أبريل 19, 2024

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث العالمية عن الشرق الأوسط في النصف الأول من سبتمبر/أيلول 2016

تستعرض السطور التالية بعض التحليلات التي نشرتها مراكز الأبحاث الأجنبية خلال النصف الأول من سبتمبر 2016، وتتناول القضايا التالية:

– ما ينبغي على أمريكا فعله لمنع انتصار القاعدة في سوريا

– إيران تغازل حماس.. وتواصل دعمها لكتائب القسام

– تحسين العلاقات مع قطر وتركيا والإخوان

– موقف “مشعل” و”الزهار” من الجمهورية الإسلامية

– مستقبل العلاقات بين حماس وإيران.. وخليفة مشعل في المكتب السياسي

– تقييم عملية أوسلو.. بعيون البروفيسور إفرايم كارش

– مخاطر صعود الإسلام السياسي.. رؤية إسرائيلية

– تحالف غير رسمي بين روسيا وأمريكا وتركيا لمكافحة الإرهاب

– الإمارات تسعى لتبوأ عرش “صانع الملوك” في الشرق الأوسط

– تركيا تنتهج النموذج الأردني في سوريا

– قانون بناء الكنائس الجديد كما يراه سفير إسرائيل السابق في القاهرة

– استراتيجية الأسد الديموجرافية للقضاء على التواجد السني في محيط دمشق

– التحديات التي تواجه خطة إيران في سوريا

ما ينبغي على أمريكا فعله لمنع انتصار القاعدة في سوريا

نشر معهد دراسات الحرب تحليلا أعده الثلاثي: جنيفر كافاريلا ونيكولاس هيراس و جينيفيف كازاجراند؛ خلُصَ إلى أن تنظيم القاعدة يكسب المزيد من القوة في سوريا، مستفيدًا من الفراغ الذي خلَّفته الولايات المتحدة.

وحول التدخل التركي في سوريا، يرى التحليل أن أنقرة توظف هذا التوغُّل في الشمال ضد تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية المتحالفة مع الولايات المتحدة؛ لحجز مقعد لنفسها كوسيط قوي، وتقوية أقوى حلفائها في صفوف المعارضة، أحرار الشام، من أجل لعب دور رئيسي.

وحذر التحليل من أن الولايات المتحدة تخاطر بخسارة الحرب في سوريا، إذا واصلت السماح لأحرار الشام ووجبهة فتح الشام أن يصبحوا في نظر السوريين الطرف المنتصر في حلب.

ونصح التحليل واشنطن بالتركيز على منع مزيد من تطوير هياكل الحكم القائمة على الشريعة الإسلامية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة من أجل مواجهة استراتيجية القاعدة التخريبية.

وحذر من أن التحالف مع روسيا سيؤدي فقط إلى تسريع انتصار تنظيم القاعدة، قائلا: في الواقت الراهن، يتعين على صناع القرار الأمريكي مقاومة إغراء الانجراف إلى تحالف مع روسيا والأسد لتحقيق هذا الهدف. لأن أي شراكة من هذا القبيل ستضمن تحوُّل التيار الرئيس من جماعات المعارضة المتبقية بعيدًا عن الولايات المتحدة، والانضمام إلى العناصر المتشددة في المعارضة السورية، وهو ما يؤدي بشكل فعال إلى إلغاء أي شراكة سنية ضد تنظيمي الدولة والقاعدة في ساحة القتال.

إيران تغازل حماس.. وتواصل دعمها لكتائب القسام

تحت عنوان “إيران تغازل حماس” نشر مركز القدس للشؤون العامة تحليلا للصحفي الإسرائيلي يوني بن مناحيم، استهله بالقول: “رغم الخلاف العميق بين خالد مشعل والقيادة الإيرانية، واصلت طهران دعمها المادي والتسليحيّ للجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام، التي على خلاف أيضا مع “مشعل” منذ عملية الجرف الصامد قبل عامين”.

وأضاف: “لا تجلس إيران مكتوفة اليدين، بل تعمل حاليًا على استئناف توددها إلى حماس في محاولة لضمها إلى المعسكر الشيعيّ، واستعادة علاقاتها السابقة مع الحركة”.

تحسين العلاقات مع قطر وتركيا والإخوان

واعتبر الكاتب هذه الجهود جزءًا من المحاولات الإيرانية لتقسيم العالم الإسلامي السني، وتحسين علاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين حول العالم.

ولفت إلى أنها تأتي أيضًا في إطار تحسين علاقاتها مع تركيا، وتعزيز إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية مؤقتة في سوريا بموافقة أمريكية-روسية.

ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن إيران كانت من بين أوائل الدول التي أعربت عن دعمها لحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمجرد تكشُّف محاولة الانقلاب ضده.

مشيرًا إلى سعي إيران أيضا إلى بناء علاقات مع قطر. وفي هذا السياق، جاءت الزيارة التي قام بها مؤخرًا رئيس مجلس الشورى الإيراني، على لاريجاني، إلى الدوحة.

موقف “مشعل” و”الزهار” من الجمهورية الإسلامية

وزعم ” بن مناحيم” أن الدكتور محمود الزهار هو ممثل إيران لدى حماس، قائلا: إن “الزهار” لا يحاول إخفاء هذه الحقيقة، بل يفخر بها في الواقع. ويستغل كل فرصة ممكنة للإشادة بطهران في وسائل الإعلام.

على النقيض تماما من “مشعل”- يتابع بن مناحيم- يعتقد “الزهار” أن قيادة حماس ينبغي أن تنحاز إلى جانب إيران الشيعية، رغم حقيقة أن الحركة الفلسطينية سُنّية؛ نظرًا إلى أن طهران، وليس الدول العربية، هي الداعم الرئيس للفلسطينيين.

مستقبل العلاقات بين حماس وإيران.. وخليفة مشعل في المكتب السياسي

ورغم ذلك، رجَّح التحليل أن تواصل حماس سياستها الحالية الحذرة، بعدم الانحياز إلى أي جانب في الصراع الشيعي-السني، أو بعبارة أخرى: الصراع الإيراني-السعودي.

وفيما يتعلق بنتائج الانتخابات الداخلية القادمة بعد رحيل مشعل، قال المحلل الإسرائيلي: إن أحد المتنافسين الرئيسيين على خلافة “مشعل” هو يحيى السنوار، واصفًا انتخابه رئيسًا للمكتب السياسي بأنه “سيكون نصرا عظيمًا بالنسبة لإيران، لأنه أحد داعميها الرئيسيين في قيادة الحركة.

وختم بالقول: “لكن حتى ظهور نتيجة الانتخابات، وتعيين رئيس جديد للمكتب السياسي، من المرجح أن تستمر الحركة في سياستها الراهنة دون ضخ دماء جديدة دافئة في شرايين العلاقة مع إيران”.

تقييم عملية أوسلو.. بعيون البروفيسور إفرايم كارش

نشر مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية تقريرًا أعده البروفيسور إفرايم كارش، بعنوان ” كارثة أوسلو”، خلُصَ إلى أن هذه العملية الدبلوماسية كانت “خطأ استراتيجيًا في التاريخ الإسرائيلي”، و”أحد أسوأ الكوارث التي ابتُلِي بها الفلسطينيون والإسرائيليون”.

ويضيف التقرير: “أدت هذه العملية إلى إنشاء كيان إرهابي متأصِّل على أعتاب إسرائيل، وعمقت الانقسامات الداخلية في إسرائيل، وزعزعت استقرار نظامها السياسي، وأضعفت موقفها على المستوى الدولي”.

حتى للفلسطينيين، رأى البروفيسور الإسرائيلي أن أوسلو كانت أيضًا “كارثة بالنسبة للضفة الغربية وقطاع غزة” متهما كلا النظامين بتحطيم الرفاهية الاجتماعية في المنطقتين، وجعل آفاق المصالحة مع إسرائيل أبعد من أي وقت مضى.

وتابع قائلا: “هذا الفشل الذريع هو نتيجة مباشرة لتصور القيادة الفلسطينية للعملية باعتبارها مسارًا لا يؤدي إلى حل الدولتين (أي: إسرائيل إلى جانب دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة) ولكن إلى تقويض دولة إسرائيل. إنهم لا ينظرون إلى أوسلو باعتبارها مسارًا لبناء الأمة وإقامة الدولة، ولكن لتشكيل كيان إرهابي قمعي يواصل الصراع مع إسرائيل.

مخاطر صعود الإسلام السياسي.. رؤية إسرائيلية

الشرق الأوسط سيبقى مصدرًا للإرهاب” هذا هو عنوان تحليل كتبه البروفيسور افرايم انبار، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان ومدير مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية، خلُصَ إلى أن “انهيار النظام العربي، وصعود الإسلام السياسي؛ أدى إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط ، وترسيخ كون المنطقة مصدرًا رئيسيًا للإرهاب العالمي”. مُرَجِّحًا استمرار ذلك في المستقبل المنظور، وتواصُل شن “أعمال إرهابية ضد أعداء الإسلام”.

يضيف “انبار”: حتى الدول الأكثر استقرارا، مثل: إيران وتركيا والسعودية، تُظهِر ميولا إسلامية قوية، وتدعم الجماعات المتطرفة التي تمارس الإرهاب”. مُحَذِّرًا من أن تقبُّل “هذا الوضع المُحزِن؛ سوف يستلزم تغييرا كاملا في النظرة الاستراتيجية الغربية”.

ويلفت البروفيسور الإسرائيلي إلى أن “أول ما أسهم في نمو الإرهاب هو: الاضطراب التاريخي في نظام الدولة العربية. ذلك أن فشل الدول العربية الجديدة نسبيًا في غرس هوية وطنية راسخة (باستثناء مصر، الدولة التاريخية بحق)؛ سمح بانهيار الدول على طول الخطوط العرقية والقبلية والطائفية، وظهور المليشيات المسلحة”.

وتابع: “إن صعود العديد من الدول الفاشلة- وسمته الأساسية: فقدان احتكار استخدام القوة- بدأ قبل الربيع العربي. وخير أمثلة على ذلك: لبنان والعراق والسلطة الفلسطينية والصومال. لكن هذا التوجُّه زادت كثافته مع ضعف الحكومة المركزية في ليبيا وسوريا واليمن، وهي الدول التي تحوَّلت إلى ساحات قتال مترامية، تضم العديد من المليشيات”.

وأردف: “انهيار هياكل الدولة سهَّل أيضًا الحصول على الأسلحة. فالترسانات الوطنية، التي كانت يوما تحت حراسة أجهزة الدولة التي تفككت منذ ذلك الحين،  أصبحت في متناول المليشيات والإرهابيين من كافة الأطياف.

في الواقع، يقاتل تنظيم الدولة باستخدام أسلحة قدمها الأمريكيون للجيش العراقي، في حين يستخدم المسلحون في سوريا أسلحة روسية كان يفترض أن يستخدمها الجيش السوري.

كما أدى انهيار هياكل الدولة إلى تدمير الرقابة على الحدود، والسماح بحرية الحركة للإرهابيين والأسلحة. ذلك أن الفوضى والاقتتال الداخلي الذي صاحب تدمير الدولة أجبر الناس على الفرار بحثًا عن مكان آمن خارج حدود بلادهم، بما يسهل تخفي الإرهابيين ضمن موجات اللاجئين”.

ورأى الكاتب أن هناك اتجاه تاريخي حاسم في الشرق الأوسط غذَّى ظاهرة الإرهاب هو: صعود الإسلام السياسي. حيث أدى ترسُّخ الهوية الإسلامية في المنطقة إلى جعل السكان أكثر عرضة لقبول الرسائل الإسلامية التي صيغت في محتوى تقليدي.

كما استفاد الإسلاميون من عجز الدول العربية عن تقديم خدمات لائقة للمواطنين، عبر تدشين شبكات تعليمية وصحية وخدمات اجتماعية. وهي الاستراتيجية التي أثبتت نجاحا، حيث سمحت لهم بكسب الدعم الشعبي. وحينما سُمِح بإجراء انتخابات حرة في العالم العربي، كان أداء الأحزاب الإسلامية جيدًا جيدًا”.

تحالف غير رسمي بين روسيا وأمريكا وتركيا لمكافحة الإرهاب

قال ميدل إيست بريفنج  إن بعض الجماعات التي تقوم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA بتسليحها وتدريبها تتبع المعسكر الذي يقاتل وحدات حماية الشعبYPG  التي يقوم البنتاجون بتسليحها وتدريبها.

وفي مقابل هذا التخبُّط الأمريكي، رأى التحليل أن “الصورة العامة تشير إلى أن “بوتين” يحصل على ما أراده منذ اليوم الأول: إقامة تحالف غير رسمي بين روسيا وأمريكا وتركيا لمكافحة الإرهاب، بقيادة الكرملين. هذه الخطوة، التي تتجاوز سوريا، هي المرحلة الثانية من خطة روسيا لاستخدام سوريا في تحقيق أهداف جيوسياسية أكبر”.

وأضاف: “تلقى الرئيس أوباما هزيمة في سوريا، وسيكون عليه التوصل إلى تسوية مع الخطط الروسية القادمة، والتي أصبحت تركيا تتبناها الآن. ولا يزال الرئيس الأمريكي يتحدث عن الإنجاز العظيم المتمثل في تخلي الأسد عن أسلحته الكيميائية، حتى بعدما قالت الأمم المتحدة إن الرئيس السوري استخدم مرارا وتكرارا الأسلحة  الكيميائية ذاتها التي أجبره أوباما على التخلي عنها في قتل المزيد من السوريين. ما يعني أن النجاح الوحيد الذي حققه أوباما في سوريا، هو في حقيقته فشلا.

الإمارات تسعى لتبوأ عرش “صانع الملوك” في الشرق الأوسط

رصد المحلل الأمني في مؤسسة “هورايزن كلاينت آكسس” للخدمات الاستشارية، أليكس ميلو، بالاشتراك مع زميل “ليفر” في معهد واشنطن، مايكل نايتس، التحركات الإماراتية الإقليمية التي تستهدف نحت مكانة لها كـ “صانع الملوك في أنحاء المنطقة“.

يقول “ميلو” و”نايتس”: إلى جانب تطوير علاقة عسكرية أوثق بين مصر والسودان، فإنّ بناء قاعدة عسكرية إماراتية رئيسية في إريتريا تمتدّ على مدى عدة عقود كفيلٌ بمنح الإمارات دورًا رائدًا في حماية الممرات البحرية في السويس وباب المندب. وقد تبدأ دولة “الإمارات” في البروز كلاعبٍ قوي في منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا وغرب المحيط الهندي.

وأضافا: “ثمّة مؤشّر آخر يدلّ على إمكانية أن تصبح دولة “الإمارات” محرّكًا أساسيًا له تأثيره القويّ على توازن القوى في المنطقة، يكمن في رفع قدرات القوات اليمنية الكبيرة وتسليحها جيدًا في قاعدة عصب. وقد يكون لذلك انعكاساته أيضًا على النضال ضد جماعات متطرّفة محلية، مثل حركة “الشباب”، التي قد تحوّل الإمارات أنظارها إليها في المستقبل”.

وتابع الباحثان: “قد يكون للتعاون الأمني الإماراتي إنعكاسات على صراعات إقليمية وحروب أهلية أخرى، لا سيما فيما يتعلق بقدرة الإمارات على تقديم أعداد كبيرة من المركبات الحديثة والأسلحة إلى القوات العسكرية التي تشارك في حروب بالوكالة.

أما الأثر المحتمل النهائي- بحسب التحليل- فيتجلّى في تعزيز الموقف الإماراتي الرادع ضدّ إيران. وبالإضافة إلى دور القواعد العسكرية مثل قاعدة عصب في تقويض التوسّع البحري الإيراني، فقد تسهم أيضًا في منح الإمارات عمقًا استراتيجيًا في أيّ صراعٍ مستقبلي مع إيران، إن كان ذلك تهديدًا بقيام اشتباك أم اندلاعه فعليًا.

وختم الكاتبان بالقول: في حين أن الوطن الإماراتي يقع بأكمله ضمن مدى مجموعة الصواريخ الإيرانية، يوفّر ميناء عصب عمقًا قد يسمح لقوة احتياطية تضمّ سفنًا حربية إماراتية وطائرات وحتى غواصات بالبقاء نشطة وقادرة على اعتراض حركة الملاحة والنقل البحري الإيرانية على طول الخط الساحلي خلال حرب طويلة الأجل”.

تركيا تنتهج النموذج الأردني في سوريا

أجرى مراسل “سايفر بريف” لشؤون الأمن القومي، ماكنزي وينجر، لقاءً مع مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن، سونر جاغابتاي، حول رأيه عن الاجتماع الذي عُقد في نهاية الأسبوع المنصرم بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس رجب طيب أردوغان، والوضع الحالي للعلاقات الثنائية، وتطورات جهود تركيا على أرض المعركة في سوريا.

رأى ” جاغابتاي” أن هجوم جرابلس يُظهِر أن تركيا تنتهج أخيرا ما يسمى بالنموذج الأردني في سوريا: الحفاظ على اللاجئين على الجانب السوري من الحدود، وتلبية احتياجاتهم عن طريق المنظمات غير الحكومية والوكالات الإنسانية الدولية، وعقد اتفاق ضمني غير مكتوب مع الحكومة السورية بعدم استهدافهم، مقابل عدم عبور اللاجئين و/ أو المتمردين إلى الأردن، واستخدامها  كنقطة انطلاق لمحاربة النظام. ورأى أن تركيا إذا مضت قُدمًا في اعتماد هذا النموذج الأردني؛ فإن ذلك يعني إقامة ملاذ آمن على الجانب السوري من الحدود حيث سيتم استضافة اللاجئين السوريين، وحيث يمكن أن تبقى تدفقات اللاجئين في المستقبل. وبطبيعة الحال، سيتطلب ذلك إصدار نظام الأسد الأوامر بأنه يتوجب على روسيا احترام هذا الملاذ الآمن غير المعلن، والذي يرتبط إلى حد كبير فيما إذا كانت تركيا ستعتمد النموذج الأردني بشكل تام، أي عدم إعطاء المتمردين ملاذًا آمنًا أو نقطة انطلاق في الأراضي التركية.

قانون بناء الكنائس الجديد كما يراه سفير إسرائيل السابق في القاهرة

علَّق السفير الإسرائيلي السابق  في القاهرة، زفي مازيل، على قانون بناء الكنائس الجديد في مصر، مستحضرًا الاحتجاج المستمر من قبل ممثلي الجالية القبطية التي يبلغ تعدادها مليون شخص في الخارج، خاصة الولايات المتحدة، ضد ما وصفه بـ “حرمان المسيحيين من حقوقهم الأساسية”، مشيرًا إلى أن “التوترات المزمنة بين الأغلبية المسلمة والأقلية القبطية قديمة قِدَم الفتح الإسلامي قبل 1375 عاما”.

ووفر السفير الإسرائيلي إطلالة تاريخية سريعة، عبر تحليله المنشور في مركز القدس للشؤون العامة:

– في عام 1856، وبضغطٍ من القوى العظمى آنذاك- فرنسا وإنجلترا وألمانيا- أدخلت الإمبراطورية العثمانية بعض الإصلاحات التي شملت إلغاء الجزية المفروضة على اليهود والمسيحيين، ولأول مرة سُمِح للأقليات الدينية والعرقية ببناء دور عبادة خاصة بهم، لكنها تخضع لمجموعة شروط من بينها التقدم بطلب إلى السلطان شخصيًا.

– في عام 1934، تم تعديل القانون لينص على وضع مصر الجديد بعد الاستقلال. ونص على عشر شروط يجب توافرها قبل تقديم الطلب إلى الملك: كان لا بد من وجود مسافة معينة بين الكنيسة وأقرب مسجد، إلى جانب موافقة السكان المسلمين. – ثم أصدر الرئيس مبارك قرارا جمهوريا يتيح الحصول على تصريح من المحافظ بإجراء عمليات إصلاح (لكن ليس بناء) الكنائس.

– ما بين عامي 2006 و2011، جرت عدة محاولات لإلغاء بعض الأحكام الأكثر صرامة التي تعود إلى العهد العثماني، لكنها فشلت بسبب المعارضة الحازمة من المؤسسة الإسلامية وخاصة السلفيين الذين نشروا فتاوى تحرم بناء الكنائس في بلاد الإسلام.

– لكن الدستور الجديد الذي تم إقراره عبر استفتاء عام 2014 رفع مستوى آمال المجتمع القبطي.

وأضاف السفير: مصر بلد مسلم، بحسب المادة الثانية من الدستور، والشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع. لكن القانون لا يفعل الكثير لإقناع المجتمع القبطي، الذي يمثل 10 في المئة من تعداد السكان، أنهم يتمتعون بالمساواة في هذا البلد.

وهم يعرفون أن مظاهر التمييز والاضطهاد القديمة سوف تستمر، رغم النوايا الحسنة التي أبداها الرئيس السيسي، ومحاولاته تخفيف نبرة الخطاب الإسلامي، وتعزيز اللحمة الوطنية. ومع ذلك يمكن النظر إلى القانون الجديد باعتباره خطوة أولى نحو مزيد من التفاهم والمصالحة”.

استراتيجية الأسد الديموجرافية للقضاء على التواجد السني في محيط دمشق

نشر معهد واشنطن تحليلا للباحثة حنين غدار، وهي زميلة زائرة في زمالة “فريدمان”، رصدت فيه انتقال الأسد من سياسة “التجويع أو الاستسلام” إلى سياسة “الحرب أو الاستسلام”.

وأضافت: “هذه الاستراتيجية الديموجرافية، التي يتم في إطارها إرسال السُّنة إلى شمال سوريا في الوقت الذي يستعيد فيه النظام السيطرة على ضواحي العاصمة، لن تتوقف على الأرجح عند “الوعر”. أضف إلى ذلك أن السنة المتبقين في الغوطة والزبداني ومضايا واليرموك، وغيرها من المناطق المحيطة بدمشق سيضطرون في نهاية المطاف إلى الخروج منها أيضًا.

ولفتت الباحثة إلى أن “هذه التغيرات الديموجرافية ليست جديدة، إذ أن والد الرئيس الأسد عمل بنشاط على ملء دمشق والبلدات المحيطة بها بالعلويين والأقليات الأخرى خلال الفترة التي قضاها رئيسًا للبلاد”. مضيفة: “يبدو أن الرئيس السوري يعمل الآن على زيادة حدة استراتيجية والده في مجال التطهير العرقي”.

وأردفت: “في الواقع، ينبغي النظر إلى هذا الممر في السياق الإقليمي، إذ سيربط إيران والعراق و”سوريا الخاضعة لسيطرة الأسد” شبه المكتملة بسهل البقاع والجنوب، والمعقل العسكري لـ “حزب الله” في جنوب لبنان، وسيكتمل بالتالي الهلال الشيعي الذي تسيطر عليه طهران”.

التحديات التي تواجه خطة إيران في سوريا

ورجَّحت الباحثة أن إيران لن تغير خطتها بسهولة، لكنها في الوقت ذاته أشارت إلى وجود العديد من التحديات التي تواجه هذه الخطة: حيث لا يزال على إيران مواجهة مهمة مساعدة الأسد على استعادة الأراضي من يد فصائل المتمردين المتشددة ومن ثم إجبارها على الفرار. وعلى نطاق أوسع، سيكون الهلال الإيراني محاطًا ببحر من السنة، وبخطاب طائفي متصاعد، وبزيادة العداء تجاه الشيعة. ومن شأن جميع هذه العوامل إبقاء المناطق التي تسيطر عليها إيران ضعيفة ويصعب الحفاظ عليها.

وأضافت: لذلك، من أجل تأمين ممرها بشكل تام، سيتعين على إيران فرض منطقة إقليمية عازلة نوعًا ما. أما خارج سوريا:

(1) من المرجح أن تعمل ظهران على تعزيز سيطرتها على مؤسسات الدولة اللبنانية للتأكد من أنها لن تتحدى هيمنتها. هذا وستسعى إلى تعزيز سيطرتها على منطقة البقاع، لكي تضمن استسلام السكان السنة المحليون لسيطرة “حزب الله”. (2) في الوقت ذاته، ستحاول تعزيز سيطرتها على مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية في العراق في حين فرض ميليشياتها الشيعية هناك كواقع سياسي.

ويعني ذلك أنه سيتوجب على الميليشيات التابعة لإيران، بما فيها “حزب الله”، أن تبقى منتشرة على جبهات متعددة لحماية هذا الهلال، في لبنان وسوريا والعراق، وأي مكان آخر قد تكون هناك حاجة إلى تواجدها فيه.

وتابعت قائلة: إن مثل هذا الانتشار غير المحدد سيؤدي على الأرجح، إلى جانب النتائج الأخرى، إلى إثارة المزيد من الاستياء في صفوف قاعدة دعم “حزب الله” في لبنان. وبالتالي، فإن أي حل لا يأخذ بعين الاعتبار مخاطر الهيمنة الإقليمية الإيرانية لن يكون ناجحًا، لا سيما إذا بقي الأسد في السلطة. فغالبية سكان المنطقة هم من السنة، ولن يرحبوا باحتمال استعادة النظام العلوي الإجرامي السيطرة على سوريا، ولا بالهلال الشيعي الإيراني الذي يحيط العديد من البلدان.

وختمت بالقول: “في ظل هذه الظروف، فإن الانقسامات الطائفية ستتسع أكثر فأكثر، وقد يتحول المزيد من السنة نحو الجماعات المتطرفة التي تَعِد بحلول أكثر دموية. كما ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار السياق الإقليمي، وخاصة في العراق ولبنان. وعلى خلاف ذلك، يمكن للحرب الأهلية الطائفية في سوريا أن تلتهم المنطقة بأسرها”.

 

ضع تعليقاَ