عنوان الكتاب: الخريف العربي.. كيف كسب الإخوان المسلمون مصر ثم خسروها
المؤلف: إريك تراجر
الناشر: مطبعة جامعة جورجتاون
تاريخ النشر: 30 سبتمبر 2016
عدد الصفحات: 296 صفحة
اللغة: الإنجليزية
في قرابة ثلاثمائة صفحة، أصدرت مطبعة جامعة جورجتاون كتابًا جديدًا للباحث إريك تراجر بعنوان “الخريف العربي.. كيف كسب الإخوان المسلمون مصر ثم خسروها”، يتناول سؤالين رئيسيين:
(1) كيف فازت جماعة الإخوان المسلمون المصرية بالسلطة سريعًا عقب انتفاضة “الربيع العربي”؟
(2) لماذا سقطت جماعة الإخوان من السلطة بسرعة أكبر، وانتهى المطاف بإزاحة الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013؟
قصص متباينة ترسم تفاصيل الحكاية
طوال فترة رئاسة محمد مرسي، كان “تراجر” يتابع باستمرار المسار السياسي في مصر خلال هذه الفترة غير المسبوقة، وقبلها كان فيها متواجدا داخل مصر خلال فترة الثورة في عام 2011. وهو في هذا الكتاب، يحاول نسج خيوط أحداث متباينة لرواية القصة المصرية سواء أثناء فترة الانتفاضة أو الآن، على حد قول نانسي يوسف، مراسلة الأمن القومي في موقع ديلي بيست الأمريكي.
يبدأ المؤلف الحكاية بانضمام الإخوان المتأخر إلى ركب الثورة- من وجهة نظره- ثم تموضعها على الساحة السياسية في مرحلة ما بعد الانتفاضة. ويتحدث عن استعدادات الجماعة للوصول إلى السلطة، ويرسم الطريق الذي سلكته إلى البرلمان، ويرصد المظاهر التي تشير إلى أن أعضاء هذا المجلس كانوا برلمانيون بلا سلطة.
يعرج الكتاب أيضًا على “الطريق إلى الاتحادية”، واستمرار الصراع السياسي، وتنازع السلطة، وصولا إلى اهتزازها، انتهاءً بالتمرد، قبل أن يختم بالحديث عن انكسار الجماعة.
عملية اتخاذ القرار داخل الإخوان
في هذا الكتاب يدرس “تراجر”، زميل واجنر في معهد واشنطن، عملية اتخاذ القرار داخل جماعة الإخوان خلال هذه الفترة الحرجة، موضحًا أسباب انضمامها إلى انتفاضة 2011، والترشح على أغلبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 2011-2012، وتقديم مرشح رئاسي بالمخالفة لوعدها السابق بعدم القيام بذلك.
من خلال أبحاث واسعة ومكثفة عن الشأن المصري، ولقاءات مع عشرات القادة والكوادر في جماعة الإخوان، بما في ذلك “مرسي”، يرى “تراجر” أن الخصائص التنظيمية التي ساعدت الإخوان على الفوز بالسلطة، هي ذاتها التي أسهمت في سقوطها السريع.
ويرصد “تراجر” كيف عملت الجماعة بكثافة لضم أعضاء جدد، وتعزيز سلسلتها القيادية المنتشرة في أنحاء البلاد، أسفر عن امتلاك قدرات لا مثيل لها على تعبئة الحشود ساعدتها في الانتخابات البرلمانية والرئاسية بعد مبارك.
عيوب التنظيم الهرمي والتقديرات الخاطئة
لكنه في المقابل انتقد الثقافة التنظيمية الهرمية داخل جماعة الإخوان المسلمين، والتي لا تستوعب المعارضين وتنظر إلى النقاد باعتبارهم أعداء للإسلام؛ وهو ما أدى إلى تنفير الكثير من المصريين، بما في ذلك العديد من مؤسسات الدولة في مصر، على حد قوله.
يقول “تراجر” أيضًا: إن تقوقع الجماعة حال دون إدراك قيادتها سريعًا أن البلاد تنتزلق من بين أيديهم، وترك مئات الآلاف من الإخوان المسلمين غير مستعدين على الإطلاق للحملة الوحشية التي تلت أطاحت بمرسي.
ويؤكد المؤلف أن حسابات الإخوان كانت خاطئة بدرجة كبيرة، حيث بالغت الجماعة في تقييم قدراتها، وقللت جدًا من حماس النظام الجديد لسحقها، ما أودى بها إلى المصير الذي تواجهه الآن.