أبريل 20, 2024

مركز ماسكوفسكي كارينغي الروسي: ما الذي يمنع اتفاق بوتين وترامب بشأن سوريا؟ وهل لإيران وإسرائيل دور في ذلك؟

 ترجمة: صابرين زهو

نشر مركز “ماسكوفسكي كارينغي” الروسي دراسةً تناول فيها مسألة الاتفاق الروسي الأمريكي بشأن القضية السورية، وما يتعرض له هذا الاتفاق من عراقيل نتيجة تحالفات الطرفين الروسي والأمريكي ومصالحهما المتضاربة.

وذكرت الدراسة أن إسرائيل تطالب ببعض الضمانات التي من شأنها أن تضمن بقاء بعض العناصر التابعة لإيران بعيدةً عن حدودها. وفي الإطار نفسه تأمل واشنطن في أن يكون لموسكو تأثيرٌ على القوات الإيرانية التي تجمعها بها علاقاتٌ جيدة.

كان الاتفاق المتعلّق بوقف إطلاق النار في الجنوب الغربي لسوريا بين بوتين وترامب النتيجة الأبرز للقاء هامبورغ يوم 7 تموز/يوليو. في المقابل من المستبعد أن يكون هذا القرار خطوةً فارقةً؛ نظراً للخلافات العديدة بين الطرفين، بالإضافة إلى المصالح المتضاربة، فضلاً عن غياب أي ردّ فعلٍ رسميٍّ من دمشق أو طهران.

عشية السابع من تموز/يوليو، أعلن بوتين وترامب عن إنشاء مذكرةٍ بشأن إقامة هدنةٍ في الجنوب الغربي لسوريا، وتتضمن هذه المنطقة ثلاث محافظاتٍ سورية؛ درعا والقنيطرة والسويداء. ووفقاً لوزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”: “تتعهد كلٌّ من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بوقف إطلاق النار في المنطقة من قبل كافة الفصائل المتقاتلة الموجودة. بالإضافة إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية. وفيما يتعلق بالأمن سيتم توفير قواتٍ من الشرطة العسكرية الروسية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة والأردن”.

وفي هذا الصدد ينصّ جوهر الاتفاق على أن الدول الثلاث الضامنة للهدنة (روسيا، والولايات المتحدة، والأردن) هي المسؤولة عن نجاحها، إذ ستكون موسكو مسؤولةً عن قوات النظام برئاسة “بشار الأسد”، وعن الهياكل شبه العسكرية التي تخضع لسيطرة إيران، بما في ذلك حركة “حزب الله” الشيعية. أما الولايات المتحدة والأردن فستكونان مسؤولتين عن كل جماعات المعارضة السورية في المنطقة.

في أوائل شهر أيار/مايو تم الإعلان عن إنشاء أربع مناطق لوقف التصعيد في سوريا. تشمل المنطقة الأولى شمالي سوريا، وتضمّ محافظة إدلب وبعض الأراضي المتاخمة لمحافظة اللاذقية، وحلب، وحماة. أما المنطقة الثانية فتضمّ شمال محافظة حمص. في المقابل تشمل المنطقة الثالثة الغوطة الشرقية، في حين تم إنشاء منطقةٍ رابعة تحتوي على مناطق من الجنوب السوري، على غرار محافظتي درعا والقنيطرة.

وفي تموز/ يوليو، وفي انتظار المحادثات أستانة القادمة، اتفقت كل من روسيا والولايات المتحدة على حدود كلٍّ من منطقتي حمص والغوطة الشرقية. أما فيما يتعلق بالشمال السوري فإن المفاوضات ظلّت عالقة؛ وذلك بسبب الخلافات التي تجمع هذين الجانبين مع تركيا. وفي هذا الصدد، قال رئيس الوفد الروسي إلى أستانة “ألكسندر لافرينتيف”: “كان من المستحيل التوصل إلى اتفاقٍ حول الجنوب السوري دون مشاركة الطرفيْن الأمريكي والأردني”.

من الواضح أن الولايات المتحدة الأمريكية وافقت على بقاء الأسد في السلطة، على الأقل في الوقت الراهن، وأن روسيا هي التي ستقرر متى سيتنحى الأسد عن السلطة.

 وفي السياق نفسه اطلعت إسرائيل على جميع تفاصيل المفاوضات والمحادثات التي جرت في عمان، كما وعدت كلٌّ من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل بأخذ مطالبها بعين الاعتبار، وأصرت على استبعاد تركيا وإيران من عمليه التفاوض بشأن مصير المنطقة الجنوبية.

وفي التاسع من تموز/ يوليو، وهو اليوم الذي دخل فيه الاتفاق الروسي الأمريكي حيز التنفيذ، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” إنه تحدث إلى كلٍّ من ترامب وبوتين، ووعداه كلاهما بمراعاة وجهة النظر الإسرائيلية.

لكن في وقتٍ لاحق أعلن نتنياهو أنه يعارض خطط موسكو وواشنطن التي وردت في نص الاتفاق، حيث إن نصّ المفاوضات لا يشمل إيران أو حزب الله أو الجماعات الشيعية الأخرى في سوريا؛ أي إن الوثيقة لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح كلٍّ من إسرائيل والمعارضة السورية.

المصدر: مركز ماسكوفسكي كارينغي الروسي

الرابط: http://carnegie.ru/commentary/71560

ضع تعليقاَ