أبريل 23, 2024

تقرير خاص: الانتخابات الرئاسية التركية بعيون الصحف العبرية والغربية

نادين إغبارية

قالت صحيفة إسرائيل ناشيونال نيوز نقلاً عن رئيس سلطة الانتخابات التركية مساء الأحد إن الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان فاز فى الانتخابات الرئاسية فى البلاد فى الجولة الأولى، وفقاً لما ذكرته وكالة أسوشيتد برس. وجاء هذا الإعلان بعد أن تم إحصاء 97.7٪ من الأصوات. وكان أردوغان قد فاز بنسبة 52.5٪ من الأصوات وبالتالي منع جولة الإعادة.

وفي خطاب عقب الإعلان الرسمي عن فوزه، قال أردوغان: إنه سيبدأ على الفور في الوفاء بوعوده الانتخابية. وأعلن أن تركيا ستواصل “تحرير الأراضي السورية” حتى يتمكن اللاجئون من العودة إلى سوريا بأمان بحسب رويترز.

وقال أردوغان أيضاً: إن تركيا ستعمل بشكل حاسم ضد المنظمات الإرهابية.

وتداولت الصحف العربية والعالمية خبر فوز الرئيس التركي بالانتخابات الرئاسية التركية من عدة جوانب منها المرحب ومنها المستاء من هذا الفوز.

فمن جابنها قالت صحيفة الجريزواليم بوست الإسرائيلية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فاز بسلطات تنفيذية جديدة واسعة يوم الإثنين بعد فوزه في انتخابات تاريخية، شهدت أيضاً فوز حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية وحلفائه القوميين بأغلبية في البرلمان.

وأقر منافس أردوغان الرئيسي- محرم اينجي من حزب الشعب الجمهوري- بالهزيمة لكنه وصف الانتخابات بأنها “غير عادلة”، وقال: إن النظام الرئاسي الذي أصبح ساري المفعول الآن “خطير للغاية”، لأنه سيؤدي إلى حكم الفرد الواحد.

على الرغم من محبة ودعم عامة الشعب له إلا أن لأردوغان منتقدين بما في ذلك جماعات حقوق الإنسان الذين يتهمونه بتدمير استقلال المحاكم والحريات الإعلامية. وذلك بعد حملة قمع بدأت بعد انقلاب فاشل عام 2016 تم فيها احتجاز 160،000 شخص بما في ذلك المعلمين والصحفيين والقضاة.

ومع احتساب جميع الأصوات تقريبا حصل أردوغان على 53٪ مقابل 31٪ لمنافسه بينما حصل حزب العدالة والتنمية على 42.5٪ وحصل حلفائه القوميين على 11٪ متفوقا على التوقعات.

بعد الانتخابات سيتم إلغاء مكتب رئيس الوزراء وسيتمكن أردوغان من إصدار مراسيم لتشكيل وتنظيم الوزارات وإقالة موظفي الخدمة المدنية وكل ذلك دون موافقة البرلمان.

وعن تداعيات هذا الخبر قال موقع المونيتور إن نسبة المشاركة الكبيرة التي تبلغ حوالي 83٪ – 85٪ – هي رقم رسمي لم يتم الإعلان عنه بعد – تعطي مصداقية لأولئك الذين يزعمون أن أردوغان كان سيفوز على أية حال. ومع ذلك لم يكن كل شيء يسير كما أراد أردوغان. فقد كان أردوغان يأمل في حصول حزبة حزب العدالة والتنمية على الأغلبية الحاسمة في البرلمان لضمان سيطرة تامة أثناء قيامه بإعداد جدول أعماله السياسي والاقتصادي والاجتماعي خلال السنوات الـ 5 المقبلة. على الرغم من أن البرلمان قد فقد معظم قوته- إلا أنه لا يزال لديه بعض السيطرة على – ولا يزال هناك حاجة إلى تصديقه على التشريع الذي اقترحه أردوغان.

بحسب الخبر فإن النتائج تمثل نصراً مشتركاً لعلامة أردوغان السياسية والإسلام المتطرف في حزب الحركة القومية. وهذا لا ينبئ جيداً بالديمقراطية الليبرالية على النمط الغربي في تركيا، أو قدرة أنقرة على حل مشكلتها الكردية، ناهيك عن توحيد الأتراك المنقسمين بشدة.

تستند وجهة نظر أردوغان إلى فهم أكثر شمولية للديمقراطية، ما يعني أن إمكانية أن يصبح أكثر استبدادية- بعد أن أصبح مسلحًا بما يعتقد أنه “إرادة الشعب”- قد ازداد.

وفي الوقت نفسه ، لطالما كانت المخاوف القومية المتطرفة لباهتشيلي تتفوق على المبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات والذي من المتوقع أن يصبح نائب رئيس أردوغان.  

وحول هذا الخبر قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن الرئيس التركي أردوغان -الذي سيكون له سلطة غير مسبوقة كرئيس للدولة بموجب دستور جديد- لم يقدم الكثير من المصالحة مع خصومه الذين تركوا في حالة من الفزع والذعر بعد فشلهم في الانتخابات.

المرشّح المنافس الرئيسي لـ أردوغان -محرم إينجي من حزب الشعب الجمهوري- الذي رفض الاعتراف بالهزيمة حتى صباح يوم الإثنين استنكر الشروط “غير العادلة” المفروضة على صناديق الاقتراع، وحذر من أن البلاد تدخل مرحلة خطيرة من حكم الفرد الذي “قطع العلاقات مع القيم الديمقراطية”.

وانتقد المراقبون الدوليون الانتخابات، مشيرين إلى أن هناك تغطية إعلامية مكثفة للسيد أردوغان بينما تم التضييق الإعلامي على المعارضة. وشددوا على أن حالة الطوارئ القائمة حدت أيضاً من حرية التعبير والتجمع للأحزاب السياسية.

وفي خبر لموقع ميدل إيست آي جاء فيه أنه على الرغم من أن حزب العدالة والتنمية الحاكم قد خسر أغلبيته في الانتخابات البرلمانية إلا أن ائتلافه الانتخابي مع حزب الحركة القومية اليميني المتطرف يعني أن أردوغان يحظى بأغلبية فعالة في البرلمان.

ومع افتتاح الأسواق صباح يوم الاثنين ارتفعت الليرة بنسبة 3٪ مقابل الدولار وهو ما يمثل إشارة مطمئنة لمراقبي العملة التي انخفضت بشكل كبير مقابل الدولار منذ بداية العام.

وفي حديثه إلى مؤيديه من مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة حاول أردوغان التحدث بنبرة تصالحية واعدة بالحريات المدنية الموسعة. وأضاف أن حكومته ستتخذ إجراءات أقوى ضد حزب العمال الكردستاني في سوريا والعراق.

وهنأ قادة العالم أردوغان على نجاحه فمن جانبه قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس: إنه يتمنى لتركيا “مزيداً من النجاح والتقدم والاستقرار”، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن نتائج التصويت “تتحدث بشكل كامل عن السلطة السياسية العظيمة التي يتمتع بها رجب طيب أردوغان”.

وفي خبر آخر قال الموقع إنه في الوقت الذي توجه فيه المواطنون الأتراك إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة يوم الأحد للتصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، انتظر ملايين اللاجئين الذين يعيشون في البلاد النتائج بترقب. سواءً السوريون أو العراقيون أو الأفغان أو حتى المصريون، فإن اللاجئين يعرفون أن نتائج الانتخابات يمكن أن يكون لها تأثير مباشر على إقامتهم في تركيا.

ويُنظر إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي أعيد انتخابه على أنه مرحب بشكل كبير بلاجئين في البلاد ما دفع الكثيرين إلى دعمه. ومع ذلك لم يحظ فوز أردوغان على إشادة جماعية بين اللاجئين. ولكن على الرغم من انتقادات العديد من اللاجئين لأردوغان، فإن العديد من برامج الحملات الانتخابية لأحزاب المعارضة التي ينظر إليها على أنها معادية للاجئين- بما في ذلك تعهد حزب الشعب الجمهوري استعادة العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد- قادتهم إلى الخوف من أي تغيير في الوضع السياسي الراهن في بلدهم المضيف.

ومع ذلك، حذر وفد من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يوم الإثنين أنه في حين أن الناخبين كان لديهم خيار حقيقي في الانتخابات، إلا أنه لم تكن هناك “فرص متكافئة”، وحذروا من أنه “كان هناك عدد من الهجمات والتشويشات من أنشطة الحملة معظمها ضد حزب الشعب الديمقراطي.

وقد رحبت الولايات المتحدة بنتائج الانتخابات التركية، لكنها أضافت أن حزب العدالة والتنمية الحاكم يجب أن “يعزز الديمقراطية”.

وبالمثل أيدت رئيسة وزراء المملكة المتحدة تيريزا ماي النتائج قائلة: إنها ترغب في مواصلة العمل في شراكات مختلفة.

أما صحيفة هآرتس فنشرت مقالاً تحليلياً بعنوان“بعد الانتصار يبدأ أردوغان ببناء تركيا على صورته الخاصة”. وبحسب التقرير فإنه إذا لم تكن هناك تطورات غير عادية، مثل الالتماسات التي ستُعرض على المحكمة أو تتطلب إعادة الانتخابات في بعض المناطق، ستصبح تركيا دولة استبدادية في ظل حكم رئيس لا يعترف بحدود السلطة السياسية.

إن صلاحياته وفقاً للتعديلات الدستورية التي أقرها الاستفتاء في عام 2017 والتي سيتمكن من تنفيذها من الآن فصاعداً، ستعطيه سلطة غير مسبوقة، مثل تعيين حكومة وسيتم إلغاء منصب رئيس الوزراء.

بالإضافة إلى ذلك سيكون قادراً على اختيار أعضاء برلمان حزبه وللمرة الأولى سيكون الرئيس عضواً في الحزب، ومنحه صلاحيات غير محدودة في إدارة كتلته البرلمانية.

سيكون أردوغان محصناً تماماً تقريباً من الملاحقة القضائية ووفقاً للدستور المعدل، فإن استبعاده لأي سبب سيكون شبه مستحيل. وبحسب المقال كان لدى أردوغان أسباب وجيهة للدعوى لانتخابات مبكرة لمفاجأة منافسيه وعدم منحهم الوقت للتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية. كما قدر أن الأزمة الاقتصادية قد تضر بسلطته إذا لم يهرع إلى إعادة انتخابه.

بالإضافة إلى ذلك، أراد أردوغان الاستفادة من الدعم الشعبي لتورط تركيا في سوريا على الرغم من انتقاد الغزو السوري الذي عبر عنه بعض السياسيين بما في ذلك داخل حزبه. وقد ثبت الآن أن هذه الاعتبارات صحيحة على الأقل فيما يتعلق بالانتخابات الحالية. ويخلص كاتب التقرير إلى أنه إذا بقيت النتائج النهائية على ما هي عليه فمن الممكن أن نتوقع ليس فقط الاحتفالات التي بدأها الحزب الحاكم والرئيس، ولكن أيضا سلسلة جديدة من اضطهاد المنافسين السياسيين وجولة أخرى من حسابات التسوية. إن أردوغان الذي لم يكن تسامحه وصبره سمة بارزة بدأ الآن في بناء الجمهورية التركية الجديدة على صورته الخاصة.

ضع تعليقاَ