أبريل 20, 2024

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث العالمية في النصف الأول من فبراير / شباط 2017

مارتن إنديك- بروكنجز: ما تحتاج إلى معرفته عن “اتفاق ترامب النهائي” لإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني

– ديفيد ماكوفسكي، دينيس روس: بدائل “السلام الشامل” بين الفلسطينيين والإسرائيليين

– آرون شتاين- مجلس العلاقات الخارجية: التوفيق بين المصالح الأمريكية والتركية في شمال سوريا

– معهد وودرو ويلسون: كيف ردت التنظيمات الإسلامية على قرارات ترامب بحظر السفر؟

– آنا بورشفسكايا: كيف يمكن كبح نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟

– جورج فريدمان- جيوبوليتيكال فيوتشرز: استراتيجيات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

– كاثرين باور, باتريك كلاوسون، ماثيو ليفيت: كيف يمكن كبح جماح إيران دون تفكيك الاتفاق النووي؟

– مهدي خلجي- معهد واشنطن: المرشد الأعلى المحتمل للجمهورية الإسلامية الإيرانية

– سوزان مالوني: إيران ما بعد خامنئي.. وحظوظ “روحاني” في ولاية ثانية

– أندرو كيم، دانيال بينايم، هاردن لانج- مركز التقدم الأمريكي: 6 خطوات يجب أن تتخذها إدارة ترامب في العراق

– عمر كاراسبان- بروكنجز: إعادة إعمار أم إعادة تعريف سوريا؟

– سفير بريطانيا الأسبق في روسيا، سير أندرو وود- تشاتام هاوس:  العلاقة مع بوتين لا تمنح ترامب الكثير (من الفوائد)

– فورين بوليسي جورنال: هل يمكن أن يكون سيف الإسلام بن معمر القذافي هو الحل للأزمة الليبية؟

– العقيد (احتياط) شاي شبتاي- مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية: الأمن السيبراني: توصيات للرئيس ترامب.. والآثار المترتبة على إسرائيل

– أشيش كومار سين- أتلانتك كاونسل: الاتحاد الأوروبي يسعى للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران

– “ماكسيم ترودوليبوف- مركز وودرو ويلسون: أسباب التقارب بين تركيا وروسيا

– ميشيل دن- كارنيجي: الربيع العربي بعد ست سنوات.. نجاحات وأوجاع

ما تحتاج إلى معرفته عن “اتفاق ترامب النهائي” لإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني

يريد الرئيس ترامب التوصل إلى “صفقة نهائية” للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، لذلك عيّن صهره جاريد كوشنر مسؤولًا عن تحقيق هذا الهدف.

الدكتور مارتن إنديك، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والسفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، يرصد عبر بروكنجز بعض النقاط التي ينبغي معرفتها عن هذه الجهود:

– لأنه يُنظَر إلى “كوشنر” باعتباره شخصية مقربة من ترامب وموثوقة، فإن المنطقة بأسرها تدرك أنه يتحدث بالنيابة عن الرئيس.

– يمكن للقيادات العربية والإسرائيلية أن تستفيد من قلة خبرة “كوشنر” فيما يتعلق بسياسة الشرق الأوسط عن طريق استخدام تكتيكات من شأنها أن تجعل من الصعب للغاية بالنسبة له للمضي قدما للتوصل إلى اتفاق.

– الظروف الكئيبة المحيطة بصنع السلام وفشل الاسرائيليين والفلسطينيين على الجانبين بالوفاء بالتزاماتهم تجاه حل الدولتين من شأنه أيضا أن يشكل تحديا لـ “كوشنر” أن يؤدي مهمته بفعالية.

– هناك ثلاث طرق يمكن للرئيس ترامب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يساعدوا بها في تمهيد الطريق لاتفاق تفاوضي:

(1) يتعين تجميد النشاط الاستيطاني.

– يمكن أن تساعد الحكومة الإسرائيلية على تنمية الاقتصاد الفلسطيني في الضفة الغربية من خلال تمكين البناء والتنمية في المناطق التي كانت محظورة على الفلسطينيين.

– الدول العربية السنية (مصر، الأردن، السعودية، الإمارات “اللجنة الرباعية العربية”) يمكن تشجيعهم على الانضمام للعملية من أجل توفير غطاء ودعم للتنازلات الفلسطينية.

قد تؤتي هذه الجهود ثمارها؛ لأن هذه الدول العربية الأربع وإسرائيل لديها مصلحة مشتركة في مكافحة التهديد الذي تمثله طموحات الهيمنة الإيرانية في الجزء الخاص بهم من منطقة الشرق الأوسط.

بدائل “السلام الشامل” بين الفلسطينيين والإسرائيليين

عوضا عن السعي لتحقيق السلام الشامل المتعذر في ظل الظروف الحالية، ينصح الباحثان ديفيد ماكوفسكي و دينيس روس الإدارة الأمريكية الجديدة بأن تصبّ تركيزها على التوصل إلى اتفاقٍ مع إسرائيل حول خطواتٍ تهدف إلى ما يلي: (1) تحافظ على حل الدولتين لوقت لاحق (2) تخفف من حركة نزع الشرعية عن إسرائيل (3) تعطي الإدارة الأمريكية السلطة لتستخدمها مع الفلسطينيين والعرب والأوروبيين.

تضيف الرؤية التي أعدها مدير مشروع عملية السلام في الشرق الأوسط في معهد واشنطن، والمساعد الخاص السابق للرئيس أوباما: “قد تشكّل الفرص الجديدة مع الدول العربية بالفعل جزءا من صيغةٍ جديدة لإحراز تقدم وحل الجمود بين الاسرائيليين والفلسطينيين. إلّا أنّ هذه الخطوات ستتطلّب أيضاً تفهُّم إدارة ترامب للمخاوف الأساسية للدول العربية وأخذها بعين الاعتبار”.

التوفيق بين المصالح الأمريكية والتركية في شمال سوريا

تخلُص الورقة البحثية التي نشرها مجلس العلاقات الخارجية، تحت عنوان “التوفيق بين المصالح الأمريكية والتركية في شمال سوريا“، إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى النظر في الآثار المترتبة نتيجة التدخل في شمال سوريا على تركيا، باعتبارها حليفًا في حلف شمال الأطلسي، وعلى الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى تدميرها، بما في ذلك تنظيم الدولة وهيأة تحرير الشام.

يضيف معد الورقة، آرون شتاين: التحديات ذاتها التي واجهت إدارة باراك أوباما لا تزال قائمة في عهد إدارة دونالد ترامب. ولمعالجة هذه المشاكل البنيوية، ينبغي على الولايات المتحدة التوفيق بين الجوانب المتناقضة في علاقتها مع تركيا، بما في ذلك النظر في إمكانية القضاء على تنظيم الدولة دون التطرق إلى الصراع الفرعي الكردي-التركي، أو ما إذا كان ينبغي على القوات الأمريكية أن تشارك على جبهة في هذه الحرب متعددة الجوانب.

كيف ردت التنظيمات الإسلامية على قرارات ترامب بحظر السفر؟

رصد معهد وودرو ويلسون ردود الفعل المتنوعة التي صدرت عن الجماعات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا على الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب في 27 يناير بحظر دخول مواطني سبعة بلدان ذات أغلبية مسلمة، هي: إيران، سوريا، الصومال، السودان، ليبيا، اليمن، إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يومًا.

أوضح التقرير أن معظم الجماعات والأفراد الإسلاميين أدانوا هذه الخطوة. وبرغم ذلك، أشاد بعض أنصار تنظيم الدولة بـ “ترامب” باعتباره “أفضل داعية إلى الإسلام،” في إشارة ربما إلى أن الحظر سوف يساعد في عملية التجنيد، واستشهد المعهد بمنشور على قناة مؤيدة للتنظيم على “تليجرام” اعتبر القرار دليلا على أن “الغرب سوف يتحول في نهاية المطاف ضد مواطنيه المسلمين”.

كيف يمكن كبح نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟

قد يكون التعاون الروسي-الإيراني قصير الأمد، لكن الباحثة آنا بورشفسكايا تحذر من أن ذلك قد يلحق في غضون ذلك ضرراً دائماً بمصالح الولايات المتحدة. وسيكون من الصعب إحداث وقيعة بين روسيا وإيران على المدى القريب، لكن هناك بعض الأمور التي يمكن لإدارة ترامب الجديدة القيام بها لتحقيق هذه الغاية.

وتضيف: بإمكان إدارة ترامب تشجيع حلفاء الولايات المتحدة، مثل إسرائيل، ودعمهم، من أجل جعل الأمور أكثر صعوبة على بوتين في الحفاظ على توازن العلاقات الجيدة مع جميع الأطراف. كما يتوجب عليها زيادة التعاون الأمني مع حلفائها لإظهار التزامها المستمر تجاه المنطقة. كما بإمكان إدارة ترامب أن توضح لبوتين بأن المصالح الروسية والإيرانية في سوريا لا بد أن تتصادم في المستقبل، ولا يمكن بالتالي لأي تحالف مع إيران أن يحرز تقدماً أكبر.

وتتابع: لكن الأهم من ذلك كله، هو ضرورة وجود الولايات المتحدة في المنطقة واستعادة موقعها القيادي فيها. فبوتين يستغل الضعفاء وينظر إلى الولايات المتحدة على أنها ضعيفة منذ سنوات. وقد استفاد من الفراغ في الشرق الأوسط الذي خلّفه غياب الولايات المتحدة، لا سيما في سوريا. ومن خلال اضطلاع واشنطن بدور فعال في المنطقة، فإنها ستحدّ من نفوذ بوتين، بما في ذلك تحالفه مع إيران.

استراتيجيات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط

يرى جورج فريدمان في تحليلٍ منشور على جيوبوليتيكال فيوتشرز أنه يتعذر خوض صراع متزامن مع السنة والشيعة والعرب والفرس، قائلا: “ما تعلمناه في العراق هو أننا لن نفوز في مثل هذا الصراع. ومحاولة ما فشل في العراق على نطاق أوسع بكثير هو تصرَّف غير منطقي”.

يضيف: “الإيرانيون يكرهون السنة ويخشونهم، وأي فرصة لسحق السنة يمكن تكون مغرية. لكن في واقع الأمر، التحالف مع السنة ضد الشيعة يمكن أيضا أن يؤتي ثماره. ذلك أن السنة يحتقرون الإيرانيين، وإذا ما لاح لهم أمل سحقهم، يمكن أن يستخلى السنة عن الإرهاب. هناك حجج تدافع عن الوقوف مع كلا الجانبين، كما هو الحال في أفغانستان.

ويردف قائلا: “تقسيم أعدائك هو أحد المبادئ الأساسية للاستراتيجية. أما توحيدهم فلا معنى له. لذلك فإن شن حرب متزامنة في الوقت ذاته على السنة والشيعة أمر غير عقلاني. وببساطة، ينطوي الانسحاب من المنطقة على مخاطر كبيرة على المدى البعيد”.

ويتابع “فريدمان”: “في النهاية، واشنطن تريد هزيمة البريطانيين، وروزفلت يريد هزيمة هتلر. لكن بدون الفرنسيين أو السوفييت فإن نتيجة هذه الحروب هي الخسارة. في النهاية، تم تدمير البوربون والشيوعيين. ولم تكن واشنطن ولا روزفلت متعجلين. هناك دائما وقت للفائز كي يصل إلى خط النهاية الذي يريده. لكن لا توجد أبدًا فرصة للخاسر”.

كيف يمكن كبح جماح إيران دون تفكيك الاتفاق النووي؟

خمس نقاط يقترحها يرى الثلاثي كاثرين باور, وباتريك كلاوسون وماثيو ليفيت باعتبارها الطريقة الأمثل لوفاء إدارة ترامب بالتزامها بإصلاح الضرر الناتج عن نهج إدارة أوباما تجاه إيران، وهي:

(1) استعادة السيطرة على السرد المرتبط بالاتفاق النووي لفضح مزاعم إيران الزائفة؛

(2) تنفيذ إلتزامات إيران وتطبيقها بالكامل بموجب الاتفاق؛

(3) فرض العقوبات المتبقية على إيران؛

(4) المضي قدماً بفرض عقوبات إضافية على السلوك الإيراني غير المشروع خارج إطار الاتفاق؛

(5)  فرض عقوبات نسبية على إيران عندما لا تمتثل لأجزاء من الاتفاق النووي.

بخلاف نهج “تفكيك الاتفاق”، الذي يلقي عبء المسؤولية على عاتق الولايات المتحدة وقد يُكسب إيران دعماً سياسياً في عواصم أخرى، يرى الباحثون الثلاثة أن هذه المقاربة يمكن أن تحظى بتأييد دولي لموقف أكثر صرامةً تجاه إيران من أجل فضح الأنشطة الإيرانية المؤذية وتعطيلها.

أما تعزيز العقوبات فينجح على أفضل وجه إذا رافقته تدابير دبلوماسية وعسكرية واستخبارية، ضمن حملة منسقة تستهدف أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، كما ستكون أكثر فعالية إذا تبنّاها تحالف دولي، وطُبِّقت ضمن استراتيجية متعددة الجوانب تقوم على: (1) التشديد على العقوبات المتبقية، (2) تنفيذ تلك العقوبات بالكامل، (3) فرض عقوبات إضافية على الانتهاكات غير النووية، (4) تطبيق عقوبات نسبية عندما لا تحترم إيران أجزاء من الاتفاق النووي.

المرشد الأعلى المحتمل للجمهورية الإسلامية الإيرانية

تحت عنوان “مستقبل الزعامة في المجتمع الشيعي” استعرض الباحث مهدي خلجي صورة شاملة عن المرشد الأعلى المحتمل، محمود الهاشمي الشاهرودي، بدءاً من تربيته وتعليمه في مدينة النجف في العراق وحتى مشاركته السياسية وانتقاله إلى إيران بعد الثورة الإسلامية.

يتوقع الباحث أن يرث “الشاهرودي”، وهو رئيس السلطة القضائية السابق محمود الهاشمي، دورين بارزين هما: (1) دور المرشد الأعلى المقبل للجمهورية الإيرانية (2) ودور السلطة الدينية العليا للشيعة. ويولي البحث اهتماماً خاصاً للأساليب التي أقدم الشاهرودي من خلالها على خطوة انتهازية حين غيّر هويته من زعيم منفي للمعارضة العراقية إلى أحد أنصار آية الله علي خامنئي.

وفي السنوات العشر التي شغل خلالها منصب رئيس السلطة القضائية حتى عام 2009، يرى “خلجي” أن الشاهرودي خيّب آمال كل من انتظر منه تحييد القضاء الإيراني عن السياسة. وعلى العكس من ذلك، تميز جهازه القضائي بكونه أحد الأنظمة الأكثر وحشية واستبداداً في العالم. وفي الوقت نفسه، تنامى توجهه المحافظ في مواقفه الدينية.

إيران ما بعد خامنئي.. وحظوظ “روحاني” في ولاية ثانية

في السياق ذاته، ترى سوزان مالوني، نائبة مدير “برنامج السياسة الخارجية” في معهد بروكنجز والعضو السابق في “فريق تخطيط السياسات” بـ “وزارة الخارجية الأمريكية”، أن ما سيحدث داخل إيران بعد وفاة خامنئي يبقى مجهولا. فبينما قد يتخذ النظام على الأرجح تدابير استباقية لمنع حدوث أي ردة فعل اجتماعية عارمة، من الصعب تنبؤ مسار الأمور، لا سيما في ضوء رد الفعل غير المتوقع على الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها عام 2009.
لكنها في الوقت ذاته تشدد على أهمية إدراك من هم اللاعبون الذين سيؤثرون على الخلافة من وراء الكواليس، مرجحة أن يفوز حسن روحاني بولاية أخرى في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في مايو. ويعود ذلك إلى حد كبير إلى التزامه بـ “ولاية الفقيه” بخلاف الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وثوار آخرين من الجيل الثاني.

أولويات أمريكا الأكثر إلحاحًا في الشرق الأوسط

في كلمةٍ ألقاها أمام “لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي”، قال الباحث جيمس جيفري: على الرغم من أن مسألة تنظيم الدولة تُعتبر الأولوية الأكثر إلحاحاً في المنطقة، إلا أنها في الواقع ليست الأولوية الوحيدة أو حتى الأكثر خطورة.

يرى “جيفري” أن “أنشطة إيران التوسعية التي تتم بشراكة مع روسيا في بعض الأحيان تطرح على الأقل تهديداً أمنياً موازيا للمنطقة وللمصالح الرئيسية للولايات المتحدة وهي: (1) استقرار شركائها الإقليميين، (2) تدفق النفط والغاز إلى الاقتصاد العالمي، (3) منع انتشار الأسلحة النووية، (4) مكافحة الإرهاب.

وخلُصَ الباحث إلى ما يلي: “يتعيّن على واشنطن اختيار إستراتيجيتها السياسية-العسكرية لهزيمة التنظيم ليس فقط من وجهة نظر عسكرية بل سياسية أيضاً – بهدف وضع سيناريو “اليوم التالي” الذي يُبقي الولايات المتحدة في المنطقة، ويحافظ على وحدات حماية الشعب الجديدة والعلاقات القديمة (مع تركيا والعراق)، ويبعد الطموحات الإيرانية، و”يدير” الوجود الروسي الذي لا مفر منه.

6 خطوات يجب أن تتخذها إدارة ترامب في العراق

قدَّم الثلاثي أندرو كيم، دانيال بينايم، هاردن لانج، عبر مركز التقدم الأمريكي، 6 توصيات لإدارة ترامب بشأن العراق، هي:

  1. معاملة العراقيين الذي يقاتلون تنظيم الدولة باحترام وطمأنة الحكومة العراقية بشأن استمرار التزام الولايات المتحدة.
  2. وضع الخطط اللازمة لمتابعة المهمة العسكرية بسرعة قبل أن تبدأ الحملة الانتخابية في العراق عام 2018 و ويتزايد تسييس قضية وجود الولايات المتحدة أكثر.
  3. دعم المصالحة من خلال اللامركزية وغيرها من التدابير التي تمكن المجتمعات العربية السنية.
  4. الضغط لإجراء إصلاحات في الجيش العراقي من شأنها تقليل النفوذ الإيراني.
  5. توسيع دور الائتلاف المناهض لتنظيم الدولة وحلف شمال الأطلسي (ناتو)
  6. إدارة التحديات في الموصل ما بعد داعش وفي أنحاء العراق

إعادة إعمار أم إعادة تعريف سوريا؟

يرى المنسق الاقليمي للتعليم والمعارف في البنك الدولي، عمر كاراسبان، أن الأكثر إلحاحا الآن في سوريا هو إحداث تحوُّل عميق في النظام المؤسسي. صحيح أن عملية إعادة الإعمار الشاملة بالغة الأهمية شريطة ألا تعيد بناء خطوط الصدع القديمة.

هذا يعني إعطاء صوت للمجتمعات المحلية وتوسيع نطاق المشاركة في أوساط الشعب السوري بأكمله. وإلا فإن إعادة الإعمار ببساطة سيمكن أولئك الذين يمتلكون بالفعل النفوذ السياسي ورأس المال الاجتماعي ويفرز نتائج مشوهة فيما يتعلق بإعادة دمج اللاجئين والمشردين وتحقيق المصالحة المجتمعية والتنمية الااقتصادية المستدامة والمنصفة، حسبما يحذر الباحث يزيد صايغ.

لكن “كاراسبان” يرى في ختام تحليله المنشور عبر مركز بروكنجز أن جهود إعادة الإعمار حتى الآن يبدو أنها تدعم الانقسامات وليس بناء الجسور.

 

مركز الدراسات الاستشراقية والعلاقات الدولية والدبلوماسية العامة الروسي 

نشر مركز الدراسات الاستشراقية والعلاقات الدولية والديبلوماسية العامة دراسة تحدث من خلاها، عن الحدث الأهم الذي شهدته سوريا في كانون الأول/ديسمبر سنة 2016، حيث تم تحرير حلب من تنظيم الدولة بعد أن تمكنت القوات الحكومية من تحقيق أكبر انتصار منذ ست سنوات من بداية الحرب الأهلية في سوريا.

 في الواقع، وفي 22 من كانون الأول/ديسمبر 2016، أعلن الجيش السوري سيطرته الكاملة على حلب، في حين قامت القوات الحكومية بإجلاء أعداد كبيرة من المدنيين والمعارضين خارج حلب.

وعقب هذا الانتصار، صرح بشار الأسد، أن هذا النجاح هو في الحقيقة انتصار للشعب السوري، ولإيران وروسيا، فضلا عن أنه بين موقفه المعارض للإرهاب في سوريا.

وفي الأثناء، اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن هذا الانتصار كان نتيجة للتعاون الروسي الإيراني السوري، في محاربة الإرهاب الدولي، بينما اعتبرت وسائل الإعلام العربية تدخل كل من إيران وروسيا في حلب، غامضا ومثيرا للشكوك والريبة.

ومن ناحية أخرى، أوضحت “قناة العربية” أن الإجراءات العسكرية “المدمرة” التي قام بها الجيش السوري في حلب بمساعدة حلفائه، قد أدت إلى زيادة غير مسبوقة في عدد اللاجئين السوريين، الذين أجبِروا على الفرار من الضربات الجوية القاتلة. وفي هذا إشارة إلى الدعم العسكري الروسي للجيش السوري، في المجال الجوي.

وفي هذا السياق، اعتبرت وسائل الإعلام العربية أن الدعم الروسي “للأسد” يعتبر السبب الرئيسي وراء هروب المدنيين السوريين من منازلهم. وفي المقابل، لم تستهدف القوة العسكرية التنظيمات الإرهابية في المنطقة. أما بالنسبة لإيران، فإنها تهدف من خلال الدور الذي تلعبه في الصراع السوري، إلى تعزيز نفوذها في المنطقة.

وفي الوقت الراهن، تحاول كل من إيران وروسيا وتركيا العمل على تكثيف جهودهم من أجل البحث في سبل التسوية في سوريا. وفي هذا الإطار، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن التعاون بشكل ثلاثي سوف يساعد على التوصل إلى “اتفاق بين بشار الأسد والمعارضة السورية”. ووفقا للافروف، فإن الخطوات التي يجب اتباعها من أجل حل الأزمة السورية ترتكز بالأساس على محاربة الإرهاب، وليس تغيير “النظام الشرعي”.

ومما لا شك فيه أن تحرير حلب يعد نقطة تحول حاسمة في الصراع السوري، إلا أن انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية، ووصول إدارة جديدة للحكم، سيؤثر بشكل كبير على مجرى الأحداث في سوريا.

وفي هذا السياق، أعرب بشار الأسد، عن آماله في أن يجمعه تعاون مستقبلي بالرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية، في مجال محاربة الإرهاب، وقال بشار الأسد إن “الرئيس دونالد ترامب قد يكون حليفا جيدا لدمشق”، خاصة وأن ترامب سبق وأن أظهر رغبة في محاربة الإرهاب، خاصة في سوريا، علاوة على أنه لا يعتبر إسقاط بشار الأسد هو الحل لتغيير الوضع في سوريا نحو الأفضل.

 

مصر

وتطرقت الدراسة لأحداث الكنيسة القبطية في مصر، حيث تعرضت الكنيسة الكاتدرائية القبطية لهجوم في الحادي عشر من كانون الأول/ديسمبر 2016، أسفر عن مقتل 26 شخصا، وجرح ما يقارب عن 50 آخرين. ويعتبر هذا الهجوم الإرهابي الأكبر في مصر منذ عام 2011، مما جعل الكنائس المصرية تقبع تحت حراسة مشددة.

وتجدر الإشارة إلى أن الانفجار قد وقع يوم العطلة الوطنية في مصر، بمناسبة المولد النبوي، وتبنى تنظيم الدولة الإرهابي هذا الهجوم، بنشر فيديو على الإنترنت، أعلن من خلاله المتطرفون عزمهم على مواصلة الهجمات ضد “الكفار” في مصر والعالم كله.

وفي الأثناء، أكد الخبراء المصريون على أن هذا العمل الإرهابي هو محاولة مباشرة لتقويض الاقتصاد المصري، الذي أصبح بحاجة ماسة للاستثمار الأجنبي، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على جاذبيته كوجهة سياحية.

في المقابل، يعتقد معظم المصريين أن الغرض من الهجوم كان الأقباط المسيحيين، الذين يمثلون 10 بالمائة من المجتمع المصري، الذي يبلغ تعداده 92 مليون نسمة.

 

إسرائيل، القضية الفلسطينية

في 23 من كانون الأول/ديسمبر، أدان مجلس الأمن الدولي بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وامتنع الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني، الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي لوصف قرار مجلس الأمن “بوصمة العار”، مهددا باتخاذ إجراءات دبلوماسية ضد الدول التي صوتت لصالح القرار.

وعموما، ومنذ تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948، اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل حليفتها الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط. وفي الوقت الذي أدانت فيه غالبية أعضاء الأمم المتحدة السياسة الإسرائيلية تجاه فلسطين، لعب حق “الفيتو” الأمريكي دورا رئيسيا في التغلب على العزلة الدبلوماسية لإسرائيل.

خلافا لذلك، امتنعت واشنطن سنة 2016 عن التصويت لصالح إسرائيل، وبررت ذلك بأن سياسة الاستيطان لم تساعد في تحقيق أي تقدم في عملية التفاوض. ووفقا لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، فإنه “لا يمكن منع القرار في حين أنه يدعو كلا الطرفين إلى العمل من أجل السلام”.

وفي السياق نفسه، بين العديد من الخبراء أن قرار مجلس الأمن لا يوحي بأي تدابير للضغط على إسرائيل. علاوة على ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه لا ينوي الامتثال للقرار.

وبالتالي، وعلى الرغم من الوضع العسكري والسياسي المتوتر في الشرق الأوسط، وبالرغم من بلوغ الأحداث ذروتها في آخر شهر من سنة 2016، إلا أن التوقعات بحصول تطورات إيجابية حاضرة وبقوة.

فعلاوة على تغير موازين القوى الواضح لصالح بشار الأسد، لا يمكن استبعاد إمكانية إقامة تعاون وثيق وقوي بين الولايات المتحدة وروسيا، بهدف محاربة تنظيم الدولة في سوريا، بالإضافة إلى أن التعاون بين أنقرة وموسكو يعد بالغ الأهمية. وفي الوقت ذاته، لا يمكن تجاهل الدور الإيراني الهام في الصراع السوري، خاصة وأن إيران تعتبر سوريا منطقة ذات أهمية إستراتيجية كبيرة، فضلا عن أن حكومة دمشق “العلوية” تعتبر حليفا قويا لها في الصراع، من أجل الظفر بالمزيد من النفوذ الإقليمي.

أما فيما يتعلق بالتسوية الفلسطينية الإسرائيلية، فإن قرار مجلس الأمن يعتبر خطوة تاريخية نحو الاعتراف بالأنشطة غير القانونية، التي تمارسها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وتعتبر هذه المرة الأولى منذ سنة 1979، التي يدين فيها مجلس الأمن الاستيطان. وفي ظل، امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت، من المحتمل أن يعقد مؤتمر دولي واسع، بمشاركة إسرائيل وفلسطين، وستكون الجهود الروسية ذات أهمية خاصة في هذا المؤتمر.

فوز “ترامب”… والدول العربية

وبالعودة إلى فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الذي أثار دهشة العديد من الخبراء العرب والمسلمين، إثر تصريحاته القاسية، ووفقا لاستطلاع رأي أجراه المركز العربي للدراسات السياسية (مقره في واشنطن)، في تسعة من بلدان الشرق الأوسط؛ الجزائر، مصر، العراق، الكويت، الأردن، المغرب، فلسطين، المملكة العربية السعودية، وتونس، فإن فوز هيلاري كلينتون، كان من المحتمل أن يؤثر بطريقة إيجابية على المنطقة أكثر من ترامب.

وعلى الرغم من أن موقف ترامب يبدو أكثر وضوحا بعد توليه لمنصبه رسميا، حيث يعتزم الشروع في سياسيات عسكرية صارمة ضد جميع الجماعات المتطرفة، إلا أن مستقبل العلاقات مع إيران لا يزال غير واضح. فهل ستكون طهران حليفا أم عدوا؟

ومن ناحية أخرى، سبق وأن أعلن ترامب عن استعداده للتعاون مع روسيا في محاربة الإرهاب في سوريا، وصرح بأن تطهير المنطقة من الإرهاب يقع في خانة أولوياته. إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا؛ كيف سيتقدم في العمل جنبا إلى جنب مع موسكو في القضية السورية، ويبتعد عن إيران، التي تعد من أهم اللاعبين في القضية السورية، وحليفا مهما لروسيا؟

وفي المقابل، فإن العداوة الأمريكية الإيرانية، وقرارات ترامب تجاه إيران، من شأنها أن تمنح دول الخليج العربي بعض الأمل، في سياسة ترامب.

 الحج – موضوع نزاع بين إيران والمملكة العربية السعودية

مما لا شك فيه بأن العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، تتسم بالتوتر والعداوة. وفي السادس من أيلول من السنة الماضية، انتقدت إيران سياسة المملكة العربية السعودية، بخصوص فريضة الحج.

والجدير بالذكر أن طهران قد منعت مواطنيها من أداء طقوس الحج. وقد واجهت السلطات السعودية هذا القرار، باتهام إيران بمحاولة تسيس الطقوس الإسلامية المقدسة.

وفي الواقع، لا تعد سنة 2016 استثناء، ولا تعتبر المرة الأولى التي تخوض خلالها إيران والسعودية حرب اتهامات في موسم الحج، إلا أنها تعد السنة الأسوأ منذ 30 سنة، خاصة وأنه قد ظهر إلى العلن مدى سوء العلاقات بين الرياض وطهران، التي أدت إلى مقتل المئات في السنوات الأخيرة.

وفي الواقع، لا تعتبر إيران الدولة الإسلامية الوحيدة التي على خلاف جدي مع الرياض، فحكومة بشار الأسد السورية، والحكومة العراقية السابقة، برئاسة نوري المالكي، وقبلها حكومة صدام حسين، والحكومة اليمنية السابقة برئاسة علي عبد الله صالح، كان لها خلافات عميقة مع المملكة العربية السعودية، إلا أن كل المشاكل التي كانت بين هذه الحكومات والمملكة العربية السعودية لم تصل إلى حد الصراع على الحج.

وذكرت الدراسة، أن منع طهران مواطنيها من أداء فريضة الحج، قد يكون رغبة منها في تجنب أي صراع جديد مع المملكة العربية السعودية. في المقابل، لم تمنع السعودية الإيرانيين الذين وصلوا من بلاد أخرى من دخول أراضيها، وممارسة طقوسهم الدينية؛ حيث قدم إلى المملكة العربية السعودية حوالي 250 شخصا إيرانيا من الولايات المتحدة الأمريكية، والمئات من أوروبا والشرق الأوسط، دون أن يحتاجوا إلى موافقة حكومتهم.

 

 

مركز الدراسات؛ “مسكوفسكي تسينتر كارنيغي”

تناول مركز الدراسات الروسي “مسكوفسكي تسينتركارنيغي” الروسي، موضوع السياسة الروسية في الشرق الأوسط، وأهدافها وأولوياتها.

وبين التقرير الذي نشره هذا المركز، أن السياسة الخارجية الروسية تطمح لكسب اعتراف دولي وعالمي بروسيا كقوة عظمى. وبطبيعة الحال، لا يمكن لموسكو تجاهل الشرق الأوسط، الغني بالنفط والغاز الطبيعي، الذي يعيش حالة من الاحتقان والتوتر.

والجدير بالذكر أن عودة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إلى الساحة السياسية في الشرق الأوسط، تعد بمثابة اختبار منه لقدرات روسيا على المستوى الدولي، فوق الأراضي العربية في الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، فإن الهدف الرئيسي لبوتين في الشرق الأوسط، لا يقتصر على الرغبة في فرض مكانة روسيا ضمن القوى العالمية المؤثرة على المستوى الدولي، وإنما لديه دوافع خفية أخرى تدفعه للتواجد في أكثر مناطق العالم اضطرابا.

ومن هذا المنطلق، قد تكون إحدى أبرز مهام روسيا في المنطقة هي إضعاف التطرف والإرهاب، الذي يمكن أن يطال الأراضي الروسية، والذي يعد على أبواب جيرانها التابعين للاتحاد السوفييتي في السابق.

وبالإضافة إلى ذلك، تطمح روسيا للتوسع أكثر داخل أسواق السلاح العالمية والإقليمية، علاوة على جذب الاستثمارات إليها من بلدان  الخليج العربي، واستغلال أصحاب رؤوس الأموال الضخمة. فضلا عن ذلك، تحاول روسيا التنسيق مع الموردين الرئيسيين للنفط والغاز من دول الخليج.

وفي الوقت الراهن، يبدو أن أولويات موسكو في الشرق الأوسط قد تغيرت، فهي تسعى لبعث مشروع مشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية، للتوصل إلى حل سلمي في سوريا. بالإضافة إلى ذلك، تتطلع موسكو لتوطيد علاقاتها مع إيران، ورفع العقوبات عنها، إلى جانب الحفاظ على العلاقات الجيدة مع كل من مصر والعراق ناهيك عن الأكراد في سوريا والعراق.

وعلى ضوء هذه المعطيات، من الواضح أن روسيا تحاول إنشاء محور من الدول الصديقة، يمتد من طهران إلى القاهرة، كما تسعى إلى إقامة علاقات عملية مع المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج، علاوة على البحث عن سبل للتعاون مع إسرائيل.

وحسب الخبراء، يعتبر تدخل روسيا في خضم الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، ذو جذور تاريخية عميقة، حيث انطلق التدخل النشط للاتحاد السوفييتي في سياسة الشرق الأوسط منذ منتصف الخمسينيات، وسرعان ما تطورت المنافسة بين الولايات المتحدة وروسيا، أو الاتحاد السوفييتي آنذاك. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الدول العربية وقتها على غرار مصر، والعراق، وليبيا، وجنوب اليمن، وسوريا، قد دخلت لبعض الوقت في فلك النفوذ السوفييتي، وكانوا حلفاء فعليين للاتحاد السوفييتي في الحرب الباردة.

ومن جهة أخرى، لعب الاتحاد السوفييتي دورا هاما في بعث إسرائيل في قلب الشرق الأوسط، إلا أنه أصيب بخيبة أمل كبيرة فيما بعد، وخسر البعض من حلفائه العرب.

وخلافا لذلك، منحت الحرب في سوريا الجيش الروسي فرصة للعب دور ريادي من جديد، إلا أنه يعتبر متواضعا نسبيا؛ حيث أنها المرة الأولى التي تقاتل فيها روسيا ببلد عربي، وقد وظفت كل ترسنتها البرية والجوية والبحرية في الحرب في سوريا.

وعموما، تأمل الشركات الروسية في مجال الأسلحة أنها قد نجحت في أن تظهر المزايا التكتيكية والفنية للأسلحة الروسية من خلال الحرب في سوريا، مما قد يعزز من مكانتها في المنطقة، ويستقطب المزيد من العملاء في الشرق الأوسط، ودول الخليج العربي خاصة. ومن المثير للاهتمام أن روسيا تحتل المرتبة الثانية، في مجال تصدير الأسلحة بعد آسيا، ومن أهم عملائها: الجزائر، ومصر، وإيران، والعراق، وسوريا.

أما فيما يخص العلاقات الروسية الإيرانية، فإن روسيا تساند إيران موقفها المعادي للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنها، في الوقت نفسه، قامت بالتصويت لصالح قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بفرض عقوبات على إيران، على الرغم من أنها تعتبر المصدر الأكبر للأسلحة لإيران.

وفي الحرب السورية، مثلت إيران الحليف الأفضل لروسيا، رغم أن الطرفين لا تجمعهما نفس الأهداف من هذه الحرب.

في المقابل، تشهد العلاقات الروسية بالمملكة العربية السعودية، توترا حادا، منذ أمد بعيد، ولا يمثل التقارب مع إيران السبب الرئيسي لهذا التوتر، بل لسبب أكثر عمقا، إذ أن المملكة العربية السعودية كانت الداعم الأساسي للمحاربين إثر الغزو السوفييتي لأفغانستان. علاوة على ذلك، تعد روسيا والمملكة العربية السعودية من أبرز المتنافسين في سوق النفط، أضف إلى ذلك، الاعتقاد الروسي السائد؛ بأن السعودية هي سبب انهيار الاتحاد السوفييتي، وضرب أسعار النفط في منتصف الثمانينات.

وفي الوقت الراهن، تتعلق الاختلافات الرئيسية بين روسيا والمملكة العربية السعودية بالشأن السوري. إلا أن الخلافات بين الطرفين والضغينة التاريخية لم تمنع موسكو من مد جسور التواصل مع الرياض، خاصة وأن علاقاتها مع السعودية تندرج ضمن استراتيجية التنويع في السياسة الخارجية الروسية، رغم أن أحد عوامل منع التقارب؛ إيران.

أما فيما يخص العلاقات الجيوسياسية بين مصر وروسيا، فقد تحسنت بشكل كبير منذ وصول عبد الفتاح السيسي للحكم، في سنة 2013، الذي وصفه فلاديمير بوتين بأنه الشخص الوحيد القادر على استعادة استقرار أكبر بلد في العالم العربي.

وبالإضافة إلى ذلك، تمكنت مصر من استيراد أسلحة روسية، بتمويل من المملكة العربية السعودية. وحتى حادثة      انفجار الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء في سنة 2015، لم تؤد إلى فتور العلاقة بين البلدين.

أما سوريا، فتعد الدولة الوحيدة التي حافظت على علاقاتها الودية مع روسيا بصفة دائمة، منذ سنة 1950. وفي سنة 2011، ومع اندلاع الصراع الداخلي في سوريا، اتخذت العلاقات الروسية السورية منحى جديدا، حيث قامت موسكو بتأييد بشار الأسد ودعمه.

ومن هذا المنطلق يمكن الجزم بأن مصالح موسكو من خلال تدخلها في النزاع السوري، أهم بكثير من سوريا نفسها، إذ أن روسيا تسعى إلى تحويل سوريا إلى حصن جيوسياسي لها في المنطقة، خاصة وأن هذه الدولة تحتل موقعا مركزيا في الشرق الأوسط، سيبسط لها الطريق حتى  تضطلع بكل المسائل الحساسة والمصيرية في المنطقة.

ما الذي تخفيه عودة المغرب إلى أحضان الاتحاد الأفريقي؟

نشر موقع “الدراسات والعلاقات الدولية والاستراتيجية” الفرنسي دراسة، بتاريخ 02/ 02/2017، حول الخفايا والمصالح الاستراتيجية التي تقف وراء عودة المغرب العربي إلى أحضان الاتحاد الأفريقي.

وقال الموقع إن المغاربة، وبعد ثلاثين عاما من الغياب، فهموا أخيرا أهمية الاندماج من جديد في الاتحاد الأفريقي، الذي يعتبر من بين المؤسسات العريقة التي تملك وزنا إقليميا في حياة الشعوب الأفريقية، وتأثيرا حقيقيا في المشهد الدبلوماسي والسياسي الدولي.

وبالإضافة إلى ذلك، أدرك المغرب أن بقاءه خارج الاتحاد، سيُقصيه من العديد من المحافل الدولية والعمليات السياسية المهمة والمحادثات والمفاوضات بين الدول البارزة التي من شأنها أن تُغيّر العديد من الوقائع في العالم.

وأشار الموقع إلى أن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي يعتبر نجاحا دبلوماسيا حقيقيا له، فمنذ خمس سنوات، بذل قادته جهودا حثيثة من أجل الوصول إلى هذه النتيجة، حيث قاموا بوضع استراتيجية دبلوماسية فعالة لاستعادة مكانة المغرب الاستراتيجية في قلب القارة السمراء.

وفي الواقع، سعى المغرب، على امتداد السنوات الماضية، إلى تعزيز علاقاته مع منطقة غرب أفريقيا، وإحياء روابطه القديمة مع بعض البلدان الأفريقية؛ مثل الغابون. علاوة على ذلك، قام المغرب بتركيز العديد من البنوك، وشركات التأمين، والهاتف النقال في إفريقيا، حتى يتمكن من تنفيذ هذه الخطوات الاستراتيجية.

فضلا عن ذلك، عملت الرباط على توقيع العديد من العقود مع الشركات الأفريقية، في الوقت الذي كثف فيه العاهل المغربي من زياراته إلى بلدان جنوب أفريقيا بغية كسب تأييدهم ومساندتهم في الحرب التي على وشك أن يخوضها.

 وأورد الموقع أن عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي ستخدم مصالح هذا الأخير، نظرا للعلاقات الدولية الطيبة التي تربط المملكة مع العديد من البلدان الغربية والأوروبية.

ونوه الموقع بالقضية الرئيسية التي كانت تعيق عودة المغرب، ألا وهي موقفه من الصحراء الغربية. ومن المتوقع أن تشهد العقيدة المغربية تغيرا حقيقيا في جوهر مواقفها التقليدية، في الأيام القليلة المقبلة.

ومن هذا المنطلق، سيكون من المثير للاهتمام أن نكتشف الاستراتيجية المستقبلية التي سيتبناها المغرب، والتي تهدف في نهاية المطاف إلى استبعاد الصحراء الغربية من الاتحاد الأفريقي.

وبين الموقع سبب تراجع الجزائر، وجنوب أفريقيا، وأنغولا عن موقفهما المعارض لعودة المغرب إلى حضن القارة السمراء؛ إذ أن هذه العودة من المحتمل أن تفتح سبل التفاوض، الذي بدوره سيساهم في حل هذا المأزق الوجودي للمغرب.

وفي المقابل، أوضح الموقع أن لا أحد يعرف الاستراتيجية التي سيعتمدها المغرب للمناورة وتشتيت الأنظار عن نواياه الحقيقية، إلا أن الأمر المؤكد الوحيد هو أن المغرب لن يتخلى عن مخططاته المتعلقة بالصحراء الغربية التي يعتبرها جزءا من أراضيه.

ونوهت الصحيفة بجذور الصراع المغربي الصحراوي الذي تعود أطواره إلى الاحتلال الإسباني لهذه الأراضي، والذي تفاقم إثر الإعلان عن الجمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية الديمقراطية دولة مستقلة.

ونظرا للروابط التاريخية الهامة بين الشعب المغربي والقبائل التي تعيش هناك، أطلق الملك الحسن الثاني، والد الملك الحالي، “المسيرة الخضراء”، يوم 6 نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1975، لاسترداد هذه الأراضي المتنازع عليها. وفي الأثناء، أدّت هذه المعركة إلى نشوب اشتباكات مسلحة، التي لم تتوقف إلا في سنة 1992، لتفسح المجال لبداية معركة قانونية طويلة أمام المحاكم الدولية.

وفي الختام، أوضح الموقع أن المغرب يعتبر من بين الدول القليلة في العالم الذي يملك وحدة لغوية، وثقافية، ودينية، وجغرافية. ومع ذلك فشل في إنشاء تجمع إقليمي متماسك من شأنه أن يسمح له في أن يكون أقوى بكثير وعلى مستوى التطلعات الدولية. 

ستتلقى ليبيا حوالي 200 مليون يورو لغلق منافذ الهجرة

نشر موقع “ميديا بارت” الفرنسي تقريرا بتاريخ 2 شباط/ فيفري 2017، للصحفية والكاتبة الفرنسية، كارين فوتو تحت عنوان “ستتلقى ليبيا 200 مليون يورو لغلق منافذ الهجرة” الذي سلطت من خلاله الضوء على الاجتماع الذي عقده الزعماء الأوروبيين في مالطا، يوم الجمعة، وذلك بهدف تدارس مسألة الهجرة في البحر الأبيض المتوسط.

وذكرت الكاتبة أن الدول الأوروبية تسعى لإيجاد حلول فعالة لأزمة الهجرة في البحر الأبيض المتوسط وذلك للحد من عدد المهاجرين الوافدين من الدول الأفريقية والمتوجهين نحو الدول الأوروبية عبر ليبيا. وفي الأثناء، تطمح الدول الأوروبية إلى تطبيق هذا المخطط على أرض الواقع من خلال توفير الإمدادات اللازمة، كإتاحة التجهيزات المتطورة وتدريب خفر السواحل على التصدي لموجة المهاجرين الذين يتوافدون على المعابر الحدودية الليبية.

وعلاوة على ذلك، هناك مخططات أخرى لفتح معسكرات للاجئين في أفريقيا من شأنها أن تمنعهم من الوصول إلى الشواطئ الأوروبية وطلب اللجوء.

وأشارت الكاتبة إلى أنه من المقرر أن يُمنح للحكومة الليبية مبلغا يقدر بحوالي 200 مليون يورو، في أعقاب المناقشات التي وقعت بين زعماء وحكومات الاتحاد الأوروبي لهذا المقترح في قمة مالطا يوم أمس، 3 شباط/ فبراير، والتي من شأنها أن تحدد إمكانية منح هذا المبلغ لدولة غير مستقرة أمنيا وسياسيا.

وفي هذا الإطار، يمكن الجزم بأن الدول الأوروبية تسعى إلى غلق المعابر الليبية عن اللاجئين كما فعلت في تركيا.

وأوضحت الكاتبة أن الخطة التي نصت عليها لجنة الاتحاد الأوروبي تتضمن ضرورة توفير المساعدات المالية اللازمة لاستكمال عملية الحد من الهجرة غير الشرعية التي من شأنها أن تؤمن لخفر السواحل الليبي التمويل اللازم لمواصلة التدرب على عمليات الرصد وتشديد المراقبة على الحدود، فضلا عن توفير الإمكانيات المالية الضرورية لضمان ترحيل اللاجئين إلى مواطنهم الأصلية.

والجدير بالذكر، أن هذا المخطط يهدف إلى “مكافحة الإتجار بالبشر في منطقة البحر الأبيض المتوسط وإنقاذ الأرواح”. وفي الوقت نفسه، تسربت معلومات عن وجود مشروع آخر حول إقامة مخيمات للاجئين في شمال إفريقيا لتسهيل عملية نقل اللاجئين ودراسة ملفات طلب اللجوء.

وتطرقت الكاتبة إلى مسألة الهجرة غير الشرعية وقوارب الموت التي تنقل مئات الآلاف ممن يسعون إلى طلب اللجوء في الدول الأوروبية، ليلقوا حتفهم في البحر الأبيض المتوسط، الذين ظلت أعدادهم في تزايد طيلة السنوات العشر الأخيرة، لتتحول ليبيا بذلك إلى أكثر منطقة عبور معروفة في خط الهجرة.

وسلطت الكاتبة الضوء على برنامج “غرس البحر”، الذي يشمل حراسة المياه الإقليمية المتوسطية لمناطق عبور المهاجرين ووجهاتهم والذي شاركت فيه العديد من الدول المتوسطية لعل أهمها تونس والجزائر والبرتغال وإيطاليا وقبرص واليونان وإسبانيا وفرنسا ومصر. وبالتالي، فإن الدول الأوروبية لن توفر فقط التمويل اللازم لخفر السواحل الليبي، بل أيضا ستمده بكل المعدات الاساسية حتى يتمكن من المشاركة في الدوريات التفقدية للسواحل المتوسطية وصيانة أساطيلها.

وفي السياق ذاته، تعتزم الحكومات الأوروبية مساعدة السلطات الليبية على إنشاء مركز” تنسيق الإنقاذ البحري”، بالإضافة إلى أنها تعهدت بتطوير عملية تبادل المعلومات بين ليبيا والدول الأعضاء وجميع الهيئات ذات الصلة.

ويكمن الرهان الأكبر في كيفية تطبيق هذا المشروع في أسرع وقت ممكن خاصة وأن هناك صعوبة في التوافق مع الأطراف التي تُسير ليبيا في الوقت الحالي، على الرغم من وجود حكومة الوفاق الوطني. في المقابل، كثف الاتحاد الأوروبي من تعاملاته مع أطراف خارجية لوقف جذور أزمة اللاجئين.

وفي الختام، نقلت الكاتبة وجهة نظر المنظمات غير الحكومية التي أشارت إلى أن الحد من عدد ضحايا الهجرة في البحر الأبيض المتوسط وإيقاف أزمة اللاجئين في الاتحاد الأوروبي لا تقتصر فقط على تجييش خفر السواحل لإنقاذ المهاجرين العالقين في عرض البحر، وإنما يتطلب أيضا إرساء قوانين لجوء أكثر مرونة وإنسانية لاحتواء أكبر عدد ممكن من اللاجئين.

* عناوين أخرى:

– سفير بريطانيا الأسبق في روسيا، سير أندرو وود- تشاتام هاوس:  العلاقة مع بوتين لا تمنح ترامب الكثير (من الفوائد)

– فورين بوليسي جورنال: هل يمكن أن يكون سيف الإسلام بن معمر القذافي هو الحل للأزمة الليبية؟

– العقيد (احتياط) شاي شبتاي- مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية: الأمن السيبراني: توصيات للرئيس ترامب.. والآثار المترتبة على إسرائيل

– أشيش كومار سين- أتلانتك كاونسل: الاتحاد الأوروبي يسعى للحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران

– “ماكسيم ترودوليبوف- مركز وودرو ويلسون: أسباب التقارب بين تركيا وروسيا

– ميشيل دن- كارنيجي: الربيع العربي بعد ست سنوات.. نجاحات وأوجاع

ضع تعليقاَ