مارس 29, 2024

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث العالمية في النصف الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2016

 

يستعرض هذا الموجز: دور الصين الحذر في الشرق الأوسط، وتأثير الانتخابات البرلمانية الإيرانية المقبلة على مستقبل السياسة الداخلية في ظل الاتفاق النووي، والدور المتنامي لقوات “الباسيج” الإيرانية على المستويين المحلي والإقليمي، وطموحات طهران في تدشين قواعد بحرية في سوريا واليمن، وتحوُّل المستوطنات الإسرائيلية إلى موضوع قانوني مثير للجدل في الأمم المتحدة، وآخر تطورات العلاقات المصرية-الإسرائيلية، والتحديات التي تواجه المسيحيين المصريين في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب، ومقابلة مع القيادي السابق للجماعة الإسلامية في لبنان ربيع دندشلي، وطبيعة التعاون بين روسيا وتركيا في سوريا، والخيارات المتاحة أمام ترامب للتعامل مع الصفقة الإيرانية.

 

– أندرو سكوبيل، علي رضا نادر- مؤسسة راند: التنين الحذر.. الصين في الشرق الأوسط

– بايام محسني- معهد بلفر: الانتخابات البرلمانية الإيرانية 2016 ومستقبل السياسة الداخلية في ظل خطة العمل المشتركة الشاملة

– فرزين نديمي- معهد واشنطن: قوات “الباسيج” الإيرانية تدرس احتمال اضطلاعها بدور أكبر محليا وإقليميا

– إفرايم كام- معهد دراسات الأمن القومي: إيران.. قواعد بحرية في سوريا واليمن؟

– دوري جولد- مركز القدس للشؤون العامة:  كيف أصبحت المستوطنات الإسرائيلية موضوعا قانونيًا مثيرا للجدل في الأمم المتحدة؟

– محمد سليمان- معهد واشنطن: عهد جديد من العلاقات المصرية-الإسرائيلية؟

ميدل إيست بريفنج: استهداف مسيحيي مصر.. مَن؟ ولماذا؟

– يوني بن مناحيم- مركز القدس للشئون العامة: الإرهاب المتنامي في مصر

  • شادي حميد، ويليام ماكانتس- بروكنجز: مقابلة مع القيادي السابق للجماعة الإسلامية في لبنان ربيع دندشلي

– حوار كاثي جيلسينان مع ستيفن كوك- مجلس العلاقات الخارجية/ذي أتلانتك:  ما الذي تقوم به روسيا وتركيا في سوريا

– لي سميث- معهد هدسون: ترامب وفخ الصفقة الإيرانية.. “إعادة التفاوض” أم “التنفيذ”

إنتليجنس أونلاين: السعودية تسعى لتهميش عمان في مجلس التعاون الخليجي

– آرون ستاين، ترينكيد فالكونيس- أتلانتك كاونسل: مستقبل العلاقات الأوروبية-التركية

– بيفرلي ميلتون-إدواردز، سمية عطية- بروكنجز: اغتيال أندري كارلوف.. ماذا تعني وفاته للعلاقات التركية-الروسية

مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية: بعد حلب.. سطوة إيران وتداعياتها

– دوج باندو- معهد كاتو/ناشيونال إنتريست: لماذا الانتخابات الكويتية مهمة

– آرون ستاين- أتلانتك كاونسل: البرنامج النووي التركي

– شبلي تلحمي، سارة يركس، أدريانا بيتا- بروكنجز: السياسة الأمريكية والشرق الأوسط.. الاستقطاب والاستقرار الإقليمي

 

– أندرو سكوبيل، علي رضا نادر- مؤسسة راند: التنين الحذر.. الصين في الشرق الأوسط

دراسة قوامها 111 صفحة، أصدرتها مؤسسة راند البحثية الأمريكية تحت عنوان “الصين في الشرق الأوسط.. التنين الحذر“.

أعدها محللان سياسيان رفيعا المستوى؛ أحدهما متخصص في العلاقات الأمريكية-الصينية، هو: أندرو سكوبيل، والآخر متخصص في السياسة الدولية، وتركز أبحاثه في الديناميات السياسية لإيران، ونخبة صنع القرار، والسياسة الخارجية الإيرانية، هو: علي رضا نادر.

محور الدراسة

تركز الدراسة على تزايد نشاط الصين في منطقة الشرق الأوسط، بموازاة قلق قوى إقليمية مما يعتبرونه تراجع التزام الولايات المتحدة.

وتبحث في مصالح الصين في المنطقة، وتُقَيِّم أنشطتها الاقتصادية والسياسية الأمنية في الشرق الأوسط؛ لتحديد ما إذا كانت تمتلك استراتيجية محددة، وماذا تعني هذه الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة.

تسلط الدراسة الضوء على علاقات الصين مع شريكين رئيسيين في الشرق الأوسط، هما: السعودية وإيران، وتخلُص إلى أن الصين اعتمدت سياسة “التنين الحذر” تجاة المنطقة؛ حيث تتسم بالتردد حيال تخصيص موارد دبلوماسية أو عسكرية كبيرة لحماية مصالحها المتنامية في مجال الطاقة، والمجالات الاقتصادية الأخرى.

لكن في المقابل، لا تشكل الصين تهديدا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، ومن المرجح أن تبقى واشنطن هي الفاعل الرئيس على الصعيد الأمني في الشرق الأوسط خلال المستقبل المنظور.

توصي الدراسة بأن تتبنى الولايات المتحدة استراتيجية ذات شقين فيما يتعلق بالصين والشرق الأوسط: أولا؛ ينبغي على الولايات المتحدة أن تشجع الصين، إلى جانب القوى الآسيوية الأخرى، لتصبح أكثر انخراطا في الجهود المبذولة لتحسين الاستقرار في الشرق الأوسط.

ثانيا؛ ينبغي على الولايات المتحدة أن تعمل على طمأنة شركاء الشرق الأوسط بشأن استمرارية التزامها الأمني حيال المنطقة.

النتائج الرئيسية

* اعتمدت الصين استراتيجية “التنين الحذِر” حيال الشرق الأوسط:

– تسلك الصين مسارا حَذِرًا في تعاملها مع الشرق الأوسط. وتسعى لحماية مصالحها الآخذة في التوسع من خلال عدم الانحياز إلى أي طرف في الصراعات والخلافات.

– تتجنب الصين الإفصاح عن سياسة أو استراتيجية محددة تجاه الشرق الأوسط، ولا تتعهد بأي التزامات صارمة لأي دولة، بما لا يتجاوز ما هو ضروري للحفاظ على العلاقات التجارية الودية والعلاقات الدبلوماسية والأمنية البراجماتية.

* لدى الصين أربعة اهتمامات رئيسية في الشرق الأوسط:

– يبدو أن أمن الطاقة والرهانات الاقتصادية هي مصالح الصين العليا.

– تهتم الصين أيضا بوضعها الجغرافي الاستراتيجي، وتسعى لتحقيق التوازن ضد النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، لكنها في الوقت ذاته لا تمارس معارضة نشطة لواشنطن.

– تريد الصين ضمان الاستقرار الداخلي، ما ينطوي على سحق أي انتقاد علني لسياسات الصين، خاصة فيما يتعلق بالمسلمين الصينيين واليوغور في شينجيانغ.

– تهدف الصين إلى تعزيز مكانتها كقوة عظمى.

* الصين لا تشكل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة:

– تُصَحِّح الصين ما يميل إلى أن يكون تركيزًا مفرطًا بشكل غير متوازن إلى الشرق من حيث التنمية الاقتصادية وحماية الأمن القومي.

– إعادة التوازن الصيني ليس رد فعل لإعادة توازن إدارة أوباما وليس ظاهرة جديدة.

– الصين والولايات المتحدة لديهما مصالح متداخلة في الشرق الأوسط، وكلاهما يرغب في الاستقرار وضمان وصول غير مقيد إلى الطاقة.

– الحفاظ على قدر من الاستقرار في المنطقة يتطلب جهودا حثيثة من القوى الخارجية. هذا هو الدور الذي لم تكن الصين راغبة أو قادرة على القيام به. والولايات المتحدة هي الفاعل الأساسي القادر على القيام بهذا الدور، ويبدو أن الصين، خلال المستقبل المنظور، ستكون متقبلة لهذا الوضع.

– في حين ترى الصين نفسها عالقة في تنافس من طراز القوى العظمى مع الولايات المتحدة، فإنها ترغب في الحفاظ على مناخ عام من العلاقات الأمريكية-الصينية التي تتسم بالود والتعاون.

توصيات

– يجب على الولايات المتحدة أن تشجع الصين، إلى جانب القوى الآسيوية الأخرى، لتصبح أكثر انخراطا في الجهود المبذولة لدعم الاستقرار الإقليمي.

– يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على طمأنة شركائها بشأن التزامها الدائم بأمن المنطقة.

– يجب أن تكون وزارة الدفاع الأمريكية منفتحة على فكر جديد في الشرق الأوسط، وأساليب عمل جديدة لحماية مصالح الولايات المتحدة الرئيسية، بما في ذلك إمكانية التعاون مع الصين في الشرق الأوسط.

 

– بايام محسني- معهد بلفر: الانتخابات البرلمانية الإيرانية 2016 ومستقبل السياسة الداخلية في ظل خطة العمل المشتركة الشاملة

لا تقتصر أهمية الاتفاق الذي توصلت إليه إيران والقوى العالمية على الجغرافيا السياسية الدولية بنطاقها الأوسع، لكن ترتبت عليه أيضًا آثارًا سياسية محلية حقيقية داخل الجمهورية الإسلامية، ابتداء من الانقسام الذي أحدثته الصفقة في صفوف المحافظين ما سهَّل صعود “روحاني” إلى مقعد الرئاسة في عام 2013.

هذه الشقوق في جدار النخبة الإيرانية لا تزال بارزة حتى اليوم، وساهمت في تشكيل فصيل جديد من “رجال الدين العصريين” الذين تحالفوا مع روحاني من أجل استعادة القدرة على الوصول إلى الأسواق العالمية المربحة.

وبالتالي فإن الانتخابات الرئاسية القادمة، في عام 2017، سوف تعكس قدرة

روحاني على إدارة مثلث السلطة.

إذا كانت المكاسب الاقتصادية جوهرية بما يكفي، واستطاع روحاني مواصلة القيام بدور رمانة الميزان بين القطبين المتعارضين داخل ائتلافه؛ من المرجح أن يستمر في منصب الرئيس.

أما إذا أوغل روحاني في استعداء رجال الدين العصريين أو الإصلاحيين، أو لم تثمر سياسته الاقتصادية مكاسب ملموسة للشعب الإيراني؛ فإن اليسار الديني سيحاول بالتأكيد الاستفادة من أوجه القصور هذه، وتشكيل تحالف مع اليمين الديني ودفع خصومه للخروج من دهاليز السلطة، كما حدث خلال عهد أحمدي نجاد.

كما أن انتخاب ترامب يمثل تحديًا للخطاب للسياسة المحلية والخارجية التي ينتهجها روحاني. وإذا قامت الولايات المتحدة من جانب واحد بأعمال عدائية ضد إيران، فإن المنصة السياسية التي يرتكز عليها ائتلاف روحاني ستنهار برمتها، ويرجح أن يصعد تشكيل جديد يهدف إلى إعادة إدماج اليسار الديني.

 

– فرزين نديمي- معهد واشنطن: قوات “الباسيج” الإيرانية تدرس احتمال اضطلاعها بدور أكبر محليا وإقليميا

عيّن المرشد الأعلى علي خامنئي الجنرال غلام حسين غيب برور رئيساً جديداً للقوات الإيرانية شبه العسكرية المعروفة باسم “الباسيج”، بدلا من محمد نقدي الذي تولى هذا المنصب لسبعة أعوام.

يسلّط هذا التغيير الضوء، من بين أمور أخرى، على حرص طهران الواضح لتعزيز الدور الداخلي المحلي القمعي الذي تضطلع به قوات “الباسيج”، ولاستخدام الحرب السورية كميدان فعلي للتدقيق في الجيل القادم من قادة “فيلق الحرس الثوري الإسلامي” وتدريبه.

يشار إلى أن ساحات القتال في سوريا تمنح القوات العسكرية وشبه العسكرية الإيرانية فرصةً لتحسين مهاراتها القتالية والتنظيمية في ظل ظروف صعبة على نحو استثنائي. كما أن تدخّل هذه القوات هناك يساعد طهران على تأجيج نيران الحماسة الثورية في أوساط الشباب المتديّنين في الوطن.

وفي ظل استمرار الحرب السورية، لا يقتصر الدور الذي تلعبه إيران على إرسال قوات النخبة في مهام استشارية وداعمة فحسب، بل تُرسل أفراداً من “الباسيج”، أقلّ تدريباً لكن أكثر تحفيزاً، لتنفيذ مهمات قتالية غير محدودة. ونظراً إلى أن المعركة الرئيسية ستنتقل على ما يبدو من حلب (إلى محافظة إدلب على الأرجح)، يمكن توقُّع ازدياد عدد الشباب الإيرانيين في صفوف “الباسيج” الذين يقاتلون في سوريا خلال الأشهر المقبلة – وكذلك ارتفاع عدد الضحايا في صفوفهم.

 

– إفرايم كام- معهد دراسات الأمن القومي: إيران.. قواعد بحرية في سوريا واليمن؟

في أواخر نوفمبر، أعلن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية لقادة الأسطول الإيراني أن طهران قد تدشن قواعد بحرية في المستقبل بعيدا عن شواطئها، على الجزر أو كقواعد عائمة، وأن يومًا ما قد تمتلك الجمهورية الإسلامية قواعد على شواطئ اليمن أو سوريا.

تعكس هذه التصريحات الطموحات الأساسية للهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط، وفي بعض النواحي، ما هو أبعد. وتترجم إيرانطموحاتها التوسعية، بشكل ملموس،  عبر الجهود الرامية إلى ترسيخ طابعها المركزي كقوة إقليمية.

في هذه المرحلة، تحسن إسرائيل صنعا إذا راقبت التطورات ذات الصلة، رغم أنه ليس واضحا على الإطلاق ما إذا كانت القواعد سوف تُقام أصلا، وإذا حدث ذلك فمتى وكيف؟ وبناء عليه فإن مدى التهديد الذي تمثله لإسرائيل، وغيرها من الدول، لا يزال غير واضح.

غير أن إقامة قواعد بحرية قريبة نسبيا من إسرائيل يمنحها قدرة أكبر على تدميرها إذا لزم الأمر؛ ردا على استفزاز إيراني على سبيل المثال.

لكن في الوقت ذاته، من المحتمل أن تقدح أي عملية عسكرية ضد القاعدة البحرية الإيرانية في سوريا- سرًا أو علنًا- زناد الرد الإيراني، المباشر، أو من خلال حزب الله.

 

– دوري جولد- مركز القدس للشؤون العامة:  كيف أصبحت المستوطنات الإسرائيلية موضوعا قانونيًا مثيرا للجدل في الأمم المتحدة؟

يرى الباحث أن اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 لا تنطبق على النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، لكن على الوضع السوري؛ حيث يُهجَّر العرب السنة بشكل منهجي ويُملأ مكانهم بشيعة العراق ودول أخرى من أجل تغيير التركيبة السكانية للدولة السورية، وفقا لمصالح إيران، التي تريد تأسيس حزام شيعي من حدودها الغربية إلى البحر الأبيض المتوسط، بهدف بسط هيمنتها على الشرق الأوسط.

وبعدما طالب الدبلوماسي الإسرائيلي المخضرم الأمم المتحدة بعد إقرار مشروع قانون مناهض للمستوطنات، وحث الولايات المتحدة عى استخدام الفيتو ضد أي محاولة لتمريره- وهو ما حدث عكسه لاحقًا- طالب “جولد” الأمم المتحدة باتخاذ تدابير لوقف التطهير العرقي الذي يحدث اليوم بحق السكان السنة في منطقة الشرق الأوسط. مضيفًا: لكن هذا يتطلب الوقوف في وجه إيران وحلفائها، وهو ما تحجم عنه دول كثيرة في مجلس الأمن.

– محمد سليمان- معهد واشنطن: عهد جديد من العلاقات المصرية-الإسرائيلية؟

يعتبر الكاتب زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى القدس مرتين، أولاهما: في مقر الحكومة حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والثانية: للمشاركة في جنازة الرئيس الإسرائيلي الأسبق “شيمون بيريز”؛ “يعد تنازلا ضمنيا عن حق الفلسطينيين في القدس الشرقية، واعترافا عمليا بإسرائيلية القدس”.

ووصف أيضًا استقبال سفير مصر في تل أبيب، حازم خيرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين خلال احتفال السفارة المصرية في تل أبيب بالذكرى الرابعة والستين لثورة 23 يوليو، بأنه يمثل “تصالحا مع ماضي الصراع المصري- الإسرائيلي، والانتقال لمسار تحالف سياسي بين الدولتين”.

إجمالا، “ظلت العلاقات المصرية-الإسرائيلية خارج نطاق العلانية طوال العقود الأربعة التي تلت اتفاقية “كامب ديفيد”، لكن منذ صعود عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية، وهناك توجه واضح لتنشيط العلاقات مع إسرائيل”.

خلاصة القول: “تمثل تصريحات السيسي الخاصة بالسلام وإنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، تمثل تنازلاً عن أسس الدبلوماسية المصرية التقليدية التي لا تعترف بتقسيم القدس، كما تعكس النهج الجديد الذي اتخذته الإدارة المصرية في علاقتها مع إسرائيل”.

 

ميدل إيست بريفنج: استهداف مسيحيي مصر.. مَن؟ ولماذا؟

في حين كانت هناك أخطاء ارتكبته وحدات الشرطة المسؤولة عن أمن الكاتدرائية، يرى التحليل أنه من المتفهم أن قوات الشرطة والأمن لا يمكنها أن تفرض تدابير وقائية تمنع الإرهاب تماما. ومع ذلك، يؤكد وجود قصور منهجي أدى إلى عدم اكتشاف العبوة الناسفة التي يبلغ وزنها 27 رطلا قبل تهريبها إلى قسم النساء في الكنيسة.

يركز التحليل على الانقسام داخل جماعة الإخوان المسلمين بين الجناحين التقليدي والعنيف، ويربط بين صعود الإسلاميين منذ السبعينيات مع “الحملة المتواصلة التي تهدف إلى ترويع المسيحيين، وإجبارهم على الرحيل من منازلهم أو اعتناق الإسلام”.

يرصد المقال ما يعتبره إخفاقين كبيرين يؤطران لحظة الهجوم على كاتدرائية القاهرة والهجمات المماثلة: (1) لنهاية العنيفة لحكم الإخوان بعد عام واحد من وصولهم إلى السلطة (2) صعود القوى المناهضة للإسلام السياسي في العواصم الغربية الكبرى، لا سيما واشنطن.

ويضيف: فوز ترامب في نوفمبر الماضي أنهى أي قدرة “للجناح السياسي” داخل جماعة الإخوان المسلمين الذي كان يدعو لانتزاع السلطة عبر الوسائل السياسية، وهو ما يقوي الجناح المؤيد للعنف.

وخصص التحليل مساحة كبيرة في الختام للدعوة إلى توفير منصة للعلماء المستنيرين كي يعيدوا تفسير الإسلام لإنقاذ الشرق الأوسط مما يصفه بالقوى التي تحاول كسره من الداخل، وتجنيب العالم ويلات الهمجية السوداء التي تهب من المنطقة بين الفينة والأخرى.

 

– يوني بن مناحيم- مركز القدس للشئون العامة: الإرهاب المتنامي في مصر

يخلُص التحليل إلى أن تفجير الكنيسة القبطية في القاهرة يعكس تطورين مصيريين: (1) انتعاش جماعة الإخوان المسلمين من الضربات التي شنتها حكومة السيسي،

(2) تراخي الجهود الأمنية الحكومية، وربما التعب من محاربة الإرهاب.

رصد “بن مناحيم” الانتقادات الشعبية المتزايدة للإخفاقات الأمنية التي سمحت بحدوث هذه الهجمات، والغضب الذي وصل إلى صفحات جريدة الأهرام الحكومية التي نشرت مقالات حول الإخفاقات الأمنية.

ويضيف الكاتب: “تواجه حكومة الرئيس السيسي الآن تحديا جديدا يتمثل في الحرب على الإرهاب. والتحدي الرئيس الذي يواجه السيسي هو: وقف موجة الرعب الجديدة التي تبثها الراديكالية الإسلامية، بينما لا تزال في بداياتها”.

 

شادي حميد، ويليام ماكانتس- بروكنجز: مقابلة مع القيادي السابق للجماعة الإسلامية في لبنان ربيع دندشلي

استهل دندشلي النقاش بالتأكيد على الطابع الاسلامي لحزبه في المجال السياسي المزدحم دون تنفير غير المسلمين وغير الإسلاميين.

ثم ناقش الخطاب الذي يعلنه تنظيم الدولة، والحاجة إلى التحدث بصراحة عن العوامل الدينية. ويتطرق أيضًا إلى عسكرة السياسة في لبنان، مشيرًا أيضًا إلى خطورة الإخفاقات على مستوى الحكم، والزيادة الكبيرة في أعداد اللاجئين، والآثار غير المباشرة للحرب الأهلية السورية.

يمكن مشاهدة اللقاء كاملا، عبر هذا الرابط.

 

– حوار كاثي جيلسينان مع ستيفن كوك- مجلس العلاقات الخارجية/ذي أتلانتك:  ما الذي تقوم به روسيا وتركيا في سوريا

في الوقت الراهن، طبيعة التعاون بين تركيا وروسيا هي أن كل شيء في الأساس قيد التفاوض، ولم يتوصل الطرفان في الواقع إلى أي نوع من الاتفاق، ولا أحد يعرف ما سيحدث مستقبلا، وما إذا كان هذا الالتزام بالتنسيق سوف يُتَرجَم إلى أي شيء.

وأرجع “كوك” اهتمام الأتراك بالعمل مع الروس لأن موسكو تمتلك نفوذًا واضحًا للتأثير على سير عمليات الإخلاء. كما أثنى على أنقرة التي تضامنت مع أهل حلب، وفتحت الحدود، ووفرت مخرجًا آمنا لـ 80 ألف شخص.

حول أهداف تركيا في سوريا، رصد “كوك” ثلاث نقاط، هي:

  • ضرورة رحيل الأسد،
  • منع الأكراد السوريين من إقامة دولة ستكون لها انعكاسات على وحدة تركيا وأمنها.
  • مواجهة تنظيم الدولة، لكن بدرجة أقل من الأولوية مقارنة بالهدفين السابقين.

 

– لي سميث- معهد هدسون: ترامب وفخ الصفقة الإيرانية.. “إعادة التفاوض” أم “التنفيذ”

انسَ الصين، والطائرات بدون طيار تحت الماء، والقرصنة والتسريبات الروسية، لأنها كلها قضايا هامشية، أما القضية الرئيسية على طاولة السياسة الخارجية الأمريكية فلا تزال هي الاتفاق النووي مع إيران.

صحيح أن دونالد ترامب وعد بنقض الاتفاق في اليوم الأول بعد توليه الرئاسة، لكن هذا لن يحدث لأنه يعني أن القائد الجديد يضع الولايات المتحدة على أهبة خوض صراع مع الدولة الراعية للإرهاب حتى قبل أن تبدأ تجهيزات احتفال التنصيب الشهر المقبل في فندق ترامب الدولي الذي افتتح حديثا.

 

روسيا تعمل على إيجاد حل في سوريا مستبعدة كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا

نشر معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط “ميمري” الأمريكي تقريرا؛ بتاريخ 29 كانون الأول/ ديسمبر 2016 للباحثين ” تريدمان وموزس” بعنوان “روسيا تعمل على إيجاد حل في سوريا مستبعدة كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا”  والذي تحدث فيه عن الاجتماع الذي عقد يوم 20 كانون الأول/ ديسمبر في موسكو من أجل إيجاد حلول للأزمة السورية.

حضر هذا الاجتماع كل من وزراء خارجية ودفاع روسيا، وتركيا،  وإيران، لكن لم يطلب من الولايات المتحدة أن تكون طرفا في الاجتماع.

وأشار التقرير، في بدايته، إلى أن هذه المبادرات تعكس رغبة روسيا في ايجاد حل سياسي للأزمة السورية يتماشى مع وجهات نظرها وأهدافها. وأتت هذه الخطوة إثر الانتصار الذي حققته القوات النظامية والفشل الذريع الذي تكبده المجتمع المدني وخاصة الولايات المتحدة. ولذلك تسعى روسيا إلى الحصول على دعم الرعاة الأساسيين للمعارضة، حيث أنها بعد أن تأكدت من مساندة تركيا لها، دعت المملكة العربية السعودية للانضمام إلى هذا الحلف، متجاهلة كلا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

كما ذكر التقرير أن إعلان موسكو وتصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في المؤتمر الصحفي الذي أعقب الاجتماع، يُظهر عزم روسيا على خلق إطار بديل لإجراء محادثات بين النظام والمعارضة في سوريا. كما أنها أيضا تحاول أن تفرض نفسها على أساس أنها الراعي الرئيسي لهذه العملية.

وفي هذا السياق، قال لافروف: “الإطار الذي ندافع عنه هو الأكثر فعالية” وذلك جنبا إلى جنب مع تركيا وإيران. وهم بذالك استبعدوا كلا من الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذين يمثلون الطرف المقابل في هذه المفاوضات.

وأشار التقرير إلى أن هذه المفاوضات تقطع تماما مع مؤتمر جنيف الأول وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 224، الذي صدر في كانون الأول/ ديسمبر سنة 2015 ويتضمن البيان:

–        الاعتراف بسيادة واستقلالية سوريا باعتبارها دولة علمانية وديمقراطية.

–        ضرورة إدراك أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة.

–        تقدير المجهودات المبذولة من قبل الأمم المتحدة لحل الأزمة، وفقا لقرار 2254 لمجلس الأمن.

وذكر التقرير أن روسيا وتركيا وإيران يسعون إلى وضع حدٍ لمعاناة المدنيين الأبرياء والتصدي للإرهاب، ولكن من دون الإطاحة بنظام بشار الأسد. بالإضافة إلى ذلك تعزم الدول الثلاث على محاربة تنظيم الدولة وجبهة النصرة وفصلها عن فصائل المعارضة المسلحة الأخرى.

ونوهت الصحيفة  بأنه على الرغم من الدور المهم الذي تضطلع به الأمم المتحدة، إلا أن لافروف تجاهل طلب المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا، ستيفان دي ميستورا، لإجراء محادثات بين الأطراف السورية في جنيف في فبراير/ شباط 2017؛ مُدعيا أن “جهود الأمم المتحدة قد فشلت وأن الجزء الذي تم إقراره اليوم (أي إعلان موسكو) هو الأكثر فاعلية”. كما قال إن “المجموعة الدولية لدعم سوريا، كانت غير قادرة على تطبيق قراراتها أو حتى على إنشاء جهاز للتأكد من تنفيذها”.

وفي الختام، نقل التقرير تصريحات وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الذي بدوره قال إن “جميع المحاولات السابقة لإقامة حوار مع الأطراف المشاركة في النزاع، التي أقيمت من قبل الولايات المتحدة وشركاؤها، باءت بالفشل. ولم يكن لها تأثير حقيقي على الأحداث التي تجري على أرض الواقع”.

 

“داعش يصوت لليمين المتطرف”

نشر موقع “لا ريغل دي جو” الفرنسي تقريرا؛ بتاريخ 20 كانون الأول/ ديسمبر 2016، للصحفي والباحث الفرنسي “برنار شالشا”،  تقريرا تحت عنوان: “تنظيم الدولة يصوت لليمين المتطرف”، تحدث فيه عن كيفية مساهمة العملية الإرهابية التي جدت في سوق عيد الميلاد في ألمانيا في تمهيد الطريق للأحزاب المعادية للأجانب، وعلى وجه الخصوص الأحزاب اليمينية المتطرفة والشعبويين والقوميين، للصعود إلى السلطة. ولعل هذه الهجمات الإرهابية ستخدم مصالح هذه الأطراف السياسية المعادية لميركل والمساندة لبوتين.

وذكر الكاتب، في بداية التقرير، أن برلين أصبحت هدفا آخر لمقاتلي تنظيم الدولة بعد تنفيذ عملية نيس في 14 تموز/ يوليو 2016، وبذلك أعلن التنظيم الإرهابي الحرب على أوروبا ودول الغرب. وقد تجرأ التنظيم على استهداف دولة أوروبية أخرى من خلال عملية برلين في 19 كانون الأول/ ديسمبر، التي أقدم فيها أحد المتشددين دينيا على قيادة شاحنة في  أحد أشهر أسواق عيد الميلاد في برلين. وخلفت هذه الحادثة المروعة اثني عشر قتيلا وخمسين جريحا.

وأشار التقرير إلى أن هذه العملية، وفقا لما عهده المحللون العسكريون، ليست من تدبير قادة تنظيم الدولة، فهي شبيهة بالهجمات التي نفذها المنتسبون لحركة حماس في إسرائيل. إذ يبدو أن كل ما كان يهم مرتكب العملية، في تلك اللحظة، هو لقب البطل الأسطوري الذي سينسب له بعد دهس عشرات الأبرياء بتلك الشاحنة.

كما أفاد التقرير أن الأبحاث الأولية التي قامت بها السلطات الألمانية أفضت إلى أنه من المحتمل أن يكون مرتكب العملية من أحد اللاجئين اللذين توافدوا على ألمانيا في الفترة الأخيرة. لكن هذه الحادثة ألقت بظلالها على سياسة انجيلا ميركل المتبعة مع اللاجئين والتي ترحب بهم وتحتضنهم في ألمانيا. كما إنها أضعفت من موقف المستشارة الألمانية وجعلتها عرضة لانتقادات أحزاب اليمين المتطرف داخل ألمانيا وخارجها.

ووفقا لما صرح به بعض السياسيين الفرنسيين، فإن الإرهابيين قد اغتنموا فرصة تدفق المئات من المهاجرين لدخول الدول الأوروبية ولتنفيذ مخططاتهم الدنيئة.

وجاء في التقرير أن عدد القتلة اللذين اخترقوا الحدود الأوروبية، إثر عمليات نقل اللاجئين، يتراوح عددهم بين 100 و150 عنصر متطرف تابع لتنظيم الدولة. وللأسف يستغل الساسة المناهضون لسياسة استقبال اللاجئين والمهاجرين هذه الأزمة الأمنية لبث الخوف في قلوب المجتمعات الغربية ولتعزيز ظاهرة الاسلاموفوبيا ومعاداة الأجانب، التي من شأنها أن تخدم مصالح اليمين المتطرف.

وذكر التقرير أن هذه الهجمة الإرهابية الغادرة لم تكن نتائجها مقتصرة على قتل وجرح العشرات، بل خلّفت لهم ذكريات أليمة لن تشفى آثارها لسنوات، ناهيك عن تعميقها لأزمة اللاجئين ولظاهرة العنصرية ومعاداة العرب والمسلمين. إن هذه الهجمات الإرهابية ليست العامل الوحيد الذي يكمن وراء صعود الأحزاب اليمينية المتشددة إلى السلطة في مختلف الدول الأوروبية، فروسيا تلعب أيضا دورا هامًا في مساندة هذه الأحزاب ماديًا ومعنويًا خاصة في أوروبا الشرقية.

وفي الختام، ذكر التقرير أن مفهوم دونالد ترامب عن المتطرفين الذين يستهدفون المسيحيين في دور العبادة يعتبر خاطئا نسبيا، لأن أغلب الحوادث التي شنها الإرهابيون لم تكن في الكنائس والمعابد، بل كانت في متحف باردو في تونس، وصحيفة شارلي إيبدو في فرنسا، وفي الرقة التي يُعدم فيها كل يوم المئات من الأبرياء على يد المنتسبين لتنظيم الدولة. إذا، يجب على ترامب أن يعرف أن مقاتلي تنظيم الدولة لا يستهدفون فقط المسيحيون، بل يهاجمون كل مخالفٍ لهم من مسلمين أو كاثوليكيين أو أقباط أو ملحدين أو يهود.

ميديا بار: “آرثر كوسناي”:  “كل الأطراف الفاعلة في الصراع السوري تعتقد أنها قادرة على الفوز بالحرب

نشر موقع “ميديا بار” الفرنسي مقابلة للكاتب “جوزيف كونفافري” مع الباحث ودكتور العلوم السياسية في باريس “آرثر كوسناي”، تحت عنوان “كل الأطراف الفاعلة في الصراع السوري تعتقد أنها قادرة على الفوز بالحرب”، تحدث فيها الباحث الفرنسي عن تطورات الوضع في سوريا، وأبعاد المعركة في حلب.

وقال الباحث في حواره مع الموقع إن الحرب السورية بكل أبعادها أعمق من أن نستطيع اختزالها في معركة حلب. وقد يكون النظام السوري نجح في فرض قواعده في المعادلة العسكرية والسياسية بعد السيطرة على جزء كبير من حلب، لكن هذا الانتصار يخفي وراءه مخاطر حقيقية تتعلق بتركيبة الجيش النظامي، والقوات الموالية له، فالنظام السوري لا يخوض معركة حلب منفردا، بل يراهن في ذلك على دعم عديد الميليشيات القتالية التي لديها في بعض الأحيان مصالح متضاربة، ما يعني أن هذا التحالف الهشّ قد ينهار في أي لحظة بعد فرض السيطرة الكاملة على حلب.

وأضاف الباحث أن سقوط مدينة حلب في أيدي النظام السوري يُعتبر خسارة حقيقة للغرب، بقدر ما هو خسارة للمعارضة السورية. وفي الحقيقة، لعبت مدينة حلب التي تُعتبر ثاني أكبر مدينة سورية، أو العاصمة الثانية للبلاد، دورا رئيسيا في دعم المعارضة السورية التي اتخذتها منذ بداية الثورة السورية عاصمة لها، وقاعدتها الإستراتيجية. وقد راهنت المعارضة السورية دائما على الدعم الذي يقدمه الغرب لها، ولذلك احتضنت حلب عديد الصحفيين، والباحثين، والمنظمات الغربية، ما يعكس طبيعة الخسارة التي قد يتكبدها الغرب في حال سقطت المدينة تماما في أيدي النظام.

وذكر الباحث أن أوروبا تدير الوضع السوري بأيادي مرتعشة، وهو ما يمكن ربطه نسبيا بقضية اللاجئين التي تلعب فيها تركيا دورا رئيسيا، لأن أي تحركات خاطئة يمكن أن تقوم بها أوروبا قد تؤدي إلى تعقيد الوضع على الحدود الأوروبية. وإذا كانت أفواج اللاجئين السوريين قد تراجعت على الحدود الأوروبية خلال الفترة الأخيرة، فإن ذلك يعود أساسا إلى الدور التركي في هذا المجال، بعد أن أحكمت تركيا سدّ المنافذ أمام اللاجئين. لكن إذا أراد النظام السوري تعقيد الوضع، وتهديد أمن تركيا، فإن توسع المعارك نحو الشمال السوري قد يعني خروج الأمر عن السيطرة، وتدفق مليون لاجئ سوري، إلى تركيا، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى تعقيد الأوضاع على الحدود الأوروبية.

  

إسرائيل-فلسطين: قرار 2334، هل هو حل أم انتقام من أوباما؟

 

نشر موقع “ميديا بار” الفرنسي دراسة للباحث الفرنسي “ران باكمان” بتاريخ 25 كانون الأول/ ديسمبر، تحدث فيها عن امتناع أوباما عن استخدام الفيتو ضد قرار يدين عمليات الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، الأمر الذي أثار غضب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال الكاتب إن الفلسطينيين يعتبرون القرار عدد 2334 نصرا دبلوماسيا رمزيا، لن يغير شيئا في مصيرهم وواقعهم الحالي، ولكن يمكن أن يسهل تنظيم حركة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.

وأضاف الكاتب أن هذا القرار لاقى استحسان القيادة الفلسطينية التي اعتبرته “انتصارا للقانون الدولي”. في حين، أدان العديد من المسؤولين الإسرائيليين هذا القرار، واعتبروه “مخجلا” و”معاديا للسامية”. ولكن القرار 2334 للأمم المتحدة، الذي تبناه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 23 كانون الأول/ديسمبر 2016، الذي يحث على وضع نهاية للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، قد لا يستحق في واقع الأمر هذا التشريف من الفلسطينيين، أو ذلك الغضب من إسرائيل.

وأشار الكاتب إلى أن أكثر من 35 سنة مرت على قرار 465 الذي جاء في مارس 1980، وندد بتوسع المستوطنات الإسرائيلية، واعتبر إقامة المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة أمرا غير قانوني وانتهاكا صارخا للقانون الدولي، وعقبة رئيسية أمام تنفيذ حل الدولتين من أجل إقامة سلام شامل وعادل ومستدام” بينهما.

دعا هذا القرار إسرائيل إلى “الوقف الفوري وبشكل كامل لكل النشاطات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، والامتثال لجميع التزاماتها القانونية في هذه المسألة”.

وذكر الكاتب أن القرار يدعو أيضا جميع الدول إلى “التمييز في علاقاتها بين مجال إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ سنة 1967″. كما تضمن هذا النص دعوة صريحة إلى اتخاذ تدابير فورية لمنع جميع أعمال العنف ضد المدنيين، بما في ذلك أعمال الإرهاب وأعمال الاستفزاز والتدمير”. كما حث على تكثيف وتسريع الجهود الدولية والإقليمية الدبلوماسية “على وجه الخصوص” قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، بالرجوع إلى بنود مؤتمر مدريد وخارطة الطريق للجنة الرباعية “.

وفي الختام، سلطت وثيقة القرار الضوء على الجهود الجارية لدفع مبادرة السلام العربية، ومبادرة فرنسا لعقد مؤتمر دولي للسلام، والجهود التي بذلتها مؤخرا اللجنة الرباعية، إلى جانب مصر وروسيا.

وتجدر الإشارة إلى أن مواقف أوباما المعادية نسبيا لنتنياهو التي أبداها طيلة السنوات الثماني الماضية، لم تمنع واشنطن من تخصيص مساعدات عسكرية لإسرائيل تصل قيمتها إلى قرابة 38 مليار دولار.

 

الأجانب في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي

 

نشر موقع “الشرق في القرن الحادي والعشرين” دراسة حول المقاتلين الأجانب في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي للكاتب الفرنسي مارك شيل لوباران. وتحدث فيها عن الدول التي تقبل بتواجد أجانب في صفوف قواتها المسلحة، وعن أهم شروط الانتداب مع التركيز على جيش الاحتلال التابع للكيان الصهيوني.

 

تفتح عشرات الدول في العالم أبوابها للأجانب الذين يريدون التطوع أو الانضمام لجيوشها، لكن يبقى الكيان الصهيوني الوحيد الذي يفرض على الأجانب المتطوعين في جيشه أن يكونوا ذوي خلفية عرقية يهودية. وفي المقابل، كيف يصمت المجتمع الدولي على التحاق أجانب من مختلف العالم بجيش يمثل الذراع المسلح للاحتلال الصهيوني لفلسطين.

 

في فرنسا مثلا، أسس الفيلق العسكري الأجنبي داخل الجيش الفرنسي سنة 1831 من قبل الملك لويس فيليب الأول، ليقرب بين مختلف الجنود  الأجانب. ثم يقع منح الجنسية الفرنسية للجندي الأجنبي في حالة إصابته بجروح في ساحة القتال، ولا يتحصل عليها إلا إذا طلبها.

 

بالنسبة للولايات المتحدة فالأمر مختلف، إذ يتمثل الشرط الوحيد لالتحاق الأجنبي بالجيش الأمريكي أن يكون متحصل على “الورقة الخضراء”، بلغة أدق أن يكون مقيما شرعيا دائما في الولايات المتحدة. يرتدي في الوقت الحالي قرابة 30 ألف جندي أجنبي الزي العسكري الأمريكي، في حين ينظم سنويا خمسة آلاف أجنبي لصفوف الجيش الأمريكي. مع العلم أن نسبة الولاء للجيش الأمريكي مرتفعة لدى الأجانب أكثر من الأمريكيين الأصليين أنفسهم.

 

أما بالنسبة للملكة المتحدة، فقد اتبعت طريقة ما بعد الفترة الاستعمارية، أي انتداب أجانب من دول الكومنولث، أو كما تسمى برابطة الشعوب البريطانيّة. كذلك اتخذت إسبانيا نفس المنهج تقريبا من خلال السماح لمتطوعين من مستعمراتها السابقة في أمريكيا اللاتينية بالانضمام لجيشها النظامي. أما روسيا فهي تفتح أبواب جيشها في وجه كل مواطن من دول الإتحاد السوفيتي السابق.

 

ومن جهة أخرى، يفتح جيش الاحتلال جميع الأبواب في وجه أي أجنبي يريد ارتداء زيه الرسمي، بشرط أن يكون إما معتنقا لليهودية أو من والدين أو جدين يهوديين.

 

وفي السياق نفسه، تعود فكرة انضمام أجانب لصوف جيش الاحتلال لأواخر الحرب العالمية الثانية، عندما أعلن آلاف المتطوعين من عشرات الدول، ويطلق عليهم اسم”ماهال”، تأييدهم المسلح للدفاع عن قيام ما يسمى “بالكيان الصهيوني”. ثم بعد سنة 1948، ساعد “ماهال” في تكوين جيش الاحتلال الإسرائيلي. وما زال إلى يومنا هذا يطلق على الجنود الأجانب في جيش الاحتلال اسم “ماهال”.

 

وقد كانت مهام هؤلاء المتطوعين تتمثل في الهجوم على القرى والبلدات الفلسطينية. وقد مدد الكيان الصهيوني في فترة الخدمة العسكرية لمدة 18 شهرا للذكور وستة أشهر للإناث غير المتزوجات. أما بالنسبة لليهود غير الإسرائيليين، فقد وقع تمديد خدمتهم لمدة شهرين مع الرفع في أجورهم من خلال إضافة مبلغ 1500 دولار مع تمتعهم ببعض الامتيازات المدنية.

 

وحسب تقرير نشر سنة 2007 لصحيفة “جوريزاليم بوست” العبرية، فإن عدد المتطوعين الأجانب محدود للغاية، أي قرابة الألف متطوع أجنبي يقاتل في صفوف جيش الاحتلال.

 

والغرض من هذا التطوع في الجيش الإسرائيلي هو تعزيز شبكات التضامن مع الحركة الصهيونية العالمية داخل المجتمعات اليهودية في العالم. وهذه الإستراتيجية ليست وليدة اللحظة وإنما بدأت منذ قيام الكيان الصهيوني.

 

من جانب آخر، دعم الكيان الصهيوني مركزه عالميا عن طريق زيادة تدفقات الهجرة اليهودية وخاصة الفرنسية منها للأراضي المحتلة حيث بلغت نسبة المهاجرين اليهود الأوروبيين، والتي ارتفعت خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2013، إلى 49 بالمائة  (من 1469 مهاجر إلى 2185 مهاجر في الفترة نفسها) .

 

في المقابل، وفي سنة 2012، غادر قرابة 16 ألف من يهود الكيان الصهيوني نحو أمريكا الشمالية وأوروبا بحثا عن حياة اجتماعية واقتصادية أفضل وآمن وبعيدا عن الحروب والمعارك.

 

 

 

 

* عناوين أخرى:

إنتليجنس أونلاين: السعودية تسعى لتهميش عمان في مجلس التعاون الخليجي

– آرون ستاين، ترينكيد فالكونيس- أتلانتك كاونسل: مستقبل العلاقات الأوروبية-التركية

– بيفرلي ميلتون-إدواردز، سمية عطية- بروكنجز: اغتيال أندري كارلوف.. ماذا تعني وفاته للعلاقات التركية-الروسية

مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية: بعد حلب.. سطوة إيران وتداعياتها

– دوج باندو- معهد كاتو/ناشيونال إنتريست: لماذا الانتخابات الكويتية مهمة

– آرون ستاين- أتلانتك كاونسل: البرنامج النووي التركي

– شبلي تلحمي، سارة يركس، أدريانا بيتا- بروكنجز: السياسة الأمريكية والشرق الأوسط.. الاستقطاب والاستقرار الإقليمي

ضع تعليقاَ