مارس 19, 2024

تقرير خاص: مسيرة العودة الكبرى على الحدود مع غزة

نادين إغبارية

يخطط الفلسطينيون لإقامة ما اطلقوا عليه مسيرة العودة وهي مسيرة من المتوقع أن يخرج فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين من غزة والضفة والأراضي المحتلة، إذ تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية هذا الموضوع من عدة جوانب.

حيث قالت هيئة الاذاعة البريطانية ال بي بي سي إن مسؤولين فلسطينيين صرحوا بأن العشرات أصيبوا بنيران إسرائيلية بعد أن أبلغوا في وقت سابق عن مقتل أحد المزارعين بسبب نيران الدبابات. وأبلغ الجيش الإسرائيلي عن ما سماه بـ”أعمال شغب” في 6 أماكن وأن الجيش سيقوم بإطلاق  النار على المحرضين الرئيسيين. قام الفلسطينيون بنصب 5 مخيمات بالقرب من الحدود للاحتجاج وأطلق على هذه الاحتجاجات اسم “مسيرة العودة الكبرى”.

تورد وسائل الإعلام الفلسطينية أن حوالي 7000 شخص يحتجون على طول الحدود، بينما قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن أكثر من 50 شخصا أصيبوا بنيران حية من الجانب الإسرائيلي، كما تم إطلاق الغاز المسيل للدموع. وقبل بدء الاحتجاج قال مسؤولون فلسطينيون إن نيران الدبابات الإسرائيلية قتلت المزارع عمر سمور البالغ من العمر 27 عاماً وأصاب رجل ثانً بالقرب من خان يونس جنوبي القطاع.

وذكر شهود عيان أن الرجلين كانا يجمعان المحاصيل في حقل حسب ما ذكره مراسل البي بي سي في غزة رشدي أبو العلوف. واتهمت حماس- الجماعة المسلحة التي تسيطر على قطاع غزة- إسرائيل بمحاولة ترويع الفلسطينيين بقتل المزارع وحثهم على عدم المشاركة في الاحتجاجات.

وقال إسماعيل هنية القيادي البارز بحركة حماس أمام المتظاهرين “لن نتنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين”،

أما حول الاستعدادات الإسرائيلية لهذه المسيرة قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إنه وقبيل الاحتجاجات التي دعا إليها حكام حماس في غزة قال الجيش الإسرائيلي إنه ضاعف مستوى قاعدته على طول الحدود ونشر القناصة والقوات الخاصة ووحدات شرطة الحدود شبه العسكرية التي تتخصص في مكافحة الشغب.

وصرحت حماس بأن النشاطات ستكون سلمية وذكر المتحدث العسكري الإسرائيلي الكبير رونين مانليس أن إسرائيل تريد تجنب العنف، مع ذلك، فقد تحولت الاحتجاجات السابقة بالقرب من السياج الحدودي إلى مميتة حيث أطلق الجنود الإسرائيليون الرصاص الحي على الفلسطينيين الذين يحرقون إطارات السيارات ويرمون الحجارة أو يلقون قنابل حارقة.

وقال مانليس إن الجيش لن يسمح للحشود باختراق السياج أو إلحاق أضرار بالبنية التحتية العسكرية. وتنتهي الأنشطة في 15 أيار/مايو أي في الذكرى السنوية الـ70 لإنشاء إسرائيل بمسيرة عبر السياج الحدودي.

أما صحيفة إسرائيل ناشيونال نيوز الإسرائيلية فقالت إن قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة بالقرب من الحدود بين غزة وإسرائيل تطلق النار لردع سكان غزة من الاقتراب من السياج الحدودي. وأضافت الصحيفة إن المحتجين في غزة يقومون بإحراق الإطارات وإلقاء الحجارة على السياج وعلى جنود الجيش الإسرائيلي. في هذه الأثناء أعلن الجيش الإسرائيلي أن المنطقة القريبة من السياج الحدودي هي منطقة عسكرية مغلقة خارج الحدود للمدنيين.

وقام وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان بتوجيه رسالة إلى سكان غزة قائلاً: “إن قيادة حماس تعرض حياتكم للخطر، وأي شخص يقترب من الحدود يعرض حياته للخطر. أنصحكم بمواصلة حياتكم الطبيعية وعدم إشراك أنفسكم في الاستفزاز”.

وفي حديثه لآلاف المحتجين في غزة، بعث القيادي في حماس إسماعيل هنية برسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مفادها أن الفلسطينيين لن يتخلوا عن القدس ولا عن فلسطين ولن يكون هناك أبداً حل ما لم يحصلوا على حق العودة. وأضافت الصحيفة في خبر آخر إن الممثل الخاص للولايات المتحدة للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات حث ليلة الخميس حماس على العمل من أجل تحسين حياة سكان غزة بدلاً

من التحريض على العنف قائلاً إن “حماس تشجع مسيرة معادية على الحدود بين إسرائيل وغزة، ويجب على حماس التركيز على التحسينات المطلوبة بشدة على حياة الفلسطينيين في غزة بدلاً من التحريض على العنف ضد إسرائيل والذي يزيد من المشقة ويقوض فرص السلام”.

وفي خبر مشابه قال موقع ميدل إيست آي إن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي أدرعي ظهر في تسجيل فيديو يستشهد بفتاوى سعودية كمبرر أنه لا يجب على الفلسطينيين المشاركة في الاحتجاجات القادمة ضد الاحتلال، وقال أدرعي: “لقد أصدر العالم السعودي-الشيخ صالح الفوزان- مرسومًا بحظر المظاهرات والاعتصامات قائلاً إن هذا السلوك لا علاقة له بأخلاق المسلمين وأنه من سمات الكفار”.

ومن جانبها قالت صحيفة إسرائيل ناشيونال نيوز إن صحيفة “فلسطين” المنسوبة إلى حركة حماس أفادت أن رئيس نقابة الأونروا في غزة “أمير المشعل” قال في كلمته أمام المتظاهرين إن “الأشخاص الذين تجمعوا هنا جاءوا للتعبير عن حقهم في العودة”.وأضاف أن “الحقوق لا ترد بالدعاء ولكن يجب أن تستخرج بالقوة”. ودعا المشعل المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية والإنسانية عن الأونروا حتى عودة اللاجئين إلى أرضهم ووطنهم وبيوتهم. وأشاد بالفلسطينيين الذين سيشاركون في مظاهرات “سلمية” اليوم الجمعة وفي ما يسمى “مسيرة العودة” واسعة النطاق.

ضع تعليقاَ