الكتاب: الحرب الأمريكية من أجل الشرق الاوسط الكبير.. تاريخ عسكرى
المؤلف: أندرو جيه. باسيفيتش
الناشر: Random House
تاريخ الإصدار: 5 أبريل 2016
عدد الصفحات: 480 صفحة
اللغة: الإنجليزية
(1)
ألَّف أندرو باسيفيتش سلسلة من الكتب حول موضوع الإمبريالية والقوة العسكرية الأمريكية، كان أحدثها كتابه الأخير: “الحرب الأمريكية من أجل الشرق الاوسط الكبير.. تاريخ عسكرى”.
يعيد الكتاب تقييم السياسة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط على مدار العقود الأربع الماضية. ويرى المؤلف حدوث تحول كبير خلال الثمانينيات؛ فبعدما وضعت الحرب البارة أوزارها، شنت الولايات المتحدة صراعا جديدا- حربًا من أجل الشرق الأوسط الكبير- استمرت حتى الوقت الراهن.
وبعدما كان الصراع الطويل مع الاتحاد السوفيتي يشهد قتالا متفرقًا وعرَضيًا، أصبحت الأعمال العدائية متواصلة منذ بدأت هذه الحرب الجديدة. من البلقان وشرق آسيا إلى الخليج وآسيا الوسطى، أطلقت الولايات المتحدة سلسلة، لا نهاية لها على ما يبدو، من الحملات في أنحاء العالم الإسلامي، أسفرت كلها إلى عكس الأهداف المرجوة، مثل: تعزيز السلام وتحقيق الاستقرار.
ونتيجة لذلك، أصبحت عبارات مثل “الحرب الدائمة” و”الحرب المفتوحة” جزءًا من الخطاب اليومي.
يربط “باسيفيتش” هذه النقاط التاريخية بطريقة فريدة، لينسج قصة متعددة الحلقات، مثل: تفجيرات بيروت عام 1983، ومعركة مقديشو عام 1993، وغزو العراق عام 2003، وصعود داعش في العقد الحالي.
وترجع أهمية ذلك إلى أن فهم تداعيات الجهود العسكرية الأمريكية يتطلب رؤية هذه الأحداث التي تبدو منفصلة باعتبارها جزءًا متماسكًا من حرب واحدة. كما يتطلب أيضًا تحديد أخطاء الحكم الذي أصدره القادة السياسيون في كلا الجانبين، وعدد من كبار ضباط الجيش الذين يتقاسمون مسؤولية ما أصبح سلسلة ضخمة من الحماقات.
(2)
يوفر الكتاب لمحة تاريخية سريعة على العمليات العسكرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، لكن هذا هو السبب الذي دفع جيم مايلز- حين كتب عرضًا للكتاب في موقع جلوبال ريسيرش– إلى عدم اعتباره أفضل مؤلفات “باسيفيتش”؛ ربما بسبب ضيق بؤرة التركيز.
يستهل الكتاب بطرحٍ قد يعتبره البعض صادما لفرط صراحته، يقول: إن حرب الشرق الأوسط الكبير “كانت تهدف للحفاظ على طريقة الحياة الأمريكية، المتجذرة في فهم محدد للحرية، والتي تتطلب وفرة من الطاقة الرخيصة”. وهي بداية لافتة للانتباه، حينما يكون الموضوع هو التاريخ العسكري!
يرى الكاتب أن نفط الشرق الأوسط حُقَّ أن يكون لأولئك الذين اكتشفوه، وطوروه، وكانوا بحاجة فعلية إليه. وهي النظرة التي لاقت قبولا لدى العديد من الأمريكيين العاديين.. كل ما كان مطلوبا لتترسخ هذه الحقوق كان البطش باستخدام القوة العسكرية الأمريكية.
أمَا وقد بدأ الكتاب بهذه الفكرة الفلسفية- والكلام لا يزال لـ “مايلز”- فإنه يعيد للأذهان أحداث الحرب العالمية الأولى، وما تمخض عنها مما يتعلق بسقوط الخلافة العثمانية؛ تلك الفترة التي شهدت توقيع اتفاقية سايكس-بيكو، ووعد بلفور لإنشاء الدولة اليهودية.
وقد كان يُنظَر لإسرائيل باعتبارها “بؤرة” للسيطرة الغربية/الأوروبية على المنطقة، ليس فقط لتأمين المرور عبر قناة السويس، ولكن أيضا من أجل الموارد النفطية المكتشفة حديثًا، وهي النقطة الأكثر أهمية.
يرى الكاتب أيضًا أن تنظيم الدولة ليس لديه “حلفاء ولا رعاة”، على عكس من يقولون بأنه يحظى بدعم تركي، ورعاية سعودية، فضلا عن غيرهم من المؤيدين في أنحاء الشرق الأوسط.
وعند مناقشة الأسباب التي تحول دون خروج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، يطرح “باسيفيتش” العديد من الافتراضات، لكنه يشير في الجزء الختامي إلى أن “الأمريكيين أنفسهم يبدو أنهم غافلون عما يحدث”.
ويخلُص المؤلف في نهاية المطاف إلى أن مهمة إيقاظ الأمريكيين كي يدركوا الواقع تتطلب إعادة تشكيل أنفسهم أولا، “عندها فقط ستضع الحرب أوزارها”.
(3)
– دعوته الأمريكيين إلى إعادة النظر في نهج بلادهم العسكري في الشرق الأوسط ثاقبة وملحة وضرورية. (نيويورك تايمز بوك ريفيو)
– أعظم ما أبدع باسيفيتش… كتاب مثير للجدل يتناول الفشل الأمريكي في الشرق الأوسط بدءًا من رئاسة جيمي كارتر وحتى الوقت الحاضر. (روبرت د. كابلان- وول ستريت جورنال)
– استعراض نقدي للسياسة الأمريكية وتدخل الولايات المتحدة عسكريًا… والمطلعون على أعمال باسيفيتش سيتعرفون على العبارة الواضحة، والصراحة الضاربة، والذكاء المتألق، التي تميز كتابات أحد النقاد الأكثر فصاحة وحنكة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية. (واشنطن بوست)
– “عمل جديد وضخم” (هافنجتون بوست)
– جولة تاريخية غير مسبوقة ستؤثر على صياغة السياسة الخارجية الأمريكية مستقبلا. (الجنرال المتقاعد باول ك. فان ريبر، من مشاة البحرية الأمريكية)
* أندرو باسيفيتش؛ مؤرخ أمريكي متخصص في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية والسياسة الخارجية والتاريخ الدبلوماسي والعسسكري الأمريكي، و يحظى بمقعد على قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعا.
وهو أستاذ فخري في العلاقات الدولية والتاريخ في كلية باردي للدراسات العالمية في جامعة بوسطن، وضابط متقاعد برتبة كولونيل من الجيش الأمريكي، قضى في الجيش 20 عاما (1969–1992) خدم خلالها في حربي فيتنام والخليج.
هو أيضا من أشد النقاد للاحتلال الأمريكي للعراق، ويعتبر هذا الصراع “فشلًا ذريعًا”، وفي مارس 2007، وصف تأييد بوش لهذه “الحروب الوقائية” بأنها تصرف “غير أخلاقي، وغير مشروع، وطائش”.
نهاية الغطرسة الامريكية قريبة
باتت أمريكا على حافة الهاوية ولن تجد من يعيد مجدها .