أبريل 18, 2024

عرض كتاب: “أم من مضايا” … صرخة في وجه سياسة التجويع

 

“لم تعد أجسامنا معتادة على تناول الطعام. أطفالي جوعى، لكنهم يمرضون إذا ما أكلوا. يشعرون بآلام حادة في المعدة؛ لأن أجسامهم غير قادرة على هضم وامتصاص الطعام، بعد معاناة طويلة مع الجوع”.

Screen Shot 2016-10-18 at 10.11.51

 

أعلنت شبكة إيه بي سي نيوز وشركة مارفل إطلاق كتاب إلكتروني مصور يحمل عنوان “أم من مضايا“؛ يحكي قصة حقيقية مُرَوِّعة لعائلة سورية ناضلت من أجل البقاء في مدينة مضايا المحاصرة.

“أم من مضايا”؛ صرخة في وجه سياسة التجويع، وظروف المعيشة غير الصحية، والتهديدات العنيفة، التي تواجهها عائلة ساقتها الأقدار لتعلق بين نيران الأطراف المتحاربة في سوريا، لأكثر من عام.

في يناير 2016، نشرت شبكة إيه بي سي نيوز لمحة عن عائلة محاصرة داخل مدينة مضايا. بدأ التواصل مع الأم، ولديها خمسة أطفال، عبر محادثات نصية وهاتفية تطرقت للمشهد القاتم الذي تواجهه العائلة يوميًا.

ظلت إيه بي سي نيوز تنشر تحديثات يومية نقلا عن الأم، تشرح بالتفصيل كيف ملأها الغضب وأحاط بها اليأس بعدما اضطرت إلى تفكيك أثاث بيتها، واستخدامه لإشعال النار وغلي بعد أوراق الشجر لتناولها في غياب الطعام.

منذ وقعت مضايا تحت حصار القوات الموالية للحكومة السورية بقيادة بشار الأسد، علقت العائلة هناك طيلة 14 شهرًا، ظلت خلالها تكافح يوميا للبقاء على قيد الحياة، بينما كان الموت يحلق فوق الرؤوس، يختطف أرواح من مات جوعًا داخل هذا السجن الكبير المفتوح.

حوَّلت إيه بي سي نيوز ومارفل هذه الحكايات إلى كتاب رقميّ، وأنتجا فيلما وثائقيًا باستخدام الجرافيك؛ لبث الروح في جسد حكايات الأم المحاصرة، التي ظلت هويتها غير معروفة حتى الآن بهدف حمايتها وأسرتها.

على غلاف الكتاب تظهر صورة الأم وهي تجلس فوق ركام المدينة المحاصرة وحولها ترتفع ألسنة اللهب التي خلفتها الغارات الجوية. وتستهل المقدمة بالحقيقة الصادمة برغم اعتيادها: لا توجد طريقة للخروج من مضايا أو الدخول إليها. عائلات بأكملها محاصرة هنا لأكثر من 12 شهرًا. يتضورون جوعًا، بل لقي بعضهم حتفه بالفعل في غياب ما يسد رمقهم.

(1)

(19 يناير، 2016) كان اليوم عصيبًا على العائلة. تقول الأم إن المرض صاحبهم معظم الليل، ما بين آلام في المعدة وقيء. حينما تحدثنا إليها بالأمس، أخبرتنا كيف كان عليهم تغيير عاداتهم الغذائية.

كان طعامنا اليوم: أرزًا وحساء الفول. أجسادنا لم تعد معتادة على تناول الطعام. أطفالي جوعى، لكنهم يمرضون إذا ما أكلوا. يشعرون بآلام حادة في المعدة؛ لأن أجسامهم غير قادرة على هضم وامتصاص الطعام، بعد معاناة طويلة مع الجوع.

(2)

 

“حينما استيقظنا، شربنا النعناع أو شاي الزعتر من الحديقة، مع القليل من السكر. سدَّ ذلك رمق الأولاد لفترة”.

(3)

 

ليس الطعام هو الوقود الوحيد الشحيح في المنطقة. فلا يوجد كهرباء في المدينة منذ ستة أشهر. تقول الأم إن العائلة تستخدم بطارية سيارة لشحن هواتفهم لكن حتى ذلك يعتمد على مستوى الوقود الذي تركوه.

أخبرتنا العائلة بأن ثمن جالون الوقود كان قبل الحصار يبلغ 8.64 دولارًا. لكنه الآن 90 دولار.

 

لتعرب الأمم المتحدة كما تشاء عن انتقادها لسياسة التجويع التي ينتهجها النظام، ولتنتقد كما تريد استخدام النظام الطعام كسلاح لإجبار السكان على تسليم المدينة الواقعة في منطقة استراتيجية تفصل بين سوريا ولبنان على ممر إمدادات رئيسي.. لكن لا شيء يتغيَّر في الواقع.

 

ضع تعليقاَ