مارس 28, 2024

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث العالمية في النصف الثاني من آذار / مارس 2017

فريدريك هوف- أتلانتك كاونسل: هل ستحارب القوات البرية الأمريكية في سوريا؟

منذ عام 2014، كانت هناك حربان متشابكتان بشكل فضفاض تدمران الدولة السورية وتخلقان كوارث إنسانية وجيوسياسية:

1) المعركة الدائرة في غرب سوريا بين نظام الرئيس بشار الأسد (بمساعدة إيران وروسيا) ومجموعة متنوعة من جماعات المعارضة المسلحة؛

2) المعركة الدائرة في الشرق بين ما يسمى “الدولة الإسلامية” وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.

من حينٍ لآخر، تتقاطع هاتان الحربان، عادة عندما يلمح تنظيم الدولة شيئا ذا قيمة (مثل موقع مليء بالكنوز الأثرية) يمكن انتزاعه من قبضة الأسد. بيدَ أن الأسد والتنظيم تعايشا في العادة بشكل طبيعي؛ إذ يرى كل منهما الآخر كعدو مثالي يفيد جهود العلاقات العامة والتجنيد.

تفكر إدارة “ترامب” في كسر هذه العلاقة التكافلية. ويمكنها في الواقع تسريع هزيمة تنظيم الدولة في سوريا من خلال نشر وحدات قتالية برية أمريكية. أحد الخيارات المطروحة لانتزاع “العاصمة” هو إدخال العناصر العربية من قوات سوريا الديمقراطية إلى الرقة العربية في محاولة لتحييد أي مقاتلين تابعين لتنظيم الدولة، لكن هذا المسار من شأنه أن يكون محفوفا بالمخاطر سواء بالنسبة للمهاجمين أو للمدنيين.

إن استخدام القوات القتالية البرية غير المدرَّبة تدريبا كاملا في العمليات القتالية الحضرية يمكن أن يؤدي إلى عواقب غير مقصودة مكلفة حتى لو كانت مصحوبة بمستشارين مهرة.

هناك خيار آخر يتمثل في أن تسيطر القوات التركية على الرقة، ربما بصحبة مستشارين أمريكيين. وتركيا شريك لحلف الناتو، ولدى جيشها جنود مهرة يمتعون بالحماسة. واستعادة الرقة بمزيجٍ من الجنود الأتراك والمستشارين الأمريكيين والأصول الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ستمثل تحسنا كبيرا من الاعتماد على الميليشيات.

هناك خيار ثالث- تقول التقارير إنه قيد الدراسة في البنتاجون- يتمثل في استخدام وحدات قتالية من القوات البرية الأمريكية (وليس القوات الخاصة فقط)، تعمل بالتنسيق الوثيق مع القوة الجوية الأمريكية، إما للسيطرة على الرقة من تنظيم الدولة مباشرة أو لدعم قوات سوريا الديمقراطية أو الجيش التركي في الهجوم.

تتمتع الوحدات القتالية الأمريكية بثلاث مزايا: (1) خبرة لا مثيل لها في العمليات الحضرية (2) قوة فتاكة لا مثيل لها في العمليات الليلية (3) خبرة عميقة في العمليات الجوية-الأرضية المتكاملة.

بيد أن تحويل المناطق المحررة إلى ما يسمى “الحكومة السورية” لن يؤدي سوى إلى تهيئة الطريق لعودة التطرف العنيف مرة أخرى.

العراق 2003 وليبيا 2011 تمنحنا درسا قيِّمًا: (1) التخطيط بعناية لنظام الحكم الذي سينشأ بعد أن تضع الحرب أوزارها؛ لذلك فإن استبدال إدارات محلية غير تلك الخاضعة للأسد- ربما ترتبط معا في حكومة سورية بديلة- بتنظيم الدولة هو أمر ضروري لتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة.

لن يكون التدخل العسكري الأمريكي المباشر خاليا من التكاليف: سوف تكون هناك إصابات ومضاعفات وتكاليف نقدية. لكن الكفاءة العسكرية لها فوائدها أيضا، لا سيما حينما يتعلق الأمر بالمدنيين.

ميدل إيست بريفنج: عواقب التنازل عن شمال شرق سوريا لصالح إيران والأسد وروسيا

ترصد دورية ميدل إيست بريفنج انقسام الخبراء في العالم الأكاديمي حول تأثير التنازل عن شمال شرق سوريا لصالح روسيا وإيران والأسد، وتستشهد برؤية يقدمها الخبير جوشوا لانديس تراها في النهاية تحتوي على العديد من الثغرات ولا تشكل حجة صالحة أو استراتيجية قابلة للتطبيق.

يرى “لانديس” المعضلة كالتالي: إذا سُمِح لتركيا بمهاجمة الرقة، فسوف ينتهي بنا المطاف إلى دولة سلفية في وادي الفرات، وهذا سيؤدي إلى وجود دولة لتنظيم القاعدة هناك. وإذا ساعدت الولايات المتحدة تركيا في مهاجمة الأكراد في تل أبيض، فلن يكون لها حلفاء أكراد لمهاجمة الرقة أو أي جزء آخر من الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.

لذلك ينصح “لانديس” الولايات المتحدة بالسماح لروسيا وإيران بتقسيم أراضي داعش بين الأكراد والحكومة السورية التي يقودها الأسد، على الرغم من أن هذه النصيحة لن تجلب الديمقراطية أو تحمي حقوق الإنسان إلا أنها ستسمح للولايات المتحدة بوضع استراتيجية للخروج على أي حال، ثم يطالب الأكراد بضبط طموحاتهم من أجل جعل الأتراك يسمحون بذلك.

سوريا على خارطة مراكز الأبحاث الأجنبية

في الشأن السوري أيضًا، يرى آرون شتاين في أتلانتك كاونسل أن روسيا هزمت تركيا في سوريا، ويقول آرون شتاين في أتلانتك كاونسل كذلك إن تركيا في مأزق مع اقتراب الحرب السورية من فصلها النهائي، لكن يزيد صايغ عبر مركز كارنيجي للشرق الأوسط يشير إلى أن السياسة التركية تضع سوريا على سكّة جديدة.

تشدد ناتاشا لاندر عبر مؤسسة راند على ضرورة مساءلة بشار الأسد عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، وتطرح دورية ميدل إيست بريفنج: كيف يمكن حل معضلة شمال شرق سوريا؟، ويخلُص مهنّد الحاج علي في تحليلٍ نشره مركز كارنيجي للشرق الأوسط إلى أن منظومة الحكم التي يفرضها تنظيم الدولة الإسلامية في سورية تشبه إلى حد كبير حكم نظام الأسد.

بينيت سيفتيل يرصد عبر ذا شيفر بريف المميزات التي يتمتع بها تنظيم القاعدة في سوريا، ويكتب باسم نعمه في مركز كارنيجي للشرق الأوسط عن كيفية استفادة الاقتصاد الأردني أكثر من العمال السوريين.

يرصد جوناثان موتنر في معهد دراسات الحرب أحدث الغارات الروسية في سوريا خلال الفترة ما بين 8 فبراير وحتى 19 مارس 2017، ويلخِّص معهد دراسات الحرب في تقريرٍ آخر المشهد السوري ما بين 8 و17 مارس، ويرى خضر خضور عبر مركز كارنيجي للشرق الأوسط أن المشاغل الأمنية الإقليمية تُعيق الحوكمة في شمال شرق سوريا.

جينفييف كاساجراند، كاثلين واينبرجر يتطرقان في معهد دراسات الحرب إلى “أجندة بوتين الحقيقية في سوريا”، وتتفرَّد جينفييف كاساغراند بتقرير آخر في معهد دراسات الحرب حول التحرك الروسي للعب دور الولايات المتحدة في المنطقة.

يتناول كولن كلارك في مؤسسة راند صعوبة أن تغيّر القاعدة في سوريا جلدها وإن غيَّرت اسمها، ويتهم تشارلز ليستر عبر ذا شيفر بريف التنظيم باستغلال الحرب الأهلية السورية لتحقيق مصالحه.  

إميلي أنانوستوس، جنيفر كافاريلا، جايسا روز دوري-أغريمعهد دراسات الحرب: المشهد العراقي.. 1-20 مارس 2017

– يتنافس الفاعلون الإقليميون للسيطرة على الهيكل الأمني والنظام السياسي ما بعد تنظيم الدولة في شمال العراق.

– تهدد تركيا والحزب الديمقراطى الكردستانى حزب العمال الكردستانى والفروع التابعة له فى سنجار غرب مدينة الموصل.

– يسعى الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى دمج سنجار في حكومة إقليم كردستان، وتوسيع رقعة إقليم كردستان الإقليمية.

– تؤيد تركيا رغبة الحزب الديمقراطي الكردستاني في التحرك ضد حزب العمال الكردستاني وهددت بالمشاركة في هجوم مباشر.

– لكن الرغبة في التحرك ضد سنجار قد تضع تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني في صراع مع إيران، حيث تتركز عناصر الحشد الشعبي المدعومة من طهران بالقرب من تلعفر.

– يمكن للميليشيات المدعومة من إيران التدخل إلى جانب حزب العمال الكردستاني في سنجار إذا ما قامت تركيا أو الحزب الديمقراطي الكردستاني بتصعيد النزاع الذي يمكن أن يقوض استقرار ما بعد داعش في شمال العراق.

– تسعى روسيا أيضًا إلى كسب نفوذ فى شمال العراق من خلال إقامة علاقة مالية مع الحزب الديمقراطى الكردستانى؛ الأمر الذى قد يشجع الحزب بمنحه استقلالية أكبر عن بغداد.

–  بشكل منفصل، يشير العنف القبلي في جنوب العراق، وخاصة في محافظة ميسان، إلى تصاعد المنافسة بين الشيعة قبل انتخابات المحافظات في سبتمبر 2017.

العراق على خارطة مراكز الأبحاث الأجنبية

ترصد إميلي أنانوستوس وفريق الشؤون العراقية في معهد دراسات الحرب تطورات حملة الموصل ما بين 9 و16 مارس 2017، ويحذر مصطفى حبيب عبر أتلانتك كاونسل من تركيز أعين الجميع على الموصل بينما المتطرفون يعودون إلى أقاليم عراقية أخرى، وتتناول دورية ميدل إيست بريفنج تأثير دعم حزب العمال الكردستاني في سوريا على حكومة برزاني في العراق.

نيك فيشويك- ذا شيفر بريف: التعامل مع تركيا.. لا تتوقعوا حدوث معجزات

يرى “فيشويك” أنه “ليس هناك مفتاح سحري لفتح أبواب تركيا كشريك استراتيجي”، هذا البلد الذي “يشعر بالشك تجاه الغرب كما جيرانها العرب والإيرانيين”.

يعتبر الكاتب أردوغان قوميًا أكثر بكثير من كونه إسلامي، ويرسم صورة تركيا باعتبارها بلدًا منقسم ثقافيا بين العلمانيين/الغربيين الحديثين من جهة، والذين يتطلعون إلى الشرق من جهة أخرى.

ويختم بالقول: ربما يجب أن ينسى المرء المفاتيح السحرية. لم يفت الأوان أبدا للانخراط، بعيون يقظة ولكن بطريقة بناءة، فقط لا نتوقع حدوث المعجزات.

تركيا على خارطة مراكز الأبحاث الأجنبية

شغلت حرب الكلمات المستعرة بين أوروبا وتركيا اهتمام مراكز الأبحاث الأجنبية التي تناولت الشأن التركي خلال النصف الثاني من شهر مارس 2017، وكان لافتًا أن موقع ذا شيفر بريف خصَّ هذه القضية بمجموعة تحليلات أعدها كيتلين لافيندر وفريتز لودج ومايكل روبين والسفير روبرت بيرسون، فيما تناولت دورية ميدل إيست بريفنج هذا الخلاف المحتدم بين أوروبا وتركيا باعتباره نموذجًا على “الموت البائس والبطيء للنظام السياسي الليبرالي”،

ميدل إيست بريفنج: نظام عالمي جديد ثلاثي الأقطاب.. هل تدشن الولايات المتحدة تحالفا مع إيران؟

إذا كانت الفكرة هي تغيير التوازن السياسي في طهران لصالح القوى السياسية الأقل تطرفا أيديولوجيًا؛ فإن الطريقة الوحيدة الممكنة للقيام بذلك هي أن يثبت لجميع الإيرانيين، لا سيما داخل النظام، أن مغامرات الحرس الثوري تمثل تهديدا وجوديا للنظام. والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي تحويل تلك المغامرات، أو بعضها على الأقل، إلى ثقب أسود يستنزف الموارد والمقاتلين، فهل ستكون روسيا والصين على استعداد لذلك؟

أما إذا انحازت الولايات المتحدة إلى جانب إيران فإنها ستخسر الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، من شأن هذا النهج أن يفتح الطريق أمام نزاعات وحروب تستمر لعقود في المنطقة. ذلك أن إيران ليست دولة عربية ولا سنية، بينما غالبية العالم العربي من العرب السنة، وبالتالي سيتحول التحالف الأمريكي-الإيراني إلى محفِّز يعيد التاريخ بضع عقود إلى الوراء.

حتى الافتراض القائل بأن إيران تستطيع الحصول على العراق وسوريا ولبنان كـ”تسوية” هو إعادة تدوير لفكرة منح هتلر هذا البلد أو ذاك كـ”تسوية”؛ لأن الأنظمة الأيديولوجية لا تهدأ أبدا، وإعطائهم شيئا ما هو مجرد وسيلة لتسويغ مطالبتهم بالحصول على المزيد.

ومع ذلك، إذا كانت النوايا صادقة وكان لدى الولايات المتحدة وروسيا والصين رغبة صادقة حقا في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وإنهاء الإرهاب؛ يمكن أن يكون تدشين تحالف ثلاثي بين الولايات المتحدة وروسيا والصين خطوة بناءة، إذا فُرِضَت قواعد معينة وحظيت باحترام.

لكن العنصر الأهم في هذه المنهجية هو التوصل إلى مفهوم استراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا والصين لا يتعلق فقط بالشرق الأوسط، بل بالوضع العالمي برمته. وبدون هذا المفهوم، فإن النظام ثلاثي القطب في منطقة واحدة لن يدوم طويلا.

علاوة على ذلك، إذا شعر العرب أو الإيرانيون بأن النهج الجديد منحاز، فلا يتوقع منهم أن يتقيدوا بأدوارهم في الواقع حتى لو أومأوا برؤوسهم موافقةً في الاجتماعات الدبلوماسية.

ميدل إيست بريفنج: هل قرر لاريجاني دعم روحاني لرئاسة الجمهورية؟

بيتر إنجلك، هاورد باسيل- أتلانتك كاونسل: من الخليج إلى النيل.. الأمن المائي في منطقة قاحلة

المياه العذبة أساسية لصحة الإنسان والتنمية الاجتماعية والسلام والنمو الاقتصادي في كل مكان حول العالم. ومع ذلك، فإن المياه العذبة النظيفة نادرة بالنسبة لعدد كبير من الناس في عدد كبير من الأماكن.

تشير الاتجاهات الحالية، على جانبي العرض والطلب، بقوة إلى أن توافر المياه العذبة النظيفة سيصبح أكثر صعوبة في أماكن أكثر مستقبلا. ونتيجة لذلك، ستصبح المياه أكثر أهمية مما هي عليه حاليا في المساهمة في تدهور النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في البلدان المضطربة حول العالم.

هذه الديناميكيات ليست أكثر وضوحا أو أكثر أهمية منها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ حيث يهدد النمو السكاني وندرة المياه بتداعيات حادة في السنوات القادمة. ويمكن أن تكون إمدادات المياه غير الموثوقة عاملا هاما يحفز عدم الاستقرار، لا سيما عندما يضاف ذلك إلى مصادر أخرى مثيرة للسخط والقلاقل، مثل الضغوط العرقية أو الدينية أو السياسية أو الاقتصادية.

مارك كاتز- أتلانتك كاونسل: السياسة الروسية تجاه ليبيا: العامل المصري

نشر أتلانتك كاونسل تحليلا لـ مارك كاتز حول “العامل المصري في السياسة الروسية تجاه ليبيا” أشار فيه إلى أن الدعم الروسي لحفتر قد يكون له علاقة بطموحات موسكو في مصر كما في ليبيا.

وأضاف: “على الرغم من وجود علاقات وثيقة بين بوتين والسيسي، واصلت مصر الاعتماد بشكل أساسي على الولايات المتحدة كشريك أمني، ويعتقد البعض في موسكو أن التوجه المصري يهدف إلى جعل واشنطن أكثر تعاطفا مع مخاوف القاهرة أكثر من كونه تحولا في السياسة الخارجية تجاه موسكو.

القاهرة، كغيرها من الدول، تشعر بالقلق إزاء وجود تنظيم الدولة وغيرهم من الجهاديين في ليبيا، لكن مصر قلقه إزاء استقرار شرق ليبيا، الواقعة إلى على حدودها الغربية مباشرة.

انضمام روسيا إلى السيسي في دعم حفتر- إلى جانب الإمارات وفرنسا- يخدم أهداف الحكومة المصرية في ليبيا. وفيما يتعلق بمسألة حفتر، فإن روسيا أكثر انسجاما مع حلفاء الولايات المتحدة من الولايات المتحدة نفسها. لكن ذلك لا يعني الابتعاد عن واشنطن، بل قد تتفق إدارة ترامب مع القاهرة وموسكو على أن حفتر هو أفضل رهان لإبعاد الجهاديين عن شرق ليبيا.

ولأن وجود روسيا في ليبيا أصغر بكثير مما هو عليه في سوريا، فإنها تعتمد اعتمادا كبيرا على التعاون من جانب مصر لمواصلة سياستها في ليبيا، وبالتالي لن يدير بوتين الأمور بطريقة تعترض عليها مصر على عكس ما قد تفعله في سوريا مع إيران.

لكن حفتر لا يبدو أنه قادر على توحيد ليبيا تحت حكمه، وبالتالي فإن أفضل ما يمكن تحقيقه من وراء دعم حفتر هو إرساء درجة من الأمن في شرق ليبيا، لكن حتى هذا سوف يستلزم جهدا كبيرا. إذا كان الأمر كذلك، فإن ليبيا لن تعود على روسيا بمكاسب جيوسياسية كبيرة يبدو أن الكثيرين في الغرب يخشونها.”

* عناوين أخرى:

– أشيش كومار سين- أتلانتك كاونسل: محاربة تنظيم الدولة في ليبيا

ميدل إيست بريفنج: هل يتراجع ترامب عن خطأ أوباما في ليبيا؟

– نضال سويهلي- أتلانتك كاونسل: الذكرى السنوية السادسة للتدخل الأمريكي في ليبيا.. نموذج للمستقبل

– كريستوفرشيفيس، أماندا كادليك- مؤسسة راند: ما يحتاج الأمريكيون إلى معرفته إذا تدخلت روسيا في الحرب الأهلية الليبية

– كريم مزران، ماتيا تولدو- أتلانتك كاونسل: ليبيا.. حان وقت تجنب التصعيد

موزمبيق وأفغانستان وباكستان

كانت موزمبيق حاضرة بقوة في تحليلات ذا شيفر بريف خلال الأسبوعين الماضيين؛ حيث تناول ميغل فيريرا دا سيلفا الدور الذي يلعبه هذا البلد باعتباره شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة، وتطرق أليكس فينيس إلى فرص الطاقة في موزمبيق، لكن في المقابل كتب كيتلين لافيندر عن المخاوف الأمنية التي تُعَقد فرص الاستثمار هناك.

قدَّم كيتلين فورست عبر معهد دراسات الحرب تقييمًا للتهديدات الجزئية في أفغانستان، وطرحت دورية ميدل إيست بريفنج احتمالية أن يكون خليفة داعش بعدما غادر الموصل متواجد الآن في أفغانستان،  وقدم سيث جونز عبر مؤسسة راند نصائح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول كيفية التعامل مع أفغانستان، وكتب دانيال ماركي في ذا شيفر بريف عما وصفه بـ”الدولة العميقة الراسخة في باكستان”.

لوكلي دي مويان أوريون الفرنسية: القوات المسلحة في منطقة المغرب الكبير والشرق الأوسط

نشر موقع “لوكلي دي مويان أوريون” الفرنسي دراسة للكاتب أوريان هوشون، تحت عنوان “القوات المسلحة في منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط”، سلّط من خلالها الضوء على  تداعيات الوضع الجيوسياسي الإقليمي المُعقّد في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وسباق التسلح الذي تخوضه هذه المنطقة.

بدأ الكاتب دراسته بالقول إن بلدان المنطقة تنفق جزءا كبيرا من ناتجها المحلي الإجمالي على الميزانيات العسكرية، بهدف مواجهة كل التهديدات الخارجية التي من الممكن أن تضر بأمنها واستقرارها؛ حيث قامت بمضاعفة ميزانية شراء الأسلحة، وتكاليف صيانة المعدات، ورواتب الجنود، فضلا عن تطوير الصناعات الدفاعية.

وأشار الكاتب إلى أن التقرير السنوي لمعهد “ستوكهولم” لأبحاث السلام الدولي، حول عمليات نقل الأسلحة في جميع أنحاء العالم، الذي نُشر يوم 20 شباط/ فبراير 2017، كشف عن زيادة بنسبة 8.4 في المائة في مبيعات الأسلحة، خلال عقد من الزمان. فضلا عن ذلك، أفاد التقرير ذاته بأن جميع الدول في العالم أصبحت تتبنى هذا التوجه الدفاعي.

من جانب آخر، أفاد الكاتب بأن الفترة الممتدة بين سنة 2012 و2016 سجّلت أعلى مستويات المبيعات للأسلحة، منذ نهاية الحرب الباردة. في الحقيقة، تحتل القارة الآسيوية قائمة أهم الموردين للأسلحة، تليها دول الخليج والمغرب الكبير، فضلا عن أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والجزائر تعتبر من بين أكبر خمسة بلدان مستوردة للسلاح في العالم.

وتجدر الإشارة إلى أن دول الخليج تمثل أهم عملاء البلدان المصدرة للأسلحة، حيث تعتبر المملكة العربية السعودية حاليا من أكبر مستوردي الأسلحة في المنطقة؛ إذ أدت الحرب التي تقودها في اليمن إلى زيادة كبيرة في وارداتها العسكرية، في السنوات الخمس الأخيرة.

في سنة 2015، بلغت الميزانية العسكرية للسعودية قرابة 81.9 مليار دولار. فضلا عن ذلك، تعتبر الولايات المتحدة من أهم البلدان المصدرة للأسلحة إلى المملكة العربية السعودية. والجدير بالذكر أن فرنسا توفر قرابة 40 في المائة من الصادرات العسكرية لمنطقة الشرق الأوسط، وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة.

وفي سياق ذي صلة، بيّن الكاتب أن المغرب العربي يواصل سباق التسلح الذي يخوضه منذ سنوات، حيث تعتبر الجزائر خامس أكبر بلد مستورد للأسلحة في العالم، وتمثل طلبياتها 46 في المائة من صادرات كامل القارة الإفريقية. من جانب آخر، يوضح سباق التسلح الشعور بانعدام الأمن الذي تتقاسمه دول المنطقة. فكلما تفاقمت التوترات بين هذه الدول، ازدادت حدة سباق التسلح بينها.

وفي حقيقة الأمر، فإنه حتى في إطار المنظمات الإقليمية، مثل مجلس التعاون الخليجي، تكرس معظم الدول الأعضاء حصة كبيرة من ناتجها المحلي الإجمالي للجيش والإنفاق العسكري.

من ناحية أخرى، ففي بعض الحالات، كما هو الحال في العراق، عندما تكون سيادة الدولة مهددة مباشرة، تعتبر زيادة الإنفاق العسكري مهمة جدا للردّ على هذا التهديد. بالإضافة إلى ذلك، فإن انتشار الجماعات المسلحة غير الحكومية؛ مثل تنظيم الدولة أو حزب الله أو الميليشيات الكردية في تركيا وسوريا والعراق، يحث الحكومات على تحديث جيوشها ودعمها عسكريا بالعتاد اللازم.

على صعيد آخر، ما زالت إسرائيل الكيان الذي يملك الجيش الأفضل تجهيزا، والأكثر حداثة، والأكثر فعالية. وتعود جذور هذه القوة العسكرية إلى الشعور الدائم بالتهديد، حيث أصبحت قادرة اليوم على احتواء تهديد حماس وحزب الله. ويبدو أنها ستكون قوية بما يكفي لتنفيذ هجوم أحادي الجانب ضد إيران.

وبالعودة أخيرا إلى القارة الإفريقية، حيث تبرر السلطات السياسية الجزائرية زيادة إنفاقها العسكري بانعدام الأمن المرتبط أساسا بالنشاط الإرهابي الداخلي، وحالة الفوضى التي تعيشها ليبيا وشمال مالي، فضلا عن قضية الصحراء الغربية، التي ساهمت في احتدام النزاع بين المغرب والجزائر، وتغذية هذا السباق المحموم لسباق التسلح.

ضع تعليقاَ