ملخص تنفيذي (تشرين الثاني/نوفمبر 2022)
شهد شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022 تدهوراً متزايداً في الوضع الصحي في عموماً سوريا، إذ تتصاعد الأرقام المتعلقة بانتشار الأوبئة مثل التهاب الكبد الوبائي والكوليرا والجرب، فيما حمّلت منظمة الصحة العالمية كلاً من النظام وتركيا مسؤولية تفشي مرض الكوليرا.
على الصعيد العسكري والأمني فقد استمرت الاشتباكات بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام كان من أبرزها عمليات عسكرية متبادلة بين هيئة تحرير الشام والنظام، وتعرض قوافل إيرانية لقصف مجهول -منسوب لإسرائيل- أودى بحياة العشرات، تبعه قصف مجهول-منسوب لإيران- لقاعدة تابعة للتحالف الدولي،
التطور الأهم هو إطلاق تركيا لعملية عسكرية “المخلب السيف”، واستخدامها لأول مرة المجالين الجويين الروسي والأمريكي في سوريا لتنفيذ هجمات ضد “قسد”، بينما أشارت التصريحات والتقارير عن تحييد أكثر من 326 من عناصر قسد والنظام وحوالي 500 موقع من ضمنها حقول ومحطات نفطية في القحطانية والرميلان، وهو ما واجهته قسد بتصريحات توعدت فيها تركيا برد قاس واتبعتها بقصف مدفعي وصاروخي لعدة مرات استهدفت فيها مواقع عسكرية تركية في سوريا، ومواقع مدنية وعسكرية في داخل تركيا مما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في الجانب التركي، بالإضافة إلى إطلاق النداءات الدولية وتحديداً للولايات المتحدة وروسيا لمحاولة ثني تركيا عن عمليتها العسكرية، ومحاولة استمالة النظام للقتال إلى جانب قسد ضد تركيا.
وشهد هذا الشهر استهداف النظام وروسيا بالصواريخ المحملة بقنابل عنقودية مجمع مخيمات بريف إدلب الغربي ما أسفر وقوع 9 قتلى ونحو 70 جريحاً، كما قتل 5 أشخاص، بينهم طفل، وأصيب 5 آخرون بجروح، جراء قصف صاروخي مصدره مناطق سيطرة قسد استهدف مدينة اعزاز بريف حلب شمال سوريا.
وفي المنطقة الجنوبية فلا تزال الاشتباكات مستمرة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين الفصائل المحلية ومجموعات متهمة بالانتماء لتنظيم “داعش”
بالنسبة للنظام فقد استمرت الأزمة الاقتصادية في مناطق سيطرته بينما انتعشت تجارة حبوب “الكبتاغون” وأصبحت أبرز الصادرات السورية، وتفوق قيمتها كل قيمة صادرات البلاد القانونية، وركز النظام مؤخراً على التسويات حيث شهد هذا الشهر إعلان مشروع تسوية في حمص، و تسوية أوضاع نحو 2300 من المطلوبين والفارين من الخدمتين الإلزامية والاحتياطية والمتخلفين عنهما، في حماة.
على صعيد المعارضة السورية فقد ركزت تحركاتها على تفعيل العملية السياسية والتداول بشأنها مع الجهات الدولية والإقليمية، بينما تواصلت الاحتجاجات في مناطق المعارضة احتجاجاً على تدهور الواقع الاقتصادي أو الأمني،
وفي نفس السياق فأحد التطورات المهمة مؤخراً على صعيد المعارضة هي عملية إعادة مأسسة الجيش الوطني التي تضغط تركيا لانجازها والتي تقضي بكف يد المجموعات العسكرية عن الملف الإداري في المنطقة وتسليم الحواجز للشرطة العسكرية ودمج الأجهزة الأمنية ونقل المقرات العسكرية خارج المدن.
فيما يتعلق بقسد والمناطق الواقعة تحت سيطرتها فقد استمرت قسد بعقد لقاءات مع مسؤولين دوليين – مسؤولين أمريكيين- لمناقشة الخطط العسكرية والامنية والدعم الإنساني والمساعدات والعمل مع المنظمات الدولية، وجددت قسد رفضها تقارب النظام مع تركيا، أما المجلس الوطني الكردي في سوريا، فاتهم قوى الأمن الداخلي (الأسايش) التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، بمنعه -للمرة الثانية- من عقد مؤتمره الرابع بمدينة القامشلي في شمال شرقي سوريا.
على صعيد التحركات الدولية فقد تضمن شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022 لقاء بين الأردن وروسيا لمناقشة دور عربي جماعي قيادي في جهود حل الأزمة السورية والتي لم تسفر عن شيء ملموس فيما يبدو، بينما أكدت جهات دولية الظروف داخل سوريا ليست آمنة لعودة اللاجئين على نطاق واسع
وفي نفس سياق التحركات الدولية فقد عُقدت خلال هذا الشهر جولة جديدة من محادثات أستانا وانتهت بتأكيد الدول الضامنة لمسار أستانا (روسيا وتركيا وإيران)، الحاجة إلى “التنفيذ الكامل للاتفاقات الخاصة بالشمال السوري”.
على صعيد تحركات الاحتلال الإسرائيلي فقد شغلت الضربة -المنسوبة إلى إسرائيل- لرتل إيراني على الحدود السورية العراقية مساحة كبيرة من الاهتمام خلال هذا الشهر، بالاضافة إلى الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مطار الشعيرات وغارات أخرى استهدفت نقاطاً عسكرية في المنطقتين الوسطى والساحلية وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل وجرح العشرات.
وخلال هذا الشهر أعلن تنظيم داعش -الذي يتذبذب نشاطه من شهر لآخر-، مسؤوليته عن 11 عملية نفذها ضد النظام وقسد وأسفرت -بحسب مزاعم التنظيم- عن مقتل وجرح العشرات، يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه جهات أمريكية عن عزمها تأسيس بنية تحتية في سوريا من أجل احتواء تنظيم “داعش” على المدى البعيد. فيما كثفت تركيا من جهودها في ملاحقة واعتقال عناصر التنظيم في داخل سوريا وتركيا.
فيما يخص ملف اللاجئين فقد شهد شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2022 وصول الدفعة الثانية من اللاجئين السوريين في لبنان إلى الأراضي السورية، في إطار رحلات منظمة يتولاها الأمن العام اللبناني بالتنسيق مع النظام السوري وتنتقدها المنظمات الإنسانية والمعارضة السورية، كما أطلق ناشطون سوريون في ألمانيا حملة ” أوقفوا تمويل الأسد”، دعوا فيها لوقف مطالبة اللاجئين باستخراج أوراق رسمية من سفارة النظام السوري في برلين.