من المحتمل أن تشكل الأيام الـ 45 المقبلة فترة نشاط وهجمات متنوعة لداعش خاصة مع قدوم شهر رمضان، فلقد دأبت داعش على استخدام شهر رمضان – الذي يبدأ يوم 6 يونيو وينتهي في 5 يوليو 2016 – كمبرر لهجماتها وكوسيلة لإعادة توجيه استراتيجياتها.
ومن المرجح أن تعمل داعش هذا العام على اتخاذ الكثير من التدابير لمعاكسة خسائرها الفادحة في العراق وسوريا وتوسيع هجماتها في مختلف المناطق. تسعى داعش لإثبات قدرتها على الحفاظ على مناطقها التي تسيطر عليها، ويتوقع منها أن تتجه في توسيع هجماتها باتجاه تركيا ولبنان والأردن.
وقد اقترح معهد دراسات الحرب (ISW) تقسيم نشاطات داعش المقبلة وفق أربع دوائر جغرافية:
- الأولى: جوهر تضاريس داعش وهي المنطقة التي تشمل كلاً من سوريا والعراق والأردن ولبنان وفلسطين وإسرائيل وسيناء.
- الثانية: مراكز القوى الإقليمية والتي تشمل السعودية وتركيا ومصر.
- الثالثة: فتمثلت بباقي مناطق العالم الإسلامي.
- الرابعة: تشمل مناطق العالم الأخرى غير المسلمة.
من المتوقع أن تتسق حملة داعش خلال شهر رمضان مع استراتيجيتها الشاملة المبنية على التوسع في المناطق المختلفة وتعزيز قوة الخلافة وتعزيز الحرب المشتعلة. إذ تسعى داعش لتعزيز الحرب من أجل تدمير بنية الدولة الحديثة وهو ما يتيح لها التوسع على حساب الدول الضعيفة أو المنهارة. وترتكز الادوات على بدء أو إدامة الصراعات المحلية وتحويل النزاعات المحلية إلى حروب طائفية أوسع واستقطاب أعداد أكبر من المسلمين حول العالم.
وقد تقود هذه الاستراتيجية بشكل أو بآخر إلى زيادة التنظيمات والجماعات المبايعة لداعش حول العالم خاصة في مناطق كالصومال وبنغلاديش ويمكن تفسير تركيز داعش هناك في إطار تنافسها مع داعش ومحاولاتها الجادة لنزع الشرعية عن التنظيم القديم.
وتُبرز الاستراتيجية المتوقعة لعمل داعش اعتماد التنظيم على فكرة اللعب على التناقضات، فشن هجمات في مصر سيؤدي إلى اضعاف الدولة المصرية وهو ما يخدم جهود التنظيم في إضعاف بنية الدولة الحديثة في المنطقة، كما أنه سيوفر فرصة جيدة لداعش لتوجيه ضربة للإخوان المسلمين الذين يرفضون العمل المسلح بشكل أو بآخر هناك. ومن شأن قيام داعش بتنفيذ هجمات تستهدف الجنود الأتراك في مناطق الأكراد داخل تركيا أن يؤدي إلى إذكاء نار الصراع المشتعل في المناطق الكردية هناك وإعادة خلط الأوراق بما يحول دون التوصل إلى اتفاق سلام بين المتنازعين.
على أي حال، يقدم المعهد نصائح للإدارة الامريكية في كيفية التعامل مع الخطة المحتملة، والتي تتضمن تكريس المزيد من الجهود فيما يتعلق بالحملة البرية وتعزيز حماية الأهداف الضعيفة حول العالم، وتعزيز التحالفات الإقليمية والعالمية الرئيسية لمنع سقوطها أمام أي ضربة ينفذها التنظيم.
استراتيجية داعش داخل تضاريسها الأساسية ” جوهر تضاريس داعش” |
|
الحفاظ على الخلافة بشكلها المادي |
|
استهداف بنية الدولة الحديثة داخل العراق وسوريا وإفشال أي محاولة لإعادة إنعاش مسار دول المنطقة.
|
|
تغذية الصراعات العرقية والطائفية المحلية وتحريضها |
|
استهداف التحالفات بين أعداء داعش |
|
استراتيجية داعش في التعامل مع مراكز السلطة الإقليمية |
|
تحدي الدول المتنافسة على قيادة العالم الإسلامي |
|
تصعيد الحروب الإقليمية العرقية والطائفية |
|
استهداف التحالفات بين أعداء داعش |
|
استراتيجية داعش في دول العالم الإسلامي |
|
كسر الدولة الحديثة |
|
تحدي الحكومات الإسلامية المنافسة لداعش |
|
توحيد الامة |
|
استراتيجية داعش في الدول الغير إسلامية |
|
استقطاب المجتمعات الأوروبية |
|
إضعاف وزعزعة استقرار الدول الغربية وروسيا |
|
التحريض على اندلاع صراعات طبيعية بين أعداء داعش |
|
نصائح قدمها المعهد للإدارة الأمريكية من أجل التعامل مع استراتيجية داعش المحتملة:
- تكريس المزيد من الجهود فيما يتعلق بالحملة البرية ضد داعش.
- وتعزيز حماية الأهداف الضعيفة حول العالم.
- تعزيز التحالفات الإقليمية والعالمية الرئيسية لمنع سقوطها أمام أي ضربة ينفذها التنظيم.