مارس 28, 2024

وثائق بنما: الضحايا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

في 3 نيسان/أبريل الجاري، تسببت تسريبات صحفية باتت تعرف بتسريبات “وثائق بنما” بهزة كبيرة في العالم. خسر رئيس وزراء منصبه، وتعرض الكثيرون من القادة للضغط والابتزاز. ومع ذلك، تفاوتت آثار التسريبات حسب كل دولة.

وبشكل عام، تركزت الوثائق على فضح معلومات عن نشاطات غير شرعية متعلقة بدول العالم النامية أكثر من تلك المتقدمة،وهذا لا يعني صفاء التعاملات في العالم المتقدم، بل ربما بات المتقدمون يستخدمون وسائل أفضل من هذه للاحتيال، أو ان المعلومات السرية حتى الآن في الوثائق تخص تلك الدول فقط ولم يتم تسريب ما يتعلق بالأخيرة.

وبسبب قلة ارتباط التسريبات بالدول المتقدمة فقد جاء أثرها قليلاً إلى حد ما، خاصة أن دول العالم النامية باتت مستسلمة لفكرة أن الفساد جزء أساسي من بنيتها وطريقة عملها في المؤسسات الحكومية المختلفة.

ومع ذلك، فإن ما ظهر منها حتى الآن ليس سوى البداية، فوثائق بنما تعد أكبر تسريب للمعلومات من نوعه عبر التاريخ، وقد يكون ما تم الإفراج عنه حتى اللحظة نقطة في بحر.

في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لم تخلق فضائح الفساد التي كشفتها تسريبات بنما الكثير من الفوضى بسبب القيود الكبيرة المفروضة على وسائل الإعلام، عدا عن أن مسألة امتلاك العائلات الحاكمة لمصادر دخل وثروات كبيرة أمرٌ لا يخفى على أحد. وبالنظر إلى الهياكل الضريبية المستخدمة في المنطقة،قد لا يتم النظر إلى المخالفات في وثائق بنما على أنها جرائم، خاصة في دول العراق والأردن وسوريا ومصر. ومع ذلك، فإن هذه التهم والتسريبات تعزز عدم الثقة في المؤسسة السياسية القائمة الآن.

مصر

تشير الوثائق المسربة إلى أن شركة “موساك فونسيكا”لم تقم بالإجراءات الواجبة لقطع العلاقات مع علاء مبارك، نجل الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، بالسرعة الكافية بعد إندلاع الثورة المصرية عام 2011.(استخدم علاء مبارك الشركة في نقل أمواله إلى جزر العذراء البريطانية).

دول الخليج

على الرغم من ورود أسماء العاهل السعودي الملك سلمان ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وبعض المسؤولين القطريين الرفيعين كذلك، إلا أن التغطية الإعلامية الخليجية ركزت على تأثير هذه التسريبات على أماكن أخرى مثل إيران، ولم تتطرق أبداً إلى الآثار المحلية المترتبة عليها. ولذا فمن غير المرجح أن تشكل هذه التسريبات تحدياً خطيراً للحكومات العربية الخليجة وخاصة السعودية والإماراتية.

إيران

كشفت الوثائق عن تعامل شركة موساك فونسيكا مع شركات نفط إيرانية مثل بتروفاس على الرغم من سريان العقوبات الأمريكية على إيران في تلك الفترة. يحمل هذا الأمر إدانة أكبر للشركة من تلك التي تواجهها إيران أو شركاتها.

 

العراق

ظهر اسم رئيس الوزراء العراقي السابق أياد علاوي في وثائق بنما، حيث ربطت الوثائق بينه وبين بعض الممتلكات العقارية في لندن. يذكر أن أياد علاوي فقد منصبه في الحكومة العراقية في شهر أغسطس 2015، بعد أن قام الرئيس العراقي حيدر العبادي بالغاء مناصب – مثل نائب الرئيس- في محاولة لوقف الاحتجاجت التي انطلقت ضده.

ستساهم التسريبات هذه في تقويض أي محاولة من قبل علاوي للعودة إلى الحكومة في حال إنهيار العبادي وحكومته. خاصة وأن حكومة العبادي اهتزت كثيراً أمام مطالبات عنيفة بالقضاء على الفساد المنتشر داخلها، عدا عن تأثر الحكومة العراقية بالنفوذ الإيراني الكبير.

إسرائيل

أدانت هذه الوثائق بعض المصارف الكبرى التي ارتبطت بالفساد من قبل في إسرائيل، فعيدان عوفر، المساهم الأكبر في شركة “إسرائيل كورب”، أكبر شركة مساهمة خاصة في بورصة تل أبيب، ورد اسمه في الوثائق.

 

فلسطين

 فلسطينياً، ورد اسم طارق عباس نجل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ضمن الوثائق التي أشارت إلى امتلاكه أسهماً تصل قيمتها إلى مليون دولار أمريكي في إحدى الشركات المرتبطة بالسلطة الفلسطينية.

الأردن

كشفت الوثائق عن أن رئيس الوزراء السابق ووزير الدفاع علي أبو الراغب أصبح مدير شركة في جزر العذراء البريطانية قبل أن يغادر منصبه.

سوريا

أظهرت وثائق شركة موساك فونيسكا قيام الشركة بقطع علاقاتها وارتباطاتها مع الأخوة مخلوف – أقرباء الرئيس السوري بشار الأسد-  بعد 15 عام من استخدام الكيانات البحرية للاستثمار في شركات التكنولوجيا التابعة للشقيقين السوريين.

ضع تعليقاَ