23 أيار/مايو 2023 – مترجم
للاطلاع على المقال من مصدره اضغط هنا
في حين أن المهمة المتمثلة في العمل على تحقيق المصالحة مع جيرانه في الشرق الأوسط تقع على عاتق رؤساء مخابراته، إلا أن بشار الأسد طلب المساعدة أيضًا من شخصيات بارزة في الحرس القديم لوالده. إحدى هؤلاء المستشارين هي “بثينة شعبان” المقربة من زوجته أسماء الأسد.
عندما رحبت الدول العربية بعودة سوريا إلى قمة جامعة الدول العربية المنعقدة في السعودية في 19 أيار/مايو، كانت هناك مستشارة سرية على متن الوفد السوري في جدة، هي بثينة شعبان. لقد ظلت المترجمة الشخصية الموثوقة لدى حافظ الأسد، والتي شغلت منصب وزير المغتربين من 2006 إلى 2011، بعيدة عن الأضواء طوال العقد الماضي من الحرب في سوريا. وهي تقود الآن مهمات إستراتيجية لمساعدة النظام في سوريا على إعادة التواصل مع جيرانها، وذلك لتكملة لجهود مسؤول التجسس حسام لوقا (12 -5- 2023).
تواجدت شعبان على أرض مألوفة في عمان، وهي دولة أساسية في المحادثات التي أدت إلى إعادة دمج سوريا في جامعة الدول العربية. في عام 2021، تم إرسالها في مهمة إلى “مسقط” لإبلاغ وزارة الخارجية العمانية باستعداد سوريا لمزيد من التعاون الإقليمي.
المستشارة الخاصة، المولودة في محافظة حمص عام 1953، تلعب الآن دورًا رئيسيًا في تلك العلاقة الثنائية. كما تم استدعاؤها للانضمام إلى السيدة الأولى أسماء الأسد في دمشق لاستقبال وفد من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العمانية، بقيادة “حمد بن محمد الضوياني” في 13 أيار/مايو. وقد كلف بشار الأسد زوجته بمعالجة العلاقات الثقافية وما يسمى بالعلاقات الإنسانية في سوريا.
من طهران إلى التطلعات السورية الأوروبية
شعبان هي أيضا شخصية مؤثرة في علاقات نظام الأسد مع إيران. فقد مهدت رحلتها الأخيرة إلى طهران في يناير الطريق لزيارة وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان” إلى دمشق، والتي أثيرت خلالها المسألة الحساسة للغاية المتعلقة بالمصالحة السورية المحتملة مع تركيا. وقد تمت دعوة شعبان لطهران شخصيًا من قبل “جميلة علم الهدى” زوجة الرئيس “إبراهيم رئيسي”، مما سمح لبثينة بالوصول إلى أعلى المسؤولين الإيرانيين.
بالإضافة إلى عملها على تطبيع العلاقات السورية العربية، شاركت شعبان منذ فترة طويلة في جهود المصالحة التي تبذلها دمشق مع الدول الأوروبية، حيث تنقل بانتظام رسائل الأسد إلى المؤسسات الأوروبية مثل “معهد شيلر” الألماني الذي ينادي برفع العقوبات عن سوريا، كما نقلت رسائل إلى وفد ثقافي إيطالي بقيادة “باولو كاسيلو” في يونيو الماضي.