أبريل 19, 2024

هل الصراع المباشر بين المملكة العربية السعودية وإيران أمر مستبعد؟(ملخص دراسة لمركز لي كلي دي موان أوريون)

 

نشر موقع الدراسات “لي كلي دي موان أوريون” الجزء الثاني من الدراسة التي تناول فيها موضوع “تاريخ توتر العلاقات بين السعودية وإيران”.

 

لماذا يُعتبر الصراع المباشر بين المملكة العربية السعودية وإيران أمرا غير مرجح؟

في الواقع، تعد مسألة اندلاع حرب مباشرة بين إيران والمملكة العربية السعودية أمرا مستبعدا. ويعزى ذلك إلى الأسباب التالية:

في الواقع، ليس من مصلحة طهران الدخول في حرب ضد المملكة العربية السعودية نظرا لأن النظام الشيعي يرغب في الاستفادة من جميع مزايا رفع العقوبات الغربية المتعلقة بالاتفاق النووي. وفي ظل هذه الظروف، لجأ الرئيس حسن روحاني يُمارس، منذ انتخابه سنة 2013، إلى سياسة “الانفتاح” مع القوى الكبرى في العالم.

من جانب آخر، وفقا للنظام السياسي الإيراني، يتم انتخاب أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية عن طريق التصويت الشعبي. ويكون ذلك تحت مراقبة مجلس الحرس الثوري، الأمر الذي يثير العديد من الشكوك فيما يتعلق بمدى ديمقراطية العملية الانتخابية. في الحقيقة، يحد النظام السياسي والدستوري الإيراني من صلاحيات السلطة الإيرانية فيما يتعلق بشن حرب ضد أي دولة أخرى، خاصة وأن مواقف الرئيس روحاني من هذا الموضوع صارمة.

على إثر أحداث الشغب التي طالت السفارة السعودية في طهران والتي تسببت في قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرياض، أدان كل من المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس روحاني ووزير الخارجية، محمد جواد ظريف هذا الهجوم، مع العلم أن هذه المناوشات قد نشبت على خلفية إعدام نمر النمر. وبهدف تحسين العلاقات بين البلدين، شجعت السلطات الإيرانية مواطنيها للحج إلى مكة المكرمة في موسم 2016.

 

من ناحية أخرى، لا تمتلك المملكة العربية السعودية القدرة العسكرية للدخول في مواجهات مع إيران، نظرا لأنها تفتقر إلى العتاد العسكري والجنود للعمل وسط الميدان. ومن هذا المنطلق، تُعتبر خطة مناشدة جيوش الدول السنية المتحالفة معها، مثل مصر، الطريقة المُثلى لمواجهة إيران عسكريا. في المقابل، لم تبد مصر استعدادها للمشاركة في حرب ضد طهران، فقط لتلبية رغبة حليفها السني السعودي.

ومن الأسباب الأخرى التي تحول دون نشوب صراع مباشر بين الطرفين، أن أغلب القادة الإيرانيين الحاليين قد شاركوا بالفعل في الحرب ضد العراق خلال الثمانينات، لذلك فهم على وعي تام بالكوارث التي قد تخلفها مثل هذه الحروب. ومن بين الأسماء السياسية التي شاركت في هذه الحرب، الرئيس روحاني ووزير الخارجية ظريف، والمرشد الأعلى خامنئي، والرئيس السابق رفسنجاني ورئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني. في المقابل، قد يميل مجلس الحرس الثوري نحو فكرة خوض إيران في حرب ضد منافستها السنية، إلا أنه من غير الممكن أن يبادر هذا الجهاز بالقيام بمثل هذه الخطوة.

 

على الصعيد الدولي، يعتقد القادة السعوديون أنه في حال اندلاع صراع مباشر مع إيران، من المرجح أن تدعم الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى الجانب الإيراني، مما يمثل عاملا لكبح جماح رغبة الرياضفي التورط في نزاع مع جارتها الشيعية. 

 

علاوة على ذلك، لم يكن تدخل الرياض في الحرب الأهلية في اليمن ناجحا. في الوقت ذاته، لا يساند السعوديون فكرة إعلان الحرب ضد إيران، خاصة وأنه من الوارد جدا أن يدعم الشيعة القاطنون في السعودية، الذين يمتلكون إمكانيات نفطية كبيرة، طهران.

 

وفي شأن ذي صلة، تسيطر إيران على مضيق هرمز الذي تعتمده المملكة العربية السعودية لتصدير المواد الهيدروكربونية، وكسبيل  للمشاركة في التجارة الدولية. وفي حال أعلنت الحرب بين البلدين، سيؤدي إغلاق المضيق إلى إعادة توجيه تدفق المواد الخام والتجارة السعودية إلى البحر الأحمر وهو أمر يصعب تحقيقه، إن لم يكن مستحيلا، على المدى القصير.

 

الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة

منذ ظهور الجمهورية الإسلامية في سنة 1979، حددت إيران ثلاث ضوابط لسياساتها الإقليمية. وتتمثل هذه الركائز في الوقوف في وجه تدخل الولايات المتحدة في المنطقة ومعارضة تواجد إسرائيل، وإعلان العداء ضد المملكة العربية السعودية.

 

في الوقت الراهن، يتوجب على الإستراتيجية الإقليمية لإيران استيعاب الانخفاض الكبير الذي حل بعائدات النفط، الأمر الذي سيقلل من حجم المساعدات التي تُقدمها لحلفائها في المنطقة. ومع ذلك، فقد تفضل إيران طموحاتها الإقليمية عن رفاهية شعبها. وبالتالي، من الممكن أن تنتشر المجاعة في بعض مدنها، ولن يحول ذلك دون استمرار مد الحكومة الإيرانية لحزب الله بالدعم المالي.

 

 المادة مترجمة عن مؤسسة لي كلي دي موان أوريون للإطلاع على المادة الأصلية هنا

ضع تعليقاَ