مارس 28, 2024

عرض كتاب: ثمن الازدهار.. لماذا تفشل الأمم الغنية وكيفية تجديدها

ثمن الازدهار.. لماذا تفشل الأمم الغنية وكيفية تجديدها

The Price of Prosperity: Why Rich Nations Fail and How to Renew Them

الكتاب: ثمن الازدهار.. لماذا تفشل الأمم الغنية وكيفية تجديدها

المؤلف: تود بوشولز

الناشر: بريليانس أوديو

تاريخ الإصدار: 7 يونيو 2016

عدد الصفحات: 484

“خبير اقتصادي يريد أن يجعل الأمريكيين يشعرون بالفخر مرة أخرى.”

تدهور الاقتصاد الوطني

“الوطنية و”الفخر الوطني” من القضايا الملتهبة في عهد “دونالد ترامب” و”بريكزيت”، لكن الاقتصادي “تود بوشولز” يجادل بأن الأمة لا يمكن أن تزدهر بدونهما.

المؤلف هو خبيرٌ اقتصاديّ، ومدير صندوق تحوط، ومخترع، ومستشار للبيت الأبيض، ومؤلف، ومنتج مشارك لـ “جيرسي بويز”.

دافعت كتبه السابقة عن حرية التجارة، وتوقّع عدم الاستقرار في الاتحاد الأوروبي. ويعالج كتابه الذي بين أيدينا “ثمن الازدهار: لماذا تفشل الأمم الغنية وكيفية تجديدها”، مشكلة تدهور الاقتصاد الوطني.

الحلم الأمريكي يحتضر

يخشى “بوشولز” أن الحلم الأمريكي يحتضر. ويقول: “إن الولايات المتحدة لم تعد متماسكة. ولجعلها متماسكةً مرة أخرى، يجب علينا أن نجدد مشاعر الولاء والوطنية لدى مجموعة متباينة من الناس”.

لم يتطرق الكتاب لـ “دونالد ترامب”، ولم يستشهد بشعاره “جعل أمريكا عظيمةً مرةً أخرى”، لكنها أمثلة على الاتجاهات التي يحددها “بوشولز”.

يرى المؤلف أن الازدهار يخلق مشاكل فريدةً من نوعها. ففي “الولايات المتحدة”، تنخفض معدلات المواليد، ويتراجع عمل الناس ويزداد اقتراضهم، وتخنق البيروقراطية روح المبادرة.

هذا صحيحٌ تماما. لكن ر. و. كلارك حين استعرض الكتاب عبر موقع واشنطن إندبندنت ريفيو أوف بوكس قال: إذا كانت هذه هي مشاكلنا الوحيدة، فإننا سنظل أفضل حالاً من اليابان، حيث “تباع حفاضات الكبار أكثر من حفاضات الأطفال”، وفرنسا، حيث يعمل معظم الموظفين لدى الحكومة فقط لـ 35 ساعة في الأسبوع.

لماذا تنقسم الدولة؟

إذا كانت الدولة مقسّمة، فإن ذلك يعود إلى سببين رئيسيين- بحسب الكتاب- هما: التجارة والهجرة. يقول المؤلف: “يشعر العمال بالتهديد بسبب مزيجٍ من الآلات والأشخاص الأجانب”. لكنّ تقييد التجارة ليس خياراً، لأن “الأمم لا يمكن أن تزداد ثراءً دون تداول التجارة”. وبالتالي، فإن النقاش حول الهجرة هو مسألة محورية بالنسبة لـ “بوشولز”.

تتمحور الرسالة المركزية التي يقدمها كتاب “ثمن الازدهار” حول انخفاض معدلات المواليد، وهو ما يدفع الدول الغنية لقبول المهاجرين. لكن يمكن للمهاجرين “أن يسهموا في “تشظي الثقافة المهيمنة”، ما لم تكن المؤسسات المدنية والثقافية فى البلاد قوية بما فيه الكفاية لاستيعابهم. ويعتقد “بوشولز” أن المؤسسات الوطنية الأمريكية غير موجودة أصلاً.

الحمض النووي الأمريكي

هذه حجةٌ صعبة في مواجهة أربعة قرونٍ من الهجرة الأمريكية.

بلدٌ يوصف بأنه بوتقة انصهار، أو وعاء سَلَطة، أو أرض الحرية، أو موطن العبودية، ولا يمكن لأحدٍ أن يعترض على أن الهجرة هي عنصرٌ أساسي في الحمض النووي لتلك الأمة.

بلدٌ لديه تاريخ طويل في التغلب على التوترات والصراعات الناجمة عن التنوع العنصري والعرقي واللغوي.

لكن “بوشولز” غير مقتنع. ويشكو من أن المهاجرين اليوم يتحدثون القليل من الإنجليزية، ويعيشون في جيوب إثنية، ويتابعون وسائل إعلام إثنية، ويفتقرون إلى التنوع (الكثير جدًا من اللاتينيين؟)، ويعودون من حين لآخر إلى أوطانهم.

ولأن تصريحات مماثلة حول المهاجرين الإيطاليين واليهود والصينيين ظهرت في القرن التاسع عشر، فإن “بوشولز” يكافح لتمييز تلك الحقبة عن هذا العصر.

الجانب المظلم للهجرة

ثمّ يتحول تركيز الكتاب. ويتطرق إلى الجانب المظلم للهجرة في عالم اليوم- تحركات غير شرعية، حروب مخدرات، ملاذات، إرهاب، ترامب، ومظاهرات مناهضة لـ ترامب- لكنها كلها موضوعات لا تحظى بما يكفي من النقاش.

بدلاً من ذلك، نقرأ عن القادة الأجانب الذين قادوا دولهم من خلال فتراتٍ دموية من الحرب والتجديد الوطني. نتعلم، على سبيل المثال، أن “ألكسندر الأكبر” غزا إمبراطورية متعددة الثقافات، وخلق “كمال أتاتورك” تركيا الحديثة، ودمر “ميجي الساموراي” في اليابان.

مزيج غريب

في المجمل، يمكن للمرء أن يشك في أن “بوشولز” يتوقع حرباً كبيرة في الشرق الأوسط أو انهيار الاتحاد الأوروبي، لكنه لا يفعل ذلك.

“ثمن الازدهار” هو مزيجٌ غريب من التحليل الاقتصادي، وعلم الاجتماع، والتاريخ الانتقائي، والجدل السياسي؛ مما يؤدي إلى استنتاجٍ صارخ بأن العالم يحتاج إلى مزيد من الوطنية والقومية.

نبرة مؤلف الكتاب متفائلة، لكن تحليله للأمراض الحالية قاتم، وعلاجه المقترح غامضٌ ومثير للقلق، لا سيما كما يعرضه فيما يسميه “البيان الوطني”- على حد قول”كلارك”- الوطنية هي مشاعر نبيلة، ولكن يمكن أن يساء استخدامها. هذا هو الفارق الذي فشل “بوشولز” في شرحه.

ضع تعليقاَ