أبريل 25, 2024

الوجود التركي في منطقة باير بوجاق التركمانية والمجموعات المسلحة في تلك المنطقة

إعداد: جهاد بوراك كوركمز / لطيف الطار

ترجمه إلى العربية: عبدالرحمن عاطف السقا

خلاصة

تركمان سوريا موضوع أُهمل لسنوات طويلة من قبل الشعب والحكومة التركية. وقد بدأت معرفة الشعب التركي بالوجود التركماني في سوريا باندلاع شرارة الربيع العربي في سوريا في 2011. ونلاحظ أن جميع الأبحاث الأكاديمية المتعلقة بالموضوع بدأ العمل عليها اعتباراً من تلك المرحلة على الأغلب. كما أن لموضوع أتراك سوريا مكانة مهمة؛ نظراً لمجاورة سوريا للحدود التركية، وكذلك من ناحية الدور الذي سيلعبونه في النظام الجديد الذي يمكن أن يؤسس في سوريا في المستقبل القريب. والوجود التركماني في أغلب مناطق سوريا موضوع تهتم به تركيا عن قرب بشكل كبير.

وعندما يؤخذ في الحسبان تركمان الباير بوجاق الموجودون في المنطقة الحدودية التركية السورية، الذين يشكلون الأغلبية العظمى لسكان هذه المنطقة، وذلك من ناحية أمن الحدود التركية، ومن ناحية الدول الأخرى التي استولت عليها المجموعات المراد إسكانها وإحلالها بدلاً من التركمان الموجودين في المنطقة سواء بالدعم العرقي أو السياسي، وطموحاتها في المنطقة منذ قرون؛ يتضح أن كونها أطول حدود برية لتركيا مشكلة خطيرة.

وفي هذا العمل سنتناول السكان الأتراك بشكل عام، والذين مر عليهم ما يزيد على ألف عام منذ وقت مجيئهم لسوريا وحتى يومنا هذا، وسنعمل على ذكر معلومات حول السكان التركمان الذين كانوا يعيشون في المنطقة قبل 2011، متحدثين عن كل قرية في منطقة التركمان باير بوجاق. وأخيراً سنعمل على تقديم معلومات حول المجموعات المسلحة التي في المنطقة حالياً، والتي تعمل على حماية حقهم في الوجود في أرضهم، معتمدين على التراكم التاريخي الذي في المنطقة.

الكلمات الدلالية : سوريا، الوجود التركي، تركمان باير بوجاق، مجموعات التركمان.

مقدمة

يقدر عدد الأتراك (وهذا الوضع حقيقة تاريخية في الشرق الأوسط بأكمله: في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق. وتوجد حقيقة أخرى أن هؤلاء الناس يعيشون اليوم في أسى تحت قسوة الاندماج العربي الثقافي الكثيف. فقد ظل أتراك سوريا ضعفاء وعاجزين أمام الهجمات الوحشية للنظام السوري، وترك الكثير منهم بلادهم، ولقي ما يقرب من عشرة آلاف تركماني مصرعه في حين أصيب عشرات الآلاف منهم. وقد لجأ ثلاث مئة ألف إلى البلاد المجاورة للتركمان وعلى رأسها تركيا.

على الرغم من كل هذه التطورات السلبية فقد قام جزء من مجموعات وحدات التركمان المشكلة بالدفاع عن وطنٍ هم أصحاب حق فيه ضد المجموعات الإرهابية وقوات النظام.

ومن هنا تظهر أهمية هذا العمل، حيث يرد تعبير تركمان باير بوجاق في الأجندة التركية والعالمية باستمرار، دون التطرق إلى أسماء وعدد الوحدات المشكلة التي تقود الحرب. وفي هذه الدراسة نتحدث عن المستوطنات التركمانية التي تقع في هذه المنطقة عطفاً على بعض الدراسات التي تمت من قبل، أما بالنسبة لأهم جزء في هذه الدراسة فهو يعتمد على ملاحظاتنا والمعلومات التي حصلنا عليها من المقابلات التي أجريت مع مولا رمضان رئيس ناحية قسطل معاف في منطقة بوجاق، وأسماء المجموعات المسلحة وأعدادها في تلك المنطقة.

1- نظرة عامة على الأحداث في سوريا

ملخص الأحداث في سوريا كفاح مسلح مستمر بين المعارضين الذين يرغبون في تنحية حزب البعث والجنود الموالين له. وسبب تحول الأحداث إلى حرب في 15 مارس 2011 وانتشارها في مختلف أنحاء الدولة في أبريل 2011. تلك التظاهرات كانت جزءاً من حركة احتجاج أكبر في الشرق الأوسط تسمى بالربيع العربي. ويطالب المتظاهرون باستقالة عائلة الأسد التي استولت على الحكم منذ 1971، وترك حزب البعث أيضاً للحكم والذي يدير الدولة هو الآخر منذ 1963.

تم توظيف الجيش لإنهاء العصيان المسلح في أبريل 2011، وأطلق الجنود النار على المتظاهرين في كل أنحاء الدولة. وقد تحولت المظاهرات إلى عصيان مسلح بعد الضغوط والحصار العسكري المستمر لشهور. وقد انتقلت قوات المعارضة المتكونة في الأغلب من المدنيين المتطوعين والجنود الهاربين إلى مقاومة من دون قيادة مركزية. وفي عام 2013 دخل حزب الله في الحرب إلى جانب القوات الموالية لبشار الأسد. وبينما يحصل نظام بشار الأسد على دعم مادي وعسكري من إيران وروسيا، فإن المعارضة تحصل على دعم عسكري من قطر والسعودية.

ووفقاً للأمم المتحدة فإن عدد الموتى اعتباراً من يناير 2015 قد تجاوز 220.000 نسمة، ووفقاً للتقارير فإن عشرات آلاف المتظاهرين مسجونون في سجون الدولة ويتعرضون للإرهاب والتعذيب الممنهج. وتتهم المنظمات الدولية حكومة حزب البعث والمعارضين بالإخلال بحقوق الإنسان. وفي نهاية أبحاث ميدانية وتحقيقات في سوريا في عام 2012 وفي عام 2013 من قبل منظمة العفو الدولية والأمم المتحدة، توصل إلى أن انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب وجرائم الحرب قام بالقسم الأكبر منها حكومة حزب البعث. وقد استُخدمت الأسلحة الكيماوية أكثر من مرة في الحرب، وقد أحدث هذا الوضع ردود فعل دولية.

2- الأساس التاريخي للوجود التركي في سوريا

الأتراك قومية كبيرة من أقدم المجتمعات المستمرة، وقد انتشروا في قارة أفريقيا وأوروبا وآسيا طوال ما يقرب من أربعة آلاف سنة. وقد سهلت حركات الهجرة المستمرة التي قاموا بها من الوطن الأم في وسط آسيا وجود الأتراك في العديد من الأماكن في العالم، وحكمها للقوميات، وجعلها صاحبة كلمة، ونقل الثقافة التركية إلى تلك المناطق. وقد هاجر الأتراك إلى مناطق مختلفة جداً في العالم طوال التاريخ، ويظهر تباين في تواريخ هجرة الأتراك إلى الأراضي التي هاجروا إليها واستقروا فيها. ونلاحظ احتواء نفس المنطقة على تواريخ مختلفة لوقوع هجرات لأسباب مختلفة. كما نلاحظ أيضاً أنه وفقاً للمنطقة المهاجر إليها أن بعضهم فقد هويته خلال الزمن، وأن بعضهم فقد لغته الأم لكنه مدركٌ لهويته، ونلاحظ أن بعضهم مدركٌ لهويته ومحافظٌ على لغته.

وعند البحث في الهجرات التركية التي وقعت إلى سوريا خلال التاريخ، نلاحظ أنه وقعت هجرات مختلفة جداً في أوقات مختلفة لأسباب مختلفة. وعند النظر إلى وضع أتراك سوريا اليوم يظهر تباين بين أتراك سوريا من ناحية الوعي وحماية الهوية واللغات. فالأتراك الذين استوطنوا سوريا هم أتراك الأغوز والقبجاق، وقد استوطنوا المنطقة لأسباب مختلفة في أوقات مختلفة. ويشير أغلب المؤرخين إلى أن الأتراك الذين أتوا إلى آسيا الصغرى مع السلاجقة هم الدقوز أغوز. وقد يكون التركمان اسماً استعاره الساسانيون للأغوز الذين قبلوا الإسلام. ونلاحظ أيضاً أن الأتراك هاجروا نحو الشرق الأوسط وأوروبا من وسط آسيا في القرنين التاسع والعاشر. وقد هاجر الأغوز في تلك الأثناء باتجاه الجنوب من أحد الأماكن الموجودين فيها، وأتوا إلى الشرق الأوسط وأصبحوا متاخمين لحدود الدول الإسلامية هناك، وهكذا بدأ الأغوز في الدخول إلى الإسلام. ونعلم أنه قبل دخول الأغوز للإسلام أنهم أُخذوا كمملوكين أو جنود مرتزقة، كمجموعات الجنود المرتزقة التي في الغرب، في فترة الخلافة العباسية.

اشتُري الأتراك القبجاق لاستخدامهم في الجيش على وجه الخصوص منذ تأسيس الخلافة العباسية، وقد مُنحواً تعليماً وقاموا بخدمة الدولة العباسية. وقد بدأ جلب الوحدات التركية ذات المكانة المهمة في الدولة العباسية والمقوية لتأثيرها لإحداث توازن مع العناصر الإيرانية أولاً، وقد أنشأ الخليفة المعتصم مدينة سامراء الواقعة شمال بغداد وخصص إقطاعيات للوحدات التركية التي وصل عددها إلى 30.000 في وقت قصير. وقد دعمهم بجلب الفتيات التركيات وتزويجهم إياهن على وجه الخصوص، حتى لا يختلطوا بالعرب والعجم ويتزوجوا منهم ويفسدوا. وقد تركت قيادة هذه الوحدات التركية للسادة الأتراك فقط.

وبعد هذه الفترة اكتمل دخول سلجوق بيك ومعيته من الأغوز إلى الإسلام في عام 960، وبالتدريج أصبح ما يقرب من 200 ألف شخص مسلماً. وقد منح اسم “تركمان” للتمييز بين المسلمين الذين في منطقة ما وراء النهر والذين أسلموا أيضاً من أقوام الأغوز، وبين إخوتهم الذين استمروا على أديانهم القديمة. ورغم أن هذه التسمية قد استخدمت لفترة مع اسم الأغوز، فإنه منذ بداية القرن الثاني عشر حل محلها اسم الأغوز في كل المناطق.

نلاحظ أن أول استقرار للتركمان في سوريا كان أغلبه في مدن حلب واللاذقية وفي المنطقة الشمالية منهما. بالإضافة إلى وجود سكان أتراك بأعداد كبيرة في مناطق  الشام وحمص وطرطوس والرقة، وفي السويداء في جنوب سوريا، وفي القنيطرة وفي منطقة نوى ودرعا. وقد ظل التركمان اعتباراً من فتح سوريا في عام 1063 حتى انسحاب القوات العثمانية التركية إلى شمال حلب في عام 1918؛ أي ما يقارب 900 سنة في الحكم التركي لسوريا.

ويوجد ما يقارب 40.000 تركماني جولاني أتوا في عهد أتسز في القرن الحادي عشر إلى القنيطرة، واستقروا في المنطقة التي بين بحيرة طبرية وصفد والقنيطرة اليوم، بالإضافة إلى أنه أثناء الحرب الروسية العثمانية (1877-1878) استقر في هذه المنطقة الأتراك المجلوبون من مناطق دغستان وقراتشاي من القوقاز. وكان عددهم ما يقرب من 100.000. وعندما لم يصمد الجيش السوري أمام الجيش الإسرائيلي في حرب 1967 وانسحب، عمل الأتراك الذين يعيشون هناك في الدفاع عن بلادهم في مواجهة الجيش الإسرائيلي الحديث. وفي النهاية فقد ترك جزء منهم بلادهم وقدموا إلى حلب ودمشق واستقروا بهما. وهذه المنطقة هي الجزء الموجود بين حدود لبنان ومدن طرطوس وحماة السورية. والتركمان يعيشون بشكل عام في مدينة حمص. أما في مدينة حماة فيعيشون كمجتمع مهم. وفي تلك المنطقة نسي أغلب الأتراك اللغة التركية. ويشكل التركمان في تلك المنطقة الحد الأوسط، ويمكن التخمين بأن عددهم نحو 80 ألفاً في عام 2012.

بدأ القيام بأبحاث من زوايا مختلفة سواء في تركيا أو في العالم حول سوريا التي تحولت إلى مشكلة دولية مع الربيع العربي وتأثيراته. وبينما تم في هذه الأبحاث الاهتمام بالبنيات العرقية والمذهبية، فإنه لا يوجد إلى الآن أعمال أدبية كافية متعلقة بالأتراك الذين يعيشون في المنطقة منذ مئة عام إلى يومنا هذا. وقد صرح وزير الخارجية الأمريكي أن نسبة السكان التركمان تمثل 1%، وقد أكد السفير التركي نفس النسبة في عام 1983. وأول بحث متعلق بهذا الموضوع كان من قبل مصطفى كفالي (1973)، وقد أكد أن عدد الأتراك في سوريا أكثر من 500.000 ألف نسمة، والمتحدثين بالتركية ما يقرب من 300.000 ألف نسمة. وفي عام 1995 بينما كان تعداد السكان في سوريا 14.171.000 فإن عدد الأتراك والمتحدثين بالتركية الذي أمكن التأكد منه كان نحو 1.000.000، وفي هذا العمل لم يُلتفت إلى التركمان الذين لا يتحدثون بالتركية.

3- أماكن استقرار التركمان في باير بوجاق

Screen Shot 2016-11-05 at 22.27.16

الموقع الجغرافي في منطقة  باير بوجاق

 

منطقة تركمان باير بوجاق تقع في مدينة اللاذقية في سوريا، وفي مساحة ممتدة على الجنوب الغربي لحدود مقاطعة أوردو في محافظة هطاي التركية. وتتكون منطقة تركمان باير بوجاق من ثلاث مناطق؛ هي باير، بوجاق، كسب. والقرى الأكبر والأكثر تطوراً من القرى الأخرى في تلك المناطق يطلق عليها اسم ناحية. وهي مرتبطة بمراكز الحضر السكانية. والناحية التي في منطقة باير تسمى رابعة، وفي منطقة بوجاق تسمى قسطل المعاف، والتي في منطقة كسب اسمها أيضاً كسب. وكل المعاملات الرسمية في تلك المناطق تتم في النواحي أو المناطق السابق ذكرها.

3.1- منطقة بوجاق

منطقة بوجاق هي منطقة بجوار البحر المتوسط في شمال اللاذقية، ولا توجد حدود بين تركيا والمنطقة. وتتكون أماكن الحضر في المنطقة من التركمان ومن العلويين الذين يقفون إلى جانب النظام. وقد كانت منطقة هادئة للغاية قبل 2011، حيث كانت مدينة سياحية يأتي إليها السوريون للعطلة. وتوجد منازل صيفية في المنطقة لأغلب السوريين جيدي الوضع المادي. والقرى العلوية والتركمانية متداخلة، وليست قرى التركمانيين في مكان وقرى العلويين في مكان آخر. ووفقاً لأعمال أوزتركمان ودومان وأورخان فإن قرى التركمان التي في المنطقة كالآتي:

برج الإسلام عيساوية غيماز صليب تركمان
عيسى بيلي بيت عرب عربلي تركمانلي
تورنج بيت كونبل كونبلي التميمة
عيوشية فلك فيليك أم الطيور
قلاباه عوانلي زنزف عيوشلي
قلابا ملقلي بيت مِلك أمتلي
أشاغي ألملي تفاحية فوقانية يوقاري ألملي أمة
المحمودية جلقاملي البركة تفاحية تحتانية
ملا محمودلو صاراي البدروسية بدروسه
حسن فقه شيخ حسن جوقران الذاهية
شيريت علي شكرية ميدانجك الميدان
كشيش الغسانية كرن غول البركي
فريزلي بيت فارس فقلي بيت والي
جامرلي الريحان كسيجيك الخالدية
قبا ماضي بلوط كور علي قور علي
قره بحق سوده

وقرى العلويين التي في المنطقة أقل من قرى التركمان. وأسماء تلك القرى هي: بسيط، بيت دبور، سوركلي، قراطاط، بيت قدار، كولب، امن، قره فلاح، بيت قصر، زيتنجك، بللوران، وادي قنديل، سرسيكييا، تشابيلييا، دغمات، خارجية، مزرعة، زغرن، سوانق.

لم تحدث اشتباكات عنيفة بشكل عام في منطقة بوجاق. ووقعت الاشتباكات في قرى قريبة من منطقة باير. ولم تصل الاشتباكات إلى أبعاد عنيفة في تلك القرى، ولم تحدث اشتباكات بين الجنود والتركمان، والاشتباكات التي وقعت كانت بين التركمان والمجموعات المساندة للنظام. ويرجع سبب عدم حدوث اشتباكات بين جنود النظام والتركمان إلى عدم وجود قاعدة عسكرية من قبل في المنطقة. وحدثت الاشتباكات في قرى قسطل معاف، زنزف، صاري، عونلي، مليكلي.

وبعد عدة أيام من الاشتباكات أفرغت قرى التركمان القريبة من منطقة باير، ولم يكن ثمة سبب مؤثر لإفراغ تلك القرى بخلاف الاشتباكات.

وقد كان الحصار الذي قامت به مجموعة جبهة حزب تحرير الشعب التركي، التي تتحرك بشكل فعال بجانب النظام في سوريا، عاملاً مؤثراً في إخلاء قرى التركمان التي في المنطقة. وقد احتجز مولا رمضان رئيس بلدية ناحية قسطل معاف في منطقة بوجاق ومعه مساعدوه وبعض الوجهاء التركمان ثلاثة أيام، من قبل مهراج أورال قائد فريق جبهة حزب تحرير الشعب التركي وفريقه في شهر أغسطس عام 2012. وبخلاف ذلك فقد نفذت هذه المجموعة أعمال بحث في كل المنازل التي في قرية زنزيف، وعاملوا التركمان بشكل سيئ.

وبعد هذه الأحداث ذهب النساء والأطفال الذين في قرى التركمان القريبة من منطقة باير إلى منطقة باير. وبدأت الاشتباكات بعد أسبوعين وخسر التركمان في الاشتباكات، وأخليت القرى القريبة من منطقة باير بالكامل.

لم تحدث أي اشتباكات في القرى البعيدة عن منطقة باير مثل اسبايلي وبودرو وكيش وصليب وطورنج وبرج الإسلام. وسبب عدم وقوع اشتباكات في تلك القرى يرجع إلى أنها محاطة  بقرى علوية فيما بينها وبين قرى التركمان. وقد أراد النظام ضم الشباب الذين يعيشون في تلك القرى إلى الجيش، ولهذا السبب لا يوجد شباب في تلك القرى.

ولا تعاني النساء والمسنون والأطفال من المشاكل. ويوفر الذين يعملون بالزراعة في القرى أطعمتهم مما يزرعون ويحصدون. أما الذين يعيشون في مركز المدينة فهم في الغالب موظفو الدولة ويحصلون على معاشهم منها.

وسبب عدم تدخل الدولة السورية في ترك التركمان الذين يعيشون في هذه القرى لمنطقتهم أن المنطقة من أقوى أماكن نظام البعث في سوريا. والقرى المؤثرة للتركمان في المنطقة هي القرى القريبة من منطقة باير، وقد أخليت هذه القرى بتدخل من أنصار النظام.

3.2- منطقة كسب

كسب هي أصغر منطقة في منطقة باير بوجاق، وهي مدينة على حدود البحر الأبيض المتوسط وتركيا. وهي منطقة سياحية بالكامل ومن أماكن الحضر التي يعيش فيها الأرمن. وتقع في المنطقة قرى نبع المر ونيبان وسمراء ووادي الزهر وقرى كسب. ولأن كسب منطقة سياحية فهي أيضاً مكان توجد فيه المنازل الصيفية للسوريين الذين يعيشون في المدن الأخرى.

وتلك المنطقة هي أقل المناطق اشتباكات. وفي عام 2012 حُول مخفرٌ في النبع المر إلى قاعدة عسكرية. وأسست قاعدة عسكرية في قمة جبل النصر إحدى القمم الثلاثة التي في المنطقة. وقد سيطرت مجموعات المعارضة التي أغلبها من التركمان على منطقة كسب في مارس 2014. ولكنهم اضطروا إلى ترك المنطقة في شهر يونيو بسبب الحصار على الرغم من عدم وقوع أي اشتباكات.

3.3- منطقة باير

منطقة باير هي منطقة تتألف من قرى التركمان بالكلية. وتقع المنطقة على حدود تركيا، وشهدت أكثف الاشتباكات. وهذه هي القرى التركمانية التي في المنطقة وفقاً لأعمال أوزتركمان وغيره.

غابللي ربيعة جانلي غمامة
شران حلوى غوك داغ الخضراء
قولجوك الدرة صراف صالور
أغجا باير البيضاء كوروجا آلية
جب طوروس مورتلي عطيرة نسباً
الريحانية جمران شحرورة قبقلي
سكرية درويشان جوقرجاق الوادي
كبقايا ابلقلي بيت ابلق كبير
الكبير كلز نوارة يمادي
اليمامة جردقلي بيت جردق كازاق
يموجاك الرسومة قنطرة غبره
غونايلي قِبقايا حميكلي بيت حميك
اشاغي بلدرلي سوداء تحتاني صالدران قرجه أغاج

ومنذ بداية الأحداث في 2011 حتى 15 يناير 2016 يحكم التركمان منطقة باير بالكلية. وتستمر هجمات قوات النظام من الجو والأرض منذ 2011، إلا أنه حتى الوقت الحالي لم يحدث أي تقدم.

4- المجموعات المسلحة في المنطقة

مجموعة ممدوح جولها: أول مجموعة مسلحة كُونت في منطقة باير. وأسست في 1 أغسطس 2011. وقد استشهد قائدها في أول اشتباك لهم. وقد دخل كل التركمان تحت قيادة هذه المجموعة في 10-15 يوماً. وبعد ذلك بدؤوا في تكوين مجموعات مختلفة. وهذه المجموعة منذ تأسيسها موجودة في دفاع عونلي. وقد اضطرت هذه المجموعة الموجودة في عونلي إلى الانسحاب عند سقوط غابللي. وهي مجموعة تتكون بالكلية من التركمان وتعرض مظهراً ديموقراطياً، ويعلن قادتها بالانتخاب.

نور الدين زنكي توكاي: أول مجموعة مؤسسة بعد ممدوح جولها. ومنذ تأسيسها تحارب في كارابجاكلي وصاراي. وقد اضطرت إلى الانسحاب من المكان الذي كانتت فيه بعد سقوط غابللي في 15 يناير 2016. وقد تعرضوا لهجوم جوي عنيف، وسقط منهم عدد كبير من الشهداء. وقائدهم أبو أحمد فريد وهو القائد الوحيد منذ تأسيسها. وبعد تأسيس مجموعة نور الدين زنكي ظهرت التحزبات بشكل سريع في المنطقة.

السلطان سليم توكاي الأول: قائدهم طارق صوحتا، وهو القائد الوحيد منذ تأسيسها. وحاربوا في فرينلك وشران عموماً. وكانت جبهتهم في فرينلك ومركزهم في شران. وقد حاربوا مع حزب الاتحاد الديمقراطي لفترة في حلب. وقد كانوا من بين قوات المعارضة التي حاربت في مطار منغ واستولت عليه في شمال حلب في أغسطس 2013. وقد أدار نفرس صوحتا جد طارق صوحتا معركة كبيرة مع العلويين الذين حاولوا دخول باير في عام 1939 ضد الأرمن. ولهذا السبب فإن نفرس صوحتا شخص مشهور في تركيا، وقد واستمرت علاقات أولاده بتركيا.

السلطان عبد الحميد توكاي: قائدهم عمر عبد الله. وقد كانوا يحمون فرينلك حتى سقوط قيزل داغ. وقد حاربوا بشكل عنيف في قيزل داغ. وقد انسحبوا من أماكن تمركزهم حين سقطت قيزل داغ.

مجموعة الإخوة بالله: أول مؤسس لهم هيثم طوبالجا. وبعد هيثم طوبالجا ترأس المجموعة أبو أدهم تركمان. وآخر قادتها رمضان أوطي. ويعرف تأثير هثيم طوبالجا على من خلفوه. وقد أقاموا في مورطولو في البدايات وبعد ذلك انتقلوا إلى مليكلي. وقد حاربوا في تلك المنطقة قبل سقوط جبل 45 وبعد سقوطه انسحبوا إلى جرداكلي. وقد دافعوا عن جرداكلي حتى سقوط غابللي. وتتكون تلك المجموعة من التركمان فقط، وتعرف بأنها أكثر مجموعة سقط منها شهداء بعد مجموعة ممدوح جولها.

شهداء جبل التركمان توكاي: وقد أسست هذا المجموعة من قبل أديل أورلي. وتدافع عن قيزل داغ. ومركزها في مورطلي. وقد حاربوا داعش في قيزل داغ في 2013. وقد انسحبوا إلى كلز بعد حربهم مع داعش. وقد أسس ميدان للتعليم في كلز باسم 1071. وقد قاموا بتعليم المجموعات العربية. وقد أخذوا تعليمهم من هذه المجموعة منذ قدومهم إلى منطقة أويجور ترك. وبعد ذلك ضعفوا جداً. وقد استمروا في حربهم في كلز على الرغم من قلة عددهم وعتادهم.

مجموعة المرابطون: هي مجموعة تكونت من المنفصلين عن مجموعة شهداء جبل التركمان. وقرابجاقلي هي جبهتم. وقائدهم الشهيد إسماعيل جولاق. وقد استشهد في أحد الاشتباكات التي دخلها. وقد أطلقت روسيا صورايخ على مكان وجودهم. واستشهد أغلب جنودهم وأصيبوا.

الظاهر بيبرس توكاي: هي مجموعة انفصلت عن مجموعة ممدوح جولها، وقد حاربت هذه المجموعة مع ممدوح جولها في الجبهة نفسها. وقد تكونت من صليب التركمان.

فرقة جبل التركمان: أسست في عام 2012. وقد أسست بقرار مشترك من كل المجموعات التي ذكرناها في الأعلى، واجتمعت كل المجموعات تحت سقف واحد. وقادتها هم محمد عوض، ومساعده أبو الفضل. وأنشأت تلك الفرقة ميدان تعليم. ونتيجة للقرار المشترك أُجبرت كل فرقة تركمانية على تعليم جنودها في هذه المجموعة. وأخذت هذه الفرقة كل الدعم القادم. وبعد ذلك حدثت انفصالات عن هذه المجموعة من قبل الجنود أصحاب الفكر الإسلامي الرديكالي. ومع هذه الانقسامات انقسمت الجبل إلى مجموعتين كبيرتين.

مجموعة الجبهة الإسلامية: مجموعة منفصلة عن فرقة جبل التركمان، وقائدهم أبو صهيب. وهي مجموعة تفكر في الاستمرار في الجهاد بعد سقوط النظام. وهي من أنشط المجموعات التي في جبل التركمان حالياً.

مجموعة ابن تيمية: وهي مجموعة يوجد الأجانب بشكل كبير في بنيتها. وهي المجموعة الوحيدة التي لم تنضم لفرقة جبل التركمان في تلك المنطقة.

فرقة الساحل الثاني: أسست من قبل مجلس تركمان سوريا. وقد تغير لاسم فرقة جبل التركمان. وتحصل على الدعم من مجلس تركمان سوريا. ولم تدخل بعض المجموعات التي في المنطقة إلى هذه الفرقة لأنها ضد مجلس تركمان سوريا. ولم تدخل مجموعة سليم توكاي، والسلطان عبد الحميد توكاي وجبل الإسلام إلى فرقة الساحل الثاني. ولم تحدث بينهم أي اشتباكات. وحصلت كل المجموعات التي في المنطقة على الدعم من فرقة الساحل الثاني.

الفرقة العاشرة: أسست بعد إلغاء فرقة جبل التركمان بهدف جمع كل المجموعات التي في المنطقة تحت سقف واحد، من قبل الذين لا يرغبون في الاجتماع تحت سقف فرقة الساحل الثاني بقيادة أبو الفضل. وقد احتوت على مجموعات عربية. وقد حصلوا على الدعم من الجيش السوري الحر. وقد حاربوا في جبهة غمام وقضي عليهم بعد سقوط الجبهة.

مجموعة الليبياليين: مركزهم في مورطلو. وقد حاربوا في جبهة عونلي وكانوا في الدفاع هناك. وقد قاموا بتدريب الانتحاريين بأعداد كبيرة، وقد استخدموا هؤلاء الانتحاريين ضد الأسد. وقد استخدموا ألقاباً ولم يستخدموا أسماءهم الحقيقية. وهم من الليبياليين بالكلية.

أنصار الشام: مجموعة كبيرة تتكون من العرب بنسبة 90%. وقد حاربوا في أماكن مختلفة في سوريا، وكان وجودهم في جبل التركمان بهدف الدعم فقط. وقد قاموا بوظيفة مهمة في السيطرة على كسب.

الشيشانيون: اجتمع كل الشيشانيين الذين في سوريا تحت سقف واحد، ومسلم أبو وليد هو قائد الشيشانيين. وهم مشتتون في كل أنحاء سوريا. وأحياناً يذهبون إلى منطقة التركمان بهدف المساعدة.

استنتاج

المدنيون من الشعب السوري هم المتضرر الأكبر في الحرب الداخلية التي في سوريا منذ ما يقارب الأعوام الخمسة، وهي حقيقة لا يمكن إنكارها. والمتضررون الآخرون من هذه الحرب الداخلية هم الدول المجاورة لسوريا وفي مقدمتها تركيا، والدول الأوروبية. وفي وقت إعداد هذا العمل كانت القوى وسيكون من الممكن تحقيق أجواء سلام دائم بنظام الحكم الديمقراطي الكامل الذي سيؤسس في سوريا. وهكذا فإن الدور الذي ستأخذه المجموعات التركمانية التي تعيش في كل مناطق سوريا مهم جداً بالنسبة لتركيا. لأنه إن كانت الأطراف الحدودية المحيطة بتركيا جيدة فتركيا هي الأخرى جيدة.

نرى في هذا العمل أن المجموعات التركمانية التي في سوريا لها أهمية من ناحية حربها مع قوات النظام والمجموعات الإرهابية الأخرى. بالإضافة إلى أن حرب المجموعات السابق ذكرها لها أهمية من ناحية أمن حدود تركيا الجنوبية،

المصادر

DAĞ, Ahmet Emin, (2010), “Halep Türkmenleri (1918-2008)”, Marmara Üniversitesi, Türkiyat Araştırmaları
Enstitüsü, Türk Tarihi Ana Bilim Dalı, Yayımlanmamış Doktora Tezi, İstanbul.
GÜVENÇ, Bozkurt, (1993), “Türk Kimliği”, Kültür Bakanlığı: Ankara.
KAFALI, Mustafa, (1973), “Suriye Türkleri-I”, Töre Dergisi, sayı 21, Ankara.
KAFESOĞLU, İbrahim, (2005), “Türk Milli Kültürü”, Ötüken: İstanbul.
KİRİSÇİOGLU, Mehmet Fatih, (2013), “Suriye’de İç Savaş Sürerken Suriye
Türkleri”, 21.yy Türkiye
Enstitüsü Rapor No: 1 http://www.21yyte.org/assets/uploads/files/suriye-turk-
menleri-rapor-son-pdf_14032013.pdf adresinden 01/03/2016 tarihinde ulaşılmıştır.
KOPRAMAN, Kazım Yaşar, (1989), “Doğuştan Günümüze Büyük İslam Tarihi”, İstanbul: Çağ.
ÖZTÜRKMEN, Ali, DUMAN, Bilgay, ve ORHAN, Oytun, (2011), Suriye’de Değişimin Ortaya Çıkardığı
Toplum: Suriye Türkmenleri, Orsam-Ortadoğu Türkmenleri Programı Rapor
No:14, http://www.orsam.org.tr/tr/trUploads/Yazilar/Dosyalar/20121226_rapor14tum. pdf adresinden 20/02/2016 tarihinde ulaşılmıştır.
SEVİM, A. (1989), “Suriye ve Filistin Selçukluları Tarihi”, Türk Tarih Kurumu Yayınları: Ankara.

ضع تعليقاَ