في شهر ديسمبر من العام الحالي 2021 تستعد ليبيا لدخول عملية انتخابية لاختيار رئيس للدولة، كما تستعد لخوض انتخابات برلمانية ستقام في بدايات عام 2022. هذه الخطوات جاءت بعد مخاض عسير في الملف الليبي، بدأ بتمرد خليفة حفتر عام 2014 على السلطة الشرعية في طرابلس، ومن ثم تم التوقيع على معاهدة الصخيرات التي نظمت عملية الانتقال السياسي في ليبيا، ثم بدأت الدول الأوروبية في عقد المؤتمرات في فرنسا وبرلين لتهيئة الظروف السياسية للوصول إلى تهدئة كاملة وبناء مؤسسات الدولة.
وبذات الوقت كانت العمليات العسكرية بين الأطراف المتحاربة في ليبيا في أوجها. وفي عام 2020، توصل الفرقاء في ليبيا لصيغة تأسيس حكومة وطنية تتولى مرحلة انتقالية، حتى انطلاق الانتخابات التي قررتها المفوضية العليا الليبية بين عامي 2021 – 2022.
وستقام الانتخابات الليبية في ظروف داخلية محفوفة بالمخاطر، لأن الخلافات بين الأطراف السياسية قد تعقد الأمور، وقد تؤدي إلى فشل العملية الانتخابية.
هذه الورقة تسلط الضوء على السياق العام للانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة، وتناقش سيناريوهات الانتخابات وأبرز الشخصيات التي من الممكن أن تصل لسدة الرئاسة، مستندة إلى الواقع الاجتماعي، والمعطيات الأخرى الميدانية في الأرض الليبية.