مارس 29, 2024

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث العالمية في النصف الثاني من يناير / كانون الثاني 2017

أندرو باراسيليتي، كاثلين ريدي، بيكا واسير- مؤسسة راند: منع انهيار الدولة في سوريا

نشرت مؤسسة راند ورقة بحثية أعدها الثلاثي أندرو باراسيليتي، كاثلين ريدي، بيكا واسر، تقدم الورقة توصيات للولايات المتحدة حول كيفية خلق أفضل الظروف الممكنة لعملية الانتقال في سوريا بعد أن يضع الصراع أوزاره.

تركز الورقة على ثلاثة أهداف رئيسية، تخاطب بها صناع القرار ووسائل الإعلام والعلماء المتخصصين في السياسة الخارجية الأمريكية والشأن السوري والشرق الأوسط، وهي: منع انهيار الدولة، وتقليل احتمالية تكرار الحرب، وهزيمة الجماعات الإرهابية التي ترسخت أقدامها في سوريا.

يرى الباحثون إلى أن أفضل طريقة لتحقيق هذه الأهداف الثلاثة لن يتأتى إلا بالعمل مع روسيا من خلال مجلس الأمن، خاصة في ظل عدم وجود إجماع إقليمي لإنهاء الحرب، انطلاقًا من أن التهديد الأكثر إلحاحًا الذي يواجه المصالح الأمريكية في سوريا هو انتشار الجماعات المتطرفة.

استنادًا إلى الدروس المستفادة من الصراعات الأخيرة، بما في ذلك التدخلات الأمريكية في العراق وأفغانستان، تشير إلى أن الأمن والحوكمة وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الإعمار تتطلب مؤسسات مركزية تتمتع بمقومات البقاء.

من أجل ذلك ينصح الباحثون الولايات المتحدة أن تعارض جميع السياسات التي تهدف إلى تقسيم سوريا أو تجزئتها، وإلا فلن يتحقق الاستقرار، بل يرجح أن تزداد الاضطرابات ويتفاقم التطرف ليس في سوريا فقط ولكن في المنطقة أيضًا، حتى بعد انتهاء الصراع.

كما تنص التوصيات على وجوب معالجة المخاوف التركية حيال دور الأحزاب الكردية السورية، وفي الوقت ذاته تشجيع تجديد المحادثات السياسية بين الحكومة التركية وحزب العمال التركي الكردستاني (PKK).

راي تقية، حسيب صباغ- مجلس العلاقات الخارجية: لماذا تسجن طهران الأمريكيين من أصول إيرانية؟

تفيد التقارير بأن ما لا يقل عن ستة أمريكيين ومواطنين إيرانيين يحملان بطاقات أمريكية خضراء إما سجنوا أو اختفوا في إيران، وهي المسألة التي يرى الباحثان أن لها عدة دوافع محتملة، من بينها البارانويا التي تخيم على السياسة الإيرانية، وأيضًا جشع النخبة الحاكمة، لكن يأتي على رأسها: الخوف من التمرد الداخلي.

تأكد هذا الشعور عقب الاحتجاجات واسعة النطاق عقب فوز أحمدي نجاد بانتخابات الرئاسة عام 2009، ورغم أن هذا الحادث ربما يكون طواه النسيان في الغرب، إلا أنه لا يزال مصدر قلق دائم في في الأوساط اليمينية الإيرانية.

رصد الباحثان ظهور قصص إخبارية في الصحف الإيرانية بشكل شبه يومي حول كيفية تآمر الفاعلين الخارجيين مع شركائهم المحليين لتنظيم المظاهرات الاحتجاجية. وتتراوح هذه الجهات الخارجية ما بين وكالة الاستخبارات المركزية وهيئة الإذاعة البريطانية وصولا إلى مؤسسات الفكر والرأي الغربية، بالإضافة إلى الأمريكيين من أصل إيراني.

ويلفت التحليل إلى أن القطاعات المتشددة في الحكومة الإيرانية، بما في ذلك المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري الإيراني ومجلس صيانة الدستور، لطالما نظرت إلى البحوث الأكاديمية باعتبارها أعمال تجسس واعتبرت المشاريع التجارية بمثابة أعمال تخريبية.

ولمَّا كانت إيران ترى الأعداء يتربصون بها في كل مكان، فإنها وضعت وسائل متطورة لمعالجة ما تصفه بتهديد “الثورات الناعمة” المدفوعة من الخارج؛ وبالتالي أصبح الأمريكيون من أصل إيراني، الذين يتحركون بشكل مريح بين المجتمعين، يمثلون هدفا مغريا.

هذه المعضلة المتمثلة في كيفية التعامل مع الرهائن الأمريكيين المعتقلين في إيران ملقاة الآن على عاتق إدارة ترامب. وبغض النظر عن الدافع وراء هذا السلوك الذي تنتهجه إيران، يختم الباحثان بالتأكيد على ضرورة أن تكون هذه المأساة بمثابة تذكير بالطبيعة التعسفية للجمهورية الإسلامية.

مايكل شوركين – مؤسسة راند: ما الذي تحتاجه مالي حقًا؟

يستهل التحليل بالتأكيد على أن التفجير الانتحاري الذي استهدف قاعدة عسكرية في  مدينة جاو يوم 18 يناير، وأسفر عن مقتل العشرات وإصابة عدد أكبر، يؤكد ليس فقط على هشاشة الدولة في مالي، ولكن أيضا على التفاقم المستمر لحالة عدم الاستقرار والتطرف التي تهدد المنطقة بأسرها.

ينصح التحليل بتوسيع نطاق المساعدات المقدمة إلى مالي لتخرج من النطاق الأمني وحتى التنموي الاقتصادي التقليدي الذي يشكل حصة الأسد من الدعم الخارجي وتركز على ملف الحكم.

أما الولايات المتحدة تحديدًا فيرى الباحث أنها لا تستطيع التعامل بلا مبالاة؛ لأن أي شيء يحدث في مالي لا يقتصر تأثيره على داخل حدود البلاد، بل يستمر ضعفها في التأثير سلبًا على المنطقة بأسرها.

وفي حين جاء الغزو الفرنسي في عام 2013 مدفوعًا بالخوف من تحوُّل شمال مالي تصبح إلى أفغانستان أخرى، يرى التحليل أن هذه الرؤية كانت مخطئة، لأن المشكلة لم تكن أبدا مقتصرة على شمال مالي.

إندبندنت إنيستيتيوت: قرارت ترامب بخصوص الهجرة تثير الفوضى

إذا نظر ترامب ومستشاروه عن كثب في سجل الأعمال الإرهابية التي يرتكبها اللاجئين على الاراضي الاميركية، لأدركوا أن مجموع ضحايا الإرهابيين اللاجئين في الولايات المتحدة طيلة أربعين عاما لم يتجاوز ثلاثة أشخاص وفقا، للباحثة في معهد الاستقلال أبيجايل بلانكو.

تعليقا على الحظر الذي أصدره ترامب مؤخرًا، تقول “أبيجايل: ” “هذا الأمر التنفيذي لن يوقف الإرهاب، لكنه سوف يعطل حياة الآلاف، ويفرق بين العائلات، ويحرم أولئك الفارين من مناطق النزاع من الحصول على حياة أفضل. الأهم من ذلك، أن هذا الأمر التنفيذي يعني أن الكثير من الناس سوف يفقدون حياتهم بالتأكيد.”

معهد جولدستون:  فلسطينيو سوريا.. عام من القتل والتعذيب

– تحتجز السلطات السورية بجثث أكثر من 456 فلسطينيًا لقوا حتفهم تحت التعذيب في السجن. لا أحد يعرف بالضبط أين توجد الجثث، أو لماذا ترفض السلطات السورية ترفض تسليمهم إلى ذويهم.

– يبدو أن وسائل الإعلام السائدة تفضل غض الطرف عن محنة الفلسطينيين الذين يعيشون في الدول العربية. هذا التغاضي يضر أولا وقبل كل شيء الفلسطينيين أنفسهم، ويسمح للحكومات العربية بمواصلة سياساتها القائمة على الاضطهاد والقمع.

– يبقى أن نرى ما إذا كان مجلس الأمن سوف يضبط أولوياته، ويعقد جلسة طارئة لمناقشة حملة القتل ضد الفلسطينيين في سوريا. ربما، بشكل أو بآخر، يفوق هذا الموضوع ملف “الاستيطان” من حيث استحقاق الإدانة الدولية.

ميدل إيست بريفنج: الإخوان المسلمون إطار احتياطي مثقوب

تناولت دورية ميدل إيست بريفنج البحثية (دبي/واشنطن) مشروع القانون الذي يتبناه السناتور الجمهوري تيد كروز حول إدراج جماعة الإخوان على قائمة المنظمات الإرهابية، مشيرة إلى نقطة هامة: في تاريخ الفكر الاستراتيجي الحديث في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، قُدِّمَت جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها إطارًا احتياطيًا (استبن) في منطقة الشرق الأوسط. في حال انهيار النظام القائم لأي سبب من الأسباب، فإن شبكة الأمان التي تمنع الفوضى- وهي: جماعة الإخوان المسلمين- ستكون مستعدة لتولي زمام الأمور وتحقيق التوازن.

التحليل يريد أن يوجه القارئ في النهاية إلى النتيجة التي كررها في أكثر من تغطية سابقة، وهي أن جماعة الإخوان أصبحت صوتا من الماضي- بحسب الوصف الذي استخدمته الدورية في تحليل سابق تناول الخلافات بين مصر والسعودية وتطرق إلى عدم جدوى تعويل المملكة على الجماعة في مواجهة إيران- أو إطار مثقوب بحسب التحليل الأحدث.

ديفيد شينكر- معهد واشنطن: زيارة العاهل الأردني إلى واشنطن

توقع ديفيد شينكر أن تركز المحادثات بين العاهل الأردني الملك عبدالله والرئيس الأمريكي دونالد ترامب على  نية الإدارة الأمريكية المعلنة لنقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، وهي القضية التي أثارت خلافًا نادرًا بين الولايات المتحدة و الأردن.

يضيف الباحث: تشعر عمان بالقلق على ما يبدو من أن هذه الخطوة التي اقترحتها إدارة ترامب سوف تشعل فتيل احتجاجات واسعة في الداخل. لا سيما وأن 60% من مواطني المملكة من أصل فلسطيني لم يشاركوا في الاحتجاجات التي تركز على الفساد وضعف الاقتصاد أو حتى عقد الغاز الطبيعي الذي وقعته الأردن مع إسرائيل في الخريف الماضي بقيمة 10 مليار دولار. فضلا عن الدور التاريخي الذي لعبته الأردن فيما يتعلق بثالث أقدس أماكن العبادة عند المسلمين.

جون موكوم مباكو- بروكنجز: إطلالة على إفريقيا في 2017.. تسليط الضوء على الانتخابات في كينيا

التغييرات السلمية التي حدثت بعد الانتخابات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تبشر بالخير فيما يتعلق بتعميق وترسيخ الديمقراطية في القارة.

لكن هذا قد لا يكون صحيحًا في كل مكان: على سبيل المثال شهدت الفترة التي أعقبت انتخابات الرئاسة في الجابون قدرًا كبيرًا من العنف في عام 2016.

في عام 2017، ستجرى جولتين انتخابيتين- في رواندا وكينيا- سيكون لهما تأثير كبير على الأمن والسلم والحكم والنمو الاقتصادي والتنمية في هذه المنطقة الهامة.

ميدل إيست بريفنج تحذر السعودية من تداعيات الفوضى المحتملة في مصر

نشرت دورية ميدل إيست بريفنج البحثية تحليلا يتناول الخلاف بين مصر والسعودية بشأن ملكية جزيرتي تيران وصنافير تضمن التحذير ذاته الذي طرحته الدورية سابقا من أن مصر إذا غرقت في الفوضى فإن العواقب ستكون أبعد من الخيال.

لكن الدورية التي تتخذ من دبي وواشنطن مقرًا لها أضافت هذه المرة إشارة لافتة إلى أن “الحرب الأهلية لو اشتعلت في مصر ستكون أكثر عنفا مما شهدناه في أي مكان آخر في المنطقة”.

مضيفة أن المملكة العربية السعودية ستكون أحد أكبر الخاسرين إذا تحول الوضع في مصر إلى هذا الاتجاه المأساوي.

وختمت بتحذير أكثر وضوحا أن الإطاحة بالسيسي قد يؤدي إلى تهديد استقرار مصر، وتفاقم الاضطراب في المنطقة.

ماجد مندور- بروكنجز: فن الحرب في مصر.. هل يستعد النظام لقمع انتفاضة مرتقبة

يحذر ماجد مندور عبر مركز بروكنجز من أن المشتريات العسكرية الواسعة النطاق التي تقوم بها مصر لبناء سلاحها الجوي ربما تهدف إلى قمع انتفاضة متوقّعة في المدن شبيهة بالأزمة السورية.

يلفت الباحث إلى أن قيمة صفقات التسليح التي وقّعتها مصر خلال عام 2015 فقط بلغت 11.9 مليار دولار أميركي، لتحتل بذلك المرتبة الثانية بين البلدان النامية، على الرغم من تخبط مصر في مواجهة أوضاع اقتصادية مزرية قد تتسبّب بإثارة اضطرابات اجتماعية.

بيدَ أن الجزء الأكبر من المشتريات مكون من مقاتلات ومروحيات هجومية وحاملات متعددة الأغراض تُستخدَم تقليدياً لإظهار القوة أو تنفيذ عمليات هجومية؛ ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الدولة تتوقع نشوب نزاع داخلي على الطريقة السورية.

على ضوء الأوضاع المادية للبلاد، يطرح هذا الإنفاق سؤالاً آخر حول قدرة مصر على الوفاء بالتزاماتها المالية، بما في ذلك صندوق النقد الدولي الذي أقرّ قرضا بقيمة 12 مليار دولار في نوفمبر الماضي، وبلوغ حجم الدين الخارجي 60.1 مليار دولار، بموازاة تراجع الصادرات من 22.2 مليار إلى 18.4 مليار دولار خلال العام المنصرم.

ناثان براون، مي السعدني- كارنيجي: تعزيز قبضة السلطوية في مصر

نشر مركز كارنيجي تحليلا كتبه ناثان براون ومي السعدني حول تعزيز قبضة السلطوية في حوافي الدولة المصرية، يخلُص إلى أن الرئيس عبد الفتاح هو السلطة العليا في البلاد، لكن قبضته على الدولة غير أكيدة، بينما تؤدّي الأجهزة الأمنية دورا قويا ومتناميا، بشكل خفي وتوجيهي غالبا.

يضيف التحليل: لايزال عبد الفتاح السيسي، بعد ثلاث سنوات من إعلانه إطاحة محمد مرسي، الشخصية المهيمنة على المشهد السياسي المصري. بيد أن طبيعة النظام السلطوي الذي يتربّع على عرشه لاتزال تخبّئ في طياتها هياكل قيادية ومراكز قرار يكتنفها الغموض.

ويبدو أن ما يمتخض عن ذلك هو دولة يحكمها رئيس الجمهورية، والجيش، والأجهزة الأمنية، وأن هؤلاء الفرقاء نسجوا في ما بينهم علاقات خلف الكواليس. لكن نتائج أفعالهم ومعالم النظام الذي يبنون واضحة كالشمس لمن يتكبّد عناء قراءة الأخبار المملّة”.

إريك تراجر- معهد واشنطن: مصر وصلت إلى طريق مسدود في عهد السيسي

يرى الباحث إريك تراجر أن “قمع الحكومة المصرية الحالية لمعارضيها هو أوسع وأكثر قسوة” مما كان عليه الوضع في عهد حسني مبارك. وبطالة الشباب أعلى من السابق، والاقتصاد في حالة كئيبة، وهناك شعور متزايد بأن البلاد تسير على غير هدى.

لكن على الرغم من هذا الاحباط المتزايد، أخبره مسؤول رفيع المستوى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي “واثق جداً، وأن لديه علاقة جيدة مع الناس ويعرف أن الناس يثقون به”.

يرى تراجر أيضًا أنه لا يوجد تباعد ملموس بين السيسي والجيش الذي وسّع قوّته الاقتصادية بشكل كبير خلال رئاسة الجنرال، بيدَ أن الباحث يرى في المقابل أن تحمُّل المصريين لهذه الأوضاع الصعبة قد يكون مؤقتًا.

يختم التحليل بالقول: بعد مرور ستّ سنوات على ثورة “ميدان التحرير” في مصر وأحلام “الربيع العربي” التي ألهمتها، وصلت البلاد إلى طريق مسدود. فقلّة تعتقد أنّ المعاناة الاقتصادية ستنحسر قريباً، وليس هناك مجال للمضي قُدُما سياسيا.

العقيد (متقاعد) مايكل سيجال- مركز القدس للشؤون العامة: المزيد من البيادق الروسية في الشرق الأوسط

رصد العقيد (متقاعد) مايكل سيجال سعي روسيا لتدشين قاعدة بحرية أخرى في ليبيا، بعد توثيق علاقتها مع خليفة حفتر، التي ترى موسكو أن بإمكانها التعويل عليه، وتظهر استعدادا لمنحه مساعدات لوجستية لمحاربة المجموعات الإسلامية.

يأتي ذلك- بحسب التحليل الذي نشره مركز القدس للشؤون العامة– في سياق السعي الروسي لتثبيت بيادق لها في الشرق الأوسط كجزء من استراتيجيتها الشاملة لاستعادة مكانتها كقوة عظمى.

كما أن الوساطة الروسية مؤخرا بين حركتي فتح وحماس تشير إلى أن موسكو سوف تكون أكثر انخراطا في الصراع العربي-الإسرائيلي، وفقًا للعقيد الإسرائيلي المتقاعد.

آنا بورشفسكايا- معهد واشنطن: هل أردوغان حليف لروسيا أم لعبة في يد بوتين؟

ترى الباحثة آنا بورشفسكايا أن العلاقات بين روسيا وتركيا غير متكافئة؛ فبوتين في موقف أكثر قوة على نحو متزايد، ومن غير الواضح إذا كان أردوغان يدرك ذلك.

مضيفة: قد يعتقد أردوغان أن بوتين حليفه، لكن بدلا من ذلك، تغرق تركيا بعمق تحت نفوذ موسكو أكثر مما قد يدرك أردوغان ذلك.

تردف الباحثة: يميل بوتين إلى النظر إلى الشؤون الدولية باعتبارها ساحة لإخضاع آخرين لسلطته وإرغامهم على الإذعان، وتقديم عروض لا يمكن لأحد أن يرفضها، أو ببساطة إثارة الاضطرابات أو الارتباك عن طريق الحيلة.

من هم الأكراد، وما الذي يريدونه؟

نشرت صحيفة “سلايت” الناطقة بالفرنسية دراسة للصحفية والكاتبة آريان بونزون، بتاريخ 28 تشرين الثاني/ نوفمبر، تحدثت فيها عن الأكراد من خلال تعريفهم ومناطق تواجدهم داخل دول الشرق الأوسط.

وأكدت الكاتبة أنه لا توجد إحصائيات تحدد تعداد الشعب الكردي، إلا أن بعض التقديرات تشير إلى أن عدد الأكراد يتراوح بين 20 و40 مليون كردي منتشرين في أربعة دول؛ وهي تركيا وسوريا والعراق وإيران، ولم تعلن إحداها إلى حد الآن عن عدد السكان المنتمين للأكراد المتواجدين على أراضيها.
وفي نفس السياق، تشير التقديرات إلى أن قرابة 15 مليون كردي يعيشون في تركيا، وبين سبعة وثمانية مليون يعيشون في إيران، وتمنع هذه البلدان الترخيص بقيام بإحصائيات، لكي لا تعزز من تأثير الأقليات داخل حدودها.
أما سوريا فتضم بين مليون ومليوني كردي، ويتمتع 800 ألف منهم بالجنسية السورية. بينما في العراق، صرح إقليم كردستان بأن عدد مواطنيه الأكراد بلغ مؤخرا خمسة ملايين كردي.
وفي نفس السياق، وحسب إحصائيات أوروبية، فإنه يوجد قرابة 800 ألف كردي في ألمانيا، أغلبهم من أصول تركية وأخرى سورية. ويتواجد في كل من السويد قرابة مائة ألف والمملكة المتحدة 90 ألف، في حين يتراوح عدد أكراد فرنسا بين 120 و150 ألف كردي من أصول تركية، لكن تبقى هذه التوقعات غير الدقيقة غير كافية في ظل تشتت الأكراد في أكثر من قارة. كما يمكن أن يكون عدد الأكراد في الكيان الصهيوني قرابة 130 ألف.

وفي المقابل، تحدث الكاتب عن التمثيل السياسي للأكراد في الدول الشرق الأوسطية. وعموما يعتبر حزب العمال الكردستاني، أو “البي كي كي”، ممثلا سياسيا لأكراد تركيا، لكن وقع إدراجه في قائمة المنظمات الإرهابية من قبل الحكومة التركية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وتمتلك منظمة البي كي كي أذرعا في كل من سوريا، تحت اسم حزب الاتحاد الديمقراطي، وفي إيران تحت اسم حزب الحياة الحرة الكردستاني. وتتواجد في سوريا أحزاب كردية أخرى غير تابعة للبي كي كي ولا لحزب الاتحاد الديمقراطي، لكنها تتعاطف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الموجود في العراق.
من جهة أخرى قال الكاتب إن قرابة 70 بالمائة من الأكراد ينتمون للطائفة السنية. أما أكراد الشيعة العراقيين فيبلغ عددهم قرابة 20 ألف، عادوا للعراق بعد سقوط نظام صدام حسين، ويتركز الكثير من الأكراد الشيعة جنوبي إيران، وينتمون لطوائف شيعية مختلفة كالعلويين، الذين لهم أصولهم تركية، واليزيديين المنحدرين من مدينة الموصل العراقية.
ويعتنق بعض الأكراد الديانة المسيحية الكاثوليكية، وهناك منهم من ينتمي لمذاهب المسيحيين الشرقيين كالسريانيين والآشوريين. ويعيش قرابة 100 ألف مسيحي كردي في إقليم كردستان العراق.
وقد هاجر الأكراد اليهود بين سنتي 1949 و1950، نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة وأستراليا، في حين قرر بعضهم الاستقرار في الولايات المتحدة.
وتجدر الإشارة إلى أن رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارازاني، صرح بأنه “يطمح لفتح قنصلية للكيان الصهيوني داخل الإقليم الكردي، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الكيان الصهيوني والعراق.”
وقد كان لوالد برزاني علاقة وطيدة مع الكيان الصهيوني، الذي دعّم الأكراد بين سنتي 1960 و1975، كما ينحدر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، إسحاق مردخاي، من أكراد العراق.

هل يطمح الأكراد في إعلان دولة مستقلة؟

نشرت صحيفة “سلايت” الناطقة بالفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن حلم الأكراد بتأسيس دولة مستقلة ذات سيادة في الشرق الأوسط.
وقالت الكاتبة إن أغلب الأكراد يتمنون تأسيس دولة كردية مستقلة، معللين ذلك بامتلاكهم لكل المقومات التي تسمح لدولة بالإعلان عن استقلالها؛ والمتمثلة في الأقاليم الترابية واللغة الرسمية والثقافة المحلية والتاريخ.
وفي المقابل، يعلم الأكراد جيدا أن تقديم مطلب للاستقلال هو مثابة “انتحار سياسي”، لأنه سيتسبب في تخلي الأمريكيين نهائيا عن دعم الأكراد في العراق. وقد طالب حزب العمال الكردستاني رسميا، بالاستقلال عن تركيا سنة 1990 قبل أن يتراجع عن قراره.

وأضافت الكاتبة أنه خلال سنة 1960، حاول الأكراد توحيد الأقاليم التي يعيشون فيها بأعداد كبيرة داخل الدول الأربعة، وقد نشر هذا المخطط من قبل الصحفي الأمريكي، دانا أدامس شميست، المحرر بصحيفة نيويورك تايمز، والذي قضى أكثر من 46 يوم يتجول في الجبال مع زعيم الأكراد مصطفى برزاني.

أتلانتك كاونسل: قرار ترامب بحظر الهجرة قد يسفر عن تداعيات كارثية

مركز التقدم الأمريكي: حظر ترامب المتهور يجعل الأمريكيين أقل أمانا

معهد كاتو: قرار ترامب بحظر الهجرة غير قانوني

- معهد أسبين: ليس بمقدور أمريكا الضغط على زر وقف استقبال اللاجئين

بروكنجز: لماذا ستزيد سياسات ترامب الإرهاب؟ ولماذا يمكن أن يستفيد ترامب نتيجة لذلك؟

مؤسسة راند: حزب الله يكسب الحرب في سوريا

بروكنجز: هل ينبغي إدراج الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب؟

معهد دراسات الحرب: الغارات الروسية في سوريا (20 ديسمبر 2016 – 25 يناير 2017)

معهد دراسات الأمن القومي: ببطء لكن بثبات.. تنامي العلاقات بين السعودية والصين

ضع تعليقاَ