أبريل 23, 2024

جيوبوليتيك تركيا.. البحث عن المزيد

الأتراك، مثل الرومان من قبلهم، لم ينشؤوا على مفترق الطرق بين اوروبا وآسيا. وإنما جاء الأتراك من مناطق ما يعرف بدول ما بعد الاتحاد السوفييتي في آسيا الوسطى، وهاجروا إلى الساحل الجنوبي من بحر مرمرة إبان غزوات المغول للشرق الأوسط وأوروبا.

اليوم تمتد تركيا الحديثة على طول الجسر البري الذي يربط معظم جنوب شرق أوروبا بمعظم جنوب غرب آسيا. تقع معظم أراضي تركيا الحديثة ضمن حدود آسيا الطبيعية، مسيطرة على معظم مساحات هضبة الأناضول – شبه جزيرة سميكة وجافة ووعرة تفصل بين البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط. تعد تركيا الحديثة انحرافاً عن عن تركيا الأصيلة من حيث التضاريس، فهي لم تكن بالسابق مرتكزة في آسيا ولا معتمدة على الجبال، بل كانت مرتفعات الأناضول من أخر المناطق التي يسكنها الأتراك ولم يشكلوا فيها أغلبية في وقت سابق.

ولا يعتبر جوهر تركيا الجغرافي تلك الهضاب العالية والجبال المنخفضة في آسيا الصغرى، وإنما يعد جوهر تركيا الأراضي المحيطة ببحر مرمرة، على اعتبار أنها وريث الامبراطورية البيزنطية التي سبقتها. هذه الأراضي (تسمى ترافيا بالموروث الأوروبي) ليست موطن لسهل واسع وخصب مثل وسط الولايات المتحدة كما أنها لا تضم أنهاراً كبيرة وصالحة للملاحة كتلك الموجودة في شمال أوروبا. وهذه المنخفضات تمتاز بسهولة اختراقها من الشعوب والأفكار في الوقت الذي تسمح فيه الحكومة المركزية بنشر سلطتها فيها بكل سهولة. وكنتيجة لذلك تصبح وحدتها السياسية أمراً سهلاً بالإضافة إلى أن هذه الأنهار الصغيرة تقلل تكلفة النقل وتشجع التجارة وبالتالي تزيد من الثروة.

يعتمد هذا التقرير على تقييم الأتراك في بحر مرمرة، وذلك لأنهم قبل أن يسيطروا على المنطقة – وخاصة السيطرة الحاسمة على القسطنطينية في مايو 1453 – لم يكونوا سوى واحدة من الجماعات التي تقاتل من أجل السيطرة. وقد استغرق دمجهم في المنطقة ما يزيد على 150 عاماً، ومع ذلك، استطاع الأتراك أن يحولوا أنفسهم أنفسهم من مجرد موجة أخرى من المهاجرين الآسيويين إلى شيء أكبر من ذلك، لقد حولوا أنفسهم إلى ثقافة راسخة يمكن أن تكون قوة عالمية.

تتناول هذه المادة جيوبوليتيك تركيا بشكل مركز وتسلط الضوء على مجموعة من النقاط الجوهرية في فهم تركيا ونحاول من خلالها تقديم ركيزة للباحثين والمحللين السياسيين المعنيين بالشأن التركي يستند إليها في فهم وتحليل السياسية التركية

يمكنكم الحصول على هذه المادة بهيئة ملف PDF [su_button url=”http://idraksy.net/wp-content/uploads/2016/05/TurkGeo.pdf” target=”blank” icon=”icon: file”]من هنا [/su_button]

ضع تعليقاَ