أبريل 16, 2024

ستراتفور: إسرائيل ودول الخليج.. الاتفاق على عدم الثقة بالولايات المتحدة

An F-5F Tiger II fighter aircraft of the 3rd Squadron, Royal Saudi Air Force, takes off during Operation Desert Shield.

ملخص

مع اقتراب ميزان القوى في الشرق الأوسط من مأزق محتمل، تعيش عقود التسليح الأمريكي لدول الخليج مخاطر الإلغاء أو التأجيل بسبب المعارضة الإسرائيلية لها. ومهما كان قرار الولايات المتحدة بهذه الصفقات فإن أحد الأطراف ( إسرائيل او دول الخليج) ستغضب إزاءه. وسيؤدي أيضًا إلى إثارة الشكوك حول دعم الولايات المتحدة لأي من الأطراف. وبلا شك، تشكل دول الخليج صفقة دفاعية مربحة للولايات المتحدة وعلى واشنطن التعامل معها بحذر للحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط.

تحليل

ساهمت المعارضة الإسرائيلية المتكررة في تأجيل عدد من صفقات السلاح الأمريكي للكويت والإمارات وقطر لسنوات طويلة. فالكويت مثلًا، عانت من تأخير تسليم العقود لمدة عامين ( عقود 28 طائرة  F/A-18 النفاثة المقاتلة). الإمارات من جهتها تمتلك اتفاقًا تنتظر تنفيذه حتى اللحظة لتسليم 30 مقاتلة من نوع (F-16 Block 61) أما قطر فقد عانت كذلك من تأخير تسليم 73 طائرة من نوع النسر الصامت (73 F-15SE). وفي حين دقت اسرائيل ناقوس الخطر بشأن صفقات الكويت والإمارات، فقد عارضت بشدة الصفقة القطرية وفي جزء كبير من هذه المعارضة بسبب الدعم القطري لحركة حماس وموقفها المعادي لإسرائيل في المنطقة بشكل عام.

إسرائيل باتت تشعر الآن بقرب فقدها لمكانتها كشريك حصري للولايات المتحدة في المنطقة. ومع ذلك، فإن استراتيجية الولايات المتحدة المتبعة حاليًا في الشرق الأوسط لن تؤثر في العلاقات الاستراتيجية الطويلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. فالإدارة الأمريكية الحالية، ومما لا شك فيه، الإدارة القادمة ستلتزم ببقاء مزية الدعم العسكري العالي لإسرائيل. وخلال هذه الفترة تضع الولايات المتحدة اللمسات الأخيرة على مفاوضات تقديم مساعدات عسكرية تتراوح قيمتها بين 40 إلى 50 مليار  دولار تدخل حيز التنفيذ في 2018ز وبلا شك فإن أي دولة في المنطقة ستفخر بمستوى مماثل من الدعم الأمريكي.

ومع ذلك تخشى إسرائيل من تناقص التمويل الأمريكي لها بشكل تدريجي بسبب الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة. فالاحتجاجات الإسرائيلية الكبيرة التي أعقبت توقيع الاتفاق النووي ع إيران بالإضافة إلى مساعي الدول الكبرى للتعاون مع مختلف دول الشرق الأوسط بهدف خلق توازن في المنطقة غير المستقرة  عدا عن العمل الأمريكي مع محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين في مصر والذي أغضب الإسرائيليين قبل أن يطاح به في 2013 يعد جزءً من هذه الاستراتيجية.

أصبح تفوق اسرائيل العسكري أكثر هشاشة عن نظرائها في المنطقة خلال العقد الماضي. فدول مجلس التعاون الخليجي وخاصة الإمارات والسعودية أنفقت مئات ملايين الدولارات على تطوير القوات الجوية والآن باتت تملك طائرات قتالية تضاهي طائرات إسرائيل. وصحيح أن إسرائيل تنتظر الآن استلام طائرات (F-35) أمريكية قريبًا إلا أنه لا يوجد أي ضمانة تمنع بيع هذه الطائرات أيضًا لدول مجلس التعاون الخليجي.

gcc_snapshot

ضع تعليقاَ