أبريل 23, 2024

تجربة العدالة الانتقالية في المغرب بين الإنصاف والمصالحة

إعداد: زهير عطوف

تعتبر تجربة العدالة الانتقالية آلية تستخدمها المجتمعات والشعوب في مراحل انتقالية بعد أن تنتهي الحرب، أو بعد أن يتم تغيير النظام السياسي الحاكم، أو التغيير فيه بما يفتح الطريق لتقبل فكرة العدالة الانتقالية. وهي تعني باختصار أن يتم التصالح مع الماضي. فرغم انتهاء الصراعات والحروب تبقى الذكريات والآلام قائمة. وفي الوقت الذي يتطلع الضحايا خلاله إلى معاقبة شديدة للجناة، يتشبث الجناة أكثر بالسلطة ويبالغون في الاستبداد للنجاة من العقاب، فتأتي العدالة الانتقالية كحل وسط للاعتراف بمعاناة المظلومين والسماح لهم بالتحدث بحرية عن المظالم التي تعرضوا لها، دون أن تزج بشكل قطعي بالمسؤولين عن هذه الجرائم في السجون. وهكذا لا تبقى المجتمعات منقسمة بين روايتين متضاربتين للماضي، بل تتوصل إلى معرفة الحقيقة، حقيقة مشتركة يقر بها الظالم والمظلوم فيبدأ بعدها الالتئام وجبر الضرر، ومن ثمة تنطلق مرحلة جديدة يساهم خلالها الجميع في مسار تحول ديمقراطي.

والمغرب يأتي في هذا السياق فهو من الدول التي طبقت العدالة الانتقالية وهي التجربة الأولى من نوعها في العالم العربي والإسلامي، وهي قائمة على التعويض وجبر الضرر الذي من شأنه أن يحقق تصالحاً وتسامحاً وسلاماً بين أفراد مجتمع ما بعد الصراع. لهذا تعد تجربة العدالة الانتقالية في المغرب جديرة بالدراسة والتقييم.

بدأت العدالة الانتقالية في المغرب كعملية شاملة لتصحيح مسار طويل من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. فأخذت بعين الاعتبار الأوضاع المحلية والسياق الوطني، وعلاقة الحكومة بالمجتمع وهيئاته، وتضمنت إنشاء لجنة الإنصاف والمصالحة التي عملت على التحقيق وتعويض المتضررين، وساهمت من ثم في تأكيد أهمية حقوق الإنسان في المغرب. وفي هذا الإطار خطا المغرب خطوات مهمة في مسألة التحول الديمقراطي الذي بدأه منذ التسعينات من القرن الماضي، وساهمت تجربة العدالة الانتقالية في هذا الانتقال. فماذا نعني بالعدالة الانتقالية؟ وماهي مناهج ومعوقات العدالة الانتقالية في المغرب؟ وماعلاقتها بالتحول الديمقراطي المغربي؟ وهل ساهم الربيع العربي في تعزيز هذه التجربة؟ وماهي توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة وآمالها؟

سنجيب عن هذه التساؤلات من خلال التطرق للمحاور التالية:

المحور الأول: مقاربة العدالة الانتقالية وسياقها في المغرب

  1. مقاربة مفهوم العدالة الانتقالية في المغرب.
  2. أسباب ودوافع مشروع العدالة الانتقالية في المغرب

المحور الثاني: مناهج العدالة الانتقالية في المغرب

  1. منهجية عمل هيئة الإنصاف والمصالحة كآلية للعدالة الانتقالية.
  2. تعزيز مسار المصالحة الوطنية.

المحور الثالث: هيئة الإنصاف والمصالحة: التوصيات، الآمال

  1. نتائج وتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة.
  2. هيئة الإنصاف والمصالحة وإشكالية التحول الديمقراطي.

المحور الرابع: إشكالات العدالة الانتقالية في المغرب وبداية مرحلة ما بعد الربيع العربي

  1. إشكاليات تجربة المغرب في العدالة الانتقالية.
  2. تجربة العدالة الانتقالية فيما بعد الربيع العربي.

لقراءة الدراسة كاملةً وتحميلها كملف pdf: تجربة العدالة الانتقالية في المغرب

بين الإنصاف والمصالحة

______________________________________

[1] زهير عطوف: باحث مغربي متخصص في الشأن التركي والتسويق السياسي، حاصل على الماجستير من جامعة أولوداغ من مدينة بورصة التركية، أصدر كتاب “التسويق السياسي، الأحزاب التركية نموذجاً” باللغة التركية، طبع مرتين في ألمانيا وتركيا، وهو منشور في مجموعة من المواقع العالمية. صدر له العديد من الأبحاث والمقالات باللغة العربية والتركية في مجموعة من مراكز الأبحاث والمواقع الإلكترونية، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات والدورات داخل تركيا وخارجها حول مواضيع تهم الشباب والعلاقات التركية العربية، كما ألقى مجموعة من المحاضرات السياسية، وشارك في العديد من الحوارات السياسية في عدة قنوات عربية.

ضع تعليقاَ