تُعْتَبر المَحْرُوقات عَصَب الحَرَكة الاقتِصاديّة في الشَّمال السُّوريّ وفي كلّ مَكان، إِلّا أنّ تِجارة المَحْرُوقات في الدّاخِل السُّوريّ تَشْهَد احْتِكارًا واضِحًا، الأَمْر الَّذي انْعَكَس على أَسْعارِها وعلى تَوافُرِها، وعلى حِرْمان التُّجّار العاديّين من دُخُول هذا القِطاع التِّجاريّ.
تُسَيطِر شَرِكة وتَد التّابِعة لهَيْئة تَحْرير الشّام على تِجارة المَحْرُوقات في الدّاخِل السُّوري بشَكْلٍ شِبْه تامّ، ومُؤخَّرًا تَمّ افْتِتاح شَرِكة أُخْرَى هي شَرِكة كاف، إلّا أنّ بَعْض التَّقارير الصَّحفيّة تَقُول إنّ كاف لا تَتَعدَّى أنْ تَكُون إِحْدَى فُرُوع وتَد، وهي مُحاوَلة لإِظْهار وُجُود مُنافَسة في السُّوق، وذلك بَعْد مَوْجات من السُّخْط بِسَبَب تَحَكُّم وتَد ومن ورائِها هَيْئة تَحْرير الشّام بِأَسْعار المَحْرُوقات.
يَدْخُل الشَّمال السُّوريّ 600 صِهْريج شَهْريا ذُو مَصْدر أُورُوبّي، إِضافةً لعَشَرات الصَّهاريج من مَناطِق قسد وهي مَحْرُوقات مُكَرَّرة بِوَسائِل بُدائيّة، وتَعْمل في مَدينة إدلب وحْدَها 150 مَحطّة للمَحْرُوقات، ويَعْمل 20,000 عامِل في هذا القِطاع، وهذا الحَجْم من التِّجارة يَتِمّ في ظِل شَرِكَتَيْ وتد وكاف فَقَطْ.
قدَّمتْ 3 شَرِكات طَلَبات لِتَرْخيص لحكومة الإنقاذ في إدلب لاسْتيراد المَحْرُوقات الأُورُوبّيّة، كما قدَّمتْ 4 شَرِكات أُخْرَى طَلَبات لِتَرْخيص تَكْرير مَحَلّي للمَحْرُوقات، وحَتَّى الآن لَمْ تُمْنَح مُوافَقة لِأَي من الطَّلَبات المُقَدَّمة، وهذا ما يَزيد من عُمْق الاحْتِكار، ومِمّا لا شَكّ فيه أنّ المُتَضَرِّر الرَّئيس هو المُسْتَهْلِك النِّهائي، لا سيَّما أنّ وتَد غَيَّرت سِعْر المَحْرُوقات 10 مَرّات خِلال الأَشْهُر الماضيةِ.