مارس 29, 2024

عرض كتاب: باكستان.. بين المسجد والجيش

الكتاب: باكستان.. بين المسجد والجيش

المؤلف: حسين حقاني

الناشر: مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي

عدد الصفحات: 397

اللغة: الإنجليزية

من المفيد ابتداءً تعريف القارئ بهوية الكاتب الذي أثنى أليكس أليكسييف، زميل أقدم في مركز السياسة الأمنية، على “معرفته الشخصية بالعديد من العسكريين والسياسيين البارزين خلال العقدين الماضيين”:

حسين حقاني (1 يوليو 1956)؛ أكاديمي ودبلوماسي باكستاني، عمل سفيرًا لبلاده إلى سريلانكا والولايات المتحدة، ومستشارًا لرئيس الوزراء الباكستاني، إلى جانب دوره كـ باحث زائر في مشروع جنوب آسيا في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، وأستاذ مشارك في العلاقات الدولية في جامعة بوسطن.

يعمل حاليًا رئيسًا لشؤون جنوب وشرق آسيا في معهد هدسون بواشنطن، وهو عضو سابق في الرابطة الإسلامية الباكستانية، ألف كتابان عن باكستان: (1) الأوهام المهيبة: باكستان، الولايات المتحدة، تاريخ ملحمي من سوء التفاهم. (2) باكستان: بين المسجد والجيش، وهو الكتاب الذي ستستعرضه السطور التالية.

(1)

من بين حلفاء الولايات المتحدة للحرب على الإرهاب، لا يمكن وصف باكستان بسهولة باعتبارها صديقًا أو عدوا. ذلك أن الدولة المسلحة نوويًا، تعتبر مركزًا مهمًا للأفكار والجماعات الإسلامية التي يصفها المؤلف بالـ”متطرفة”.

لكن في الوقت ذاته، أدى التعاون- الانتقائي- للرئيس السابق برويز مشرف، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة واعتقال أعضاء تنظيم القاعدة؛ إلى افتراض أن باكستان قد تكون مستعدة للتخلي عن علاقتها طويلة الأمد بما يصفه الكتاب بـ”الإسلام الراديكالي”.

بيدَ أن طبيعة باكستان، كدولة ذات أيديولوجية إسلامية، ترتبط ارتباطا وثيقًا بالرؤية العالمية للنخبة الباكستانية والطموحات الإمبراطورية لجيشها. من أجل ذلك، يحلل هذا الكتاب أصول العلاقات بين الجماعات الإسلامية والجيش الباكستاني، ويستكشف مساعي البلاد لصياغة الهوية وتحقيق الأمن.

وبتتبُّع كيف سَعَى الجيش للحصول على دعم الولايات المتحدة، من خلال جعل نفسه مفيدًا فيما يتعلق بمخاوف اللحظة- مع مواصلة تعزيز تحالف المسجد-الجيش داخل باكستان- يقدَّم المؤلف رؤية مختلفة للتطورات السياسية التي شهدتها البلاد منذ الاستقلال في عام 1947.

(2)

يستهل الكتاب بخارطة للمنطقة، ومقدمةٍ تستعرض هوية البلاد وأيديولجيتها. ثم تبدأ فصوله في تناول ما وصفه المؤلف بـ “الحدود الأيديولوجية” والدفاع عنها، واستعراض كيف تبدو باكستان بين الأمس واليوم، وانتقال البلاد من جمهورية إسلامية إلى دولة إسلامية.

ينتقل الكتاب بعد ذلك إلى الحديث عن الجهاد الأفغاني، وعن الحكم العسكري بوسائل أخرى، وعن الجهاد الذي لا يعرف الحدود، قبل أن يختم بالحديث عن الانتقال من الدولة الأيديولوجية إلى الدولة الوظيفية.

يقول المؤلف إن هذا الكتاب يمثل عصارة شغفٍ استغرق حياته طولا وعرضا، لفهم تاريخ وطنه باكستان وسياستها. ولأن الجيش والمخابرات الباكستانية حاولا جاهدين الحفاظ على قناع من الغموض، كان التعرُّض لهذا الملف شائكًا، على قدر ما كان مهما.

 

[su_pullquote align=”right”]”التظاهرات والأزمة السياسية الحالية في باكستان ما هي إلا أعراض لمرض خطير، وهو: أن الجيش الباكستاني قد حكم البلاد لفترة تكاد تساوي نصف عمر الدولة بعد استقلالها، ما يؤكد حاليا رغبة الجيش في السيطرة على السياسة الخارجية والأمنية للدولة مرة ثانية”. (حسين حقاني أثناء حلوله ضيفًا في استديوهات برنامج GPS على قناة CNN International في سبتمبر 2014)[/su_pullquote]

 

وإذ ينسب المؤلف الفضل إلى كل شخصٍ في باكستان أسهم في تعليمه وتطوير أفكاره، فإنه يخص بالذكر جيرانه، ومعلميه، وأصدقائه منذ كان ناشطًا أيام الدراسة يحمل بين جوانحه تعاطفًا إسلاميًا، وزملائه الكثيرين في عمله كصحفيّ، والعديد من المسئولين الباكستانيين الذين عمل معهم طيلة الفترة التي قضاها في الحكومة.

يقول: “علمني والدي، محمد سليم حقاني، في سنّ مبكر أن أنثر علامات الاستفهام على رأس الرواية المشوهة رسميًا للأحداث في باكستان. وواصلت والدتي، سعيدة سليم حقاني، دعمي في كل محطات حياتي، ولطالما أعربت عن إيمانها بي في كافة النقاشات التي خاضتها”.

(3)

لأكثر من عشر سنوات، كانت الاتهامات تنهال على باكستان باعتبارها داعمة للإرهاب، وتحديدًا بسبب دعمها للجماعات المسلحة المعارضة للحكم الهندي في منطقة جامو وكشمير المتنازع عليها، وأيضًا لدعمها حكومة طالبان في أفغانستان.  لكن بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، أذعنت باكستان للضغوط الأمريكية المطالبة بتغيير موقفها واتخاذ موقف ضد “الإرهاب”.

وهكذا أصبحت باكستان حليفًا للولايات المتحدة، وقدمت تسهيلات للعمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان، وتشاركت المعلومات الاستخباراتية حول نشطاء القاعدة. وفي حين أصبحت البلاد- نتيجة لذلك- هدفًا للإرهاب وقاعدة لنشاطاته، بات صناع السياسة الأمريكيين يعتبرونها مفتاحا للقضاء على الإرهاب في جنوب آسيا.

ويعتبر مستقبل باكستان ملفًا حاسمًا للولايات المتحدة، على الأقل نظرا لامتلاك إسلام أباد قدرات نووية. أما التحالف التاريخي بين الإسلاميين والجيش الباكستاني- وهو محور هذا الكتاب- فيرى المؤلف أنه يمثل مصدر إحباط لعمليات مكافحة الإرهاب، ويدفع الهند وباكستان مرة أخرى إلى شفير الحرب.. وهي أحد الجمل المفتاحيَّة لفهم توجهات الكاتب، وشرح الرسالة التي يريد الكتاب إيصالها.

[su_quote]”التفاوض مع حركة طالبان الآن سوف يكون خطأ جسيماً، مثلما كانت عليه الحال في تسعينيات القرن الماضي. حيث أن حركة طالبان ليست قابلة لعقد صفقة براغماتية، خلافاً لمعظم الدول أو الجماعات السياسية.

فهي تتسم بإيديولوجية متطرفة ولن تتنازل بسهولة عن معتقداتها الراسخة”. مقال لـ حسين حقاني نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بعنوان “لا تتكلموا مع حركة طالبان” في يونيو 2013) [/su_quote]

(4)

– “في هذا الكتاب المقنع والمفيد للغاية، يصف حسين حقاني بالتفصيل التحالف غير المقدس بين الإسلاميين والعسكريين الذي صاغ ماضي باكستان وقد يحدد مستقبلها أيضا. إنها قصة مهمة ومثيرة للقلق، سردها المؤلف ببراعة”.

(أندرو باسيفيتش، مؤلف العسكرية الأمريكية الحديثة)

– “كتاب مسطور بعناية، من وجهة نظر شخص يعرف السياسة الباكستانية من الداخل”.

(بيتر بيرجن، محلل شؤون الإرهاب في سي إن إن ومؤلف كتاب مؤسسة الحرب المقدسة)

– شهد حسين حقاني السياسة الباكستانية عن قرب، لكن كتابه أكبر من مجرد مذكرات، لأنه يحكي عن تاريخ مثير للجدل يكشف عمق الروابط بين الجيش والمتشددين الإسلاميين. لذلك هو جدير بالقراءة.

(أوين بينيت جونز، مؤلف كتاب باكستان: عين العاصفة)

– “يقدم حسين حقاني أشمل الروايات حول دور الدين والجيش في تاريخ باكستان المتشابك، ما يجعل قراءة الكتاب تجربة رائعة وواقعية. وحتى الآن، لا يزال التحدي المتمثل في الحفاظ على الهوية الإسلامية المعتدلة في خضم غياب الأمن الوطني والعاطفة الدينية يمثل مشكلة رئيسية تواجه حكومة باكستان”.

(تيريسيتا شافير، مديرة برنامج جنوب آسيا بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، والسفيرة ومساعدة وزير الخارجية سابقا لشؤون جنوب آسيا)

ضع تعليقاَ