مارس 29, 2024

عرض كتاب: “الاستيلاء على السلطة: المنطق الاستراتيجي للانقلابات العسكرية”

  الاستيلاء على السلطة: المنطق الاستراتيجي للانقلابات العسكرية
Seizing Power: The Strategic Logic of Military Coups

 

المؤلف: نونيهال سينج

الناشر: مطبعة جامعة جون هوبكنز

تاريخ الإصدار: 29 مايو 2014

عدد الصفحات: 264 صفحة

كلما شاهدت أستاذة العلوم السياسية في كلية سميث بولاية ماساشوست الأمريكية “كيم يي ديون” محاولة انقلابٍ فاشلة، هزّت رأسها متسائلة: “لماذا لم يقرأ صناع الانقلاب كتاب نونيهال سينج الذي يحمل عنوان “الاستيلاء على السلطة: المنطق الاستراتيجي للانقلابات العسكرية”؟ صحيحٌ أن المؤلف لا يقصد تقديم وصفه للقيام بانقلاب ناجح، لكن كتابه يقدم رؤىً من شأنها أن توفر على منفذي الانقلاب المحتملين الكثير من المتاعب”.

فكرة الكتاب الرئيسية

“الاستيلاء على السلطة” ليس مجرد كتاب عن السياسة الإفريقية؛ لأنه يدرس الانقلابات التي تحدث في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى تحليل الانقلابات ومحاولات الانقلاب الفاشلة في الفترة من 1950 إلى 2000، يعتمد كتاب سينج على مقابلاتٍ استغرقت مئات الساعات لسبر أغوار سبع محاولاتٍ انقلابية في غانا وقعت بين عامي 1967 و1981.

الحجة التي ينسجها “سينج” في كتابه بسيطة ومقنعة: “من الأفضل فهم محاولات الانقلاب على أنها حالاتٌ يكون فيها لكل فرد حافز على فعل ما يقوم به الآخرون، وبالتالي فإن اختيارات كل فرد تستند إلى معتقداته حول الأفعال المحتملة للآخرين”.

وبدلاً من التفكير في الانقلابات باعتبارها معارك (وبالتالي فإن الطرف الذي يتمتع بأكبر قوة عسكرية سيفوز) أو كانتخابات (وبالتالي فإن الفريق الذي سيحصل على أكبر تأييد للجمهور سيفوز)، يدفعنا سينج إلى التفكير في نجاح الانقلاب باعتباره فعلاً يعتمد على قدرة صناع الانقلاب على إقناع الآخرين بأن محاولة انقلابهم سوف تكون ناجحة.

كيف يقنع صناع الانقلاب الآخرين بأن محاولة انقلابهم سوف تكون ناجحة؟

هم يقنعون الأطراف العسكرية بأن نجاح الانقلاب يحظى بتأييد كل فرد تقريباً في الجيش، وأن أي مقاومةٍ محتملة ستكون طفيفة. وأحد الطرق التي يسلكها صانعو الانقلاب لإنجاز هذه المهمة هي الاستيلاء على مرفق البث الإذاعي الرئيسي.

هذا الكتاب جديرٌ بالقراءة حتى لو لم تكن تخطط لتنفيذ انقلاب. حيث يشير فيه سينج إلى مدى أهمية فهم الانقلابات لأن “محاولات الانقلاب هى الآلية الأساسية لمعظم تغيير النظام والإطاحة غير النظامية بالقيادة حول العالم”.

وفقاً للبحث الذي أجراه سينج، شهد 80 في المئة من دول إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى و67 في المئة من دول أمريكا اللاتينية و50 في المائة من الدول الآسيوية محاولة انقلابٍ واحدة على الأقل بين عامى 1950 و2000. ويوضح أن الانقلابات ليست مجرد تهديدٍ للديمقراطية، بل هي أيضاً أحد الأشكال السائدة للإطاحة بالطغاة من مناصبهم.

أما الجزء الذي تفضله “كيم يي ديون” من الكتاب هو “رواياته الجميلة عن الانقلابات في غانا”، وهي تعترف في عرضها الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست بتاريخ 10 سبتمبر 2015 تعلمت الكثير عن التاريخ العسكري والسياسي في غانا من هذا الكتاب.

وعلى الرغم من أنه لا يتناول انقلاب عام 1991 في الاتحاد السوفيتي بقدرٍ كبير من التفصيل، فإن الفصل الذي خصصه لمناقشة هذا الحدث كان ثريًا بالمصادر.

بعبارة أخرى، هذا الكتاب صالح للتناول الأكاديمي للحديث عن النظريات وتحليل البيانات عبر الوطنية، لكن قراءته أيضاً ممتعة لغير المتخصصين الذين قد يكونون مهتمين بمعرفة المزيد عن الانقلابات والظروف التي تؤدي إلى نجاحها، وهو مثير أيضًا لانتباه المهتمين بنظرية الألعاب.

تطوير نظرية جديدة

رغم أن الانقلابات تؤدي إلى عدد كبير من التغييرات على مستوى الأنظمة، وهي المسؤولة عن الإطاحة بالعديد من الحكومات الديمقراطية، لم يكن هناك سوى القليل من العمل التجريبي حول هذا الموضوع.

لذلك يطور كتاب “الاستيلاء على السلطة” نظريةً جديدة لديناميكيات الانقلاب ونتائجه، استناداً إلى 300 ساعة من المقابلات مع أشخاص شاركوا في انقلابات، ومجموعة بيانات أصلية تتعلق بـ 471 محاولة انقلاب في جميع أنحاء العالم خلال الفترة ما بين عامي 1950 و2000. كما يقدم سينج تقييمًا موجزًا وتجريبيًا يخلُص إلى أن فهم ديناميكيات الفصائل العسكرية أمر ضروري للتنبؤ بنجاح أو فشل الانقلابات.

يرى المؤلف أن هناك علاقةً قوية بين الانقلابات الناجحة وقدرة الجهات العسكرية على التحكم بالمشروع وحتمية النجاح. وعبر دراسة الانقلابات المتعددة في غانا ومحاولة الانقلاب في عام 1991 في الاتحاد السوفيتي، يشرح سينج كيف أن الجهات الفاعلة العسكرية تقدم صورةً لانتصار وشيك غالباً ما يكون أقوى من الواقع على الأرض.

بالإضافة إلى ذلك، يحدد سينج ثلاثة أنواع متميزة من ديناميكيات الانقلاب، ولكل منها احتمال مختلف للنجاح، استناداً إلى المكان الذي وقع فيه كل انقلاب داخل المنظمة: انقلاباتٌ يقوم بها كبار الضباط العسكريين، وانقلاباتٌ تقوم بها الرتب الوسطى، وانقلابات هي أقرب للتمرد على مستوى الجنود منخفضي المستوى.

 

ضع تعليقاَ