أبريل 19, 2024

السبت 16 كانون الثاني – الجوع يفتك بالمحاصرين في سوريا

AFP سوريون بالقرب من مضايا ينتظرون وصول المساعدات ---------- Syrians wait for the arrival of an aid convoy on January 11, 2016 in the besieged town of Madaya

خصصت الصحف الغربية عشرات التقارير لرصد تفاصيل الوضع الإنساني المتدهور في سوريا، وتطرقت بعض التغطيات للاتهامات الأمريكية-الروسية المتبادلة باستهداف المدنيين واستغلال معاناة السوريين سياسياً، فيما حظيت وثيقة “الاتفاق المفتوح” بين روسيا وسوريا باهتمام إعلامي كبير، هذا إلى جانب بعض التقارير عن تفاصيل المعركة على الأرض، وجدوى الاستراتيجية الأمريكية، وخطورة النهج الروسي.

خصصت الصحف الغربية عشرات التقارير لرصد تفاصيل الوضع الإنساني المتدهور في سوريا، وتطرقت بعض التغطيات للاتهامات الأمريكية-الروسية المتبادلة باستهداف المدنيين واستغلال معاناة السوريين سياسياً، فيما حظيت وثيقة “الاتفاق المفتوح” بين روسيا وسوريا باهتمام إعلامي كبير، هذا إلى جانب بعض التقارير عن تفاصيل المعركة على الأرض، وجدوى الاستراتيجية الأمريكية، وخطورة النهج الروسي.

شهادة من قلب مضايا

“استغرقت الرحلة ثماني ساعات من دمشق إلى مضايا. كانت المدينة تفتقر إلى الكهرباء، وبدأت السماء تمطر عند وصولنا. كان الناس في انتظارنا وقد حزموا أمتعتهم. حشدٌ كبيرٌ نسبيًا كان يعتقد أن بإمكاننا إجلاءهم. كانت لحظة مفعمة بالمشاعر، إذ يختلط التردد والشك (هل يحدث هذا حقًا أم لا)، بخيطٍ من الأمل. كان البعض يصرخ، وآخرون يتساءلون لماذا تأخرنا “.. كان هذا أول ما نقله أندرو كاتس من مجلة تايم الأمريكية عن باول كريسيك، الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عبر سكايب من مكتبه في العاصمة السورية.

اقتربت طفلة من “كريسيك” وطرحت السؤال الذي يبدو أن الجميع يردده: “هل جلبتم بعض الطعام؟ لأنني أنتظر منذ فترة طويل، وأتضور جوعًا”. أخبره المحاصرون بأن بعضهم يعيش منذ أيام على الماء والملح أو التوابل، بالإضافة إلى حساء ورق الشجر. وبدوره حاول استخدام الكاميرا برغم الظلام، قائلا: “علينا التزام أخلاقي بإظهار معاناتهم. كان هؤلاء الناس مثلنا… كان لديهم عائلة ووظيفة وحياة. وفجأة انقلبت حياتهم رأسا على عقب”.

لكن هذا كله ليس مفاجئًا، بل ما كشفت عنه مجلة فورين بوليسي من أن الأمم المتحدة تعلم منذ أشهر بأن مضايا تتضور جوعًا، متسائلة: لماذا انتظرت حتى يناير لتوفير المساعدات الإنسانية للسوريين؟!

ضحايا أمريكا وروسيا من المدنيين

نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرا حول الاتهامات التي وجهتها منظمات دولية لروسيا بقتل مئات المدنيين نتيجة غاراتها الجوية في سوريا، وفي المقابل لم تكتفِ موسكو بالإنكار بل لجأت إلى التهديد بالكشف عن “الدمار المصاحب” للغارات الأمريكية.

واستشهدت الصحيفة البريطانية بما نقلته وكالة سبوتنيك عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، حول موافقة وزارة الدفاع الأمريكي (البنتاجون) على شن ضربات جوية يتوقع أن تقتل مدنيين طالما يقل الرقم عن 50.

مضيفًا: “إذا استمر زملاؤنا (في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة) في التزام الصمت عن نتائج غاراتهم في سوريا، سيكون علينا إطلاع الجمعور على هذه الحقائق بأنفسنا”.

في المقابل، أكد متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية أن ثمانية مدنيين قتلوا إثر غارات جوية أمريكية في العراق وسوريا بين أبريل ويوليو، غير أنه امتنع التعليق على التقرير، مشددًا على اتخاذ كافة التدابير الممكنة للحد من المخاطر التي يتعرض لها غير المقاتلين، على حد قوله.

تعاون استخباراتي بريطاني-تركي

ونقلت صحيفة الجارديان عن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قوله: اعتقل 600 مواطن بريطاني أثناء محاولتهم دخول سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة وغيرها من الجماعات المسلحة منذ عام 2012.

وأضاف، خلال زيارته إلى جنوب تركيا يوم الجمعة، أن 800 مواطنا بريطانيا آخرين- يعتقد أنهم غالبا من المقاتلين وأفراد أسرهم- تمكنوا من دخول سوريا خلال السنوات الأربع الماضية، فيما يُعتقد أن نصفهم لا يزال داخل البلاد. مشيدًا بهذا الإنجاز الذي اعتبره نتيجة التعاون الأوثق بين المخابرات البريطانية والتركية، حسبما نقلته صحيفة التليجراف.

تفويض مطلق من النظام في سوريا لروسيا

ونشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا لـ مايكل بيرنباوم بعنوان “اتفاق سري بين روسيا وسوريا يمنح موسكو تفويضا مطلقا” استهله بالقول: “إذا كنت قوة نووية كبرى، وتريد نشر قواتك سرًا لدى حليف بعيد، فما هو أول شيء تفعله؟ تضع الشروط، على ما يبدو، وتوقع على العقد.

هذا ما فعله الكرملين مع سوريا في أغسطس، وفقا لوثيقة استثنائية، مكونة من سبع صفحات، صادرة بتاريخ 26 أغسطس 2015، نُشِرَت هذا الأسبوع على موقع حكومي روسي، تُفَصِّل بنود الدعم الجوي المقدم للرئيس السوري بشار الأسد.

وهي الوثيقة التي حظيت أيضًا باهتمام التليجراف والجارديان ونيوزويك وديلي صباح وميدل إيست مونيتور، وغيرها.

أمريكا تصدر السلع والتقنيات ألى إيران

ونشرت صحيفة يو إس إيه توداي تقريرا لـ جريجوري كورت حول “الخطوة الجديدة التي اتخذها أوباما باتجاه تطبيق الاتفاق النووي مع إيران، يوم الجمعة، مخولا وزارة الخارجية بالسماح بتصدير طائرة ركاب مدنية لإيران”. بيد أن مسؤولي البيت الأبيض أكدوا أن العقوبات لن تُخَفَّف حتى تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام إيران بجانبها من الصفقة.

وأشار التقرير إلى أن الكونجرس كان قد منح أوباما في عام 2010 سلطة السماح بتصدير السلع والخدمات أو التقنيات لإيران إذا رأى أن هذه المبيعات “تصب في المصلحة الوطنية”. وبموجب هذا التخويل، فوَّض أوباما وزير الخارجية جون كيري بذلك يوم الجمعة عبر مذكرة رئاسية. 

متفرقات

إلى جانب ما سبق، يطالعنا معهد واشنطن بدراسة للخبير في الحركات الجهادية آرون زيلين منشورة بعنوان: “المنهجية الإقليمية لتنظيم الدولة”، ونقرأ مقالًا للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في موقع هافينجتون بوست بعنوان “يدًا واحدة لمنع التطرف العنيف”، وآخر لـ كيري بولتون- فورين بوليسي جورنال: العوملة وأزمة اللاجئين، وتقريرًا في الجزيرة الإنجليزية بعنوان “السعودية ضد إيران.. من يتحمل مسئولية الصدام؟”، وآخر لـ جاستن كونستانتين في هافينجتون بوست: اختبار السياسة الخارجية الأميركية: إدارة حلفائنا، وثالث في معهد هدسون عن الأمريكيين الخمسة الذين لا تزال إيران تحتجزهم، إلى جانب خطاب مفتوح نقلته هافينجتون بوست من السوريين المحاصرين إلى ستيفن أوبراين، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية.

ضع تعليقاَ