أبريل 25, 2024

ميديابار: ما هي حقيقة الجهاز الاستخباراتي التابع لتنظيم الدولة؟

أسست الدولة الإسلامية أجهزة سرية تشبه إلى حد ما الأجهزة التي تمتلكها الدول التي تهاجمها. وقد قامت صحيفة “ميديابار” بنشر تقرير متعدد الأوجه، كشفت فيه عن أساليب مكافحة التجسس التي يعتمدها الجهاديون، علماً بأن التنظيم يأبى الخوض في حرب باردة. كما شرحت الصحيفة كيف ساهمت هذه الأجهزة في جعل إراقة الدماء في أوروبا أمراً وارداً.

بتاريخ 23 حزيران/يونيو سنة 2015، حطت الرحلة 1591 القادمة من إسطنبول والتابعة للخطوط الجوية الفرنسية، على أسفلت مطار باريس شارل ديغول تحديداً في الساعة السادسة وثماني دقائق مساء. ومنذ 20 دقيقة، يقف ثلاثة عملاء من الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي في المحطة “إي2”. وقد كانوا على موعد مع “أبو سيف الكوري”، ومن المرجح أنه جهادي، يعد عنصراً من بين 200 فرنسي عادوا من الساحة السورية.

استقبل العملاء الثلاثة الحريف المنتظر، واسمه الحقيقي “نيكولا مورو”، بعد  تخطيه جهاز فحص الأمتعة. والغريب في الأمر أنه يحمل معه أمتعة غير متناسقة؛ إذ يحمل هذا الطفل الذي فقدته الجمهورية من بين عدد لا يحصى ولا يعد من أبنائها، حقيبة من نوع “أديداس”، و سترة مارلبورو كلاسيكية، وعلب سجائر من نوع “آل آم”، إضافة إلى كوفية وقميص، وهو اللباس الأفغاني التقليدي.

تم التعرف على هذا الفرنسي منذ ثلاثة أشهر قبل إيقافه، فمن الممكن أنه قد تم ذكر اسمه  في التقرير الذي نشرته لجنة التحقيق في مجلس الشيوخ المكلفة بمكافحة التنظيمات الجهادية وشبكاتها، والذي جاء فيه التالي “إن بعض الجهاديين الفرنسيين الذين قضوا حياة صعبة وعاشوا الحرمان، يمكن أن يتأثروا بخطابات (تنظيم الدولة) الحساسة، كما يمكن أن يجدوا فيها صدى يعكس وضعيتهم الشخصية…وهناك أشخاص اندفعوا بإرادتهم، وخصوصاً أولئك الذين يندرجون ضمن لائحة الأشخاص عديمي السند، فداعش وعدتهم بالانتماء إلى مجتمع من المقاتلين يوحده  التكامل والتكليف بأدوار خاصة”.

وتجدر الإشارة إلى أن نيكولا مورو قد تم تبنيه من قبل زوجين من مدينة نانت الفرنسية، بعد أن كان يعيش في دار أيتام بكوريا. بعد ذلك تلقى تكويناً في صيد الأسماك، لكنه سرعان ما ارتاد جامعات الإجرام (السجون) بعد أن تورط في عدة جرائم صغيرة (مخالفات)، وخلال قضاء فترة سجنه، اعتنق الإسلام قبل أن يقضي سنة ونصف السنة في صفوف تنظيم الدولة، وأصبح يعرف باسم “أبو سيف الكوري”، وقد قاتل على الجبهة العراقية.

أثناء محاكمته في شهر كانون الأول/ديسمبر من سنة 2016، تحدث الجهادي وكأنه تقمص شخصية جون جاك روسو “المتمردة”، حيث قدم وعوداً من قبيل “لا يزال بإمكاني تغيير حياتي”، وفي الوقت نفسه هدد بأنه “سوف أحمل السلاح مرة أخرى”. ومن جهته، كتب قاضٍ مختص تابع لقسم مكافحة الإرهاب في باريس، متحدثاً عن مورو في نص الاتهام “لديه شيء من أنواع الهذيان النرجسي”، كما قدم هذا القاضي لنا صورة عن مورو تمثلت في أنه “شخص مفتون بنفسه”.

لم نكن قد وصلنا إلى هناك بعد عندما وضع قائد اللواء، غريغوري د، الأصفاد في يديه. ولكن قائد اللواء لم يعرف أنه على وشك أن يضع يده على أكثر الأسرار التي تكتم عليها تنظيم الدولة. لكن ضابط الصف التابع للإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي كان صاحب خبرة، حيث شارك سنة 2010 في تفكيك شبكة ترسل مجاهدين نحو مناطق باكستانية أفغانية. فضلا عن ذلك، وخلال أسابيع سابقة، أشرف هذا الضابط على عملية التحقيق بوجود مجاهدين ببلدة “لونيل” الفرنسية، كما تنصت على المكالمات الهاتفية لحياة بومدين، أرملة أميدي كوليبالي منفذ عملية “إيبر- كاشي”، التي لجأت إلى سوريا. في المقابل لم يُعد شيئاً بعد لقضية مورو.

أولاً، رفض الإسلامي مغادرة زنزانته، بتعلة أن الأطعمة المقدمة لا تلائمه كما أنهم لا يسمحون له بالتدخين. ولعله أراد بذلك أن يبعث برسالة مفادها أنه غير مستعد للإجابة عن الأسئلة التي يعتبرها، بحسب رسالة وجهها للقاضي، “غباء من الإدارة العامة للأمن الداخلي”. لكن مع مرور سبع ساعات وافق مورو على ملاقاة المحققين والجلوس أمام قائد اللواء، غريغوري د. وخلال التحقيق تحدث مورو بطريقة عفوية، وفجر قنبلة من العيار الثقيل عندما كشف عن سر “أمنيات التنظيم”، وهي خلية الأمن الداخلي لتنظيم الدولة.

بحسب مورو، خدم في هذه الخلية السرية قرابة 1500 شخص من “أصحاب الثقة”، وقد كانت مهمتها تتمثل في “الكشف عن الجواسيس في العراق وسوريا”، فضلاً عن “إرسال أشخاص إلى مختلف بقاع العالم للقيام بأعمال عنف، أو للقتل، أو لانتداب شباب، أو لاصطحاب كاميرات ومواد كيميائية”.

بعد ذلك أدلى مورو بمعلومات دقيقة عن أحد أعضاء “أمنيات”، حيث ذكر اسم عبد الحميد أبا عود، المنسق المستقبلي لهجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر. وخلال إدلائه بشهادته الثانية، أكد نيكولا مورو للمحققين “لدي معلومات يمكن أن تبطل عمليات إرهابية في بلجيكا وفرنسا”.

من جانبهم، شكك المحققون في مصدر المعلومات التي أدلى بها مورو؛ لذلك طرحت عليه قاضية التحقيق السؤال التالي: “كيف تعرف طريقة عمل “أمنيات”؟”. وخلال فترة التحفظ عليه، ذكر هذا الفرنسي من أصل كوري أنه قد احتجز لمدة ثلاثة أشهر؛ لأنه لم يدفع لتنظيم الدولة مبلغاً شهرياً قدر باثنين من اليوروهات كضريبة استهلاك الكهرباء. إضافة إلى ذلك، أكد أنه كان صاحب مطعم يطلق عليه اسم “عند أبو سيف” مختص في الأطباق المغربية، وزعم أن عدة جهاديين، من ضمنهم أعضاء في “أمنيات”، كانوا يرتادون متجره المجاور لمحكمة الرقة.

وعلى الرغم من أن روايته بخصوص المطعم تبدو واقعية، إلا أن الشك لا زال يساور الشرطة والقضاة، خصوصاً أن آخر عمل كان يمارسه مورو ضمن التنظيم الإرهابي، هو أنه كان عضواً في شرطة الرقة. وقد أكد ذلك بنفسه عندما قال: “كان هذا العمل يناسبني باعتبار أنني كنت صاحب خبرة في الهروب من مطاردات الشرطة قبل أن أغادر فرنسا… ولكن مع تنظيم الدولة، انقلب الدور”. علاوة على ذلك، تساءل المحققون عمَّا إذا كان هذا الشاب عضواً في هذا الجهاز السري، كما أنهم يريدون أن يعرفوا هل تم إرساله إلى أوروبا للقيام بعملية إرهابية.

سجلت الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي كل كلمة كتبها وكلاؤها قبل أن تجمع تقريراً مكثفاً تحت عنوان “معلومات حول الأمني”، وهي تسمية أخرى “لأمنيات”. ومع مرور شهر على تصريحات نيكولا مورو، نجح عملاء مقاومة التجسس الفرنسيون في التجسس على نظرائهم في المعسكر المقابل. وقد ذكر في تقرير الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي أنه “منذ إعلان الخلافة ومع بداية ضربات التحالف الدولي، أسس تنظيم الدولة هيئات مكلفة بالسهر على ضمان أمن وسيطرة التنظيم على مناطقه. ومن بين هذه الهيئات، نذكر “أمني”. ومن الواضح أن تعزيز ووجود خلية “أمني” يعد بمثابة أولوية استراتيجية بالنسبة لتنظيم الدولة”. ومن صلاحيات هذا الجهاز، كما ذكرت الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي، “الاعتقال وإعدام الرهائن، وتنفيذ الأحكام، والكشف عن أية محاولات للاختراق، التي تعد جزءاً من تطبيق الشريعة عندهم”.

مع مضي خمسة أشهر، ذهب موقع “ديلي بيست” بعيداً بالكشف عن  تفاصيل هذه الخلية بعد أن نشر رواية لأحد أعضاء “أمنيات”، الذي تحدث عن الفروع الأربعة المُكونة للجهاز السري للتنظيم الإرهابي. وبحسب روايته، يتكون هذا الجهاز من: أولاً، الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية الذي يسهر على حفظ الأمن العام لكل مدينة. ثانياً، الأمن العسكري وهو بمثابة المخابرات العسكرية. وثالثاً، أمن الدولة وهو جهاز مكافحة التجسس. أما رابعاً، ففرع الأمن الخارجي وهو الجهاز المكلف بإنجاز عمليات سرية خارج حدود أرض الخلافة.

وللتوضيح أكثر، فإن جهازي الأمن الخارجي وأمن الدولة المذكورين آنفاً يتكفلان تقريباً بنفس العمليات الداخلية/الخارجية التي تميز المخابرات الأمريكية (وكالة المخابرات المركزية/مكتب التحقيقات الاتحادي)، أو البريطانية (مكتب الاستخبارات الخارجية وخدمة الأمن أو ما يعرف بـ”إم آي 6/إم آي 5″)، أو الفرنسية (الإدارة العامة للأمن الداخلي/الإدارة العامة للأمن الخارجي)،  أو الإسرائيلية (شاباك/الموساد).

وكالة المخابرات – المضادة الإسلامية

يتم غالباً تصنيف الإرهابيين، الذين يزعمون انتمائهم للإسلام، على أنهم أشخاص همجيون وأميون. ولكن تبين أن مجموعة من المتشردين تم توجيههم من داخل مغارة تعتبر مسؤولة عن مذبحة الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، وفرقة من الوحوش مسؤولة عن مجزرة 13 تشرين الثاني/نوفمبر. وفي حين تغافلنا عن أن التنظيمات الإرهابية انتهجت أساليب مضادة للتجسس لتتجنب الوقوع في الكمائن، تمكنت من خلال هذه الأساليب من اجتياز الاستعلامات التابعة لنا بصفة عملية.   

كما أن العمليات الإرهابية لا تعد سوى الجزء الظاهر والمعروف عن هذا التنظيم من خلال أعماله الدموية والمروعة. ولكن هناك صراع شرس يحتدم خلف الظلال، ويجمع أجهزة المخابرات الغربية والشرق أوسطية من جهة، والدولة الإسلامية من جهة أخرى. وذلك يعد حرباً سرية لا تبتعد كثيراً عن أساليب الحرب الباردة.

لا يتعلق الأمر بابتداع “أسطورة الجهاديين” على شاكلة أفلام رعب جيمس بوند؛ لأن بعض ممارساتهم تُعد بدائية. في الواقع، يُعاني البعض من المقاتلين الميدانيين من مشاكل على المستوى الخطابي ومن عدم دقة تراكيب الجمل، فضلاً عن قدرات تفكير ضيقة. وعلى الرغم من تحول أوروبا إلى هدف لموجة من الهجمات منذ نحو ثلاث سنوات، ومن بكاء فرنسا على سقوط نحو 250 قتيلاً على أرضها، إلا أن سبب ذلك لا يعود فقط إلى عدم تنظيم خدماتنا الاستخباراتية على المستوى الهيكلي، ولكن إلى تأخرها بصفة دورية في مواجهة حجم الظاهرة الجهادية.

       غاصت صحيفة ميديابار في العديد من الملفات القضائية التي تمثل نحو 59 ألف محضر جلسة (لم تتم قراءتها كلها)، كما دققت في مئات نصوص التنصت الهاتفي، وجلسات الاستماع، وتقارير أبحاث الشرطة، وملاحظات الخدمات السرية، سواء تلك التي تم رفع السرية عنها أم ظلت في الخفاء. وفي هذا الملخص الوثائقي، تحدثنا مع نحو 15 محاوراً (من ضباط استخبارات، وقضاة، ومحامين، وباحثين، ورهائن جهاديين سابقين). ثم أتممنا هذا العمل بتتبع جلسات الاستماع المتعلقة بأولى محاكمات الجهاديين العائدين من سوريا.

ونُسلط نتيجة هذا التحقيق، الذي استمر على امتداد ثمانية أشهر، الضوء على الآليات الضامنة لحسن سير نشاط الدولة الإسلامية، التي تعتبر أكثر الخدمات السرية الإرهابية تنظيماً. كما يكشف هذا التحقيق الطريقة التي أحبط بها جنود الخلافة تسلل بعض الجواسيس بين صفوفهم في سوريا، علاوة على كيفية تلاعب بعض العناصر السرية بقوات الأمن في أوروبا. ويُعرّج من ناحية أخرى على أجهزة المخابرات الغربية. وتجدر الإشارة إلى أن “وصفات” مكافحة التجسس التي يستخدمها الجهاديون مستوحاة من تلك التي تعتمدها وكالة المخابرات المركزية، ومكتب التحقيقات الاتحادي في الولايات المتحدة الأمريكية، والإدارة  العامة للأمن الداخلي في فرنسا، أو لجنة أمن الدولة التابعة للاتحاد السوفيتي.

منذ التغطية الإعلامية الهامة التي لقيتها شهادة نيكولا مورو، تم فسح مجال أكبر للكلمة وحرية التعبير. وتحدث العديد من الجهاديين العائدين إلى فرنسا عن خيبات أملهم، التي ادعوا أنهم عاشوها، من “أمنيات”. ولكن ظلت أقوالهم غامضة، الأمر الذي يمنع تحديد ملامح هذه المنظمة. ويشير أحدهم إلى “مخابرات عامة يُطلق عليها “اسم أمني” في سوريا، في حين يتحدث آخر عن “الأمنيين”، وهم شرطة سرية تتكون من أشخاص مقنعين”، دون الذهاب إلى أبعد من ذلك.

علاوة على ذلك يخلط بعضهم بين “أمنيات” و”الحسبة”؛ الشرطة الدينية ذات الحضور العالي في تلك المنطقة، والمكلفة بتطبيق الشريعة في شوارع الخلافة. وفي سياق متصل أكدت امرأة، تزوجت بثلاثة جهاديين على التوالي، أنها لم تعد قادرة على فهم أي شيء “ففي منبج، توجد الشرطة الإسلامية والعسكرية والحسبة، لكنني لا أستطيع التمييز بينها…”. وتعتبر هذه المرأة أن الحسبة أرحم فرق شرطة التنظيم. كما يسهل التعرف على أعضائها؛ ذلك أنهم “يقومون بدوريات في سيارة بيضاء حاملين معهم ميكروفوناً […] وعصياً!”. ووفقاً لبعض الشهادات من الممكن أن تكون (أو لا تكون) الحسبة مرتبطة “بأمنيات”.

ويُشير سريان إدارة الدولة الإسلامية، وتعقيد هياكلها التنظيمية وتناسقها الهرمي إلى أمر غريب حقاً. وفي هذا السياق، يُشدد الجهادي السويدي، أسامة كريّم، على أن “الحرب ليست الأمر الوحيد الموجود داخل الدولة الإسلامية، وإنما هناك أيضاً هيكل وتنظيم”. ومن جانب آخر، يُعدد كريم محمد-أغاد، شقيق أحد الانتحاريين اللذين نفذا عملية باتاكلان، وجود “نحو عشرين أميراً ونائب أمير” في المكان الذي كان يُحارب فيه.

 وتُحلل الإدارة العامة للأمن الداخلي أنه “على غرار أغلب إدارات الدولة الإسلامية، تقوم شرطة “الأمني” على تنظيم لا مركزي”. وتبدو من هذا المنطلق لامركزية ومستقلة. ويصر الألماني نيلس دوناث على أن “الأمن الداخلي موجود بالتوازي مع التنظيم العسكري والإداري للدولة”.

والجدير بالذكر أنه في تحقيق مثير (ترجمته صحيفة لوموند إلى اللغة الفرنسية)، نقلت صحيفة شبيغل أونلاين الألمانية مذكرات حجي بكر، العقيد العراقي السابق الذي خدم في ظل حكم صدام حسين ثم تحول إلى “العقل المدبر للدولة الإسلامية”، التي رسم فيها بنية “الخلافة الشبيهة بشتازي (وهي وزارة أمن الدولة في ألمانيا الشرقية)”. وتحدث حجي بكر عن وضع قوائم للتغلغل داخل القرى، وتحديدها للأطراف المشرفة على المراقبة واختياره “للأمير المسؤول عن مراقبة بقية الأمراء”.

وترى صحيفة شبيغل، في حرفية الجهاديين وتمرسهم على مكافحة التجسس، دليلاً على تأثير جنود الدكتاتور العراقي السابق في دولة هي بالأساس سياسية وليست دينية، خلافاً لما يُشير إليه اسمها. في الواقع، تتعارض دراسات جدية وحديثة (هنا وهناك) مع هذه النظرية؛ لأن الرجال الذين تقدموا لإثبات التأثير المفترض لدكتاتور العراق السابق على الأجهزة الأمنية للمنظمة الإرهابية هم في الحقيقة إسلاميون منذ زمن بعيد.

لا تمتلك صحيفة ميديابار دليلاً ملموساً ودقيقاً للقطع في هذا النقاش حول أصول “أمنيات”. وعلى الرغم من ذلك، هناك أمر مؤكد يتمثل في أن الإرهابيين الذين يدعون الإسلام لم ينتظروا مساعدة ضباط بعثيين سابقين، تابعين لصدام حسين. فمنذ نحو 40 سنة تم تدريبهم على أسس مكافحة التجسس. كما تعلموا في مدرسة جيدة تستمد مصدرها من قلب المخابرات السرية الغربية.

بيداغوجيا الرعب

بصفة جزئية انطلق مسار تاريخ الجهاد، كما يعلمه الجميع، من متجر نسخ بسيط في محيط فورت براغ، في كارولينا الشمالية، حيث قام علي محمد، أبو مكافحة التجسس الجهادي، بجعل أحجام بعض محتويات الكتب صغيرة جدا بحيث تتسع لوضعها في الجيب وطباعة كتب تعود ملكيتها إلى “مركز ومدرسة جون كينيدي الحربية الخاصة”.

وللتذكير وُلد علي محمد، الرائد في الجيش المصري المكلف بحماية الدبلوماسيين أو بالقيام بعمليات سرية، سنة 1952. كما كان أيضاً من مؤيدي أيمن الظواهري خلسة، الذي لم يكن قد تولى بعد زعامة تنظيم القاعدة. وبعد أن عُين علي محمد كخبير في مكافحة الإرهاب لشركة مصر للطيران، كلفه الظواهري بالتسلل إلى المخابرات الأمريكية. قدم علي محمد خدماته إلى وكالة المخابرات المركزية لكن لم تستمر تجربته معها طويلاً، فقد تم فضح هذا الوكيل المزدوج حين نبه إمام مسجد في هامبورغ إلى أن الوكالة الأمريكية طلبت منه التجسس.

وعلى الرغم من أنه من المفترض أن يكون علي محمد ممنوعاً من الدخول إلى الولايات المتحدة، إلا أنه تمكن من السفر جواً إلى هذا البلد وإغواء الشابة الكاليفورنية العزباء التي كانت تجلس بجانبه أثناء رحلته. وقد تزوج هذا الثنائي إثر ستة أسابيع من ذلك.

في غضون سنة، تمكن هذا المتسلل من الانخراط في الجيش الأمريكي الذي عيّنه في القوات الخاصة في فورت براغ؛ نظراً لإمكانياته الرياضية المتميزة. علاوة على ذلك جُند علي محمد، الذي كان يُؤدي حصص الركض اليومي بالاستماع إلى تلاوة القرآن، لتقديم نحو أربعين عرضاً للفرق المرسلة إلى الشرق الأوسط. وبناء على ذلك كانت له القدرة على الوصول إلى جميع الوثائق اللازمة.

وفي سنة 1988، أبلغ علي محمد رؤساءه أنه يعتزم أخذ إجازة للذهاب “لقتل الروس” في أفغانستان. في الواقع، قام هناك بتدريب أول المتطوعين الذين استخدموا، على غرار أسامة بن لادن، تقنيات الحرب غير التقليدية المكتسبة من الخدمات الأمريكية الخاصة. أثناء التسعينات، قدم هذا الشخص ترشحه لمنصب مترجم في مكتب التحقيقات الاتحادي، ولكن دون جدوى هذه المرة. وعلى امتداد عشر سنوات، أي إلى حدود إلقاء القبض عليه سنة 1998، درّب علي محمد أعضاء القاعدة، كما علمهم التجسس واختطاف الطائرات.

اعتمد الوكيل المزدوج على الكتب التعليمية المسروقة من فورت براغ، لتعزيز دروسه التي كان يحضرها أسامة بن لادن، فضلاً عن جميع الزعماء الدينيين التابعين للمنظمة الإرهابية. وعلى إثر سنوات قليلة من ذلك، تذكر مجاهد سابق مر عبر معسكر “الفاروق” في أفغانستان أن “التدريب الأساسي استمر على امتداد شهرين”.

كما أضاف أنه “تم تخصيص دورة ثانية، أكثر تطوراً، لحرب العصابات الحضرية. ونُظم المشاركون في شكل وحدات تُعنى بكيفية الهروب من عملية مراقبة أو تتبع، أو بطريقة تتبع شخص ما، وهلم جراً. ثم أثناء حياتنا اليومية في المخيم كان على كل منا الحذر من البقية. كما لا يُدلي أحد بهويته الحقيقية خلال المحادثات، وإنما يُصرح “بكنيته” فقط. كان علينا أن نكذب بخصوص جنسيتنا. فعلى سبيل المثال إذا كنت فرنسياً فيُمكنك القول إنك بلجيكي”.

قال إسلامي ثان مر عبر أفغانستان: “قُدّمت لنا دورات في الشؤون الأمنية للمنتدبين لمعسكر الفاروق، كما أجريت لنا امتحانات تقييم تتراوح الملاحظات فيها بين التحصيل الأساسي والمتوسط والمتقدم”. ثم بعد لقاء شخصي مع المتميزين، تم توجيههم للقيام بدورات متقدمة تتناسب مع تطلعاتهم ومتطلبات المجموعة الجهادية.

أسست القاعدة، منذ سنة 1998، جهاز استخبارات لمحاربة الجوسسة، بفضل دروس علي محمد . وقد ذكر أحد الحراس الشخصيين لبن لادن في كتاب له “كنا نحتفظ بكل التقارير اليومية للنشاطات التي تنجز في كل معسكر، وكنا نسعى جاهدين لجمع أكبر عدد من البيانات عن عناصره… كانت القيادة تختار أفراداً بارزين للقيام بالتربص في مجال الاستخبارات… ثم يتم توزيعهم في أقسام مختلفة للعمل كجواسيس لدى المنظمة الإرهابية”.

ثم الويل لكل من ثبتت خيانته، فقد روى الإسلامي الذي مر بأفغانستان لصحيفة ميديابار فقال: “كانت الإجراءات الأمنية صارمة جداً، والعقوبات زجرية. ولقد رأيت عند قدومي للمعسكر رجلاً أعدم بتهمة التجسس لجهات خارجية”. ويذكر ذلك المجاهد جيداً “كيف رمي ذلك الجاسوس من مرتفع جبلي، ثم ألحق بصاروخ آ ربي جي”. وفي خريف سنة 1998، عُلقت جملة من النشرات على جميع المباني التابعة لتنظيم القاعدة. كما يذكر المصدر نفسه، “كيف نصحوه بكتم السر وعدم التحدث عن نشاطاتهم، والحذر من الأهل والمقربين”.

وقد شددت القاعدة على أعضائها بالتزام الحذر من كل المحيطين بهم، حتى عائلاتهم. وفي هذا الصدد، جندت الاستخبارات المصرية، في سنوات التسعينات، طفلين عمرهما لا يتجاوز 13 سنة؛ أحدهما ابن أمين مال المنظمة الإرهابية. إذ عمد رجال الاستخبارات إلى تخدير الطفلين ثم مضاجعتهما. ثم التقطت صور لهما استخدمها العملاء كورقة تهديد، قد تكشف لعائلتي الطفلين إن رفضا الانصياع للتعليمات، وقد تلقيا أوامر بوضع ميكرفونات في منازلهما الخاصة. عقب هذا، أعدت الاستخبارات المصرية صاروخين متجهين إلى المكان لقتل أيمن الظواهري. ولكن كُشف المخطط وقبض على الطفلين الجاسوسين، اللذين عرضا بأمر من الظواهري على المحكمة الشرعية.

إثر هذا تعالت أصوات معارضة الإرهابيين لهذا القرار الذي يتنافى وتعاليم الإسلام، ولكن الظواهري لم يلقِ لها بالاً. فأدين الطفلان بتهمة التجسس واللواط، والتقط فيلم لعملية الإعدام ولاعترافاتهما، ونشر على نطاق واسع بهدف تخويف وإرهاب أي منتسب يفكر في الخيانة. ولم تنتهِ حلقات المسلسل هنا، إذ بررت القاعدة فعلها بالاستناد، في مقالاتها عن الجوسسة ومقاومتها، على نصوص نبوية لتبرر إجرامها، وتصفيتها لمسلمين بتهمة التجسس.

       مرة أخرى حمل علي محمد الميراث، فلم يكن راضياً عن امتلاء مكتبات المعسكرات الأفغانية بالكتب المصغرة والمسروقة من فورت براغ. وفي هذا السياق قال: “أتذكر جيداً الكتب التوجيهية لمكتب التحقيقات الاتحادي، وتساءلت كيف وصلت إلى هنا!”. وفي هذا السياق، وظف العميل المزدوج هذه القاعدة التوثيقية لصياغة دليل توجيهي لتنظيم القاعدة، مؤلف من 180 صفحة تحت عنوان: “دراسة عسكرية في جهاد الطاغوت”، يحتوي على أبواب مختلفة تهتم بكيفية التزوير والقواعد الأمنية وأساليب التجسس.

كما وُجد على رفوف مكتبات معسكرات التدريب الأفغانية كتب متعددة، على غرار “ثورة إسرائيل” لمؤلفه الإرهابي السابق رئيس وزراء إسرائيل، مناحيم بيغن، أو كتابات كلاوزفيتز وسون تزو.

الرقة وهوس الشك

منذ زمن بعيد والعديد من القيادات في القاعدة تنشر كتاباتها حول مواضيع حساسة تتعلق بالأمن. وقد أتت أكلها خاصة إذا تفكرنا أن اصطياد رجل واحد كلّف الأمريكيين 10 سنوات من الزمن لتحديد موقعه، وهذا الرجل هو أسامة بن لادن، أكثر الإرهابيين مطاردة على وجه الكرة الأرضية.

وفي هذا السياق، ذكر كيفن جاكسون، مدير البحوث في مركز التحاليل الإرهابية ومؤلف سلسلة مقالات تعنى بأمن المجموعات الإرهابية، “حسنت المجموعات الإرهابية معارفها لسنوات متعاقبة. ونشرت خبراتها على الإنترنت. إذ أصبحت لديهم القدرة على تبادل المعارف مع مجموعة إرهابية أخرى، ونقلها من جيل إلى جيل”.

كما ذكر أن “تنظيم الدولة الإسلامية لم يحدث بدعة جديدة، فقد كان لدى الشباب الصومالي من قبل جهاز اسمه “أمنيات”. ولكن يكمن التجديد في أن هذه الهيكلة قد أدرجت وأصبحت موجودة بين المجموعات الإرهابية المعاصرة”. فقد كتب أيمن الظواهري، في مقدمة مقالة له نشرت على الإنترنت في تموز/يوليو سنة 2009، أن “الحرب على الجاسوسية أُم المعارك، وأشدها وطأة وأكثرها خطورة وصعوبة”. وكان هذا بعد أن هلك عدد من قيادات القاعدة في هجوم شنته طائرات من دون طيار أمريكية على مناطق قبلية في باكستان. ومرة أخرى، في سوريا وبعد مرور ست سنوات، يسعى تنظيم الدولة الإسلامية لتطبيق العلاج نفسه لمقاومة المرض نفسه.

* * *

يوم 8 أيلول/سبتمبر سنة 2014، كان فؤاد محمد- أغاد ينتظر في مخبزة في الرقة، مع زميل له، عندما استهدف الموقع صاروخ، فسقط الإرهابي الألزاسي مغمى عليه، ليستيقظ فيما بعد سليماً من أي إصابة، وسارع بنبش الأنقاض ليجد صديقه على قيد الحياة، على الرغم من أن البناية التي تقع فيها المخبزة قد هدمت بالكامل ومات في العملية 53 شخصاً. توجه الشاب الذي نجا بأعجوبة نحو شاحنته، التي استهدفها في الوقت نفسه صاروخ آخر، أوقع صداه فؤاد محمد-أغاد أرضاً، فنهض ببعض الإصابات الطفيفة على أطرافه.

وقد أعلنت الاستخبارات الفرنسية انتماءه إلى كتيبة إرهابية تتألف من 300 مقاتل. ثم انتشرت بعد أيام شائعات مفادها بأنه قُتل على الحدود العراقية حتى عثر على أثر له في الطابق الأول في باتاكلان يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر. في المحصلة سقط في غضون الأشهر الأربعة الأولى من عام 2015 العديد من القتلى في صفوف قيادات الدولة الإسلامية من جراء الضربات الجوية، أبرزهم أمير النفط والرجل الثاني في التنظيم.

وقد خلق هذا حالة من الشك بين قيادات الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة، الذين أصبحوا تحت مرمى الطائرات من دون طيار. فأصابهم القصف الجوي بجنون الشك وسعوا خلف مطاردة الجواسيس المحتملين. وعن هذا قال الرهينة السابق الدانماركي دانيال راي أوتوسين، يشرح لجهاز استخبارات بلده سبب تعرضه للتعذيب: “لقد استجوبوني لفترات طويلة، أرادوا أن أعترف لهم بأني جاسوس قدمت إلى بلادهم لاقتفاء أثر قياداتهم حتى يكونوا هدفاً سهلاً لقنابل الطائرات”.

وفي هذا السياق، لم يكن هناك شخص فوق مستوى الشبهات، إذ يؤيد هذا ما قالته زوجة الجهادي سليم بنغالم، التي تعيش الآن مع صديقاتها في فرنسا: “أخبرني زوجي أن بعض النسوة كن يضعن الشرائح الإلكترونية في طريق الإخوة المقاتلين، ليكونوا لقمة سائغة أمام قصف الطائرات”.

وأثناء التحقيق معها، اكتشف رجال الأمن رسالة نصية تدعو للحذر من غدر الخائنين والتفطن لهم حتى لا يضعوا أجهزة تنصت إلكترونية في مواقف السيارات، التي قد يستهدفها القصف الجوي. كما تحمل تلك الرسالة دعوة واضحة لنشرها حتى تصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس. وقد تردد صداها بعيداً حتى عثر عليها في ذاكرة حاسوب إحدى المتعاطفات مع تنظيم الدولة الإسلامية في فال دو مارن.

إثر وصوله إلى الرقة، أُمر رضا حمي (ليس واضحاً إن كان لقبه حامي أو هامي أو حمي لم نجد معلومات كافية عنه)، الذي جُند بشكل خاص لارتكاب هجوم في فرنسا، بإسدال جميع الستائر في المكان الذي يقيم فيه، حيث “قيل لنا إن هناك خونة يضعون رقائق في المباني لتوجيه الصواريخ؛ لذلك يجب علينا أن لا ننظر إلى الخارج. كما ادعوا أنه تم قصف مبنى يقيم فيه مجندون جدد؛ ما أسفر عن مقتل 70 شخصاً في الداخل …”.

إثر ذلك، خلال النصف الأول من سنة 2015، لاحظت الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي أن “الدولة الإسلامية” قد عززت بشكل كبير من إجراءاتها الأمنية الداخلية. وأمام لجنة تحقيق برلمانية، وصف مدير المخابرات العسكرية، كريستوف غومارت، شوارع الرقة، فأورد  أنها “كانت مغطاة بشرائط من النسيج تمنع الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع من رؤية ما يحدث تحتها”. وبالنسبة له “كان ذلك يكشف مدى إتقان تنظيم الدولة تقنيات خداع أجهزة استشعار الصورة”.

وفي سياق متصل، أوضح شخص من جهاز مكافحة الإرهاب، رفض الكشف عن هويته، أن القماش المشمع الأسود يعقد مهمة الاستطلاع لكنه لا يصمد أمام قوة الكاميرا الحرارية. وتجدر الإشارة إلى أن أفراد المخابرات الجهادية هم أول من يخضعون لتطبيق “تدابير سرية صارمة”، أولها حظر استخدام الهاتف الخلوي. وعندما زار البلجيكي محمد عبريني صديقه عبد الحميد أبا عود الموجود في سوريا، لإعداد هجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر في الرقة، لم يقض أبا عود أي يوم مع صديق طفولته.

وفي هذا الصدد، قال عبريني: إن “أبا عود لم يكن قادراً على أن يثق في أي شخص. وعندما أتيت إلى سوريا كنت أحمل هاتفاً محمولاً؛ لذلك كان يخشى أن تلتقطه إحدى الطائرات من دون طيار”. فضلاً عن ذلك، قام بقية جنود التنظيم بحذف خاصية نظام التموضع العالمي من هواتفهم النقالة. وفي سياق متصل، علّق مهندس اتصالات سلكية ولاسلكية عمل سابقاً في هذه المنظمة الإرهابية، قائلاً: إنه “تم سحب الباقات الفضائية وحظرها في الأماكن التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية”.

ومن ثم تلاحظ الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي أنه  “في الرقة، يجب على الجهاديين الآن استخدام مقاهي الإنترنت، للتحكم في كل شيء”. وفي هذا الإطار، أكد الجهادي الدنماركي أسامة كريّم الإجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها تنظيم الدولة. كما أشار إلى أنه من المستحيل في الوقت الراهن “الاقتراب من المنطقة التي يوجد فيها كبار مسؤولي التنظيم”؛ نظراً لأن “نصف الناس في الرقة يعتبرون من المخبرين السريين…”.

سجن وسط ملعب كرة القدم

في الواقع كان يستخدم تنظيم الدولة جهازاً أمنياً بأكمله لمعالجة التضخم المفترض للجواسيس في شوارعه. وفي هذا الإطار كشف فرنسي، اعترف بكونه كان جزءاً من الشرطة الإسلامية، تفاصيل عن الدوريات اليومية التي يقومون بها في الطرق العامة، قائلاً: “استأنفت العمل على الساعة التاسعة صباحاً. ونحو التاسعة والنصف صباحاً خرجنا في جولة”.

وتابع المصدر ذاته “كنا خمسة أشخاص في السيارة. وكان كل منا بحوزته مسدس غلوك (مسدس أوتوماتيكي) وكلاشنكوف (البنادق كانت تبقى بعد نهاية خدمتنا في السيارة، لكن كانت المسدسات تبقى معنا). فضلاً عن ذلك، كنا نقبض على الأشخاص المشبوه فيهم خاصة عندما يكون لديهم حقائب كبيرة”.

ووفقاً لمذكرة من الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي “فإن جهود تنظيم الدولة كانت تتركز بالأساس حول الاستخبارات؛ من أجل تعزيز سيطرته على أعضائه وحماية أنفسهم من محاولات التسلل الخارجي”. لذلك يهدف جهاز التنظيم الأمني “أمنيات” بالأساس إلى “الحفاظ على قيادة الخلافة والبنية التحتية الحساسة، من ضربات التحالف الدولي وعمليات تسلل العدو”.

بالإضافة إلى ذلك، كان يجند تنظيم الدولة الإسلامية “عملاء سريين يرتدون ملابس مدنية، ويحلقون لحاهم ويدخنون السجائر “لتجنب لفت الانتباه”، بهدف نشرهم في الأماكن المزدحمة واعتقال أي شخص مشكوك فيه على غرار المجاهدين الذي يذهبون على دراجة نارية إلى السوق دون إذن، أو الآخرين الذين يدخلون في نقاشات عسكرية دقيقة جداً”.

 

ضع تعليقاَ