أبريل 25, 2024

عرض كتاب: صعود داعش.. تهديد لا يمكننا تجاهله

العنوان: صعود داعش: تهديد لا يمكننا تجاهله

المؤلف: جاي سيكولو (مؤلف)، جوردان سيكولو (مشارك)، روبرت دبليو آش (مشارك)، ديفيد فرينش (مشارك).

الناشر: هوارد بوكس

عدد الصفحات: 144 صفحة

اللغة: الإنجليزية

تاريخ الإصدار: 14 أكتوبر 2014

أول ما يلفت الانتباه في الكتاب أن المؤلف يضع تنظيم الدولة وحركة حماس في سلةٍ واحدة، باعتبارهما جماعتين إرهابيتين، ويُساوي بين ما تُظهِره “الصور وتسجيلات الفيديو البشعة” من ممارسات “تنظيم الدولة الإرهابي سيء السمعة”، وحربه الضروس ضد المسيحيين، وبين “الحرب الوحشية التي شنتها جماعة حماس الإرهابية” ضد إسرائيل”. وهو إذ يشرح أهدافهما وقدراتهما، فإنه يدعو إلى إلحاق الهزيمة بهما، ويُحذر من أن بقاءهما يمكن أن يطلق العنان لإبادة جماعية ذات تداعيات كارثية.

ورغم هذا الخلط والتحيُّز الواضح، ينصح مُرَوِّجو الكتاب باقتنائه “مَن يريد أن يفهم بشكل أفضل الصراع القائم في الشرق الأوسط”، واصفين هذه الوريقات بأنها “بحث جيد، لا يقدر بثمن”.

ويرى الكاتب أن “صعود داعش يوفر إطلالة أوضح على الوجه الحديث للإرهاب، ويقدم لمحة عامة عن قوانين الحرب، وحرب الجرائم. هذه القوانين التي تُفَرِّق بين المذنب والبرئ، وتفسر لماذا تكون التدابير الدفاعية التي يتخذها الجيش الأمريكي وقوات الدفاع الإسرائيلية محدودة غالبًا”.

ويحذر الكاتب من أن “داعش أقوى من أي جماعة جهادية أخرى في تاريخ العالم”. مستشهدًا بقوة التنظيم المالية والتسليحية، واستيلائه على 40 كجم من اليورانيوم المشع في العراق، ما يفاقم المخاوف من احتمالية صنع قنبلة قذرة يمكن أن تنشر إشعاعا قاتلاً في الغلاف الجوي، وتجعل مناطق بأسرها غير صالحة  للسكن، وتصيب أو تقتل أي كائن في نطاق انتشار الإشعاع.

ويستند الكتاب في سرده على خبرات مباشرة حصل عليها المؤلفين من لقاءاتهم المتكررة مع مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، إلى جانب اتصال مباشر مع الجهاديين المشاركين في الحرب خلال “عملية حرية العراق”؛ بما يسلط الضوء على هذه المسألة الجيوسياسية الهامة.

ورغم الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة على مستقبل المنطقة والعالم، والضرر الذي ألحقه بثورات الشعوب العربية، لا سيما انتفاضة الشعب السوري، إلا أن الكتاب يستخدِم هذا الواقع كفزَّاعة لتمرير الفكرة شديدة التعميم والخلط مفادها أن “الجهاديين” كلهم يمثلون خطرًا، لا فرق في ذلك بين مقاومةٍ تدافع عن أرضها وشعبها، وبين تنظيمٍ عنيف يقتل من بني دينه أكثر مما يقتل من الأعداء.

يتضح ذلك حتى من المقدمة الترويجية للكتاب، إذ تحتوي على كلامٍ شديد الوضوح في هذا السياق، باعتبار هذا الإصدار “يكشف الهوية الإرهابية الجديدة التي تشكل تهديدًا حقيقيًا للأمريكيين والعالم بأسره. كما أنه بمثابة دليل على ما يمكننا فعله- كأفراد وأمة- لوقف هذا العنف المتصاعد، ومنع الجهاد، وحماية إسرائيل وأمريكا من هذا التهديد الوشيك”.

ومنذ الفصل الأول المعنون “رعب الجهاد” يحرص المؤلفون على تكرار كلمة “الجهاد” وربطها بممارسات داعش “الوحشية”، مرفقةً بصيحة “الله أكبر”. وهو لا يكتفي بالهجوم على “داعش” كما يوهم عنوان الكتاب، بل يخصص جزءاً كبيراً لتجميل وجه إسرائيل، ومحاولة إظهارها كضحية لصواريخ المقاومة “الإرهابية”.

في سبيل ذلك، يصف الكاتب بإسهابٍ بعض ثوانٍ وصفها بـ”المرعبة” حين كانت صواريخ حماس على وشك أن تصيب ابنه خلال زيارة لإسرائيل، متحدِّثًا عن معايشته لواقع الآباء والأمهات الإسرائيليين حين يبذل شخصا ما قصارى جهده لقتل أبنائهم.

وفي حين يُشَبِّه الكاتب حماس بـ هتلر، حتى “وإن كانت قواتها ليست قادرة على إحداث النوع ذاته من الدمار حتى الآن”، فإنه يزعم أن إسرائيل عندما ترد على هذه الاعتداءات، فإنها “تفعل ما في وسعها للتأكُّد من عدم قتل أي طفل فلسطيني”. وهو الادعاء الذي لا يحتاج تكذيبه أكثر من تصفح صور وأعمار ضحايا الحروب الإسرائيلية المتكررة على القطاع المحاصر.

ويتبين بالتدقيق أن تكرار ذكر إسرائيل في الكتاب ليس مصادفة، حيث سبق للكاتب أن دافع كمحامٍ عن موقف دولة الاحتلال أمام المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بعد عملية الرصاص المصبوب عام 2008.

ومن المفارقات أنَّ أول ما يوصف به الكاتب في تعريفه المختصر أنه “أحد أبرز المدافعين عن الحريات الدينية في الولايات المتحدة الأمريكية”، إلى جانب دوره البحثي في المركز الأمريكي للقانون والعدالة ACLJ، لى جانب مشاركَيْه في تأليف الكتاب: روبرت آش، وديفيد فرينش.

جديرٌ بالذكر أن المركز الأمريكي للقانون والعدالة هي الجهة التي تولت قبل عامين جمع توقيعات 37000 شخص على عريضةٍ تطالب الرئيس الأمريكي بجعل المساعدات الخارجية الأمريكية الممنوحة لمصر “مشروطة بحماية المسيحيين من هجمات الإخوان المتصاعدة”.

ويهدف هذا الكتاب ببساطة إلى “أن نفهم التهديد الجهادي المروِّع للمسيحيين واليهود في الشرق الأوسط، وهو الخطر الذي سيطرق أبواب الولايات المتحدة بلا شك إذا ما تُرِك لحال سبيله في الخارج. ومن خلال داعش وحماس، يواجه المسيحيون واليهود موجة من الاضطهاد والعنف، الذي هو بكل بساطة إبادة جماعية”. 

ويرى الكاتب أن “الخطب جلل، لكنه ليس ميؤوسًا منه. فخلافا لما حدث في العصور الماضية، تتمتع أمريكا بحلقاء أقوياء على الأرض، على استعداد لنقل المعركة إلى عقر دار الجهاديين. حتى إسرائيل ليست وحدها كما كانت من قبل، حيث أثبتت مصر أنها أكثر فائدة في كثير من الأحيان من إدارة أوباما”.

ضع تعليقاَ