مارس 29, 2024

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث العالمية عن الشرق الأوسط في النصف الثاني من تموز 2017

– الضربات الجوية الروسية في سوريا.. قبل وقف إطلاق النار وبعده

– احتمال تحالف تركيا مع أكراد سوريا يوماً ما

– بعد عامٍ على الانقلاب الفاشل في تركيا

– طريق أمريكا إلى سوريا يمر عبر لبنان

– السيادة الإسرائيلية على جبل الهيكل أمرٌ بالغ الأهمية للسلام

– الذراع الإعلامية السرية الأخرى في قطر

– انفصال أمريكا عن أزمة قطر

– سياسة القصر السعودي تأخذ مجراها

– ترامب مصممٌ على تفجير صفقة إيران

– العلاقات الأمريكية-الإفريقية في عصرٍ جديد

– تنظيم الدولة لم يلفظ أنفاسه الأخيرة

جينفييف كاساجراند، إيلين ستوكيرت- معهد دراسات الحرب: الضربات الجوية الروسية في سوريا.. قبل وقف إطلاق النار وبعده

يعيد الجيش الروسي تشكيل حملته الجوية في سوريا لإجبار الولايات المتحدة على عقد شراكة مع موسكو، التي لا تستطيع تدمير الجهاديين أو دعم إيران أو وضع شروطٍ لتسويةٍ مرغوب فيها للحرب. ومنحت روسيا الأولوية للضربات الجوية ضدّ “داعش” في حمص وشرق حماة ودير الزور دعماً لنظام
“بشار الأسد” خلال الفترة من 8 يونيو وحتى 16 يوليو. كما شنت روسيا سلسلة من الضربات رفيعة المستوى، بما في ذلك القذافات الاستراتيجية طويلة المدى وصواريخ كروز من شرق المتوسط ضدّ “داعش” بين مايو ويوليو 2017.

ثم أخَّرت روسيا على قائمة أولوياتها حملتها الجوية ضد المعارضة السورية في يونيو وأوائل يوليو؛ كجزءٍ من محاولتها تشجيع الولايات المتحدة على قبول اقتراح روسيا بإنشاء مناطق “عدم التصعيد” في جنوب غرب سوريا. وبالفعل وافقت الولايات المتحدة على هذا الاتفاق يوم 7 يوليو عقب اجتماع بين الرئيسين الأمريكي “دونالد ترامب” والروسي “فلاديمير بوتين”.

وتخفي روسيا هدفها الاستراتيجي عن طريق التنكر في ثوب الشريك الموثوق للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب في سوريا. ثم جاء قرار الرئيس ترامب بإنهاء الدعم لبعض مقاتلي المعارضة المناهضين للأسد ليشجع بوتين على السيطرة بشكلٍ أكبر على الصراع في ظلّ مواصلة تراجع نفوذ الولايات المتحدة في هذا البلد.

كما أتاح اتفاق “عدم التصعيد” لروسيا تأمين حرية العمل لدعم حملة إيران وبشار الأسد. ولطالما استخدمت موسكو اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة في سوريا لتغيير الموارد وإعادة توجيهها مؤقتًا إلى أماكن أخرى على الساحة.

ووقف إطلاق النار الذي اتفقت عليه الولايات المتحدة وروسيا والأردن ليس استثناءً. فقد حررت الصفقة الموارد الروسية من الأعباء لتتفرغ لتكثيف الغارات الجوية دعمًا لعمليات للنظام من أجل عرقلة الولايات المتحدة والقوات الشريكة لها في شرق سوريا تحت ستار محاربة “داعش”.

ويتضمن الرسم التالي تقييم معهد دراسات الحرب لمواقع الغارات الجوية الروسية، استناداً إلى تقارير مستمدة من شبكات ناشطين سوريين محلّيين وتصريحات المسؤولين الروس والغربيين وتوثيق الضربات الجوية الروسية من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية. كما تظهر الخريطة المواقع التي استهدفتها الحملة الجوية الروسية، وليس عدد الضربات الفردية أو الطلعات الجوية.

 

ديفيد بولوك- تركيسكوب: احتمال تحالف تركيا مع أكراد سوريا يوماً ما

“على غرار الروابط الودية جداً التي تجمع بين أنقرة وحكومة إقليم كردستان، التي تتمتع بالحكم الذاتي في العراق، بعدما كانت تركيا وأكراد العراق من ألدّ الأعداء منذ أقل من عقد مضى”، يطرح الباحث ديفيد بولوك احتمالية تحقق الأمر ذاته على المدى الطويل بين تركيا وأكراد سوريا أيضًا؛ إذا وجد الطرفان أن ثمة فائدة متبادلة ستعود عليهما من وراء ذلك.

“يتمثل الطريق إلى ذلك بتوسيع الشرخ بين أكراد سوريا وحزب العمال الكردستاني، وبالتالي الاقتراب من موافقة تركيا وحتى تحالفها في النهاية مع الإقليم الحليف الخاضع لسيطرة الأكراد في الجنوب”. وإذا بدت هذه الفكرة ضرباً من المثالية، يرى بولوك أنها ليست كذلك، بل إنها “تنسجم مع ما حدث خلال العقد المنصرم على طول الحدود التركية مع حكومة إقليم كردستان بدعمٍ صامت بل قوي من الولايات المتحدة”. مضيفًا: “صدّق أو لا تصدق، قد تجد تركيا يوماً ما على حدودها مع سوريا منطقةً كردية مستقلة ومنسجمة مع مصالحها بقدر تلك الواقعة على حدودها مع العراق”.

عمر تاسبينار، سونر جاغابتاي، جيمس جيفري- معهد واشنطن: بعد عامٍ على الانقلاب الفاشل في تركيا

بمناسبة مرور عام على الانقلاب الفاشل في تركيا، عقد معهد واشنطن منتدىً سياسيًا شارك فيه ثلاثة خبراء هم:

– عمر تاسبينار؛ وهو أستاذ في “كلية الحرب الوطنية” وأستاذ مساعد في “مدرسة الدراسات الدولية المتقدمة” في “جامعة جونز هوبكنز”.

– سونر جاغابتاي؛ وهو زميل “باير فاميلي” ومدير برنامج الأبحاث التركية في المعهد.

–  جيمس جيفري؛ وهو سفير الولايات المتحدة السابق لدى تركيا.

ركز تاسبينار وجاغابتاي على جذور ومآلات العلاقة بين حزب العدالة والتنمية وحركة “فتح الله كولن”، لكن جيفري طرق مساحةً أخرى هي العلاقات التركية-الأمريكية التي وصفها بأنها “هشة”، غير أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيلرسون” تدعوه إلى التفاؤل، كما يرى بإمكان إدارة ترامب تحسين العلاقات مع أنقرة من النقطة التي وصلت إليها خلال عهد أوباما.

تشارلز جلاس- ستراتفور: طريق أمريكا إلى سوريا يمر عبر لبنان

كل من ينصح واشنطن بخصوص الوضع في سوريا ليس لديه خيارٌ سوى الاعتراف بأنه وضع محير. لكن هناك مكانٌ يرى “تشارلز جلاس” من مجموعة ستراتفور أنه يمكن البدء منه، هو: لبنان، لذلك يعرب عن استهجانه الضمني من اعتزام الولايات المتحدة خفض ميزانية التمويل العسكري الأجنبي للبنان من 85.9 مليون دولار في العام الماضي إلى لا شيء على الإطلاق.

يقول الباحث: “استخدم لبنان التمويل لتدريب جيشه، ورفع مستوى أسلحته، ونشر طائراته وطائراته بدون طيار لمراقبة الجهاديين القادمين بالقرب من أراضيه. وبدون وجود الجيش اللبناني على طول الحدود، وسيادة الدولة التي يمثلها، يمكن لوادي البقاع الشرقي أن يعود إلى حالته في السبعينات والثمانينيات”.

ويضيف: “في هذه الآونة كان المسلحون والخاطفون يتجولون بحرية، لكن لبنان تخلص من هذه الحالة منذ نهاية الحرب التي استمرت 15 عاماً في عام 1990. بيدَ أن الدولة والجيش الضعيفين سيخلفان وراءهما فراغاً في السلطة، والحدود المفتوحة ستجذب الجهاديين الذين يخسرون في سوريا والعراق للفرار إلى لبنان”.

البروفيسور هيليل فريش- مركز بيجن-سادات للدراسات الاستراتيجية: السيادة الإسرائيلية على جبل الهيكل أمرٌ بالغ الأهمية للسلام

قبل ساعاتٍ فقط على قرار الحكومة الإسرائيلية وقف استخدام البوابات الإلكترونية عند مداخل المسجد الأقصى بعدما تسببت في اندلاع اشتباكات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، كان البروفيسور “هيليل فريش” أستاذ الدراسات السياسية والشرق الأوسط في جامعة بار إيلان، ينصح إسرائيل بأن تؤكد سيادتها على المنطقة باعتبارها خطوةً بالغة الأهمية للسلام.

خلُصَ المقال الذي كتبه الباحث البارز في مركز بيجن-سادات للدراسات الاستراتيجية، إلى ما يلي: “بصرف النظر عن الامتيازات الأمنية المباشرة، فإن قرار إسرائيل بوضع أجهزة الكشف عن المعادن عند مداخل جبل الهيكل قد حوله الخصوم وإسرائيل ذاتها على السواء إلى مسألة سيادةٍ على جبل الهيكل. وقد شكل تقاسم السلطة هناك دائماً منحدراً زلقًا للكوارث. ويمثل حادث مقتل اثنين من رجال الشرطة الإسرائيليين في جبل الهيكل لحظةً مناسبة لتصحيح الوضع من خلال إعادة تأكيد السيادة الإسرائيلية على الموقع المقدس”.

ولولا صمود أهل القدس، وتصميم المرجعيات الدينية الإسلامية على عدم الصلاة في المسجد الأقصى تحت هذه الظروف، لكانت هذه الأصوات وجدت طريقها إلى أرض الواقع، ولا يتوقع أن يتوقف التحريض على مثل هذه الإجراءات المفخخة.

مايكل روبن- معهد أميركان إنتربرايز: الذراع الإعلامية السرية الأخرى في قطر

يشير الباحث “مايكل روبن” في معهد أميركان إنتربرايز أن قناة الجزيرة لا تمثل مشكلةً فقط لخصوم قطر الخليجيين، بل كان للجيش الأمريكي تجارب سيئة مع المنصة الإعلامية ذائعة الصيت في العراق. قائلاً: “لم يكن من غير المألوف أن يتوجه الجنود الأمريكيون بإشارةٍ مجهولة إلى وكرٍ خالٍ من المتمردين لكنه مفخخ بالمتفجرات. عندما تصل القوات الأمريكية إلى مكان الحادث، كانوا يجدون مصوري الجزيرة في الجوار وعلى أسطح المنازل القريبة، في انتظار تصوير الكمين”.

أما الجزيرة الإنجليزية فيرى “روبن” أنها تحاول غسل صورة شقيقتها العربية، بتخصيص وقتٍ أكبر لتغطية شؤون الأقليات والقضايا الاجتماعية والمرأة. لكن يلفت إلى أنها برغم ذلك ليست الوسيلة الرئيسية التي تستخدمها قطر للتأثير على بيئة الإعلام الغربية، وليس فقط التشويش على حقيقة القناة العربية.

هذه المنصة الأخرى التي يعنيها “روبن” هي: ميدل إيست آي، وهي بوابة إلكترونية بارزة، غالباً ما تحجب مواردها المالية، لكنها تملأ بشكل متزايد الفجوة باعتبارها الوكيل الرئيسي للنفوذ القطري، حيث تستشهد منظمات دولية مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية بالقصص التي ينشرها موقع ميدل إيست آي، بل وصحف أمريكية شهيرة مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست.

ويختم الباحث مقاله بالقول: “منذ زمن بعيد، اكتشف المتطرفون السياسيون والإرهابيون أنهم ما داموا يطلقون على أنفسهم ناشطين في مجال حقوق الإنسان فإن الصحفيين وغيرهم من الناشطين في مجال حقوق الإنسان وحتى الدبلوماسيين سيقبلون جدلهم على علاّته”.

ويبدو أن الحكومة القطرية وشبكاتها من الإخوان المسلمين وحركة حماس اكتشفت أن المبدأ ذاته ينطبق على المنصات الإعلامية والبوابات الإلكترونية. وفي حين قد تكون قناة الجزيرة مثالاً بارزاً على ذلك، إلا أن مديري الجزيرة يسعون الآن إلى زراعة بذور شبكات أخرى مشابهة”.

سام فؤاد- أتلانتك كاونسل: انفصال أمريكا عن أزمة قطر

أحد أكثر التداعيات المتجاهلة في التوتر القائم بين قطر والعديد من جيرانها هو احتمال تقلص القوة العسكرية الأمريكية في المنطقة، وعرقلة حربها ضدّ “تنظيم الدولة”. يزداد هذا الاحتمال بسبب وجود قاعدة العديد الجوية في قطر، التي تنطلق منها رحلات استطلاعٍ وضرباتٍ عديدة ضدّ “داعش” في سوريا والعراق.

ومما يزيد من تعقيد الأمور المتعلقة بالأنشطة العسكرية الأمريكية في المنطقة وإضعاف موقف أمريكا هو الانفصال بين الرئيس ترامب ووزارة الخارجية والكونجرس الأمريكي حول كيفية المضيّ قدماً فيما يتعلق بهذه الأزمة التي هزت مجلس التعاون الخليجي.

لا توجد استجابةٌ أمريكية متماسكة أو موحدة لاحتمال تفكك مجلس التعاون الخليجي. واعتماد قطر المتزايد على إيران مثيرٌ للقلق بشكلٍ خاص بالنسبة للولايات المتحدة التي ترى طهران تهديداً لاستقرار المنطقة. ومع تزايد اعتماد قطر على دولٍ أخرى من أجل توفير الضروريات الأساسية، فإن قدرة الدوحة على إدارة قواعدها العسكرية وتأمينها يمكن أن تضعف أيضاً إلى حدٍّ ما.

سايمون هندرسون- معهد واشنطن: سياسة القصر السعودي تأخذ مجراها

على المدى القريب، وباستثناء تنازل الملك سلمان عن العرش، لا يستبعد “سايمون هندرسون” مدير برنامج الخليج وشؤون الطاقة في معهد واشنطن، أن يعيّن العاهل السعودي نجله محمد رئيساً للوزراء، وهو حاليًا نائب رئيس الوزراء.

يشير الباحث أيضًا إلى احتمالية إقالة “متعب بن عبد الله” ربما من خلال استيعاب الحرس الوطني في الجيش السعودي الرئيسي، الذي هو حالياً تحت إمرة “محمد بن سلمان” الذي يشغل أيضاً منصب وزير الدفاع.

وستكون كلتيهما خطوتان هامتان بحسب هندرسون، الذي يلفت في المقابل إلى أن هذه الأخيرة تتحدى استقلالية الحرس الوطني، الذي يحمي بشكلٍ استثنائي الأسرة المالكة من انقلاب عسكري ويعمل أيضاً كنظام رعايةٍ اجتماعية للقبائل الريفية السعودية.

في المقابل، يرصد المقال على عجالة أبرز التحديات التي تواجه ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” وهي: الحرب في اليمن، والأزمة مع قطر، والمنافسة الإقليمية مع إيران، وخطته الاقتصادية الطموحة “رؤية 2030” الرامية إلى تحويل اقتصاد المملكة، بالإضافة إلى كسر المألوف حول الكيفية التي ينظّم بها آل سعود إجراءات الخلافة.

جون جلاسر- معهد كاتو: ترامب مصممٌ على تفجير صفقة إيران

ما كان محلّ شك العديد من المراقبين منذ عدة أشهر أصبح واضحاً الآن: الرئيس “دونالد ترامب” عازمٌ على نزع أحشاء الاتفاق النووي الإيراني، بصرف النظر عن الأدلة الدامغة على نجاحه في عرقلة تطوير الأسلحة النووية الإيرانية.

ووفقاً لتقرير أسوشيتد برس هذا الأسبوع، فإن التكتيك الجديد للإدارة الأمريكية هو: “استخدام الجزء المتعلق بـ “التفتيش المفاجئ” في الاتفاق، والذي يسمح للمفتشين بالمطالبة بالوصول إلى أي مواقع غير معلنة في إيران يشتبه بشكلٍ معقول في انخراطها في نشاط التخصيب خارج إطار المنصوص عليه، بهدف جعل إيران تبدو غير ملتزمة”.

المشكلة أنه لا توجد أدلةٌ واضحة على قيام إيران بأي عمليات تخصيب أو تطويرٍ غير مشروعة. لذلك، من المعقول توقع أن ترفض إيران السماح لهؤلاء المفتشين، وعندها يمكن لإدارة ترامب محاولة تصوير إيران كذبًا بأنها تنتهك الصفقة. ببساطة، تسعى إدارة ترامب لإيجاد ذرائع لإغراق الصفقة.

ولحسن الحظ، فإن أمام إدارة ترامب معركةٌ شاقة قبل أن تتمكن من تدمير الاتفاق النووي وإعادة الولايات المتحدة وإيران إلى طريق الحرب:

أولا، يبدو أن العديد من كبار مسؤولي الحكومة يعارضون مثل هذا المسار.

وثانيا، سيواجه البيت الأبيض معارضةً كبيرة من الحلفاء الأوروبيين وروسيا والصين وبقية المجتمع الدولي.

وثالثا، إذا كان فشل إدارة أوباما في توسيع الحرب الأمريكية في سوريا عام 2013 له أي دلالة، فإن الشعب الأمريكي لن يتسامح مع صراعٍ كبير مكلف آخر.

الاتفاق النووي الإيراني يعمل. لكن إذا انهار وتأهبت أمريكا مرةً أخرى للانخراط في فشلٍ مأساوي آخر في الشرق الأوسط، سيكون هذا خطأ واشنطن. لذا دعونا نأمل أن يكون ترامب يفكر بطريقة أفضل من ذلك.

توم داشل- مركز التقدم الأمريكي: العلاقات الأمريكية-الإفريقية في عصرٍ جديد

بينما تتطلب البيئة السياسية في عالم اليوم التركيز على الأزمات الملحة في الداخل والخارج، من السهل إهمال الأولويات طويلة الأجل التي ستشكل موقف أمريكا في العالم بصورةٍ عميقة في العقود المقبلة. لكن أحد مجالات السياسة الخارجية التي يرى السيناتور السابق “توم داشل” رئيس مركز التقدم الأميركي أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتحمل مغبة إهمالها هي: علاقتها بالقارة الإفريقية، بكل احتمالاتها وتقلباتها ومخاطرها ومكافآتها.

عندما يتحدث “داشل” عن العلاقة بين الولايات المتحدة وإفريقيا، فإنه يقصد سلسلةً كاملة من العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والشخصية المعقدة الثنائية ومتعددة الأطراف عبر القارة شديدة التنوع. وهو ينصح بأن تبني الولايات المتحدة على الاستثمارات التي قامت بها إدارة أوباما في هذه العلاقات، وتعمل على فتح أبواب الإمكانيات الإفريقية الهائلة، لتكون قوةً للنمو المستقبلي الذي يُنقذ الملايين من براثن الفقر، وسوقاً جوهريّاً للسلع الأمريكية، وسلسلة خبز للعالم أجمع.

يختم الكاتب بالقول: “ثبت لدينا مراراً وتكراراً أن أحداً في إدارة ترامب لا يولي نظرةً جادة ورصينة لهذه القضايا وما تعنيه لمستقبل إفريقيا والولايات المتحدة. لكن من واجب الولايات المتحدة أن تقدم رؤيةً مشتركة لمستقبل علاقاتها مع القارة الإفريقية سريعة النمو”.

أنتوني بلنكن- معهد أسبن: تنظيم الدولة لم يلفظ أنفاسه الأخيرة

“تنظيم الدولة لم يمت بعد” هذه النتيجة التي يؤكد عليها “أنتوني بلنكن” نائب وزير الخارجية في إدارة أوباما، ظل المحللون والباحثون الأجانب يدندنون حولها طيلة الأسبوعين الماضيين، في مواجهة الاحتفال العراقي الرسمي بهزيمة التنظيم في الموصل.

مقاله المنشور في معهد أسبن لا ينفي أن يكون “تحرير الموصل- عاصمة تنظيم الدولة بحكم الأمر الواقع في العراق- يمثل نقطة تحولٍ في الحرب ضد أخطر جماعة إرهابية في العالم”. لكنه يشير إلى أن إدارة ترامب وإن كان لها الحق في الاحتفال بنهاية الخلافة كما عرفناها خلال السنوات الماضية، فمن المبكر جداً أن تشعر بالراحة، خاصةً في غياب استراتيجية لما بعد داعش.

ضع تعليقاَ