Reaching for the Heights: The Inside Story of a Secret Attempt to Reach a Syrian-Israeli Peace
قبل شهور قليلة صدر هذا الكتاب المهم عن المحادثات واللقاءات بين النظام في سوريا والاسرائيليين
مؤلف الكتاب هو فريدريك هوف، الذي شغل منصب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا وسفير واشنطن سابقا في دمشق فريدريك هوف، هوف، وهو خبير ومبعوث عسكري، وعُرف بأنه بين أوائل من رسموا “خط 4 يونيو (حزيران) 1967″، وقاد خلال السنوات الأولى لفترة أوباما 2009 – 2011، محاولة أمريكية لتوقيع معاهدة سلام بين إسرائيل وسوريا.
بعد عام 2011 تعثرت مساعي فريدريك نتيجة تصاعد الأحداث في سوريا، علماً أن هوف يعتقد أن مجلس الأمن القومي التابع للرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أخطأ عندما حاول أن يصوغ تسوية شاملة لمشاكل المنطقة من خلال المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية دون أن يعطي المسار السوري الأهمية الكافية.
وبحسب الكاتب فيبدو أن النظام في سوريا استمتع بالمناقشات إلى حد كبير لأنه تعامل معها كبوابة لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، بينما تم إغراء الحكومة الإسرائيلية بالتفاعل مع هذه المساعي بالتشكيك المستمر في احتمالات التوصل الى “سلام” من جانب واحد.
برأي هوف فإن “الضربات التي تسهلها الولايات المتحدة ضد إيران وحزب الله، وهما حليفان رئيسيان لسوريا، حفزت اهتمامه في التوسط في السلام”،
تدور أحداث الكتاب المليء بالتفاصيل والأسماء حول لقاءات وتواصلات في واشنطن ودمشق والقدس، حيث كان يتم العمل على صفقة لإعادة المناطق التي تحتلها إسرائيل من مرتفعات الجولان. في مقابل قطع سوريا علاقاتها العسكرية مع إيران وحزب الله وحماس.
في الكتاب يكشف الكاتب أن دمشق وتل أبيب كانتا على وشك التوصل الى اتفاق سلام بشرط استعادة كامل هضبة الجولان السورية وإعادة تموضع دمشق استراتيجياً لجهة الابتعاد عن إيران وحزب الله.
ووفقا لهوف، فإن مبعوث نتنياهو الخاص، يتسحاق مولخو، كان المندوب الإسرائيلي في هذه المفاوضات، وأنه قال خلال محادثة في القدس مع وزيرة الخارجية الأميركية حينها، هيلاري كلينتون، إن إسرائيل توافق مبدئيا على “انسحاب كامل” مقابل سلام مع سورية، لكنه شدد على وجود تخوف في إسرائيل من أن الأسد لن يكون مستعدا بعد انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان المحتلة أن يلتزم بخطوات جوهرية يتعين عليه تنفيذها.
في النهاية يقول هوف: لم يحصل أي طرف على ما كان يأمله. وبقيت الإدارة الأمريكية تشاهد من بعيد وهي تبدو مترددة وغير فعالة، وشعر هوف بخيبة أمل بل وشعر أنه تتم معاقبته على ما اعتبرها “جهود إرساء السلام”. رغم أنه نجح في الوصول الى مسودة للاتفاق وحصل على موافقة الطرفين وقابل بشار الأسد الذي وافق على المسودة،
ينتقد هوف نفسه بشكل كبير في الكتاب لأنه لم يفهم طرق واشنطن، ويصف وضع واشنطن بالمشتت بين الأدوار التي نصبتها لنفسها كوسيط نزيه وهيمنة عالمية.