tunnel-satellite-imagery-020316 (1)

ضع تعليقاَ