أوائل الأكاديميين البريطانيين يدّعون أن الهجمات الكيميائية السورية كانت مزيفة
كشفت صحيفة التايمز أن أكاديميين بريطانيين معروفين يقومون بنشر معلومات مضللة لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد ونظريات المؤامرة التي تروج لها روسيا. وهم مؤسسو مجموعة دعائية تخدم مصالح النظام السوري وفي نفس الوقت يشغلون مناصب في الجامعات بما في ذلك جامعات أدنبره، وشيفيلد، وليستر.
أعضاء المجموعة -التي تضم 4 أساتذة- قاموا بنشر الكذب الذي كرّره السفير الروسي في بريطانيا يوم أمس بأن قوة المتطوعين المدنيين -الخوذ البيض- قد اختلقت أدلة فيديو على هجمات الرئيس الأسد المدعوم من الكرملين. ومن بين مستشاري هذه المجموعة؛ أميركيّ تحدّى النسخة الأمريكية من أحداث 11 أيلول/سبتمبر على أنها نظرية مؤامرة، وأستراليّ ذكر أن وكالة الاستخبارات المركزية كانت وراء الهجوم الكيميائي في نهاية الأسبوع الماضي في سوريا.
أثارت مجموعة الخوذ البيضاء غضب روسيا لتوثيق الهجوم الكيميائي على خان شيخون في أبريل من العام الماضي -والذي أودى بحياة 83 شخصاً- ثلثهم من الأطفال. في سبتمبر الماضي وجدت وحدةٌ تابعة للأمم المتحدة أن هناك أسباباً معقولةً للاعتقاد بأنّ القوات السورية أسقطت قنبلة تحوي غاز السارين على خان شيخون.
بالأمس قام عضو المجموعة وهو أستاذ في النظريات السياسية البيئية في جامعة أدنبره “تيم هايوارد” بإعادة تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر مفادها أن “الخوذ البيضاء والفصائل الإرهابية لفّقت أحداثًا كاذبة وقامت بخطف وتخدير الأطفال لاستخدامهم كدلائل”، وأضاف: “إنّ تصريحات الشهود من المدنيين والمسؤولين في الغوطة تثير أسئلة مزعجة للغاية”.
وقد نشر البروفيسور هايوارد مقالاً في مدونته لزميله “بول مككيغ” -وهو أستاذ في علم الأوبئة الوراثية- زعم أنه كان هناك “احتمالاً ضئيلاً” بأن الأسد قام بهجمات كيميائية، استخدم فيها “حساب التفاضل والتكامل الاحتمالي” لتقييم الأدلة. وقد استخدم البروفيسور “هايوارد” هاشتاج #Syriahoax -الخدعة السورية- عند مناقشة الهجمات الكيميائية في البلاد. لقد أصبح الهاشتاغ منتشرًا بعد أن استخدمته شخصيات اليمين المتطرف في الولايات المتحدة بما في ذلك “مايك سيرنوفيتش” -وهو أحد المؤيدين الرئيسيين لنظرية المؤامرة- إضافةً إلى “بيزاجيت” التي زعمت أن أنصار هيلاري كلينتون كانوا متورطين في عصابة تسيء معاملة الأطفال. وقيل أن الهاشتاغ قد رُوِّجَ له من قِبَل عميل إلكتروني روسي. كما ربط البروفيسور مقطع الفيديو الذي ظهر على أنه لضحايا الهجوم الكيميائي الذي تم تنظيمه.
قام أحد المنقذين بإزالة غطاء الرأس عن ضحية لهجوم كيميائي ملفّق بحسب البروفيسور. وكتب البروفيسور هايوارد مستهزئاً: “مهمة أصحاب الخوذ البيضاء: إنقاذ حجاب رأس واحد يعني إنقاذ الجميع #SyriaHoax “. وبعد أن اتصلت به The Times قام بحذف التغريدة.
أما الأكاديمي الأمريكي “مارك كريسبين ميلر” الذي قيل إنه وصف رواية الحكومة الأمريكية لهجمات 11 سبتمبر بأنها “نظرية مؤامرة” فهو عضو في المجلس الاستشاري لصانعي السياسات. عضو آخر في مجلس الإدارة هو “ديفيد بلاكال” -وهو أكاديمي أسترالي- كتب تغريدةً مفادها أن: “وكالة الاستخبارات الأمريكية قامت بتلفيق مراحل هجوم الغاز لجعلها ذريعةً للتصعيد في سوريا”. كما كتب البروفيسور هايوارد لموقع الأخبار 21ST Century Wire -الذي كانت محررته هي “فانيسا بيلي” وهي ابنة الدبلوماسي البريطاني الراحل “هارولد بيلي”- يزعم أن الخوذ البيضاء ينتمون للقاعدة وأنهم “هدف شرعي” لقوات الأسد.
قام عضو آخر في المجموعة -بيرس روبنسون- أستاذ السياسة والمجتمع والصحافة السياسية في جامعة شيفيلد بنشر مقطع يكرّر فيه بيلي الحجّة القائلة بأن المجموعة يجب أن تكون هدفاً.
وقال عضو آخر في المجموعة وهو “تارا ماكورماك” -أستاذ آخر في إدارة الإنتاج الاجتماعي ومحاضر في العلاقات الدولية بجامعة ليستر-: “إنّه من الحقائق الثابتة أنّ الخوذ البيضاء هي في الأساس من القاعدة”، كما جادل الدكتور ماكورماك بأن وفاة الرئيس اليوغوسلافي السابق “سلوبودان ميلوسيفيتش” أثناء محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم حرب في لاهاي “وضع نهاية لمهزلة” محاكمته. المذكرة الإعلامية الأولى التي نشرتها المجموعة بعنوان “شكوك حول قضية ” Novichoks” تساءلت عمّا إذا كان برنامج عميل الأعصاب السري في روسيا موجودٌ أساساً. وألقت بريطانيا باللوم على موسكو في تسميم العميل المزدوج السابق “سيرجي سكريبال” وابنته يوليا في ساليسبري الشهر الماضي.
وقال البروفيسور روبنسون ، عضو المجموعة لصحيفة التايمز: “كل ما أقوله وأكتبه يمكنني الدفاع عنه على أساس بحث حسن النية والاعتبار الواجب للأدلة المتاحة”.
تنشر فانيسا بيلي معلومات تستحق الاهتمام ومن المؤكد أن عملها على الخوذ البيضاء-إلى جانب الأعمال التي ينتجها الآخرون- تثير أسئلة بالغة الأهمية للأكاديميين والجمهور ليبحثوا فيها. ورفضت جامعة شيفيلد التعليق قائلة إنها تحتاج إلى مزيد من الوقت للنظر في المسائل المثارة.
قال البروفيسور هايوارد فيما يتعلق باستخدامه لـ هاشتاغ Syriahoax: “أنا اؤمن أنّ الهاشتاغ هو للإشارة إلى موضوع معين وليس لنشر عقيدة ولا أوافق على نشر أي معلومات مغلوطة”.
وقالت جامعة إدنبره: “نحن ندرك ونحرص على الأهمية الأساسية لحرية التعبير ونسعى إلى تعزيز ثقافة تمكن هذه الحرية من أن تتم في إطار من الاحترام المتبادل”. ونفى آدم لارسون وهو باحث مستقل في المجموعة الليلة الماضية أن المجموعة تروج لمعلوماتٍ خاطئة.
المصدر: التايمز البريطانية
الرابط: https://www.thetimes.co.uk/article/apologists-for-assad-working-in-british-universities-2f72hw29m