العنوان: الخليج الطائفي: البحرين والسعودية والربيع العربي الذي لم يكن
المؤلف: توبي ماثيسن
عدد الصفحات: 208
تاريخ النشر: 3 يوليو 2013
اللغة: الإنجليزية
عرض: كريستيان كوتس أولريخسن
ترجمه أمين الأيوبي، وصدرت طبعته الأولى عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر عام (2014م)، ويتكون من مقدمة وتمهيد ثم سبعة فصول، تتلوها خاتمة فشكر ثم المراجع
يستعرض هذا الكتاب روايات شهود عيان عن المرحلة الأولى من الربيع العربي، وانتقال مطالب الإصلاح إلى أجزاء من دول الخليج، ويحلل كيف ولماذا نجحت الثورة المضادة الإقليمية في عزل وتمزيق حركات الاحتجاج المتنامية، كما يوفر إطلالة على الأسباب التي مَكَّنَت ملكيات الخليج من البقاء على قيد الحياة رغم موجات الاضطراب التي اجتاحت المنطقة في عام 2011.
البعد الجيوسياسي
وتتمحور حجة المؤلف حول استجابة المسئولين الخليجيين لتحدي الشرعية السياسية عبر التلاعب بخطوط الصدع داخل المجتمع لمنع أي معارضة جماهيرية لحمكهم. ولأنه كان حاضرًا في دوار اللؤلوة أثناء الاحتجاجات البحرينية، كما ذكر في الصفحة التاسعة، يرى أن الأكثر إثارة لقلق المسئولين الخليجيين كان البعد الجيوسياسي الإقليمي، حيث لم يكن يفصل بين شيعة المنطقة الشرقية السعودية عن البحرين سوى 30 دقيقة بالسيارة عبر جسر الملك فهد، حسبما شرح في الصفحة 73.
كبح المعارضة
ولمواجهة أي تآكل لهذه السلطة، يشدد المؤلف على أن حكام الخليج أضفوا طابعا طائفيا على السياسة بهدف كبح جماح جبهة المعارضة العابرة للهويات. وتم تغذية ذلك عبر ما وصفه في صفحة 127 بـ “رواد الهوية الطائفية”، وتحديدا الأشخاص الذين تعتمد مكانتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية على التلاعب الماهر بالحدود الطائفية، ويستفيدون إذا أصبحت هذه الحدود علامة مميزة لشريحة من المجتمع”.
الدعم الخليجي
وخصص الكاتب بعض الفصول لتتبع كيف تجذرت ردود الأفعال الطائفية في البحرين والسعودية، وأيضا في الكويت، حيث اشتعلت التوترات الاجتماعية في آتون الخلاف في وجهات النظر بين المجتمعات السنية والشيعية بعدما تكشفت حقائق الصراع في سوريا واستعادت الحكومة البحرية النظام بيد حديدية.
ويلفت المؤلف أيضا كيف أن العنف الطائفي المتصاعد في سوريا، رغم أن نظام الأسد هو مَن قدح زناده في البداية، إلا أنَّ الدعم الخليجي (للمتمردين) السوريين انطلق من واقع طائفي، وإن كانت له انعكاسات على السياسة المحلية في دول الخليج ذاتها، وفق ما أورده المؤلف في الصفحة 120 من الكتاب.
شماعة التدخل الخارجي
وتطورت المفارقة، حيث شنت الحكومات الخليجية حملة صارمة ضد المعارضة في الداخل، وعلَّقت أي مشكلة على شماعة التدخل الخارجي، سواء من قبل إيران أو جماعة الإخوان المسلمين. لكنها في الوقت ذاته، وسَّعت نطاق دعمها للمظاهرات التي ماجت بها دول عربية أخرى، طالما خدمت مصالحها الإقليمية الجيوسياسية.
وهكذا أصبحت دول الخليج تلعب دورا محوريا في كيفية تطور الربيع العربي، واستغلت الفرص التي وفرتها الاطضرابات السياسية في دول عربية أخرى”، كما ذكره في الصفحة 119.
مسارات التحول
علاوة على ذلك، يرى المؤلف أن الجمع بين القدرات المتنامية في دول الخليج الغنية بالنفط والأغراض السياسية يعني أنها سوف تؤثر بعمق في مسارات التحول السياسي والاقتصادي، مع دخول الربيع العربي مرحلة ضبابية.
ويتضح هذا بالفعل في مصر، حيث سرعان ما حل مكان الدعم القطري للإخوان حزمة من المساعدات السياسية والمالية تتجاوز 12 مليار دولار من السعودية والإمارات والكويت للنظام العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في يوليو 2013.
أدوات المواجهة
وبذلك يوفر الكتاب آفاقا جديدة لتحليل الأسباب الجذرية ومسار التوتر الطائفي في الشرق الأوسط. بيدَ أنه من المهم أيضًا الإشارة إلى أن نشر سياسة الهوية كان مجرد أداة من أدوات العمل في الخليج، حيث قللت هذه الدول أولا من التهديد المباشر الذي تشكله الانتفاضات العربية ثم قضوا عليه. وهناك عوامل أخرى ورد ذكرها في صفحة 129 من الكتاب، وتشمل: مزيجا من القمع وتوزيع الثروة في محاولة لرشوة قوى المعارضة.
حلول مؤقتة
ويخلُص المؤلف إلى أن هذه الحلول؛ قصيرة الأجل، وتحجب- بل تعقد في الواقع- الحاجة الملحة للانتقال بعيدا عن الاقتصادات السياسية التي تعتمد على الميزة النسبية في موارد الطاقة والتحول إلى اقتصادات متنوعة تقوم على الميزة التنافسية في رأس المال البشري.
وفي حين أحبطت هذه الأساليب الثورة على المدى القصير، يرى المؤلف أن الفشل في معالجة دعوات الإصلاح الديمقراطي سوف تؤدي في نهاية المطاف إلى تفاقم المشكلات، وتهديد مستقبل منطقة الشرق الأوسط.