مارس 28, 2024

مركز ماسكوفسكي كارينغي الروسي: ما الكفيل بإنهاء الحصار القطري؟

ترجمة: صابرين زهو

نشر مركز “ماسكوفسكي كارينغي الروسي” دراسةً تتعلق بالحصار الذي تفرضه بلدان الخليج على قطر. وتحدثت الدراسة عن رفض قطر الامتثال لطلبات الدول الأربع بقيادة المملكة، ما قد يؤدي إلى استمرار الأزمة لسنوات.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأزمة تعتبر الأولى من نوعها على مر التاريخ، وهي ناتجةٌ عن عملٍ جماعيٍّ لدولٍ عربية بقيادة المملكة العربية السعودية، والبحرين، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، واليمن، وليبيا. وفي هذا الصدد، يذكر أن رئيس البيت الأبيض عقد لقاءاتٍ مع ممثلين عن أكثر من 50 دولةٍ مسلمة في مجال مكافحة الإرهاب، ولكن بدلاً من خلق الوحدة ساهمت هذه اللقاءات في خلق صراعاتٍ جديدة.

خلال زيارة ترامب إلى الرياض تم توقيع عقودٍ عسكرية هامّةٍ مع المملكة العربية السعودية، وقد تعتبر هذه العقود بمنزلة تفويضٍ أمريكي للمملكة للتصرف بحريةٍ على مستوى السياسة الخارجية في المنطقة. وفي هذا الصدد مثلت قطر هدفاً مناسباً حتى تظهر الرياض قوّتها، وتفصح عن طموحاتها السياسية في المنطقة. وعلى الرغم من أن قطر تعدُّ إمارةً صغيرةً جداً، إلا أنها تبقى دولةً غنية كما تنتمي لمجلس التعاون الخليجي، وقاتلت جنباً إلى جنب مع السعودية في اليمن.

على مر السنين قامت قطر بدعم الجماعات الإسلامية (الإخوان المسلمين) في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ما يثير قلق كلٍّ من الرياض وتل أبيب وامتعاضهما. كما أن الدوحة هي أحد أهم داعمي “الربيع العربي” بشتى الطرق ومنها الإعلامية من خلال قناة “الجزيرة”. وفي السياق نفسه، وجّهت الدوحة من منابرها الإعلامية انتقاداتٍ للسياسة الداخلية والخارجية للملكة ولحلفائها، على غرار إسرائيل.

في هذا السياق قررت الرياض كبح جماح قطر منذ وقتٍ طويل، إلا أنها لم تتخذ أيّ خطوةٍ حقيقية قبل إقناع واشنطن بذلك. وفي هذا الصدد حاولت المملكة، ولسنواتٍ عديدة، إلى جانب إسرائيل إقناع البيت الأبيض بضرورة حلّ المسألة القطرية. لكن أوباما لم يستجب لدعوات الرياض وتل أبيب.

من جانبٍ آخر تدرك واشنطن جيداً أهمية الدوحة كوسيطٍ للتعامل مع المتطرفين. فعلى سبيل المثال استطاعت قطر، في أيار/مايو سنة 2014، إقناع طالبان بالإفراج عن الجندي الأمريكي “بو بيرغدال” ثم بعد بضعة أشهرٍ ساهمت في الإفراج عن الصحفي الأمريكي “بيتر ثيو كورتيس” الذي كان أسيراً لدى جبهة النصرة. ولذا فهي تعدّ حليفاً مهماً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

بالإضافة إلى ذلك لم تتوقع المملكة العربية السعودية أن تكون قطر قادرةً وبسرعة على حشد الدعم التركي والإيراني، خاصةً أن أنقرة تعتبر التحالف مع الدوحة كفيلاً بمساعدتها في تنفيذ طموحاتها الإقليمية، كما أعلنت طهران دعمها لقطر؛ وفي ذلك رغبة من إيران في إضعاف التحالف السني؛ ما قد يسهل عليها مواجهة الرياض.

على الأرجح ستختفي في المستقبل العديد من المطالب على غرار إغلاق قناة “الجزيرة”، وإغلاق القاعدة التركية في قطر. من جهةٍ أخرى، على الرغم من علاقة التعاون التي تجمع بين إيران وقطر، فإن احتمال خلق تحالفٍ بين الثنائي يظل بعيد المنال. وعلى هذا الأساس فإنه سيكون على قطر، وغيرها من الدول الخليجية، القبول بقواعد اللعبة الجديدة وإظهار الولاء للمملكة العربية السعودية.

المصدر: مركز ماسكوفسكي كارينغي الروسي

الرابط: http://carnegie.ru/commentary/71449

ضع تعليقاَ