أبريل 20, 2024

هكذا غطى الإعلام الغربي الانقلاب الفاشل في تركيا

الصدمة والمفاجأة علت مواقع الإعلام الغربي بمجمله، والصدمة كانت أكبر لكثير من المتابعين وخاصة الأجانب من حجم السقطات التي شهدها الإعلام فور إعلان محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا. تقارير غير مسؤولة، معلومات غير دقيقة و خبث وتلاعب بالتغطية من قبل وسائل الإعلام الأجنبية وغيرها الكثير، وهو ما يطرح أسئلة كثيرة عن السلوك الإعلامي غير اللائق الذي قامت به هذه الجهات بما لا يرقى مع مستوى صحافة متوسطة.

نقدم في هذ التقرير عدداً من أبرز التغطيات ساعة الحدث والتي تظهر بوضوح تعاطفاً غريباً مع الانقلاب في تركيا

LiveLeak-dot-com-89b_1468742853-1_1468742848

تظهر صحيفة الإندبندنت تحيزاً كبيراً ضد أردوغان، وهو ما دفعها لتضع كلمة “خيانة” والتي استخدمها أردوغان لتوصيف الانقلاب بين حاصرتين، وكأنها تبدي استغرابها من توصيفه للحدث. ومع أنه من المنعارف على وصف أي انقلاب عسكري دموي ضد حكومة منتخبة بالخيانة وأنه جريمة ضد الدولة.

LiveLeak-dot-com-89b_1468742853-2_1468742852

صحيفة التلغراف البريطانية مثل غيرها أيضاً بدأت بالعمل مبكراً بتغطية أخبار الانقلاب واصفة الجيش “بالأوصياء على الدستور العلماني في تركيا”. وبدلاً من وصفهم بالخونة حاولت الصحيفة إظهار نواياهم النبيلة من وراء انقلابهم.

LiveLeak-dot-com-89b_1468742853-3_1468742854

نيويورك تايمز من جهتها أكدت أن اللحظات الأولى للانقلاب ستكون لحظات مثالية لتذكير الجميع بهوسهم بأردوغان ووصفه بأنه زعيم مستبد متفرد. وبالتالي كان من السهل لاحقاً وصف خطوات الحكومة الشرعية التركية لتطهير الانقلاب بأنها خطوات غير شرعية .

LiveLeak-dot-com-89b_1468742853-4_1468742856.jpg.resized

صحيفة تايمز أوف مالطا من جهتها قررت أن تذهب بعيداً حيث ذكرت أن مصدراً أوروبياً مجهولاً قال “باحتمال نجاح الانقلاب”. تصريح لم يتم التحقق منه أو نسبه لجهة معينة في وقت حساس، وبالتأكيد فإن هذه التغطية ساعدت مدبري الانقلاب بشكل أو بآخر لإعطاء انطباع بنجاح انقلابهم.

LiveLeak-dot-com-89b_1468742853-5_1468742858.jpg.resizedLiveLeak-dot-com-89b_1468742853-5_1468742858.jpg.resized

أما وكالة أنباء سبوتنيك الروسية، فقد أظهرت من خرجوا مخاطرين بحياتهم للتظاهر ضد الانقلاب بأنهم خرجوا “محتفلين” بالجنود المنقلبين!!!

LiveLeak-dot-com-89b_1468742853-6_1468742861.jpg.resized

ديلي بيست لم ترد معلومة خاطئة واحدة فحسب، بل أدعت أن أردوغان طلب اللجوء في بلدين أوربيين وليس بلد واحد، في الوقت الذي كانت فيه طيارة أردوغان تهبط في مطار إسطنبول وسط تواجد من قوات الانقلاب المعادية له، وكما يعلم الصحفيون والمحررون في الجريدة بأن فرار أردوغان كان يعني نجاح الانقلاب مع ذلك لم يقدموا أي اعتذار او تصحيح عما أوردوه.

LiveLeak-dot-com-89b_1468742853-7_1468742864.jpg.resized

LiveLeak-dot-com-89b_1468742853-8_1468742867.jpeg.resized LiveLeak-dot-com-89b_1468742853-9_1468742868.jpg.resized

يدعي موقع “فوكس VOX ” الذي يقول أنه يسعى لفهم الأخبار، وعليه ففي ظل حالة الفوضى التي شابت المشهد في بداياته لجأ الكثير من القراء لمتابعة الموقع وليجدوا هذا الخبر على صفحته الرئيسية وكان من ضمن ما ذكر به :” أردوغان يشكل تهديداً واضحاً للديمقراطية والعلمانية التركية، الجيش كان ينظر بحذر إلى هذه التحركات عبر السنوات الماضية”.

LiveLeak-dot-com-89b_1468742853-10_1468742869.jpg.resized

أما فوكس نيوز فاستضافوا محللاً يدعم الحكومة الشرعية في تركيا، وصف هذا المحلل الانقلاب بالعسكري وأنه سيؤدي إلى عدم الاستقرار والاستبداد، القناة اختارت أن تظهر العوامل الأخيرة فحسب على هذا الشكل:” إن نجح الانقلاب، يخسر الإسلاميون ونفوز نحن”.

LiveLeak-dot-com-89b_1468742853-11_1468742871.jpg.resized

الإندبندنت ظهرت مرة أخرى لتنشر مقالاً تتحدث فيه أن الأمر كله كان مدبراً من قبل الحكومة وناقشت فيه نظرية المؤامرة وأن الخدعة متقنة من قبل الحكومة كما فعل النازيون سابقاً! وبكل وضوح لم تكن الإندبندنت معادية لأردوغان فحسب بل كانت الأكثر تطرفاً في الأمر واستوعبت جميع وجهات النظر المعادية له.

LiveLeak-dot-com-89b_1468742853-12_1468742874.jpg.resized

بزنس انسايدر كانت لها وجهة نظر أخرى وأكدت أن أردوغان سيستخدم الانقلاب الأخير لزيادة التمكين له وإضفاء مزيد من الاستبداد على حكمه.

من يقرأ هذه التغطيات الإعلامية لن يعلم عن الحصار الذي عانى منه منزل أردوغان أو المطار لحظة وصوله إليه، لن يعلم عن حادثة محاولة الاغتيال أو مجابهة قوات الشرطة والأمن الموالية له للقوى الإنقلابية. اقتصر هذا التقرير على تغطيات متعلقة بساعة الحدث فقط، لاحقاً واجهت الصحف الغربية بالمجمل صدمة كبيرة بفشل الإنقلاب وتتابعت تحليلاتها المبطنة بالتهديد بانقلاب جديد وتقويض لسلطة أردوغان خلال فترة قريبة.

 المصدر: موقع لايف ليك + وكالات 

ضع تعليقاَ