مارس 28, 2024

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث الأجنبية في النصف الثاني من كانون الثاني/يناير 2016

تستعرض السطور التالية أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث الأجنبية عن الشأن السوري والشرق الأوسط في الفترة ما بين 15 إلى 31 يناير 2016؛ وتتطرق إلى الخيارات المتاحة في سوريا، وأبعاد الحروب بالوكالة التي تشهدها المنطقة، ونهج أمريكا المشوش لمحاربة تنظيم الدولة، وآفاق الصراع العربي-الإسرائيلي، وما ينبغي على رئيس أمريكا القادم وضعه في الاعتبار حيال التهديد الإيراني، وخطورة تدمير التراث الطبيعي في سوريا، وغيرها.

بروكنجز: لا خيارات سياسية جيدة في سوريا

نشرت مؤسسة بروكنجز مقالا لـ آنا نيوباي خلُصَ إلى أن كافة الخيارات السياسية المتاحة في سوريا سيئة، قائلا: إذا كان هذا الصراع يمثل معضلة مستعصية، فإن سياسة الولايات المتحدة بشأن النزاع ليست أفضل حالا.

وأضاف: “من بين البدائل المتاحة يتشكل الخيار الأمريكي- على الأقل في جزء منه- في قالب السياسة الداخلية: لا يريد الأمريكيون أن تتدخل بلادهم بشكل كبير، لكنهم في الوقت ذاته يلومون قادتهم إذا تعرضت الولايات المتحدة لهجوم مرتبط بتنظيم الدولة أو غيرها من الجماعات ذات الصلة بسوريا”.

وختم المقال بمقولة دان بايمان، مدير قسم الأبحاث في مركز سياسة الشرق الأوسط: “لقد أُغلِقت نافذة التدخلات المباشرة منخفضة التكلفة في سوريا. وفي كل الأحوال سيكون هناك ضرورة لصيغة ما من سياسة الاحتواء”. معترفًا بأن كافة الخيارات المتاحة في الشأن السوري كئيبة وسيئة. 

ميدل إيست بريفنج: الأبعاد الجديدة للحروب بالوكالة في سوريا والعراق

تحت عنوان “أمريكا وتركيا وروسيا وإيران والعرب.. الأبعاد الجديدة للحروب بالوكالة في سوريا والعراق” كتب موقع ميدل إيست بريفنج: إن التدخل التركي في العراق أوائل ديسمبر الماضي كان رسالة إلى كافة الأطراف المعنية، خاصة طهران وموسكو، مفادها أن أنقرة تحتفظ بحقها في اجتياز الحدود إذا كان ذلك ضروريا للحفاظ على أمنها. كما كانت هذه الخطوة تذكيرًا لحزب العمال الكردستاني PKK أن تركيا لن تتحرَّج من الذهاب إلى العراق في حال ساعدت موسكو الحزب على تصعيد حملته ضد الأهداف التركية.

وأضاف الموقع: “إذا كان الصراع يسير في الواقع باتجاه حرب بالوكالة تشمل الولايات المتحدة والأتراك والعرب وبارزاني في جانب، وإيران والقوات الشيعية العراقية وحزب الله والأسد وروسيا في الجانب الآخر؛ فإن الوضع يكون قد اقترب من نقطة خطيرة”.

وأردف: “إذا وصلنا إلى مرحلة تشكيل قوة سنية منضبطة ومدربة جيدًا وفعالة في وسط العراق وشرق وشمال سوريا؛ فإن سايكس-بيكو تكون قد أعيد صياغتها بصمت إذا جاز التعبير. وإذا قدَّر السوريون والعراقيون رابطهم القومي الخاص، سوف يعثرون على طريق العودة إلى بعضهم البعض، وسوف نشهد عودة ظهور الدولة القومية في كلا البلدين على أسس طبيعية. أما إذا لم يحدث ذلك، فسوف نرى ما سيحدث لاحقًا”.

مركز كاتو: نهج أمريكا المشوش لمحاربة تنظيم الدولة

وتحت عنوان “نهج أمريكا المشوش لمحاربة تنظيم الدولة” نشر مركز كاتو مقالًا لـ باتريك ج. إدينجتون، انتقد ما وصفه بـ “حالة الانفصام التي فرضناها على أنفسنا في مكافحة الإرهاب، والتي تأتي بتكلفة مرتفعة لنا جميعا، تماما كما قادتنا هستيريا معاداة الشيوعية إلى مستنقع حرب فيتنام”.

وأضاف: “في رسالة اعتراضه على قانون الأمن الداخلي الأصلي، قال الرئيس ترومان كلمات حكيمة، نُحسِن صنعا إذا أصغينا إليها اليوم: “إن موقعنا في طلبعة الحرية يعتمد إلى حد كبير على إظهارنا أن حرية التعبير عن الرأي، إلى جانب الحكم بموجب موافقة شعبية، يؤدي إلى قوة وطنية وتقدم إنساني. دعونا لا نجعل هذه المثل العليا دَبر آذاننا وتحت أقدامنا- تحت وطأة الخوف الغبي والارتعاد- لأنها هي الركيزة الأساسية لمجتمعنا الحر.. آمين”.

بروكنجز: الحل الذي يكرهه الطرفان

نشرت مؤسسة بروكنجز مقالا لـ دانيال كيرتزر دافع فيها عن فكرة “حل الدولتين، اللتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن، وتتمتع كلا منهما بالسيادة والاستقلال السياسي في الجزء التي تزعم كل منهما أحقيته فيه باعتباره وطنا قوميًا”.

وناقش الكاتب “ما إذا كانت “الخطة ب” لحل النزاع بين إسرائيل وفلسطين يجب أن تكون هي ضم إسرائيل للأراضي التي احتلتها عام 1967، وتمديد حقوق المواطنة الكاملة للفلسطينيين في تلك المناطق”.

واستدرك قائلا: “لم يتمكن الجانبان حتى الآن من الاتفاق على التفاصيل الحرجة، وليس هناك ما يضمن أن تحقيق حل الدولتين من شأنه أن يضمن علاقات سلمية بينهما. ورغم ذلك لا تزال هذه الفكرة هي الأفضل لتحقيق السلام على مدى الطويل”.

وختم بالقول: “هل يمكن لهذا أن ينجح؟ إنها مجرد تجربة فكرية. وبدوري أفترض أن معظم الإسرائيليين يكرهون هذه الفكرة، لأنها تفضح أهم نقاط ضعف اليمين الإسرائيلي وحركة الاستيطان، وتحديدًا تقوض من الأساس فكرة وجود دولة ذات أغلبية يهودية دائمة. وبالمثل، سوف يكره معظم الفلسطينيين هذه الفكرة؛ لأنها تسد احتمالية اتخاذ إجراء حقيقي لتقرير المصير، يُتَوَّج بإقامة دولة مستقلة، ويجبر الفلسطينيين على مواجهة فراغ الشعارات التي استخدمها قادتهم على مر السنين في سياق النزاع العربي-الإسرائيلي”.

بروكنجز: في فلسطين التنازلات هي الحل

وتحت عنوان “دولتان.. وأربعة ومسارات لإقامتهما” نشرت مؤسسة بروكنجز مقالا للجنرال الإسرائيلى عاموس يادلين، الرئيس السابق للموساد، ومدير معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، عبارة عن استراتيجية مقترحة قال إنها “تسمح لإسرائيل بالسعي وراء الحل انطلاقا من نقطة قوة، بدلا من الإملاءات الخارجية أو الضغوط الإرهابية”.

وتعتمد هذه الرؤية على المعايير المشتركة بين اقتراح رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك في كامب ديفيد2 عام 2000، ومعايير كلينتون في ديسمبر من العام ذاته، ومبادرة رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت في 2008. أما عمودها الفقري فهو نجاح القادة على كلا الجانبين في إقناع الجماهير بضرورة تقديم تنازلات.

معهد واشنطن: رئيس أمريكا القادم والتهديد الإيراني

في سياق تناوله للتهديدات التي تواجه الأمن القومي الأمريكي، حذَّر مايكل سينغ، المدير الإداري لـمعهد واشنطن من إيران، قائلا: “حينما يتبوأ الرئيس القادم منصبه، سوف تكون إيران دولة على الأعتاب النووية، تدير أكثر من خمسة آلاف جهاز طرد مركزي، وأكثر من 14 ألفًا إضافية في متناول يدها، لكنها ألغت تنشيطها- هذا على افتراض تطبيق اتفاق 14 يوليو واستمراره”.

وأضاف: “إن مواجهة إيران في أعقاب الاتفاق النووي يمكن أن تكون مهمة صعبة ومعقدة. وقد يصبح الإجماع الدولي بعيد المنال، فيما ستكون الولايات المتحدة قد ضحت بالكثير من أدوات الضغط الأكثر فعالية.  لكنها برغم كل شيء مهمة لا يمكن التنصّل منها. بل ينبغي متابعتها، ليس فقط بهدف إحباط التهديد الذي تمثله إيران لمصالح الولايات المتحدة، ولكن أيضًا كجزء من استراتيجية شاملة تجاه الشرق الأوسط، بعد غيابٍ لسنوات، لا تسعى فقط للحفاظ على النفوذ والقيادة الأمريكية على الصعيد العالمي بل لتعزيزهما أيضًا”.

أتلانتيك كاونسيل: تدمير تراث سوريا الطبيعي

وتناولت مؤسسة أتلانتيك كاونسيل البحثية العوامل التي أدت إلى إتلاف التراث الطبيعي (المعالم والمواقع الطبيعية، والتشكلات الجيولوجيـة والفيزوبوغرافية) في سوريا، أو تدميره للأبد في بعض الحالات، نتيجة الحرب. وهو ما أرجعته إلى مزيج من سياسات النظام السوري الفاسدة وقصيرة النظر، والقصف العشوائي لمناطق المعارضة الذي قضى على مساحات هائلة من الأرض. 

مضيفة في مقال كتبه عمرو الفحام: “غياب الحكم الرشيد خلق حالة من الفوضى، استغلتها كافة الأطراف لتحقيق الاستفادة من الموارد الطبيعية مثل الخشب، وهو ما أسهم فيه أيضًا الحاجة الماسة للحصول على الوقود والغذاء.وفي ظل القتال والفوضى المستمرة يصبح من الصعب على السكان المحليين والمجتمع المدني إطلال مبادرات للحفاظ على هذا التراث الطبيعي. لكن تدمير البيئة وإساءة استخدام الأراضي وزيادة التصحر مشكلات كانت تؤدي- حتى قبل الحرب- إلى البطالة والسخط الشعبي. وأي سلام مستقبلي في سوريا سيتوقف على قدرة الحكومة على تعزيز سياسات مستدامة بيئيًا”.

جلوبال ريسيرش: تاريخ أستراليا الاستعماري يشكل نهجها العنصري تجاه سوريا

وتحت عنوان ” كيف يساعد تاريخ أستراليا الاستعماري في تشكيل نهجها العنصري تجاه سوريا”، قال جلوبال ريسيرش الكندي: “إن هذه العقلية الاستعمارية لها آثار واسعة النطاق، وهي المسئولة عن إفساد نهج أستراليا تجاه الصراع في سوريا والشرق الأوسط؛ استنادا إلى افتراض أن الناس في هذه المنطقة لا وجود لهم إلا باعتبارهم ضحايا أو لاجئين”.

ومن الواضح أنّ هذا التحليل متأثّر بموقف المركز المدافع بقوة عن بشار الأسد الذي يعتبره إلى الآن الرئيس الشرعي للبلاد، ويدعم التدخل الروسي في الشرق الأوسط، ويرى أنسوريا هي “ستالينجراد الشرق الأوسط“، في إشارة إلى إحدى أهم المعارك الكبرى والفاصلة التي شهدتها الحرب العالمية الثانية.

تشاتام هاوس: سوريا.. الحياة وسط الثورة والحرب

وتحت عنوان “داخل سوريا.. الحياة وسط الثورة والحرب” استضاف معهد تشاتام هاوس جلسة نقاشٍ شارك فيها الصحفي مينا العريبي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، وروبين ياسين-كساب مؤلف كتاب “دولة محترقة”، برئاسة الدكتور نيل كويليام رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ضع تعليقاَ